نستكمل معا اليوم حلقة جديدة من تاريخ الاخوان فى مصر ، ونتذكر انه للان لم يتضح موقف محدد من الحكومة تجاه الاخوان خاصة وانه كما قلنا الانتخابات البرلمانية على الابواب
>>>> الى الجديد :
ومنذ البدايات الأولى حاول الأستاذ حسن البنا – وإن بحذر – أن يضع اللبنات الأولى للمفارقة بين عضو الجماعة والمجتمع حكاماً ومحكومين .. وللمفاصلة التامة بينهما. بل ولتكفير المجتمع حكاماً ومحكومين. وإنكار ما يقوم عليه المجتمع من أسس دستورية وقانونية.
وفي رسالة التعاليم يحدد حسن البنا واجبات "الأخ المجاهد" وعددها 38 واجباً، الواجب رقم 25 منها يأمر العضو "
أن تقاطع المحاكم والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة"
والبند رقم 37 يأمره "أن تتخلى عن صلتك بأية هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك"
وعلى نهجه سار /عبد القادر عوده إذ قرر تكفير كل قائل بالقانون الوضعي [والغريب أنه ظل وحتى آخر حياته محامياً ويدير مكتباً كبيراً للمحاماة التي تعتمد وفقط على التحاكم إلى القانون الوضعي] ويقول عوده "من الأمثلة الظاهرة على الكفر بالامتناع في عصرنا الحالي: الامتناع عن الحكم بالشريعة الإسلامية وتطبيق القوانين الوضعية بدلاً منها"
ويقول: "فمن أعرض عن الحكم بحد السرقة أو القذف أو الزنا لأنه يفضل غيره من أوضاع البشر عليه، فهو كافر قطعاً"
ويقول مفكر إخواني آخر هو الأستاذ علي جريشه "ولا خلاف في جهاد من منع بعض شريعة الله، وأولى به من منع كل الشريعة، والقعود عن الجهاد تهلكة نهى الله عنها"
وغني عن القول أن القول بتكفير كل من يقبل بالقانون الوضعي، وهو تكفير للحكم والمجتمع والمحكومين، أما القعود عن الجهاد ضد هذا المجتمع فهو "تهلكة نهى الله عنها".
دون صعوبة إن نكتشف أن جوهر فكرة التكفير ومن ثم "المفاصلة" مع المجتمع، والعنف ضده، قديمة قدم الدعوة ذاتها، وأن الذي أرسى أساسها هو مؤسس الجماعة ذاته .. الأستاذ حسن البنا.
والذين يتصورون أن الأستاذ سيد قطب أستاذ "التكفير" والذي انبثق من فكره كل دعاة الإرهاب المحدثون [إلى درجة أنهم يسمون بالقطبيين] كان شارداً عن خط الجماعة واهمون .. هو فقط وضع كلمات في موضعها الواضح، ولم يتلاعب بالألفاظ كما فعل سابقوه.
وسيد قطب ( المجحوم ) سبب البلاوى كلها :
فيقول: "إن الإسلام لا يعرف إلا نوعين من المجتمعات: مجتمع إسلامي، ومجتمع جاهلي" والمجتمعات الجاهلية عند سيد قطب هي كل المجتمعات "الشيوعية والوثنية واليهودية والمسيحية، والمجتمعات التي تزعم أنها مسلمة"
ياله من فكر جاهلى من شخص اكثر جهلا .
وبشكل أوضح يقول: "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة على الأرض"
وكما قلنا لا حل وسط فهو يقول: " فنحن وهذه الجاهلية على مفرق الطريق .. فإما إسلام وإما جاهلية ، وإن وظيفتنا الأولى هي إحلال التصورات والتقاليد الإسلامية في مكان الجاهلية، ولن يكون هذا بمجاراة الجاهلية في بعض الخطوات لأننا حين نسايرها خطوة، فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق "
وهو لا يعترف بإسلام المسلمين "إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية، ليس هذا إسلاماً، وليس هؤلاء مسلمين. والدعوة إنما تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام، ولتجعل منهم مسلمين من جديد"
تأملوا "لتجعل منهم مسلمين من جديد". وهو لا يعتبر أن الإسلام قائم إلا في حدود جماعته ومن ثم فهو يدعو إلى إعادة "إنشائه" قائلاً "و ينبغي أن يكون مفهوماً لأصحاب الدعوة الإسلامية أنهم حين يدعون الناس إعادة إنشاء هذا الدين يجب أن يدعوهم أولاً إلى اعتناق العقيدة، حتى ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون، فإذا دخل في هذا الدين عصبة من الناس، فهذه العصبة هي التي يطلق عليها اسم المجتمع المسلم"
وسيد قطب ينكر أية رابطة سوى رابطة الإسلام فهو لا يعترف بالوطن ولا بالوطنية "لا رابطة سوى العقيدة، ولا قبول لرابطة الجنس والأرض واللون والوطن ولمصالح الأرضية والحدود الإقليمية" "إن هي إلا أصنام تعبد من دون الله"
مرة أخرى أنه رجل لا يعرف المساومة "
لا حل وسط، ولا منهج بين بين ......... إنما هناك حق وباطل، هدى وضلال، إسلام وجاهلية"
ومرة أخرى هو يرفض كل المجتمعات "
سواء كان اسمها حكم الفرد أو حكم الشعب، شيوعية أو رأسمالية ، ديموقراطية أو ديكتاتورية، أو أتوقراطية أو ثيوقراطية"
ما معنى ذلك كله؟ ما معنى تكفير المسلمين جميعاً .. حكاماً ومحكومين .. معناه ببساطة أنهم جميعاً مرتدون. ثم ................. النتيجة الطبيعية
الإرهاب.
وهكذا فإن الإرهاب يأتي منقاداً وبشكل طبيعي للفكرة الأولى الذي وضع بذرتها حسن البنا ومدها على استقامتها سيد قطب ..
ولعل وضوح وصراحة سيد قطب قد دفعت كثيراً من الإخوانيين المعتادين على "
التقية" والممالأة، والتلاعب بالكلمات إلى القول بأن سيد قطب قد تباعد عن فكر الجماعة . مستندين في ذلك إلى كتاب "دعاة لا قضاة" الذي أصدره الأستاذ حسن الهضيبي [مرشد الإخوان آنذاك] وهو في السجن. ناسين أن الأستاذ الهضيبي كان كغيره من قادة الجماعة، يجاهر أحياناً بغير ما يعتقد، وملتجئاً إلى "التقية" ولنا على ذلك أدلة عديدة ..
"أرسل الهضيبي من سجن طره إلى الإخوان في الواحات مؤكداً أن تفسير الأخ سيد قطب للقرآن هو الحق الذي لا يسع أي مسلم أن يقول بغيره"
ولقد يقول قائل – ولقد يكون – على حق – أن هذه أقوال متهم قد أجبر عليها تحت وطأة التعذيب.
فلنأت إلى شهادة أخرى، كتبت في الزمن السعيد زمن التهادن بين الإخوان ولسادات.
الأخت زينب الغزالي تقول "إن فضيلة المرشد [الأستاذ الهضيبي] قد قرأ كتاب معالم في الطريق، وأعاد قراءته قبل طبعه، ووافق عليه .. وقال أن هذا الكتاب قد حصر أمله كله في سيد ، وأنه الأمل المرتجى للدعوة الآن"
وفي كتاب آخر أصدره واحد من مفكري الجماعة [الأستاذ صفوت منصور] نقرأ " والأستاذ سيد قطب صاحب كتاب معالم في الطريق يعد في ميزان الرجال عماداً هائلاً في تجديد شباب الحركة الإسلامية والامتداد الفكري والحركي لجماعة الإخوان المسلمين
ويعود فيؤكد أن فكر الأستاذ سيد قطب "هو امتداد لفكر جماعة الإخوان المسلمين، وتجديد لشبابها الفكري والحركي".
وقائد إخواني مبرز هو الأستاذ صلاح شادي يكتب كتاباً أسماه "الشهيدان – حسن البنا وسيد قطب" يقول فيه "لقد كان حسن البنا البذرة الصالحة للفكر الإسلامي، وكان سيد قطب الثمرة الناضجة لهذا الفكر"
ولنا عودة باذن ربنا