عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-05-2005
الصورة الرمزية لـ kotomoto
kotomoto kotomoto غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 583
kotomoto is on a distinguished road
CONTINUE

تخيلوا طفلة امها توفت وعمرها من 10-15 سنة مثلا اين تقف هذه الطفلة؟وهل فصلها عن ابيها عمل تربوى او مسيحى؟
وقد قال لي شخص يعلم تاريخ المهجر الأمريكي من إنه منذ بداية إنشاء الكنائس في المهجر حتى نهاية الثمانينات فى الكثير من كنائس المهجر كانت السيدات والرجال يختلطن ببعض حيث يجلس الرجل بجانب زوجته وابناءه لتجتمع الأسرة ،إلا أن بعض العلمانيين المنغلقين وأغلبهم جاءوا من بيئات محافظة في الصعيد والدلتا طالبوا قداسة البابا شنودة بالفصل واستجاب قداسة البابا نزولا على رغبتهم .
والحمد الله فإن بعض الكنائس في المهجر مازال فيها الاختلاط بشكل طبيعي وإنساني ، وفي الكنيسة التي انتظم بالحضور فيها وهي كنيسة سان مارك بفرجينيا يجلس الرجل بشكل حضاري بجوار زوجته وابناءه أو الشاب بجوار أخته في مظهر جميل ، وهذه الكنيسة من أروع كنائس المهجر روحانية ونشاط وبها أثنين من الكهنة الشبان الذين يفهمان المسيحية في جوهرها الإنساني المتحضر الراقي .
إننا نحتاج في كنائسنا في مصر والمهجر إلى روح الاختلاط الجميل بين أولادنا وبناتنا ، ولدي ألف سبب وسبب لأقول أنه ضروري الآن من أي وقت مضى حفاظا على بناتنا وأولادنا من أن نفقدهم .
لقد تذكرت قصة عن المتنيح الأنبا بيمن ، وكا ن حاصلا على دراسات عليا في الاجتماع من أمريكا وشخصية منفتحة متميزة ومربى مشهود له ، حين سأله أحد كهنته عن إنه لا يفضل اختلاط البنات مع الأولاد لأنهم بيحبوا بعض يا سيدنا كما قاله له ، فما كان من الأنبا بيمن إلا أن قال له يا ريت أولادنا يحبوا بناتنا ويتجوزوا بعض ، وهل هناك أجمل من هذا أن يحب بناتنا أولادنا ويتزوجوا تحت رعاية كنيستهم ، أو ليست هذه هي إرادة المسيح أن يسعد ابناءه وبناته ويكونوا عائلات مسيحية ، أم نتركهم في الضياع ليصطادهم شباب العالم .
أنني أتمني أن نتخلي عن هذه العادة البدوية ، عادة النظر للمرأة على أنها أداة متحركة للشهوة والأغواء فهذا شيء في منتهي التخلف وضد المسيحية على طول الخط .
منذ شهور كنت في القاهرة وكان هناك ميعاد لمقابلة أحد أصدقائي في كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية وعندما ذهبت الى هناك وجدت اجتماع فقالوا لي إنه في الاجتماع ويمكن مقابلته بعد الاجتماع ودعوني للحضور ، وحضرت فوجدت الشبان والبنات يجلسون بجوار بعضهم ،وسعدت جدا لهذا المنظر الجميل واستمعت إلى عظة جميلة وباقة متنوعة من الترانيم وتمنيت أن أري هذا المنظر في كنائسنا القبطية الارثوذكسية ،وما يحدث فى قصر الدوبارة يحدث فى كنائس الروم الارثوذكس والارمن والكثير من الكنائس الكاثوليكية بمصر ولم يتبقى سوى الاقباط الارثوذكس، وبالطبع الاختلاط بديهى فى الكنائس الغربية.
لقد قال لى صديقى د. اسامة الغزالى حرب اننى عندما ازور الكتدرائية اشعر اننى ازور الازهر لا فرق كبير، واستطرد قائلا انتم لديكم دور حضارى وتنويرى فى هذا البلد كقاطرة للتقدم اما ان تصيروا شبهنا فبهذا فقدتم دوركم ورسالتكم.
إن فوائد الاختلاط بين الرجل والمرأة قد قتل بحثا منذ عشرات السنين في الغرب والشرق على السواء ،ومع ذلك هناك من يصر على تطبيق هذه العادات البدوية داخل كنائسنا بحجج عقيمة ، وكأن المحافظة على القداسة يستلزم هذا الفصل ، وهذا شيء عديم المعني فالذي يفكر في المرأة وهي بجانبه سيفكر فيها أيضا وهي جالسة في الجانب الآخر ، بل بالعكس سيفكر بها أكثر وهي بعيدة عنه .
لقد حان الوقت للتخلي عن هذه العادة السيئة ، عادة الفصل بين الرجال والنساء في الكنائس ، عادة أن ينفصل الرجل عن أسرته بمجرد دخوله الكنيسة ، وليكن ذلك الخطوة الاولى نحو التخلص من كثير من الشوائب الدخيلة والتى هبت علينا من الصحراء، وهى خطوة هامة ستؤثر بالتأكيد فى خطوات اخرى.
الرد مع إقتباس