إنه زمن النفاق فيما يبدو
قادة الكنيسة يروجون بشكل فج وقبيح وكله نفاق للرئيس مبارك
هل أصبح قادة الكنيسة فى مصر مجرد دلاديل؟
اقتباس:
الأهرام : قضايا و اراء ، 3 أغسطس 2005
ثورة سياسية جديدة ووعود أكيدة
بقلم : د. القس صفوت البياضي
رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر
من كفر المصيلحة, ومن مدرسة المساعي المشكورة, من مسقط رأسه وعلي قطعة من أرض مصر وبين عمالها وفلاحيها, أعلن الرئيس محمد حسني مبارك عزمه خوض معركة الانتخابات الأولي في تاريخ مصر, فمنذ ثورة يوليو وانتهاء عصر الملكية وقيام الجمهورية, لم تعرف مصر انتخابا حرا ديمقراطيا إلا في عهد مبارك, وبعد مرور أكثر من نصف قرن علي الجمهورية المصرية ومهما قيل عن المادة76 وتعديلاتها فسيظل التاريخ يشهد بهذه الثورة الجديدة في تاريخ مصر السياسي, ثورة الانتقال من الاستفتاء الي الانتخاب ومن المرشح الوحيد الي العديد من المرشحين, ومهما قيل عن المنافسين لحسني مبارك, فأقل ما يمكن قوله إن كل واحد منهم سيضيف شهادة تأييد وتأكيد في الصندوق الانتخابي لحسني مبارك, ليس من الجانب المقارن وحده ولكن من نقطة الانفتاح الديمقراطي, ومن بوابة الحريات التي يعلن الرئيس مبارك إزالة العوائق التي تقف أمامها أو خلفها.
لقد قدم الرئيس برنامجه الانتخابي في وثيقة وعهد من واقع الاختبار والتجربة والممارسة, قدم خطة عمل مدروسة شملت احتياجات مصر من جميع الجوانب, من منطلق خبرته ورؤيته ومعرفته بإمكانات مصر واحتياجاتها الأساسية, وكأنه الطبيب العارف بالمرض والقادر علي تشخيصه وكتابة تذكرة العلاج الصحيح.
لقد بدأ برنامجه بالعلاج الجراحي لإزالة ورم قديم اسمه قانون الطواريء, ومع أنه قد أعلن مرارا وتكرارا أن هذا القانون لا يطبق إلا في أضيق الحدود, ولحماية أمن مصر واستقرارها, إلا أنه ظل هذا القانون مبررا للانتقاد والشكوي وبصدور قانون مكافحة الإرهاب يغلق كل باب للشكوي والتذمر وسد الثغرات أمام من يسيء استخدام قانون الطواريء ويحمي من يستخدم ضدهم في غير استحقاق.
ويكمل الرئيس مبارك مشروعه الثوري السياسي بالاصلاحات الدستورية, التي تكفل وضع الأمور في نصابها وترسيخ القواعد الدستورية الأصيلة, بالفصل الكامل العملي بين السلطات في الدولة( التنفيذية والتشريعية والقضائية), ولايمكن تحقيق هذا المطلب الدستوري إلا من خلال مجلس وزراء له كامل الصلاحيات والاختصاصات, يقدم حسابا عن أعماله لمجلس شعب قوي قادر علي المساءلة التي تصل الي سحب الثقة من الحكومة ولا تنتظر من رئيس الدولة أن يغيرها في يوم وليلة دون حساب عن اعمالها أمام الشعب كله, ممثلا في مجلسه النيابي, وعلي مرأي ومسمع من الشعب صاحب السلطان الأصيل, فالحكومة والمجالس البرلمانية تستمد سلطاتها من الشعب ولصالح الشعب, وعندما يطلب الرئيس من الشعب أن يمنحه الثقة, فإنه يقدم أعظم دليل علي أن الشعب هو مصدر السلطات, وهو يعلن ذلك بكل تواضع وحب أمام شعبه المحب والواثق في عطاء ووفاء رئيسه ويستكمل الرئيس برنامجه الانتخابي وثورته السياسية, بإعلانه عن رغبته الصادقة والجادة لتفعيل دور الاحزاب حتي لا تصبح ارقاما علي ورق, فغالبية الشعب لا يعرف حتي اسماء تلك الأحزاب التي وصلت الي سبعة عشر حزبا وكأننا ننفتخر بالأرقام ونعيش في أوهامها دون برامج حقيقية لغالبيتها, وان وجدت فهي لمجرد استيفاء الشكل بهدف الحصول علي موافقة لجنة الأحزاب, ويتوقف الأمر عند صدورها وكتابة عناوينها ولافتاتها, إننا لا نلوم كل اللوم هذه الأحزاب, فربما كان المناخ السياسي لا يسمح كثيرا بالحراك السياسي لاسيما وامكانات معظم الاحزاب محدودة ومقارها غير موجودة إلا في أماكن محدودة, وها هو الرئيس يعلن صفارة بدء المنافسة الحقيقية بتفعيل دور الأحزاب حتي يثبت القادر منها ويسقط غير الجاد والشعب هو الحكم والفيصل لقبول السمين وعزل الغث منها, حتي لا يظل شعارا دون فاعلية وخيالا دون وجود حقيقي.
وانتقل الرئيس من برنامجه السياسي الي احتياجات شعبه,وكأنه قد زار كل بيت من بيوت الشعب واستمع الي أنين العاطلين والمساكين والفقراء ومحدودي الدخل, الذين انحنت ظهورهم أمام الاسعار الشرسة التي تلتهم دخولهم المحدودة, فالمساكن أصبحت أحلاما للشباب المقبل علي الزواج, واسعار مواد البناء ترتفع ولا يجد اصحاب البيوت بدا من رفع أسعار الوحدات السكنية, وصحيح أن مشروعات اسكان الدولة وخاصة مشروع الشباب قد قلل من حجم الأزمة, إلا أنها مازالت باقية ومؤلمة, وها هو الرئيس يشارك الشباب آلامهم ويعمل لتحقيق آمالهم, ناهيك عن ارتفاع اسعار الدواء وفقر وقصور مستشفيات الدولة في أماكن كثيرة وخاصة الريفية منها, وعن الدروس الخصوصية التي اصبحت أنين كل بيت مصري وتدني معاشات المسنين والأرامل, نعم لقد وضعت يا سيادة الرئيس يدك علي موضع الداء, وكتبت بيدك سبل الدواء بقصد الشفاء, ولم تكتف بالدعاء مع أهميته, بل تعهدت أمام شعبك بأن تكون الدورة المقبلة فترة اصلاح حقيقي مؤثر يحقق الأمن والأمان ويفتح ابواب الحرية ويرسخ قواعد بنيان الديمقراطية.
كل هذا لم ينسك أن تناشد المجتمع المدني أن يقوم بدوره كما كان مع اولئك الذين انشأوا الجمعيات الخيرية كالمساعي المشكورة والمواساة وثمرة التوفيق والجمعيات الانجيلية, التي انشأت المدارس والمستشفيات, واصحاب القلوب الرحيمة الذين اوقفوا آلاف الأفدنة علي اعمال الخير, كما تشهد بذلك وزارة الاوقاف وعلي رأسها الوزير النشيط والمفكر المثقف الدكتور محمود حمدي زقزوق, اننا ننتظر المناخ الجديد الذي يشجع علي العطاء والبذل والسخاء,كل هذا في روح المحبة والتسامح وقبول الآخر وسيادة القانون علي كل شرائح الشعب, فالكل متساوون كأسنة المشط ولا فرق لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي, وفي عهدك يا مبارك ننتظر مولد فجر جديد يضاف الي تاريخ مصر المجيد, ومهما تكن زوابع الحقد تحاول طمس المسيرة قبل انطلاقها, لكننا نؤمن بأن الله قادر أن يحفظ مصر حرة أبية في وحدة شعبية تحت علم مصر وبقيادتكم, فسر علي بركة الله, وفي السابع من سبتمبر ستري شعبك مؤيدا وواثقا ومقتنعا بكل جزء من برنامجك وعلي بركة الله تسير, فما خاب من اتكل عليه وترجي رضاه وعمل خيرا لصالح شعبه ووطنه, بل والإنسانية جمعاء.
آخر تعديل بواسطة yaweeka ، 03-08-2005 الساعة 09:23 AM
|