ملف الاقليات في مصر (2)
الشيعة في مصر .... منع ومحاصرة
يعانى الشيعة في مصر جملة من إهدار لكثير من الحقوق التي ينضوي معظمها في خانة الحقوق الأساسية للإنسان، ورغم وجود لحظات تاريخية حديثة شهدت تطور نسبي في تلك الحقوق في أربعينيات القرن المنصرم امتدت حتى أوائل الستينات ، إلا أن تلك اللحظات انقضت ليعود الحال بالنسبة للشيعة كما كان في سياق الحصار العام للمذهب الشيعي .
عندما قامت الثورة الإيرانية وجاء قيامها بالتزامن مع تنامي تيار الإسلام السياسي فإن حملة شعواء قد تم تدشينها على مستويات مختلفة في مواجهة الشيعة كمذهب وكان من تلك المستويات المستوى الأمني بالقطع بعد أن بلغ المستوى الإعلامي مداه ، بدوران عشرات المطابع وإفراغ عشرات من براميل الأحبار طعناً في المذهب الشيعي ، وغدت الفتاوى التي صدرت من أعلى مؤسسة دينية في مصر عن المذهب بإعتبارة مذهباً إسلاميا مثل باقي المذاهب وغدت كذلك أقوال العشرات من الشخصيات الإسلامية البارزة بحق المذهب غدت جميعها صوتا رقيقا لا ينفذ منة بصيص ضوء في ظل العاصفة الشعواء التي هبت بدعم رسمي ومؤسساتي مصري وعربي ، لأن الحكمة التي تعلمتها النظم أن سلطاتها عندما تتهدد فلا بد لخلاصها حتى باستخدام طرق تنتهك المعايير الحقوقية الاساسية .
وفي العام 1979 وهو عام قيام الثورة الايرانية تم الغاء الجمعية بقرار من الحكومة المصرية كما تم مصادرة المسجد التابع لها والذى كان يحمل اسم مسجد آل البيت ، ورغم أن الجمعية حصلت على حكم قضائي قرر جقها في العودة لممارسة نشاطها الا أن الحكومة المصرية لم تقم بتنفيذ هذا الحكم وعرقلتة بوسائل مختلفة ومتعددة ، وفي خلال الخمسة أعوام المنصرمة تم القاء القبض على عدد من أتباع المذهب الشيعي في مصر تحت دعاوى مختلفة تبرز حالة المنع التعسفي لهم من ممارسة شعائرهم و حقوقهم الدينية . و الملفت للنظر أنة لم ينسب الى أى من تلك المجموعات الشيعية القيام أو الدعوة للقيام بأعمال تتصف بالتطرف والغلو .
التعامل الرسمي المصري مع الشيعة ظل على حالة من المنع والحجب وعدم الاعتراف بالحقوق ، وظل حق التعبير لتلك الفئة ممنوعاً اعلامياً وممنوعا تنظيميا بعدم الموافقة على جمعيات اجتماعية للشيعة في مصر ، وظلت الملاحقات الامنية على حالها أضيف اليها هذه المرة تخوف قوى اسلامية من تواجد شيعي حقيقي في مصر قادر في احوال كثيرة على طرح رؤي اسلامية مختلفة ومستنيرة ، وخلاصة القول يمكن أن نقرر أن التيار الشيعي في مصر اليوم ،كمذهب ديني لمن ينتمون اليه الحرية التعبير عن معتقداتهم ،
يواجه عدة مشكلات داخلية أهمها :
1 - عدم وجود مراجع أو وكلاء مراجع.
2 - عدم وجود مساجد..
3 - ندرة الكتاب الشيعي..
4 - الضغوط الأمنية..
5 - التعتيم الإعلامي
ومما لاشك فية أن إستمرا حرمان هذا التيار والتضييق عليه ومنعة من التعبير عن ابسط حقوق المكفولة لكل جماعة دينية ، يمثل انتهاكاً ليس فقط لحوق إنسانية تكفلها القوانين الوطنية والمواثيق الحقوقية الدولية وإنما تمثل تراجع عن حقوق كانت ممنوحة لهذا التيار منذ اكثر من نصف قرن مضي .
اذن هذه هي الحالة الثانية في مسلسل مطاردة الاقليات لكن هذه المرة لأقلية دينية عقائدية مسلمة لكنها شيعية. رغم ان الوجود الشيعي في مصر ليس بجديد فمصر شهدت حقبا بأكملها كانت مصر كلها شيعية كحقبة الفاطميين و المماليك إلا ان هذا لم يشفع لهم و ظلوا مطاردين من امن الدولة.
(بعض فقرات المقال منقولة لما تحتوي عليها من احصائات)