عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 28-10-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
والواقع أن محاولة تصوير الكاثوليك الأمريكيين على أنّهم أوّل من أشار إلى أن إسرائيل هي الحليف الأقرب وليست الدول العربية والإسلامية في الحرب ضد الشيوعيّة هو قول تنقصه الدقة العلمية والدينية ويبعد كثيرا عن حقائق التاريخ المعاصر فنقاط الالتقاء بين الإسلام والمسيحية كانت ولا تزال حاضرة في تفكير الكنيسة الكاثوليكية وقراءتها ووقائعها وخير مصداقية لما نقول به ما ورد في أحدث الوثاق الفاتيكانية التي تبطل المزاعم الإسرائيلية التي لا تنفك تروج بان الإسلام والمسلمين هم نواة ومركز الإرهاب الذي يهدد امن وسلام العالم .

اميل امين من مصر ..موقع ابونا.

تذكر الوثيقة المعروفة ب " عقيدة الكنيسة الاجتماعية " ما نصه " إن الإرهاب باسم الله تدنيس وتجديف على اسمه القدوس فالإرهاب يجعل من الله وسيلة يستغلها البعض لتحقيق أهدافه المجرمة.

وتدين الوثيقة الإرهاب بشدة " لأنّه يزدري الحياة البشرية ولا مبرر له لكون الإنسان هدفا وليس وسيلة لذا فمن حق الإنسان أن يدافع عن نفسه من جميع أشكال الإرهاب ولكن ليس بطريقة عشوائية وفارغة" في إشارة إلى رفض فكرة الحروب الاستباقية الأمريكية .

وهنا من جديد يتجلى الصدام بين الرؤى الفاتيكانية والتوجهات الأمريكية إذ تؤكد الوثيقة على انه " يجب تحديد المسؤولية بدقة لان التهمة الجنائية شخصية وفردية ولا يمكن رميها على الديانات والأمم والقوميات التي ينتمي إليها الإرهابيون " وهو منطوق واضح لا يقبل الالتباس تجاه الفصل الفاتيكاني في التعاطي الفكري مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر .

ويبقى التأكيد على موقف الكرسي ألرسولي من مدينة القدس ولا ادري إلام كان الاستناد جهة القول بتغيير الفاتيكان موقفه من زهرة المدائن ذلك لان الرأي هو هو أمس واليوم فحل مشكلة القدس في راي الكنيسة الكاثوليكية يتمثل في ضرورة "آن تتمتع المدينة المقدسة بخصوصية دولية تبقيها مركزا ورمزا لكافة أتباع الأديان في العالم" .

وفيما يخص القدس الشرقية ينظر إليها الفاتيكان في إطار القرار 242 باعتبارها أرضا محتلة ضمن أراضي الضفة الغربية التي استولت عليها إسرائيل بصفة غير شرعية نتيجة حرب 67 وان أي حل منفرد أو مفروض بالقوة من شانه تغيير طابع المدينة لا يمكن أن يمثل حلا شرعيا أساسيا لمشكلة القدس وبان أي ادعاء خاص بشان السيادة على المدينة سواء كان دينيا أو سياسيا يعد متناقضا مع طبيعة ومفاهيم المدينة وغير مدعم بآية معايير تاريخية أو عددية وهو ما يعتبر إعلانا واضحا لرفض الفاتيكان للسيادة الإسرائيلية على أراضي القدس الشرقية ورفضه للأسس التي تدعي إسرائيل بأحقيتها في ممارسة تلك السيادة .

ولان المسطح المتاح للكتابة اثمن من الجدل الديالكتيكي غير المفيد فإننا نجمل القول بان الاعتراف بقيام دولة إسرائيل هو شأن سياسي محض أقدمت عليه دول العالم وكان آخرها الفاتيكان قبل السلطة الوطنية الفلسطينية ولا أدري معنى القول انه مناف لجوهر المعتقدات اللاهوتية الكاثوليكية وهذا تعبير مرسل خال من أي مضمون أو معرفة فعلم اللاهوت يعني إعمال العقل في النقل لا في السياسة كما أن عقد المقارنات بين الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وغيرها من الكنائس على أساس وجهات النظر السياسية المختلفة أمر لا يستقيم منطقيا ويغيب عن الذهن هنا أن الفاتيكان دولة ذات طبيعة خاصة STATUS QUO بخلاف الكنائس المحلية كالأرثوذكسية المصرية أو ما عداها .

ويبقى القول قبل الانصراف انه ليت زيارة بابا الفاتيكان لتركيا - وصلاته العميقة التي شارك فيها إخوانه المسلمين وتوجهه إلى مكة المكرمة في سابقة لم تحدث في تاريخ المسيحية من قبل - ليتها تكون بداية جديدة لتعميق العلاقات الفاتيكانية الإسلامية والاستفادة ولو براجماتيا من مد الجسور مع رئيس روحي لأكثر من مليار وثلاثمائة مليون نسمة في الأرجاء المعمورة في دعم القضايا العربية والإسلامية العادلة عوضا عن محاولات التفتيش غير المجدية في دفاتر الدهر المهترئة وليضحى التساؤل الحقيق بالتوقف أمامه كيف نعظم أرباح تلك الزيارة دون أن يشغل بالنا بكثير أو بقليل الطرف الأخر؟ غير أن واقع الحال يشير ومن أسف إلى أن أنصار نظرية المؤامرة لا يزالوا يتربعون على عرش التفكير في العقلية العربية وهو ما يعطي الطرف الإسرائيلي فرصة العمر في التندر بتلك المواقف المترددة جهة فتح أبواب الحوار والجوار وينتهزها الآخرون فرصة لا تعوّض يطرحون فيها ذواتهم على أنهم البديل الذي لا بديل له والصديق الأقرب والحليف الأقرب بسبب هواجسنا وشكوكنا المرضيّة .

إميل أمين - مصر

emileamen@yahoo.com


http://www.abouna.org/peace/peace%20(4).htm
الرد مع إقتباس