[afanous]

ثم نظر رع للمؤامرات التي كان الأشرار من بين الناس يحيكونها ضد مجده الإلهي. وتكلم رع مع خدامه قائلاً "اجمعوا لي كبار الآلهة الذين لبلاطي. ارسلوا في طلب شو وتفنوت، واسألوا جب ونوت أن يسرعا لقاعة الاجتماع. احضروا حتى نون روح المياه التي خرجت أنا منها في بداية العالم.

اجمعوهم سراً ولا تدعوا الأشرار من بين الناس يعرفوا أنني عالِم بما هم فاعلون."
حينئذ أتى الآلهة في حضرة رع، ساجدين كل بدوره أمامه ومقبلين الأرض تحت قدميه كدليل على طاعتهم. وإذ اجتمعوا كلهم تقدمت نون للحديث باسمهم قائلة "حياة وصحة وقوة لك يا رع، يا فرعون مصر وصانع كل شئ. تكلم معنا حتى نستمع لمشيئتك الإلهية."
فأجاب رع قائلاً "نون، يا أقدم كل الأشياء، وأنتم يا كل الآلهة الذين أتيت بكم للوجود، انظروا للناس الذين خلقتهم أيضاً في طرفة من عيني التي تنظر كل شئ، والذين اسميتهم في البدء حتى يظهروا على وجه الأرض ويثمروا ليصيروا عبيدي في الحياة وفي الممات، انظروا إنهم قد تآمروا عليّ وصنعوا الشر، حتى أن الأشرار منهم قد اجتمعوا الآن في مصر العليا (الصعيد) ليصنعوا آثاماً أعظم في عينيّ. أعلِموني، هل أذبحهم جميعاً بطرفة حارقة من عيني؟"
فأجابت نون عن كل الآلهة وقالت "رع يا أعظم مني أنا التي خرجت منها للوجود، رع يا أعظم من كل الآلهة الذين خلقتهم، إذا أرسلت طرفة عينك الحارقة لتذبح البشر فلسوف تتحول كل أرض مصر لصحراء. لذلك اصنع قوة تضرب بها الناس فقط، ارسل هذا الذي به تحرق الشرير دون أن يتأذى البار."