عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-08-2005
MeGoO MeGoO غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 199
MeGoO is on a distinguished road
star انغلاق العقل القبطي في عصر البابا شنودة

ما رأيكم فى هذا المقال؟؟
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=43781

انغلاق العقل القبطي في عصر البابا شنودة
سامي المصري
selmasry7@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1295 - 2005 / 8 / 23


إن مبايعة البابا شنودة للرئيس حسني مبارك بقدر ما كانت مسيئة ومحبطة لكل قبطي حر، يدرك دوره الوطني في تحديث مصر، وحقه في أن يضيف لمسة حضارية لتاريخها، بقدر ما أضافت إلى رصيد البابا شنودة من العار أمام تاريخ مصر الحضاري، وتاريخ الكنيسة القبطية. لست معارضا أو مؤيدا لانتخاب الرئيس مبارك فهذه مسألة شخصية من حق كل مواطن أن يقرها بممارسة حقه الدستوري، لكني معارضا للقهر الديني الذي يرفض الحرية السياسية المتاحة من أجل النفاق للحاكم. إن هذا الموقف يحمل كما هائلا من الإساءة لتاريخ هذا الجيل الحضاري من أقباط مصر، ما لم يدافعوا شرفهم من هذا التصرف المشين والمتخلف.
إن كلمة المبايعة في حد ذاتها تعبر عن منهج إسلامي عف عليه الزمان، استخدمه الحاكم في عصور القهر، ليقنن سلطانه الذي فرضه لنفسه بحد السيف. فالبابا بموقفه هذا يقر هذا المنهج الرجعي بكل ما فيه، فيقرر أنه من أهل الذمة وأن كل من يتبعه ذميون. وعلى أقباط مصر أن يبرهنوا للبابا أنهم ليسوا كذلك. فبينما وقف الشارع المصري وقفة حضارية ملتهبة، فكل يشارك برأيه، مستغلا مساحة الحرية المتاحة، ليطالب بالإصلاح السياسي لتصحيح الأوضاع التي طال السكوت عنها، لاذ البابا بالصمت عن كل المعاناة القبطية، ثم نطق كفرا ليكتم كل صوت للمثقف القبطي، ويحبط كل محاولة لمشاركة الأقباط في تحديث مصر ورفع المعاناة والغبن عن الشعب. كان على البابا أن يشارك برأيه في الإصلاح السياسي على الأقل فيما يخص الكنيسة والإنسان القبطي الذي نال النصيب الأكبر من معاناة الشعب المصري، في عصر شاهد الكثير من التجاوزات والفساد باعتراف الكل حتى الرئيس مبارك نفسه. هل يعرف البابا أن موقفه هذا يتعارض مع قرار الرئيس حسني مبارك بتغيير المادة 76 من الدستور، لكن البابا الذي أراد أن يكون ملكيا أكثر من الملك أضاف إلى سجله الحافل سقطة تاريخية مخجلة.
كان على البابا أن يتخذ موقفا معارضاً للبند الثاني من الدستور، الذي أضافه الرئيس السادات. فهذه فرصة سانحة، فكثير من الكتاب المسلمين يطالبون بإلغاء هذا البند الذي عانى الأقباط منه الكثير. لكن البابا المنشغل بتسلطه عن معاناة الشعب، لا يكترث بالموضوع. فلم يقف فقط عند حد الصمت الخياني، بل تجاوز كل حد ليمارس إرهابه الديني وأسلوبه القمعي في إسكات كل من تسول له نفسه في المشاركة الوطنية للإصلاح السياسي. والأعجب من ذلك أنه وقَّع جزاءا على أحد الكهنة لا لسبب إلا لأنه وقف إلي جانب مرشح للرئاسة غير الرئيس مبارك. وكان الجزاء عجيبا فأوقفه عن الخدمة الدينية حتى تتم الانتخابات!!!
هل يعرف الشعب القبطي الُمضلَّل أن الدسقولية والقوانين الكنسية تفرض عقوبات صارمة على الأسقف (البطريرك) الذي يقف مثل هذا الموقف. فالبابا بتوقيعه عقوبة كنسية لأسباب سياسية لا تخص الإيمان يقع تحت طائلة الحرم بل يكون محروما بسلطانه الكهنوتي. إن سلطان البابا الكهنوتي ليس سلطانا شخصيا يعطيه أي حق في العبث بمقدرات الكنيسة لحساب نفسه ونزعاته السياسية، لكنه سلطان محكوم بتعاليم الكتاب المقدس والقانون الكنسي الذي يحمل مئات النصوص التي تدين البابا الذي خالف كل قانون في الكنيسة واحتقر كل تعليم ( سنعود لهذا الموضوع بكل تفصيل في المستقبل).
إن قرارات البابا السياسية المخالفة للقانون الكنسي ليست بجديدة، فمنعه للأقباط من زيارة القدس أمر ليس من اختصاصه. وتوقيعه العقوبة الكنسية علي قراراه السياسي البحت، أمرا مخالفا للقانون الكنسي ويستوجب المحاسبة والشجب. وكان على الأقباط الوقوف بقوة ضد هذا الإرهاب البابوي والسلوك المخالف للقانون الكنسي.
ليس موقف البابا المتواطئ مع السلطة بجديد؛ فمنذ متي كان البابا يهتم بالشعب القبطي؟!!! لقد قتل 16 شاب بداخل كنيسة أبو قرقاص برصاص الإرهاب، وكان لمقتلهم صدي مروِّع، حتى أن شيخ الأزهر ذهب بنفسه للتعزية وكان المفروض أن البابا هو الذي يتقبل العزاء، إلا أنه لم يذهب ولم يصدر عنه أي بيان وكأن الأمر لا يخصه. وطبعا لم تحقق الحكومة في الحادث ولم يتم القبض على الجناة دون أي اكتراث من جانب البابا. هناك عشرات من الأحداث الدموية المروِّعة التي مرت بها الكنيسة؛ مجزرة الفكرية وصنبو ومنشية ناصر وطما والكشح ثم أحداث اللمس بالمنيا ومغاغة واعتداءات جرزا بالعياط والشوبك بالصف... ألخ، كل ذلك لم يحرك البابا، بل في كل مرة كان يحتفظ بهدوء مخيف غير مكترث بمصائب الأقباط. عندما قتل كاهن وزوجته مع أربعة شمامسة برصاص الإرهاب بالإسكندرية (إبراشيته). كان الواجب يقضي في هذا الموقف الرهيب أن يقف البابا وسط شعبه ليرأس الصلاة على الموتى، لكنه كان غائبا تماما عن الساحة كأن الخبر لم يبلغه. عشرات الألوف من الرجال والنساء أسلموا بشكل جماعي في عصر البابا شنودة، فلم يحرك ساكنا ولم يهتم لدراسة أسباب هذه المشكلة المتزايدة. لقد ترك أغلبهم الكنيسة بسبب تشريعات الأحوال الشخصية الجائرة التي وضعها، مع التطبيق الفاسد للقانون. فالسبب هو الإرهاب الديني والقسوة والرشوة والغش والفساد والمحاباة والإهمال وفساد التعليم. البابا متشاغل بصفة دائمة عن شعبه بأمجاده واجتماعياته، ولائمه الرمضانية، أعياده السنوية الأربع، حيث تقام احتفالات حول العالم تكلف الكنيسة ملايين الدولارات، ولا أحد يملك أن يفتح فمه إلا بالتمجيد للبابا. إن البابا وإدارته كان دائما متخاذلاً، ومتواطئاً مضاداً لشعبه، بالتعتيم علي مشاكل الأقباط الجسيمة بالمخاتلة والنفاق المجتمعي.
إن صمت المثقف القبطي عن هذه الأوضاع بسبب الخوف من الإرهاب والتكفير البابوي، والقيادة الكنسية المتخلفة، لا يبشر بأي خير. في وقت ظهرت فيه طبقة من الجهلة والمغيبين والمتعصبين الجدد من الأقباط، شكلَّها البابا لتعتم سماء الكنيسة فيختبئ خلفها.
لقد توقف إعمال العقل القبطي في عصر البابا شنودة.
إلى أين يسير أقباط مصر في هذا العصر؟ إلي أي مصير مجهول؟



آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 18-06-2007 الساعة 01:01 PM السبب: larger font
الرد مع إقتباس