عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 13-10-2005
COPTIC KNIGHT COPTIC KNIGHT غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 839
COPTIC KNIGHT is on a distinguished road
وبنظرة سريعة إلى بعض ما يجول في المجتمع وفي عدد من منتديات الإنترنت، نجد أن بعض المتشددين يتداولون عددا من الفتاوى التي ينسب بعضها إلى علماء معروفين، وبعضها الآخر مصنوع وملفق، ويصب في الدائرة نفسها مستخدما الألفاظ والمصطلحات ذاتها. فتاهت الفتاوى الحقيقية في زحمة الفتاوى الملفقة.
وكشف عدد من الباحثين في الدراسات الإسلامية أن إحدى الفتاوى التي تم تداولها بين الشباب، وبنيت عليها قناعاتهم بتحريم لعبة كرة القدم أو مشاهدتها، هي فتوى ملفقة مصنوعة وغير صحيحة منسوبة إلى اسم مستعار هو (أبو عبدالله النجدي). وهذه الفتوى اختلطت بأيدي الشباب مع فتاوى أخرى لعلماء فضلاء اجتهدوا وحرموا لعبة كرة القدم.
الدرر السنية
وفي ذلك النطاق ترد فتوى لأحد العلماء نشرت في كتاب (الدرر السنية) الذي جمعه الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي النجدي، حيث جاءت في الطبعة السادسة منه الصادرة عام 1417هـ النصوص التالية:
1 ـ تحريم لعب الكرة للطلاب وغيرهم، وأنها سرت إلى المسلمين من الغرب، فلم تكن على عهد الخلفاء الراشدين ولا ملوك المسلمين (ج 15 ص 200 ـ 204).
2 ـ أن لعب الكرة إنما هو تشبه بأعداء الله (ج 15 ص 206).
3 ـ أنه لا يمارس لعب الكرة إلا السفهاء (ج 15 ص 206).
4 ـ ومما يدل على أن لعب الكرة من التشبه أنها تطابق عمل الأمريكان في وضع أخشاب الكرة، مما يؤكد التشبه بالكفار (ج 15 ص 206). وأن ممارسة لعب الكرة هو من التشبه ثم أورد حديث: (من تشبه بقوم فهو منهم).. وأنها من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره (ج 15 ص 206).
5 ـ أن ممارسة لعب الكرة هو من الميسر (ج 15 ص 207).
6 ـ ثم ذكروا هنا أن من أوجه تحريم الكرة أن فيها نوعاً من المرح وقد قال الله عز وجل: (ولا تمش في الأرض مرحا).. (ج 15 ص 210).
وقالوا أيضاً في هذا الصدد: إنها من اللهو الباطل (ج 15 ص 213).
7 ـ وأن لعب الكرة من الضلال (ج 15 ص 214).
8 ـ وأن الكرة شر من الشطرنج (ج 15 ص 215).
وأن من لعب الشطرنج فهو فاسق وهذا يعني فسق لاعب الكرة (ج 15 ص 214).
وقد وصل عدد مجلدات الكتاب إلى 16 مجلداً، وآخر طبعاته عام 1425هـ.
ردود وأحكام
وفي رد لأحد العلماء الأفاضل، عندما سئل عن حكم الرياضة عامة، وحكم اللعب بالكرة خاصة قال (مجموع الفتاوى 8/144ـ120):
أمّا السؤال عن حكم الرياضة في الإسلام فلا شكّ في جواز أو استحباب ما كان منها بريئاً هادفاً مما فيه تدريب على الجهاد وتنشيط للأبدان وقلع للأمراض وتقوية للأرواح، فلقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سابق بالأقدام وسابق بين الإبل، وسابق بين الخيل، وحضر نضال السهام، وصار مع إحدى الطائفتين، وركب الخيل مسرجة ومعراة، وصارع ركانة وصرعه، وقد بسط الإمام ابن القيم رحمه الله بحث هذا في كتابه (الفروسية) كما أشار رحمه الله في كتاب (زاد المعاد) إلى أن ركوب الخيل ورمي النشاب والمصارعة والمسابقة بالأقدام كل ذلك رياضة للبدن قالعة للأمراض المزمنة: كالاستسقاء، والقولنج".
ثم ذكر الشيخ فيما يتعلق بلعبة كرة القدم ما ملخصه:
أولاً: أنهم يلعبون وقت الصلاة مما يؤدي إلى ضياعها أو التأخر عنها، ويقاس على من يلعبها في وقت الصلاة من تسببت في تضييعه لها كمن يسهر ليلعب بها.
ثانياً: إن فيها مدعاة إلى التفرق والتحزب ومنافرة القلوب، وهذا عكس ما يدعو إليه الإسلام.
ثالثاً: إن فيها مخاطر وإصابات بالغة قد تميت أحياناً، وهذا مما يؤكد منعها.
رابعاً: انتفاء القصد الذي أبيحت الرياضة من أجله فيها، فلا تمت إلى التقوي للجهاد بأي صلة، وإن كان فيها بعض الفائدة إلا أنها لا تخلو من المحاذير السابقة الذكر.
وإلى ذلك، هناك فتوى ثالثة متداولة لشيخ آخر شدد فيها الحكم على لعبة كرة القدم على الصورة الموجودة الآن، وحرمها من سبعة أوجه، وملخص الفتوى:
الأول: أن فيها تشبها بالكفار، لأنها على هذه الصورة من عاداتهم.
الثاني: أن فيها صداً عن ذكر الله.
الثالث: أنها مشتملة على المضرّة .
الرابع: أن اللعب بها من الأشر والمرح، ومقابلة نعم الله بضد الشكر.
الخامس: أنه يكثر بين اللاعبين الوقاحة والبذاءة وسلاطة اللسان من السب ونحوه.
السادس: أن فيها كشفاً للعورات، وهذا محرم.
السابع: أنها من اللهو الباطل .
رأي آخر
وفي الجانب الآخر، هناك من رأى عكس ذلك، حيث يقول المستشار القضائي بوزارة العدل الشيخ عبدالمحسن العبيكان كما نشرت "الوطن" أمس إن كرة القدم مباحة ما لم تتضمن محظورا شرعيا كخروج شيء من العورة، أو التلفظ بالألفاظ النابية، أو ضياع فريضة من فرائض الله ونحو ذلك من الأمور المحرمة، أي إذا لم تسقط شيئا من الواجبات أو تؤدي إلى فعل شيء من المحرمات. أما مسألة تحريم الخطوط التي يحدد بها ملعب الكرة والضوابط التي تضبط اللعب وتحريم الألفاظ المستخدمة في اللعب كالفاول والأوت والبلنتي ونحوه فهي غير صحيحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم تلفظ في الحديث بألفاظ حبشية والله جل وعلا ذكر في كتابه بعض الكلمات غير العربية، وعلي بن أبي طالب أجاب شخصا بقوله (قالون) أي جيد بالرومية، ولا مانع أن يتكلم الإنسان في بعض الأحيان بغير لغة العرب، ولا يعد ذلك تشبها.
أما الخطوط والضوابط والحكم وقوانين كرة القدم فلا مانع فيها وكل الأمور التي تأتي من الغرب وهي ليست من عاداتهم في زيهم وأفعالهم التي يختصون بها ويتميزون بها مباحة، وكرة القدم أصبحت لعبة عالمية وليست خاصة بالكفار. وذكر الشيخ العبيكان أن الشروط التي وضعها البعض لمخالفة الكفار على حد زعمهم هي من التزمت والغلو وعدم فهم الشريعة والفقه. وحذر الشباب من الالتفات لمثل هذه الفتاوى التي يروج لها أنصاف المتعلمين وصغار طلبة العلم، وطالبهم بالرجوع إلى كبار العلماء للإفتاء في مثل هذه الأمور المهمة.
وقال الشيخ العبيكان إن الضوابط المتعارف عليها في لعبة كرة القدم ليست أحكاما يطلق عليها حكم بغير ما أنزل الله فهي مصطلحات متعارف عليها ومتفق عليها، والمسلمون عند شروطهم حيث دخلوا في هذه اللعبة بشروط معينة والتزموا بها والإمام ابن تيمية يقول: كل من ألزم نفسه بشيء لزمه، فهؤلاء التزموا بالتزامات مثل أي عقد من العقود، فلو أن شخصا عمل عقدا مع آخر أفلا يلزمه تنفيذ هذا العقد؟.
فهم ألزموا أنفسهم بهذا النظام وهذا القانون في اللعب ورضوا بأن يكون هناك شخص حكم بينهم فلا حرج في ذلك، ولا يكون حكما بغير ما أنزل الله.
__________________
IN GOD WE TRUST
" فأمـست جالية غربـاء و غريبة للمولدين فــيها و أبناؤها هجروهها ." ( ســـــــــــــــفر المكابيين الأول38:1 ).
فينك
الرد مع إقتباس