وشهد شاهد من اهلها ( صوت العقل )
الاخوة الاعزاء اقدم لكم مقالة من جريدة الخميس الصادرة بتاريخ اليوم 10/11/2005
10/11/2005
محمد البــــــــاز يكتب عن جماعة الشيطان
عصابة مصاصي الدماء في انتخابات مجلس الشعب
يعيش مهدي عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين الآن افضل أيامه.. فقد واتته الفرصة لان يخرج بجامعته من حالة التقوقع الطويلة التي عاشتها علي أيدي المرشدين السابقين.. أصبحنا نري طلبة الجماعة الذين كانوا يخفون انفسهم داخل طرقات الجماعة يعلنون عن انفسهم ويحملون لافتات ضخمة كتبوا عليها «طلبة الاخوان المسلمون»، واصبحنا نتابع مرشحي الإخوان المسلمين وهم يسيرون في مسيرات ضخمة مكونة من أعداد كبيرة من الرجال والنساء يرددون شعارات الجماعة المحظورة ويتحدون في جرأة جديدة عليهم كل من يعارضهم او يحاول ان يقترب منهم.
كان يمكن ان نوجه التحية لمهدي عاكف الذي يقود المعركة باقتدار وحنكة سياسية.. لكنه يعمل ذلك بغشم شديد.. فهو يعتقد منذ أن ذهب إليه مرشحو الرئاسة طالبين منه البركة انه اصبح اقوي رجل في مصر.. يستطيع ان يصرف الأمور علي مزاجه كما يشاء.. ولذلك فهو يفرض شروطه التي تأتي في الغالب مجحفة مع كل التيارات التي يريد أن يتحالف معها.. يصرح بحماقة أنه يخلي دوائر معينة من اجل مرشحين بأعينهم.. ويغلق دوائر أخري علي مرشحين يعتقد انه ضمن لهم الفوز والاستمرار تحت قبة البرلمان.
قوة مهدي عاكف الوهمية يستمدها من ضغف النظام الحاكم الذي ترك الساحة مفتوحة امام جماعة الإخوان التي لا تملك أعداداً ضخمة في صفوفها.. لكنها تملك قوة كبيرة لي التنظيم تظهرها وكأنها قادرة علي تحريك الامور وتوجهيها الي الوجهة التي تريدها.. هذه القوة الزائفة التي لا تقف علي أساس حقيقي جعلت جماعة الاخوان تظهر ما حرصت طويلاً علي إخفائه.. فهي تنفق وبالملايين علي حملتها الانتخابية.. لديها أكثر من 6 مواقع اليكترونية تبث من خلالها دعايتها الانتخابية.. يدفعون من أجل الظهور في برامج فضائية ليقنعوا الناس بأحقيتهم في كرسي البرلمان.. لا فتاتهم الضخمة تملأ الشوارع.. البوسترات التي تحمل وجوه مرشحيها لا يخلو منها شارع ولا حارة ولا ميدان.. وهي مظاهر تؤكد جميعها أن الجماعة التي أدعت الفقر كثيراً غنية وغناها فاحش لدرجة لا يمكن ان يتصورها أحد.
لم تكتف جماعة الاخوان باستثماراتها الضخمة ولا باشتراكات أعضائها التي تتجاوز عدة ملايين كل شهر ولكنها افترت علي الفقه وسخرت فقهاءها لإصدار فتاوي تصب في مصلحتها وحدها، الفتوي الاولي تقول إنه من حق جماعة الاخوان ان تنفق علي حملة مرشحيها الانتخابية من أموال الزكاة.. وهي فتوي غريبة تخاصم كل منطق.. فأي زكاة تلك التي يشيرون اليها ويتحدثون عنها.. هل هي زكاة افراد الجماعة وأعضائها.. إذا كان الامر كذلك فالجماعة حرة في كل تصرفاتها.. لكن الفتوي تمتد الي أموال زكاة عامة المسلمين فالمساجد التي يسيطر عليها افراد الجماعة تعلن عبر لافتات ضخمة أنها تلقي أموال الزكاة، ان الجماعة تتصرف ببجاحة شديدة.. فهي تمتص دماء الناس من أجل ان تستمر هي.. يتعامل مرشدها العام بمنطق القاتل ليس بالمعني المعنوي.. ولكنه قاتل محترف في سجل حياته حكم بالإعدام في مشاركته في محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في المنشية عام 1945.. وطالما انه استحل الارواح قبل ذلك فليس كثيراً عليه الأن ان يستحل الأموال فيسطو عليها ويوجهها وجهة سياسية تزيد مجده الشخصي وشموخه الكاذب.
الفتوي الثانية التي صدرها نائب المرشد الثاني المهندس خيرت الشاطر هي أنه من حق جماعة الاخوان المسلمين ان تشتري اصوات الناخبين وتدفع لهم ما يشاءون ولا يقتصر الامر علي اصوات المسلمين فقط بل من حقها ان تشتري اصوات الاقباط ايضاً.. وهو ما يؤكد ان الجماعة التي تقدر نفسها علي أنها حامية حمي الاسلام ليست الا جماعة انتهازية فارغة العقل والقلب تأخذ من الشيطان قدوة.. فهي لا تتورع عن أن تسلك اي مسلك من أجل الوصول الي هدفها حتي لو كان ذلك بشراء الاصوات.. وهو ما يعني ان الجماعة تسعي الي إفساد الحياة السياسية المصرية التي هي فاسدة من الأساس.
كنت أحسب ان الجماعة تتلاعب بمشاعر الناس وعواطفهم.. تبتزهم باسم الله من اجل ان تحصل علي اصواتهم.. لكنها تمادت في استخدام الدين واللعب به الي حد تطويع الفتاوي وجعلها في حزمة العمل السياسي وما داموا يتحدثون باسم الله فلابد ان يسمعهم الناس جميعاً.. لكن ماحدث فعلا أنهم لا يتحدثون باسم الله.. انهم يتحدثون باسم الشيطان الذي صاغ لهم افكارهم وسهر عليها حتي نضجت.. لقد اخفت الجماعة فسادها سنوات طويلة.. لكنهم في هذه المرة اخرجوا النساء وهن مرتديات الحجاب والنقاب تمشين خلف المسيرات يرددون نفس الهتافات وهو ما يجلب تعاطف الناس معهم.. فالناس في مصر بسطاء وسذج إلي درجة كبيرة ومن المؤكد أنهم يصدقون كل من يرفع شعاراً اسلامياً.. وعلي هذا الوتر تحديداً يعزف الاخوان عزفاً مستمراً وشجياً.
لقد دخلت الجماعة المحظورة في صراعات ساخنة من أجل الوصول الي مجلس الشعب.. ولانها جماعة سياسية في الاساس فقد أعلت من قيم المنفعة علي قيم الاخلاق.. وقفت الي جوار خصومها وتحالفت معهم وداست بالحذاء مع ابنائها لانهم لن يحققوا اهدافها، حدث هذا في دائرة الدقي التي كان من المفروض ان يرشح فيها نفسه سيف الاسلام حسن البنا ابن مؤسس الجماعة.. لكن الاخوان خذلوه ورشحوا مكانه حازم صلاح ابو اسماعيل وهو ابن الشيخ صلاح ابو اسماعيل وداعية معروف وخطيب في مسجد كبير بالدقي وهوما يعني أنه يمكن علي اصوات بالالاف - لم تقف الجماعة الي جوار سيف.. بل ازاحته من طريقها لانه يمكن ان يفقدها مقعداً.. فهي جماعة بلا قلب.
بنفس المنطق أخلت الجماعة دوائر عديدة امام ضياء الدين داوود في دمياط وخالد محيي الدين في كفر شكر حتي يقال إنها تعمل من أجل الصالح العام لكنها مجرد مناورة.. وما يؤكد ذلك ايضا عندما فشلت في الاتفاق مع د. مصطفي الفقي الذي رشح نفسه في البحيرة افترت عليه بالكذب.. لقد حاولت الجماعة ان توصي انها تؤيد مصطفي الفقي وذلك لدوره الاصلاحي في الحزب الوطني. ولكنه رفض الاتفاق فكذبت الجماعة علي لسان نائب مرشدها الأول د. محمدحبيب الذي قال إنه لم يوافق علي التفاهم مع مصطفي الفقي.. رفض الفقي هذا الكلام وأكد أنه لم يجلس مع الإخوان ولم يتشاور معهم ولم يقابلهم.
إنها في النهاية جماعة كاذبة حتي النخاع يتحكم فيها مجموعة من القتلة الذين لا يتورعون عن ارتكاب أعتي الجرائم من أجل ان يستمروا.. ولا نملك في ظل هذا العنف العام الا أن ندعو الله ان ينجينا من هذه الجماعة التي تحالفت مع الشيطان من اجل اهلاكنا جميعا.
|