أم ترانا يا حضرات السدنة فرانكو إسلام. وهل تراكم بما أصبحتم تملكون من محطات فضائية وصحف دينية واختراق علني لأكبر مساحات في إعلام الدول الإسلامية. تراكم ظننتم أنكم الناطق الرسمي باسمنا والمعبر عن شعوبنا؟ مشكلتنا أن الصوت الديني السلطوي وهو يمارس وجوده ثقافة وتشريعا وسياسة واقتصادا إسلاميا وإرهابا لا يتحمل مسئولية ما يفعل أمام العالم، ليتركنا نحن وأنت يا حكومة نتحمل المسئولية أمام العالم على ما لم نفعل.
وسؤال آخر للناس: هل المعارك التي تخوضها جماعات الإسلام السياسي اليوم ضد العالم هي باسمكم وهل وافقتم على إعلانها؟. إن إعلان الحرب يكون بقرار البرلمان ويعلنه رئيس الجمهورية وهو ما لا ناقة لنا فيه ولا جمل بل نحن مجني عليه. إذن من يبارك فعل أي جماعة منهم إنما يعطى الفعل مشروعية العمل في أي مكان، كما فعل قرضاوي الديمقراطية عندما شرع بالنيابة عنا جميعا قطع الأعناق للمدنيين في العراق. ومن ثم فقد شرع ضرب طابا أيضا. سؤال آخر لعامة المسلمين: هل كل تلك المعارك التي تخوضها القاعدة في العالم هي حروب تحرير؟. إذن لماذا قتل العراقيين على الهوية الدينية والمذهبية كقتل الشيعة والمسيحيين والصابئة الحرانيين والآشوريين وغيرهم؟ هل هي حروب ردة ضدنا باعتبار أن جميع المسلمين قد ارتدوا ولم يعد موجودا في الأرض على هدى الإسلام سوى القاعدة وحدها؟. هل هي غزوات لإقامة الخلافة؟. تصور بعضهم يقول هذا متصورا أن بلدا مثل مصر يمكن أن يعود ولاية لسيد قرشي وأن نعود موالى للسيد العربي، وهذا هو الخبل العظيم.
أم هي حروب فتوحات؟ وماذا تفتح تحديدا؟ وماذا تحقق بهذا الفتح المبين؟ الأسئلة كلها مطروحة علينا كلنا وبخاصة على مشايخنا الأجلاء الذين يعلن بعضهم إدانته لأعمال القاعدة البربرية حرجا، ومن طرف اللسان مع التماس التبريرات والأعذار والبحث عنها في فلسطين أو البوسنة أو الشيشان، لكنهم جميعا لم يعلنوا حتى الآن إدانة دينية شرعية مدعمة بالقرآن الحكيم والحديث الشريف وقول الفقهاء الأكابر، كما يفعلون عادة في صغائر الأمور، لم يعلنوا تلك الإدانة واضحة بمحفل إسلامي عظيم الشأن يجمع كل صنوف المسلمين على كل مللهم ونحلهم لإعلان تكفير القاعدة وكل إرهاب متأسلم وخروجه على الدين بالضرورة وإهدار دم أي منهم لأي مسلم كباب للجنة أكيد، حتى نبريء أولا أنفسنا، وثانيا حتى نبريء إسلامنا، وثالثا حتى نلقي العار عن عاتق المسلمين، ورابعا حتى لا تبدوا أسودا على المثقفين الليبراليين فقط تحاكمونهم وتصادرونهم وتفتون بكفرهم وتقتلونهم، من باب تحسين الصورة يعنى. هل تسمعني يا كبير الأزهر؟ هل تسمعني يا مفتينا؟ هل تسمعي يا حكومة؟ هل تسمعني يا وزير الإعلام؟.
عليكم بإجابات واضحات ومواقف تناسب قيمة مصر في هبة واحدة تثأر لكرامة مصر وتحق الحق في مواطنه وتردع أي عابث بأمننا ليفكر ألف مرة قبل أن يعبث، الأمر لا يلقي على عاتق وزارة الداخلية وحدها، إنما هو ملقي عليكم جميعا. أيها السادة أهلي وناسي مسلمين ومسيحيين، السؤال الأخطر الملقي علينا جميعا هو: هل سيتمكن النافخون في أبواق الكراهية والدم من إسلامجية وعروبجية أن يصدوا عنا الغضب الأمريكي الحقيقي؟ وليس الأمريكي فقط بل والروسي والفرنسي والأسباني والألماني، باختصار غضب الأمم المتقدمة جميعا إزاء أمتنا المسكينة بنت السبيل؟. من سيدفع عنا الغضب عندما يبدأ؟ ومن سيدفع الثمن؟ أليس هم «المسلمين الطيبين» الذين لم تتلوث أيديهم بشيء مما يحدث بقدر ما هي معطرة بطين مصر وزيت مصانعها وصحائف موظفيها؟ والمسيحيين المصريين لأنهم مصريون وكل ملة ولون أيضا، إن كل الخطط السلمية طويلة الأجل لمعالجة أحوال الشرق الأوسط وثقافاته لتعيش القرن الحادي والعشرين، يمكن أن تتحول عن حلم بغد مشرق إلى واقع بركاني تتحول فيه بلادنا إلى ساحات معارك لا نسعى إليها ولا رغبة لنا فيها ودونما ذنب جنينا إن لم نأخذ فقط على يد المتطرفين، بل أيضا على الفكر المتطرف بفتح مساحات الرد عليه وردعه فكرا بفكر ومحاصرته والقعود له كل مرصد. وأن نتحاكم كشعب متحضر إلى قاض سيرضي به الجميع هو شعب مصر، هذا مستوى ندعو إليه بفتح باب الفرص المتكافئة لمناقشة الفهم الديني المطروح على الساحة أمام الفكر الجديد. ثم هناك مستوى آخر هو مستوى القانون الذي لابد من تفعيله لتكريس هيبة الدولة، فلا نسمح لمن يكفر القوانين الوضعية بفتاواه وإعلانها وكتابتها لأنه اعتداء على نظام الدولة، ولا نسمح لمن يدعو إلى تطبيق شريعة غير ما نشرع لأنفسنا وبمراعاة القوانين الدولية ومواثيقنا العالمية، فلن يمكننا مثلا تشريع بيع الجواري ما دمنا قد شرعنا الجهاد وكلاهما من لزوم ما يلزم لبعضهما لوجود السبايا، ولا نسمح باتخاذ الدين وسيلة للاعتداء على الآخرين. كما لن نسمح بإقامة ساحات القطع والذبح، وهي بدورها من لزوم ما يلزم عن المناداة بالشريعة وتكفير قوانين الدولة؛ ولأن المواثيق الدولية جميعا لم تعد تسمح بالعقوبات البدنية ولا باغتصاب النساء باسم السبي ولا بالاعتداء على الآخرين باسم الدين، فلا لقاء مع المواثيق العالمية إلا بقوانين إنسانية وضعية تناسبنا وتناسبها وفق مصالحنا وشروطنا.
هل آن لمشايخنا إذن أن يجتمعوا مرة اجتماعا ذا جدوى وأثر فيكونون قد قدموا شيئا مفيدا للإنسانية عبر تاريخهم الطويل. قولوا لنا سادتي ما هو الوطن وما هي هويتنا؟ هل الوطن هو الإسلام أم هو مصر؟. وعلى الإجابة يمكن البناء أو يمكن الهدم والدم.
(نقلاً عن "روز اليوسف")
__________________
We will never be quite till we get our right.
كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18"
( سيظل القران اعجاز لغوى فى نظر المسلمين الجهلاء فقط.
لان معظمهم لايستطيع الكتابه بدون اخطاء املائيه )
|