عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-05-2005
الصورة الرمزية لـ kotomoto
kotomoto kotomoto غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 583
kotomoto is on a distinguished road
star تقرير صريح و خطير للBBC (الأخوان المسلمون يخرجون عن الصمت)

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news...00/4539175.stm


كانت آخر مواجهة علنية بين حركة الإخوان المسلمين، التي لا تزال محظورة في مصر، والنظام المصري تلك التي بثت وقائعها عبر شاشة التلفزيون المصري وعلى الهواء مباشرة في أواخر عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.

كانت مواجهة شخصية بينه وبين عمر التلمساني المرشد الثالث للإخوان. قال له التلمساني إني أشكوك إلى الله بعدما أحس أن السادات دعاه لمجلسه للسخرية منه والتطاول عليه.

وبعدها سيطر السلام البارد على علاقات الإخوان بالسلطة التي لم تكف بين الحين والآخر عن توجيه ضربات رمزية للإخوان كي لا يشبوا عن الطوق ربما.

ويدخل في ذلك المحاكمات العسكرية لعدد من قيادات الصف الثاني والثالث كعصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح.

أما رد فعل الإخوان إزاء هذه الضربات فلم يتجاوز الشكوى ولم يخرج عن ساحات المحاكم أو مظاهرات الجامعات ربما اقتناعا بأن المواجهة في هذه المرحلة من الثمانينيات وحتى قبل أشهر معدودة، عندما كانت سلطة الرئيس المصري حسني مبارك في عنفوانها، كانت ستعني تهديدا لوجود الحركة ذاتها.

وظلت العلاقة كامنة في حالة اللاسلم واللاحرب رغم أحداث سبتمبر وحربي العراق وأفغانستان وحديث أمريكي متجدد ومتوثب في الآونة الأخيرة عن الديقمراطية في العالم العربي والإسلامي.

بداية المواجهة
ويرى كثير من المحللين في مصر، كالمستشار طارق البشري والدكتور محمد سليم العوا، إن مواجهة مقنعة بين الأقباط والحكومة أسفرت في النهاية عن استقطاع جزء من سلطة الدولة لصالح الكنيسة، وبدا النظام لأول مرة غير قادر على ممارسة سلطته بالقوة ذاتها التي كان يتمتع بها منذ ثورة يوليو / تموز عام 1952.


هل يخشى الإخوان نفوذ حركة كفاية في الشارع المصري
وظل الإخوان في حالة انتظار رغم بزوغ الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، التي طالبت صراحة ولأول مرة في مصر بتنحي الرئيس مبارك عن السلطة وعارضت بالقوة نفسها أي مساع لنقل السلطة لابنه الأصغر جمال مبارك، الذي ارتقى إلى منصب رئيس لجنة السياسات وهي بمثابة مطبخ صناعة القرار في الحزب الوطني الحاكم.

ثم جاء التعديل الدستوري للمادة ستة وسبعين الذي اقترحه الرئيس مبارك في السادس والعشرين من فبراير شباط الماضي فرحب به الإخوان بداية ثم لما تكشفت تفاصيله وشروطه لم يعارضوه صراحة وإن طالبوا بالمزيد شأن آخرين في مصر.

وحتى عندما أدلى الرئيس مبارك بحديثه المطول بمناسبة عيد تحرير سيناء في الخامس والعشرين من أبريل نيسان الماضي ولم يبد فيه أي استجابة للمطالب بإلغاء قانون الطوارئ وتعيين نائب للرئيس ناهيك عن التنحي عن الحكم وإعلان انتخابات حرة كما يطالب البعض اكتفى الإخوان بالتعبير عن خيبة أملهم.

وفجأة اشتدت نبرة المتحدثين باسم الجماعة وخرج أنصارها في مظاهرات في كثير من المحافظات المصرية.

أما مرشد الإخوان محمد مهدي عاكف الذي كان قد صرح من قبل بأن من حق جمال مبارك أن يرشح نفسه كاي مواطن آخر عكس حركة كفاية التي رفضت ذلك جملة وتفصيلا فقد اشتدت نبرته أيضا فوصف السلطة في حديث للبي بي سي بأنها فئة ضالة مضلة ووصف النظام في مناسبات أخرى بأنه فاشل ومنته، بل وهدد بتنظيم حركة عصيان مدني ما لم يفرج عن المعتقلين من الجماعة ومن غيرها وما لم يحصل الشعب على حريته.

وعلى غير عادة الإخوان أكد مرشدهم أيضا باستمرار المظاهرات حتى يتحقق الإصلاح.

لماذا الآن؟
ظل هاجس الخوف من القضاء عليهم كجماعة سياسية يلازم الإخوان فترة طويلة من الزمن بعد الضربات التي تعرضوا لها في عام ثمانية وأربعين، بعد اغتيال رئيس الوزراء آنذاك محمود فهمي النقراشي الذي اتهم الإخوان بالوقوف وراء مقتله.

بعدها تولى رئاسة الحكومة إبراهيم عبد الهادي الذي اغتيل في عهده مؤسس الجماعة حسن البنا.

وتعرضت الجماعة لضربات مماثلة في عامي أربعة وخمسين وخمسة وستين من القرن الماضي، في أوج سلطة الرئيس جمال عبد الناصر.

فإذا كان هذا الهاجس يمكن يساعد في فهم تحركات الإخوان طيلة العقود الماضية، فهل يمكن أن يفسر تحرك الجماعة في الأيام الماضية؟

الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال لبي بي سي إنه بعد ظهور حركة كفاية والحركات الأخرى التي بدأت تلتحم بالشعب المصري وتشتبك مع السلطة رأى الإخوان إن السكوت أكثر من ذلك ربما يدخل الحركة في ذاكرة النسيان.

ويمكن القول إذن إن وجود الجماعة كإحدى أكبر القوى السياسية في الشارع المصري بات مهددا.

ويضيف الدكتور نافعة أن ما شجع الإخوان أيضا أنهم قرأوا من حديث أمريكا عن الإصلاح واحترام الخيار الديمقراطي حتى لو أسفر عن وصول إسلاميين للحكم لا سيما بعد تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا أن الوقت مناسب للتحرك، ربما كي يتزاوج الضغط الخارجي مع حراك داخلي تمهيدا لمخاض التجربة الإسلامية في مصر.

وإن كانت الإدارة الأمريكية لم تتحدث صراحة حتى الآن عن الإخوان بالتحديد إلا أن هناك مؤشرات على أنهم المعنيون عند الحديث عن البديل الإسلامي الديمقراطي.

فقد تحدث مركز مشروع القرن الأمريكي المعبر بشكل كبير عن الإدارة الأمريكية الحالية والمحافظين الجدد صراحة عن أمكانية التعامل مع الإخوان في مصر على أساس أن استمرار التعامل مع حكم الرئيس مبارك بات يهدد بانفجار الأوضاع في مصر في غير صالح أحد.

الاتحاد الأوروبي هو الآخر أعرب غير مرة عن استعداده للتعامل مع أي بديل ديمقراطي في الشرق الأوسط.

وكما يقول الصحفي عماد مكي في واشنطن فإن الأمريكيين يلعبون أيضا بعامل الوقت، ويلتزمون بحياد حذر إزاء ما يحدث في مصر، لا سيما وأن شعبية الإخوان لم يسبق أن تختبر كما يقول الدكتور حسن نافعة، فلربما ينكشف الأمر عن أن شعبية الإخوان ليست حاسمة كم يعول الإخوان أنفسهم.

تبقى أمام الإخوان في مصر معادلة لم يتوصلوا لحلها بعد: كيف سيكون رد فعل الأقباط؟

والأهم من ذلك إلى أي مدى يمكن أن يلتحم معهم الشعب المصري والقوى السياسية الأخرى إن هم قرروا المضي قدما في المواجهة؟
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news...00/4539175.stm
الرد مع إقتباس