عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-05-2005
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
14 - موت وحياة

والعجيب في الأمر إنه في الوقت الذي ذهب فيه هذا الرجل ومعه زوجته ليشهرا إسلامهما في عام 1960 سمح الرب بولادة طفل قبطي اطلق عليه أبواه اسم ( ناصر) وكان أسم على مسمى ، لأن الرب قد سُر بحسب غنى أحكامه أن ينهزم ناصر في طفولته ، ثم ينتصر في رجولته ، ويصير الخادم المكرس الذي تكلفه الكنيسة بإرجاع هذا الرجل إلى المسيح ، ومعه زوجته ، وأولاده وبناته وحفيدته ، في واحدة من أجمل وأروع انتصارات الكنيسة في مجال مكافحة أصعب حالات الأسلمة والتي مضى عليها واحد وثلاثون سنة ، نعم واحد وثلاثون سنة بالتمام والكمال !!!

فظاهر الامر كان كله جلجثة ، لكن باطنه كان كله قيامة وانتصار .

فهذا الرجل قد مات هو وأسرته من 31 سنة ، ولم يموتوا فقط ، بل وشبعوا موتاً ، أي انتنوا ، وصاروا عظاماً ، ثم تحللت هذه العظام إلى تراب .. بل و( ناصر ) الذي استخدمه الرب في إرجاعهم ، كان هو نفسه ميتاً مثلهم !

فالظاهر جلجثة موت ، وكل هؤلاء دونت أسماؤهم في قوائم الأموات ، لكن الباطن كان حياة وقيامة وانتصار ، فرب القيامة والحياة الذي وقف على باب مقبرة اليعازر ( بعدما انتن ) ثم قال له بلهجة الأمر لعازر هلم خارجاًُ ، فقام الميت ، ورآه الناس ومجدوا الله ، هو نفسه الذي وقف على قبور هؤلاء وقال لهم هلموا خارجاً ، فقاموا من بين التراب والدود والرماد ، ودبت فيهم الحياة ، ورأتهم الناس فمجدوا اسم الله الحي الذي أعاد إحياؤهم من جديد ، لأن ليس عند الله أموات .

15– مسلم ابن مسلم

تقدم الولد بطلب الى مديرية الأمن وقال في طلبه أنه مسلم من أبوين مسلمين ، وجميع أشقائه وشيقيقاته مسلمين ، وأنه ليس بحاجة لمقابلة مندوب الكنيسة ، بل كل ما يريده هو اتمام الاجراءات الإدارية فقط .

رغم ذلك قامت المديرية باخطار البطريركية ، فذهب إليه قدس أبونا القمص (المتنيح) حزقيال وهبه لتقديم النصح له ، لكن الشاب رفض الاصغاء ، وقال لأبونا : لا تتتعب حالك معي ، فأنا مسلم ابن مسلم ، وأبويا شيخ طريقة ، وما جئت اليوم إلا لانهاء اجراء روتيني شكلي .

لكن أبونا حزقيال رق لحال الشاب الصغير ، فقام بتأجيل جلسته لمدة اسبوع واحد لعل الله يتدخل في امره ويصنع معه معجزة احياء ، ولم يكن يدرك أبونا الحبيب أن الرب سوف يحيي لا الشاب وحده ، بل ومعه كل أهل بيته أيضاً !!!

وطلب أبونا من الشاب اعطائه عنوانه حتى يرسل له من يرشده ، لكن الشاب تعمد تضليل أبونا ، فأعطاه عنواناً خاطئاً حتى لا يتمكن أحد من الكنيسة من الوصول إليه ، وكان هذا العنوان الخطأ يقع داخل منطقة جبلية خطرة تعج باللصوص والخارجين عن القانون ، ولم يستطيع أبونا أن يعرف أية معلومات أخرى عن الشاب سوى اسمه ، واسم أبوه ، كما هو مدون في طلب المديرية ، بالإضافة الى معلومة مبهمة تفيد بأنه مسلم ابن مسلم ، وان أبوه شيخ طريقة صوفية .

16– لا ينبغي للخادم احتكار الخدمة لنفسه ، حتى لا تتوقف الخدمة بموته

ثم قام ابونا حزقيال بتكليف احد الخدام الاكليريكين (الذين انضموا للخدمة) بالذهاب الى هذا الشاب لنصحه لأن الخادم القديم رأى إن من مصلحة الخدمة وضمان استمراريتها ان يسعى بنفسه في البحث عن خدام جدد لينضمون إلى الخدمة ، خصوصاً وهو قد أصبح منشغلاً جداً بمتابعة حالات الاتداد التي أرجعها ، وحالات التنصير التي استخدمه الرب في اهتدائها للدين المسيحي ، وكان يجد صعوبة في استلام أية حالات جديدة ، وكان يبرر ذلك قائلاً :

كيف أقبل حالات جديدة ، بينما أنا لا زلت منشغلاً بمتابعة الحالات القديمة ؟

خصوصاً وهو كان يهتم بكل حالة اهتمام عقائدي وروحي واجتماعي ونفسي وقانوني ، ومع زيادة نشاطه في البحث عن التائهن لهدايتهم لطريق الحق ، زادت أعداد الذين يتابعهم ، وكان منهم شريحة صعبة جداً

( ستة رجال وامراة ، من المسجلين خطر جنائياً على الأمن العام فئة " أ") منهم ثلاثة في جرائم قتل ، والباقيين سرقة بالإكراه ومقاومة السلطات والشروع في القتل ، وجميعهم قضوا عقوبة السجن المؤبد ، وتحت مراقبة الشرطة .

17 – جلجثة أم قيامة ؟ اسلمة أم عودة وتنصير؟؟؟؟

ومع مرور الزمن تراكمت عليه اعداد الحالات بشكل مخيف ، فالكثيرون من المسلمين يأتون إليه طالبين منه مساعدته في دراسة الدين المسيحي تمهيداً لاعتناقه ، بالاضافة إلى الحالات التي كان يلتقطها من الطريق ، وحالات كثيرة من الذين سبق لهم الارتداد ولكن أعلنوا توبتهم ، وأبدوا رغبتهم في الرجوع للمسيح ، وكان بعضهم يأتي للكنيسة من تلقاء نفسه ، والبعض الآخر كانت الكنيسة هي التي تظل تبحث عنهم حتى تجدهم ، وكل هؤلاء ( المتنصرون والمرتدون العائدون ) يظلون مسجلون في الملفات الحكومية كمواطنون مسلمون ، رغم اعتناقهم المسيحية ، أو رجوعهم إليها ، ورغم إن بعضهم أصبحوا خدام للمسيح ومبشرين باسمه !!!!

لذلك فكان الخادم يعلق ساخراً على تقارير الحكومة الخاص بالأسلمة :

( جلجثة ) ولا ( قيامة ) ؟

( أسلمة) ولا ( عودة وتنصير)؟؟؟

18 – خدام جدد لمواجهة اتساع الخدمة ولكن .....؟

وبجانب حالات العودة والتنصير ، كانت هناك أيضاً حالات أخرى تعاني من الاضطهاد ومطلوب حمايتها من بطش أمن الدولة والجماعات الإرهابية ، فكان لابد للخادم أن يتفرغ لمتابعة كل هذه الحالات المتنوعة، لذلك طلب من الكنيسة إمداده بالخدام لمساعدته في الخدمة والتي صارت تتسع يوم بعد آخر ، بعدما شملت حالات في القليوبية ، والجيزة ، والسويس ، والاسكندرية ، والمنيا ، فارسل إليه رئيسه الروحي والمشرف على خدمته قداسة الاب الراهب القمص ( أ . ص ) هذا الشماس الاكيريكي ، لكنه كان يميل للعمل الإداري أكثر منه للعمل الميداني ، وخدمتنا هي خدمة شوارع وليست خدمة مكاتب ، كما كان يميل لحب الظهور ، وخدمتنا تحتاج للاختباء وراء الصليب ، فضلاً على حرصه الشديد على التقرب من القيادات الكنسية الرسمية ، وخدمتنا تحتاج لإبعاد الكنيسة عن المشاكل ، لذلك اهتم الخادم بالبحث بنفسه عن خدام آخرين ، ناسياً إن هذه الخدمة تحتاج لمواهب خاصة وإعداد كنسي دقيق ، ولكنه تحت ضغط الحاجة وتهرب الخدام من الالنضمام لهذه الخدمة بسبب خطورتها ، أضطر إلى مفاتحة أثنان في أمر الانضمام لهذه الخدمة ، أحدهما صاحب محل ذهب ، وكان يخدم بشكل فردي ، والثاني صاحب محل ساعات ، رأى الخادم أنه يصلح للاعمال المعاونة ، ثم أمده أب اعترافه جناب القمص (م .ص) بخادمين اخرين ، وقام الخادم بعرض الاربعة على رئيسه الروحي ، فاختار ثلاثة منهم لخدمة الحالات الخاصة ، وتم تحويل الرابع لخدمة المعاقين ، فأصبح في المكتب أربعة خدام جدد، بجانب الخادم القديم ..

19 – رئيس روحي أم شجرة مظللة ؟!

ولكن من المؤسف له إن هؤلاء الاخوة الأربعة لم يصمدوا طويلاً أمام تحديات هذه الخدمة ، فقامت الكنيسة بالاستغناء عنهم الواحد تلو الآخر، مما أحزن قلب الخادم ، لكنه لم ييأس ، ففتش داخل الكنيسة حتى عثر على خدام وخادمات على درجة عالية جداً من الأمانة والروحانية ، وهؤلاء لا يزالون باقون في الخدمة حتى اليوم ، بعضهم مضى عليهم أكثر من 14 سنة ، ومنهم جناب الأب القمص الموقر ( ح ) الأمين الحالي لمكتب الارشاد الروحي ، مما يؤكد لنا إن وراء كل جلجثة قيامة ، وكما يوجد من يهدم فهناك أيضاً من يبني ، وسوف يأتي يوم ويعرف فيه الأقباط فضل رئيسي الروحي ( القمص أ . ص ) على تأسيس هذه الخدمة ، والإشراف عليها ، لأن كل العاملين فيها من الكهنة والخدام والخادمات هم من أولاده وتلاميذه ، وكان ولا يزال بمثابة الشجرة العملاقة التي تظلل علينا ، وإذا كان الاب القمص أمين مكتب الارشاد يقول عني ( استاذي الذي علمني ألف باء خدمة الحالات الخاصة ) فأقول لقدسه ، ولبقية الآباء والخدام ، إذا كنتم تقولون عني أنني من أقدم وأشهر وأكفأ من خدم في هذا المجال ، فأشهدكم أمام رب الكنيسة ، بأن الفضل كله يعود له ، ولهذا الأب الراهب القديس (ص.ا) لأنه كان أول من علمني ألف باء الخدمة . وإنه سيأتي يوم يذكر لنا تاريخ الكنيسة المعاصر عن المجهودات الجبارة التي يقوم بها هذا الأب في كافة مجالات الخدمة ، مما يؤكد لنا عظمة هذه الكنيسة التي أخرجت لنا كل هؤلاء الاقوياء
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس