عزيزي yaweeka:
لا أنكر أن هناك رموز تعصب في مصر مثل مصطفى بكري و لا أنكر أن الإعلام المصري رديء جدا و يقززني بنغمته الدينية المعهودة ؛ فعوضا عن مشاهدة التلفزة المصرية أشاهد قنوات دبي و تونس و المغرب حيث أشعر أني أشاهد مجتمعات أكثر بحبوحة. و لكن ألا توافقني أن اللباقة تقتضي التعامل بحكمة؟ ماذا تجني كنيسة من عمل مسرحية بهذا الشكل يخرجون بها على الملأ فتصير فضيحة الموسم؟ ما قام به الكاهن في عرض مسرحية من هذا النوع هو تصرف غير مسئول يا صديقي و يفتقر للصدق. ليس كل قبطي يدخل إلى الإسلام يدخل عن عوز مادي فأنا مثلا قابلت قبطي في قريتنا و كان قد أسلم بمحض إرادته لأنه وجد في الإسلام ما يجيب على تساؤلاته في حين واحد مثلي لا يدخل دماغه الإسلام بـ 3 مليم. يجب أن نتعامل مع كل موقف على حدة. لم يكن هناك داعِ بالمرة لعرض مسرحية بهذه النوعية لأن المسرحية حتى لا توجد بها رسالة تبني السامع و لكن كل مفادها أن هؤلاء المسلمين هم "الوحشين" أو الـ the bad guy. خلاص أقباط مصر لن يكون بيد أميركا كما يظن البعض لأن أميركا لن تتفرغ لمكافحة مصطفى بكري و شركاه و تترك مشاريعها الأساسية لأن أميركا ببساطة يهمها مصلحتها أولا و أميركا تأتي أولا. إذا، الحكمة تقتضي أن يدبر الإنسان حاله بحكمة و لباقة و هو قائم وسط الذئاب لا أن يستفزهم و كأنه بمن يذهب لعش دبابير و يعلن الجهاد عليهم فتأتي عليه الدبابيرمنقضة و تلتفت و تمزقه. المجتمع المصري مضغوط جدا بسبب الظروف الإقتصادية و هو هنا مثلا عكس دبي حيث الرفاهية و ترف المعيشة أو البحرين حيث تجدها قلعة خليجية أنيقة لممارسة الدعارة و لا يعبأ أحد بالدين. المشكلة إقتصادية بحتة.
أرجوك يا صديقي أن تهدأ فلا أحد يستأسد على أحد و الذي فيك أعظم من الذي فيهم و هو سر قوة داخلية لبعض الناس لقرون. عامة أنت تعرف أن الإنسان المجروح و المهزوم هو أكثر الناس إيلاما لغيره و هذا يحتاج إلى جرعات و ضمانات لرفع روحه المعنوية و التأكيد له على أنه لا خصومة و أن الله من وراء مقاصد الجميع سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. التفرقة مدمرة وسط هذا الجو المشحون. ضع في الاعتبار أننا نقيم في المهجر و لكن هناك أسر يجب أن تتعلم تكنيك البقاء و التعايش وسط ضغوط الحياة المتعددة من ماليات و هموم معيشة و رغبة في التسامح مع الجار إلخ. أنا و أنت نعلم أننا بقدر ما لدينا من قوة داخلية قادرون على امتصاص غضب أعدائنا بل و تسخيرهم لنا و هكذا كانت الحيوانات تسجد للقديسين على هذا النحو لا بالعنف و رد الإساءة بالإساءة. عندما جئت للولايات المتحدة سمعت من الرجال الكبار حكمة علقت بذهني:
When you get down and fight with a pig, you smell like a skunk.
لا داعي للنزول إلى مستوى مصطفى بكري بل لنرتفع دوما.
سعيد أن تتقاطع خطانا في الحوار هنا و تحياتي لك.
نهارك سعيد.
آخر تعديل بواسطة Timothy ، 21-10-2005 الساعة 10:56 AM
|