دخل الصياد الحجرة المحبوس فيها القاضى يوساب وهو يقول لة : عامل أية دلوقتى يا صديقى يوساب؟
نظر لة القاضى يوساب وهو يرفع عينية لصورة للعذراء مريم قائلاً فى خفوت وهدوء:
اشكر ربنا ...انى لسة بعقلى وايمانى وقدسيتى وطاهرتى من افعالكم المقززة يا حبيبى الصياد
ضحك الصياد بكل ما يملك من اشمئزازمن الحياة ومن هؤلاء القدسين الاشرار قائلاً فى غيظ مكبوت وحنق بالغ : طب أشكر ربنا كمان علشان أنى افتكرتك بالطعام ..
نظر يوساب ليد الصياد التى لم تكن توجد بداخلها غير كسرة حبز يابسة وحفنة من الملح وثمرة طماطم عطنة فأشمأذ من هذا المنظر وتلك الغدوة التعبانة التى لا تسد جوع عصفور مريض
ثم رجع ونظر لصورة العذراء الحزينة قائلاًَ كأنة موجة كلماتة للصورة:
أنا صائم ...صائم بتاتاً
رجع الصياد يضحك قائلاً للقاضى :
ياعم القاضى ....ياصديقى القديم ...هذا الطعام ليس لك بل للقطة بسبيسو فقط ...أما أنت فلك طعام أخر ...فأنت القاضى الهمام ...والمفكر التى أفكارة كما الحسام ...تعال وأنظر للطعام
هنا فى هذا الركن من الحجرة يوجد طعامك ياسيدى القاضى ..ولا تزعل وأنت تنام
فنظر القاضى بطرف عينية للركن فوجد طاولة مملؤة مما لذ وطاب من أشهى وافخم أنواع الطعام والشراب
فرجعت الحياة لروح القاضى وتبسمت شفتاة ...وأنفرجت أسريرة وقال فى رقة غير معهودة من القاضى :
هكذا يكون الطعام ..وهكذا يكون الكلام
فقهقة الصياد قائلاً للقاضى يوساب :
أدعوا لاصدقائك فانوس وكاف كاف ..فهذا الطعام هو نتاج تعب وشغل وكد شهرين ...كانوا بيحطوا الظلوط القبطى على الظلوط القبطى < الظلوط هو العملة المتداولة الرسمية فى مملكة الاقباط > حتى يأتوا لك بكل ما تحب وتشتهى من الطعام ...ولكن لى سؤال لك سيدى القاضى الهمام وصديقى القديم التمام...الم تقل منذ لحظات أنك صائم ؟؟؟
أبتسم القاضى يوساب فى خبث قائلاً : نعم كنت صائم ..صيام الدهر ...أما الان فأنا فاطر فطار الجهر...يعنى غصبن عنى ...هو بمزاجى ...مش انا مخطوف ياصياد
نظر لة الصياد فى غيظ قائلاً : لا فائدة معك ...انت مثل الثعبان لا يستطيع احد ان يمسك بك ابدااً ...
*********************************************
غداً التكملة
تحياتى
الصياد