عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-03-2006
الصورة الرمزية لـ bolbol
bolbol bolbol غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 995
bolbol is on a distinguished road
يسخرون.. يستهزئون.. فهم إعلاميون
يعتبر "أونج" في كتابه الشفاهية والكتابية أن عصرنا الذي نعيشه يعتبر عصر الشفاهية الثانية، فقد مرت الثقافة الإنسانية بمرحلة الشفاهية حيث لم يكن يعرف الإنسان القراءة ولا الكتابة، ثم تطورت الثقافة بمعرفة الكتابة وهو عصر ما يعرف بالثقافة الكتابية، أما الشفاهية العائدة مرة ثانية فهي شفاهية عصر الوسائط السمعبصرية، أو عصر الميديا، ومن سمات الشفاهية الأولي أن الكلام يموت لحظة أن يولد، وتبقي في الذاكرة الانطباعات فقط، وهي سمة امتدت إلي أجهزة الإعلام في عصر الميديا، حيث تبقي ذاكرة المشاهد أو المتلقي الانطباعات فقط دون التفاصيل الجزئية، ولكن رجال الإعلام الميديويين يتعاملون بمخالطة عناصر الثقافة الكتابية في الوسائط الشفاهية، فبعد حوار بين "عمرو أديب" مع " الشيخ خالد الجندي" صلي فيه الشيخ علي النبي (ص) ودعا لكل متداخل تليفوني بالمغفرة، وخطب خطبة منبرية حول الشقاق بين الفصائل الإسلامية، يختم حديثه بالانطباع الذي سيبقي في عقل المشاهد، فبعد هذه الجلسة الجادة ينهيها بفاصل هزلي من التنكيت والدعاء علي"عمرو اديب" قائلا:"ربنا يرزقك بعبارة يا عمرو" (يقصد عبارة السلام الغارقة)!! مما جعل الكاميرا تنسحب من علي وجه المذيع، وينزل تتر الختام، وقد اقفهر وصدم من الصاجات التي خلع من اجلها الشيخ الداعية الاسلامي بدلته، وألقي المسبحة، والساعة البراقة. فبقي في عقل المشاهد مسخرة الفضيلة، أدرك بعدها تمثيلية مولانا التي يمثلها علينا، وتبخر حديثه في الهواء.
إن الإعلاميين المعاصرين يدعون إلي الثقافة ولكن بينهم وبين أنفسهم يبتهلون بالدعاء أن يظل المشاهد جاهلا، فرزق الإعلاميين علي الجاهلين.


أرجوكم أفحصوا المقال فهو رائع يرينا كيف تتم عملية غسيل المخ في أكبر جريمة تاريخية..

الرد مع إقتباس