وما من مجال لسرد كل الدعاوى الإخوانية التي تقرر أن العنف والإرهاب هو أساس الدعوة .. وجوهرها، فلقد يحتاج الأمر إلى مجلدات .. فقط أدعو القارئ إلى قراءة الكتب الآتية التي أصدرها قادة بارزون من الجماعة، بل لعلهم كانوا أبرز القادة الفعليين، فهم قادة الجهاز السري الذي كرس الإرهاب المتأسلم في مصر.
* أحمد عادل كمال – النقط فوق الحروف. ويقول فيه: جماعة دون عنف يحميها .. تهريج.
* صلاح شادي – حصاد العمر [ويورد مئات الوقائع عن ارتكاب أعمال إرهابية].
* عبد المنعم عبد الرؤوف – [أرغمت فاروق على التنازل عن العرش [وفيه يؤكد أن الإخوان هم الذين حاولوا اغتيال عبد الناصر في حادث المنشية ويورد تفاصيل الترتيبات].
* محمود عبد الحليم – الإخوان المسلمون، أحداث صنعت التاريخ [وفيه يؤكد أن رئيس الجهاز السري للإخوان عبد الرحمن السندي هو الذي دبر قتل نائبه سيد فايز ويقول: "وقد ثبت ثبوتاً قاطعاً أن هذه الجريمة الأثيمة كانت بتدبير السندي"
وإذ يطالع القارئ هذه الكتب أو حتى واحداً منها سيجد فيضاً من المعلومات والأدلة والاعترافات والاتهامات المتبادلة .. تكفي وتزيد لإقناعه بأن جماعة الإخوان كانت المصدر الأساسي للإرهاب المتأسلم في العصر الحديث.
ولكن ليأذن لي القارئ أن نتوقف أمام كاتب إخواني من قادة الجهاز السري، نتوقف أمامه لأنه الأصرح والأوضح .. وربما الأفدح، إنه الأستاذ محمود الصباغ، ونقرأ:
يبدأ عضو الجهاز الخاص بالبيعة "يدخل إلى حجرة مطفأة الأنوار، ويجلس على بساط في مواجهة أخ في الإسلام مغطى جسده تماماً من قمة رأسه إلى أخمص قدمه برداء أبيض، ثم يخرج من جانبه مسدساً ويطلب من المبايع أن يتحسسه، وأن يتحسس المصحف الشريف ثم يقول له: فإن خنت العهد أو أفشيت السر، فسوف يؤدي ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير"
ما معنى "إخلاء سبيل الجماعة منك؟" تأتي الإجابة في صفحة أخرى عندما يورد الأخ الصباغ نصوص لائحة الجهاز الخاص [الجهاز السري لجماعة الإخوان] م13 : "إن أية خيانة، أو إفشاء سر بحسن قصد، أو بسوء قصد يعرض صاحبه للإعدام وإخلاء سبيل الجماعة منه، مهما كانت منزلته، ومهما تحصن بالوسائل، واعتصم بالأسباب التي يراها كفيلة له بالحياة"
بل أنه يعطي لنفسه ولزملائه الحق في القتل المباشر دون إذن من القيادة "إن أعضاء الجهاز يمتلكون-دون إذن أحد-الحق في اغتيال من يشاؤون من خصومهم السياسيين، فكلهم قارئ لسنة رسول الله في إباحة اغتيال أعداء الله". فقط نلاحظ أن "خصومهم السياسيين" هم أعداء الله ويباح اغتيالهم.
بل إن الأستاذ الصباغ يغالي فيقول "إن قتل أعداء الله [أي الخصوم السياسيين للجماعة] هو من شرائع الإسلام، ومن خدع الحرب فيها أن يسب المجاهد المسلمين وأن يضلل عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله"
.. فقط يبقى أن نشير إلى أن الأستاذ مصطفى مشهور مرشد الجماعة الحالي هو صاحب مقدمة هذا الكتاب.
ومادمنا في إطار الحديث عن لائحة الجهاز الخاص وعن أساليبه، فلنطالع بعضاً من أوراقه التي تم ضبطها في القضية الشهيرة المسماة "قضية سيارة الجيب" وقد أوردها الأستاذ عصام حسونه الذي كان وكيل النيابة المحقق، في كتاب له.
فورقة تعليمات صادرة من قيادة الجهاز لأعضائه تقول "إن كل من يحاول مناوأتهم أو الوقوف في سبيلهم مهدر دمه، وإن قاتله مثاب على فعله" و"إن من سياساتنا أن الإسلام يتجاوز عن قتل المسلمين إذا كان في ذلك مصلحة" و .. "إن من السياسيين من يجب استئصاله وتطهير البلاد منه، فإن لم توجد سلطة شرعية تصدهم، فليتول ذلك من وضعوا أنفسهم للإسلام جنوداً، وأن الإسلام يتجاوز عن احتمال قتل المسلمين إذا كان في ذلك مصلحة".
.. ومن أشكال العنف .. "الفتوى"، فالمفتي من أعضاء الجماعة يضع السم في الشراب ويترك الآخرين ليتجرعوه، وكمثال نورد الفتوى التالية التي كانت سبباً في موجة للاعتداء على الكنائس وإحراقها.
في مجلة الدعوة [لسان حال الجماعة] وردت الفتوى التالية التي أفتى بها مفتي المجلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب حول حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام.
"حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام على ثلاثة أقسام:
الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادي والعاشر من رمضان وحلوان وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة.
والثاني: ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا فهذه أيضاً لا يجوز بناء هذه الأشياء [لاحظ كلمة هذه الأشياء] فيها، وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها بلاد مملوكة للمسلمين.
والثالث: ما فتح صلحاً بين المسلمين وبين سكانها، والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس وبيع على ما هي عليه في وقت الفتح، ومنع بناء وإعادة ما هدم منها، وواضح أنه لا يجوز إحداث كنيسة في دار الإسلام"
هذا هو الفكر الإخواني، ولسنا نريد الخوض في تفنيد هذا الرأي وتخطئته شرعياً، وعبر الممارسات الإسلامية على مدى التاريخ من عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وحتى الآن .. وإنما فقط نشير إلى أن فتوى كهذه كانت أساساً لأن يقوم بعض الصبية الذين صدقوها والتزموا بها- مخدوعين - بالتعدي على الكنائس ومحاولة إحراقها.
.. ولعل هذا يقودنا .. إلى فكرة وهي: أن الإرهاب يبدأ فكراً.
|