وأشار أمين إسكندر إلي أن ما تطالب به كفاية سبق أن تحدث عنه المطالبون بالتغيير والديموقراطية خلال العقود الثلاثة الأخيرة,فنحن لم نبتدع شيئا أو نخترع إطارا تنظيميا جديدا,ولكن كل ما فعلناه هو المزاوجة بين القول والفعل,ونسعي لتطبيق ما تطالب به كل القوي الوطنية,وتضم كفاية الحالمين بالتغيير,والساعين إلي تحقيقه,وسوف نتقدم بمرشح للرئاسة,ونائب له,في حالة حصولنا علي ضمانات بأن الانتخابات سوف تجري في مناخ من الشفافية والديموقراطية.
حالة حوارية
وأضاف د.عماد صيام -الخبير التنموي وعضو كفاية-:
ما تقوم به الحركة المصرية من أجل التغيير هو استمرار لحالة حوارية شهدها المجتمع المصري علي مختلف الأصعدة منذ التسعينيات سواء في إطار لجنة العدالة والسلام,أو المركز القبطي للدراسات الاجتماعية,أو منتدي حوار الثقافات,أو بعض النقابات,أو المراكز البحثية.غلب علي حوارات التسعينيات مسألة التغيير الديموقراطي,من هنا فإن حركة كفاية تمثل استمرارية وتطويرا لحالة حوار قائمة بالفعل من خلال إفساح مجال للمشاركة لكل المنتمين إلي القوي السياسية,والتيارات الفكرية,والمختلفين نوعيا وجيليا ودينيا,وإعادة تربية المجتمع سياسيا,والعمل علي تغيير ثقافة المجتمع السائدة كي تكون أكثر ديموقراطية,وبناء مجتمع جديد علي أساس من الحرية والمواطنة والمسئولية الاجتماعية.
مطلب قديم
وتحدث المهندس أحمد بهاء الدين شعبان -عضو كفاية والناشط السياسي- عن العلاقة بين الداخل والخارج في مسألة التغيير الديموقراطي.قال:
القول بأن النضال من أجل الديموقراطية بدأ في المجتمع المصري متلازما مع البرنامج الأمريكي للتغيير فيه مغالطة كبيرة.هناك حوار ممتد في مصر حول الديموقراطية منذ سنوات طويلة,كانت الحرية أحد النداءات الأساسية للثورة العرابية,والمزاوجة بين الاستقلال والدستور كان في صدارة المطالب التي رفعتها ثورة 1919,واحتلت الديموقراطية أحد المبادئ الستة لثورة 23 يوليو 1952 رغم أن إشكالية الديموقراطية لازمتها بعد ذلك.ورفعت مظاهرات الطلاب والعمال في مراحل مختلفة شعارات الديموقراطية والحرية.
إذن الديموقراطية مطلب مصري قديم,ومن غير المنطقي الادعاء بأن هذا المطلب جاء نتيجة المشروع الأمريكي الرامي إلي دمقرطة المنطقة العربية,لأنني أعتقد أن الدافع الرئيسي وراء هذا المشروع هو خدمة المصالح الأمريكية ذاتها,أما نحن فنسعي في إطار حركة كفاية إلي بناء مشروع وطني خالص يستند إلي المواطنة الكاملة علي أساس من المساواة الكاملة بصرف النظر عن الاختلاف في اللون أو الجنس أو الدين أو النوع.الإصلاح أمر ملح لأن مستقبل الوطن بات في خطر.
صناعة الهوجة
في إطار التعقيب علي آراء رموز كفاية قال المهندس منير عياد -الناشط في العمل العام-:
إنني كنت من الموقعين علي البيان الذي صدر منذ بضعة أشهر باقتناع كامل لأن المرحلة الراهنة تتطلب ذلك.ولكنني فوجئت أن البيان تحول إلي حركة تحمل اسم الحركة المصرية للتغيير,جاء ذلك في اجتماع لم أدع إليه,ولم أفوض أحدا للحديث نيابة عني فيه.
هناك تناقض في الطرح السابق.فإذا كانت الحركة ليست حزبا فكيف تطالب بالتغيير الجذري؟.فمن المعروف أن هذا النمط من التغيير لا يحدث إلا من خلال حزب يمتلك أيديولوجية واضحة متماسكة.وحركة كفاية ليس لها إطار فكري أو أيديولوجي نظرا لأنها تضم أفرادا ينتمون إلي تيارات سياسية وفكرية متباينة,فما هو برنامج كفاية للتغيير,ولماذا؟.وكيف تتحرك في الشارع دون خريطة للقوي السياسية والاجتماعية القائمة؟.
أي حركة سياسية أو اجتماعية دون نظرية تعني هوجة في الشارع,وهو ما يسهم في دعم النظم السلطوية.ويؤدي ذلك إلي طرح عدد من التساؤلات من قبيل...ما مفهوم كفاية للأمن القومي المصري؟...وما موقفها من الشركات متعددة الجنسيات التي باتت تتحكم في نحو 70% من الاقتصاد العالمي؟.وكيف تعادي الحركة إسرائيل والولايات المتحدة دون أن تكون لها رؤية وإطار نظري حول كيفية تحقيق الاستقلال الوطني أسوة بالحركات الاجتماعية التي ظهرت في دول أخري مثل البرازيل؟.
مرجعيات شمولية
وتعقيبا علي الطرح الذي قدمه رموز كفاية قال الكاتب السياسي طارق حسن -نائب مدير تحرير الأهرام-:
إذا كانت حركة كفاية تضم شخصيات لها احترامها وعطاؤها علي الصعيد الوطني إلا أنها لا تمثل انقطاعا مع المرجعيات الشمولية التي تعبر عنها التيارات التي أتوا منها.من هنا فإن كفاية تبدو كأنها ضد النظام القائم,ولكنها ليست مع الديموقراطية...والدليل علي ذلك أن في المظاهرات التي نظمتها كفاية ترددت شعارات وهتافات ضد الديموقراطية ذاتها.
ما أريد قوله أن قضية الديموقراطية غير واضحة في الطرح المقدم,وهو ما يجعلنا نتساءل:ما الصورة التي تريدها كفاية لمصر في الفترة المقبلة؟ هل تريد تكرار ما حدث عام 1952؟...أم تريد تكرار المشهد الجزائري في مطلع التسعينيات حين حملت إجراءات التصويت الانتخابي قوي غير ديموقراطية للحكم؟...أم تريد استعادة المشهد السوداني والذي تمثل في وجود تيار إسلامي يقتات في خطابه لسنوات علي الديموقراطية وما إن وصل للحكم حتي عصف بكل شئ,وسحق الديموقراطية ذاتها,وطرد كل القوي السياسية من المجال العام؟.
في تقديري أنه يجب أن ننتقد أنفسنا,ونكرس انقطاعا حقيقيا عن المرجعيات الشمولية السابقة...فإذا وقفت كفاية عند حد المطالبة بالتغيير فإن ذلك غير كاف,وقد يؤدي إلي الفوضي.
رجع الصدي
* يوسف سيدهم:تطرح كفاية حزمة من الحلول الجذرية...هل يمكن أن يتحقق ذلك؟...ولماذا لا نقبل الإصلاح بوصفه خطوات متتابعة,إحداها تقود إلي الأخري وهكذا أسوة بما يحدث الآن في الحوار بين الحكومة وأحزاب المعارضة؟.
* سامح فوزي:هل الحكومة -وحدها- التي تتهم بتغييب الديموقراطية وبالاستبداد وفق رؤية حركة كفاية؟...فإذا كان الحال كذلك فماذا نقول عن التيارات الأخري والتي لا تعرف الديموقراطية,وكل ما تسعي إليه هو أن ترث الدولة المصرية؟.
ومن ناحية أخري هل العداء لأمريكا وإسرائيل يصلح هدفا تعبويا لعناصر مختلفة سياسيا وفكريا؟...ولماذا لا تطرح كفاية تصورا لأسلوب إدارة العداء مع أمريكا وإسرائيل بما يحقق في النهاية المصالح المصرية...أم أن الأمر مجرد شعارات وكفي؟.
* ناصر صبحي:المنتمون إلي كفاية متعددو المشارب والاتجاهات السياسية.فهل ذلك عامل ثراء للحركة أن أنه عامل فناء يبشر بقرب تحللها؟.
|