عرض مشاركة مفردة
  #302  
قديم 03-01-2007
godhelpcopts godhelpcopts غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 1,647
godhelpcopts is on a distinguished road
اسم الكاتب : صموئيل بولس


بمناسبة مرور 20 سنة على ظهور السيد المسيح لحقارتي
(1 / 1 /1987 – 1 / 1 / 2007 )
شكراً لإلهي الحنون لأنه ظل يفتش عني طوال عمري، حتى وجدني قابعاً في قاع محيط التجديف والكفر والضلال، مقيداً بسلاسل الشرور والتيه والضياع، واقعاً في أسر إبليس الذي نجح في خداعي بأكبر كذبة في التاريخ.



في واحدة من الأعاجيب التي يتحدث عنها رجال الكنيسة وشعبها ،فالرب لم يكتفِ بخلاصي من الهلاك فحسب ، بل وسُر – بحسب غنى مراحمه- أن يمحو عاري أمام نفسي، ويرد اعتباري أمام الناس.. وخصوصاً أولئك الذين حكموا علي بالموت وتهامسوا فيما بينهم قائلين (قد أنتن)!!!
فلما رأوا بأعينهم هذا الميت، والذي كان قد انتن، وهو يخرج من قبره حياً وسليماً، هتفوا قائلين: عجيبة هي أعمالك يا رب .
وتضاعف إعجابهم بعمل الرب ،عندما شاهدوا الكنيسة وهي تحتضن توبتي وتحيطني بعنايتها الفائقة ثم تطلقني لخدمة اسم الرب وبيته وشعبه ، وذهلوا عندما سمعوا بآذانهم شهادة الكنيسة الحسنة عني وتوكيدها الدائم لصدق بنوتي لها، وعمق انتمائي لإيمانها، وشدة إخلاصي لكفاحها.
ووقفوا مندهشين وهم يرون أبائي الروحيين يشملونني بمحبتهم ورعايتهم الأبوية، ساعتها قالوا فيما بينهم: أي مجد هذا الذي ناله هذا الإنسان الذي كان ميتاً فعاش وضالاً فوجد.
وهذا هو عمق اختباري مع السيد المسيح ، فالأمر ليس مجرد ظهوره لحقارتي لحيظات، لأنه ظهر للناس، وعاش بينهم وجها لوجه لمدة 33 سنة، ورغم ذلك فلم يؤمنوا به ، بل رفضوه ، وجدفوا عليه، وصلبوه .
وليس اختباري أيضاً لمجرد كنت غير مسيحي ثم أصبحت مسيحياً، لأن هناك مئات الملايين من المسيحيين في العالم بالاسم، إنما يكمن عمق اختباري مع الرب في كونه محا عاري ورد اعتباري من خلال سماحه لي بنيل كرامة العمل في كرمه، وجعل كنيسته تشهد لخدمتي وتحيطني بمحبتها، وجعل شعبه يستقبلوني بكل الحب والترحاب، وهذا كله يؤكد حقيقة هامة جداً وهي إن الرب محا عاري ورد اعتباري .
وهو الأمر الذي جعلني أدين له بالشكر والعرفان، وما خدمتي لأسمه إلا لمحاولتي التعبير عن هذا الشكر وهذا العرفان ، فدافعي للخدمة هو التعبير عن عرفاني لأعمال مراحم الرب الغنية في حياتي .
وقد جرت العادة أن احتفل بهذه الذكرى المقدسة من كل عام من خلال قيامي بإعداد كتاب أو مقال في مجال الردود الإيمانية على المقاومين، الذين كنت منهم ذات يوم، وكأنني بذلك أرد على نفسي في أزمنة جهالتها الأولى، مؤكداً للجميع على إصراري في مواصلة الشهادة للحق مهما كانت العواقب، معلناً لهم عن جدية الطريق الذي صرت أسلكه منذ أدركت الحق بقبولي للمسيح رباً ومخلصاً، وطريقاً أوحداً لنجاتي من الهلاك .
لكنني أرددت في هذه المرة أن يكون احتفالي مختلفاً عن كل المرات السابقة، وذلك من خلال إضافة تقديمي خدمة المحبة العملية بجانب خدمة الكلمة ،لأن المسيحية ليست كلاماً يقال ، بل حقاً يعاش ، أي إيماناً حياً مثمراً بأعمال المحبة والرحمة، كما علمنا رب المحبة وإله الرحمة، وإلا صار إيماناً ميتاً عقيماً، فقررت السفر إلى مصر لوضع اللمسات الأخيرة لمشروع شراء الميني باص المجهز لأشقائنا المعاقين حركياً، والذي أوشكت على إتمامه بعدما دبر الرب أكثر من نصف ثمنه، ودبر سداد معظم بقية المبلغ على أقساط شهرية، وسيتم شراؤه وشحنه في القريب العاجل، وهو المشروع الرحيم الذي جعلني أعاين بهاء مجد مراحم الرب وعظم محبته.
كما برزت أيضاً فكرة القيام بعمل افتقاد لحالاتي القديمة في الوطن لتقديم المساعدة لها ، وذلك تقديراً مني على ثباتهم في الرب طوال هذه السنين ، بالرغم من كل ما لاقوه من آلام وأوجاع بسبب إيمانهم بالمسيح والوقوف على آخر أخبار خدمة الحالات الخاصة في مصر بعد لقائي بأبرز المسئولين عنها .
وترتيب عدة لقاءات مع الخادمات الكبيرات اللواتي خدمن معي منذ ما يزيد عن 15 سنة ، ولا يزلن يخدمن حتى اليوم.
وإلقاء عدة محاضرات داخل بعض الكنائس وقاعات المحاضرات تتناول فيها خدمة حالات الارتداد، والقيام بافتقاد انسبائي بحسب الجسد للوقوف على آخر ظروفهم وتقديم واجب المحبة لهم بعدما أهملتهم سنوات طويلة بسبب انشغالاتي بالخدمة .



وقد جاء قراري بزيارة مصر مصدماً للكثيرين من أحبائي في المهجر الذين عبروا عن خشيتهم على سلامتي، خصوصاً بعدما صرت معروفاً في مصر بسبب انتشار اختباري بالصوت والصورة، وبسبب كتاباتي على النت، لاسيما في موقع الأقباط متحدون المرصود من أجهزة الأمن المصرية.
لكنني كنت قد عزمت على الاحتفال بهذه الذكرى المقدسة داخل مصر ضارباً بكل التحذيرات والمخاوف عرض الحائط، واثقاً في حماية الرب لي، ومؤكداً للجميع إن لي حياة هي المسيح والموت هو ربح وإن حياتي ليست ثمينة عندي.
والذي شجعني أكثر على النزول إلى مصر في هذا التوقيت الخطر هو إن الهدف من زيارتي ليس للدخول في مناقشات غبية مع أخوتي المسلمين، ولا تحدي لمشاعرهم، بل لتقديم أعمال المحبة والرحمة وصنع السلام.
علماً بأنها المرة الأولى منذ 14 سنة التي احتفل بهذه الذكرى في مصر، وأن يتخذ احتفالي طابعا روحيا صرفا من خلال التركيز على الخدمة العملية للفئات المتألمة من شعبنا، ويشهد الرب إنني لم أحجب المساعدة عن إخوتي المسلمين المعوزين ممن وضعهم الرب في طريقي أثناء الزيارة، لاسيما سائقي التاكسيات والخدم والبوابين والباعة، وبقية المعوزين الذين كنت ألتقي بهم في الطرقات.
فلقد كنت أجول في مصر لمدة 30 يوماً اصنع الخير والمحبة مع كل من ألتقي به، وحتى في عظاتي القليلة التي ألقيتها داخل الكنائس، وفي أوساط الكهنة والخدام، راعيت إلقاؤها بأسلوب روحي بناء يبتعد كل البعد عن الهجوم على الآخر، أو حتى مجرد الاحتداد أو التعبير عن مشاعر الغضب الناتج عن الظلم الذي تعرضت له من هذا الآخر. على هذا فلقد تناقشت مع الكثيرين من إخوتي المسلمين بكل الحب والوداعة والرغبة الجادة في صنع السلام تنفيذاً لوصية الرب "طوبى لصانعي السلام".


تابع : المقالة
الرد مع إقتباس