عرض مشاركة مفردة
  #63  
قديم 24-06-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
صحة الرئيس مبارك تعتبر من الأسرار الحربية


هؤلاء المتمردون عددهم قليل لكن خطرهم عظيم على القطيع لأنهم قد يدفعون زملائهم إلى مشاركتهم فى التمرد، ويجب على مربى الأرانب الماهر ـ كما يذكر الكتاب ـ أن يحدد الأرانب المتمردة من البداية ثم يعزلها عن بقية القطيع ويضعها فى أقفاص خاصة حيث يسعى المربى إلى إرضائها بتوفير الطعام اللذيذ وتقديم الإناث الجميلات، فإذا فشلت هذه الطريقة واستمرت الأرانب فى إثارة الشغب فان المربى يلجأ حينئذ إلى الحل الأخير وهو الاخصاء، فيتم نزع الخصيتين من كل أرنب مشاغب، عندئذ يتحول الأرنب الثائر إلى حيوان مخصى مستسلم وهادئ تماما وينصرف الى لذته الوحيدة الباقية : الطعام ، حيث يظل الأرنب المخصى يأكل ويأكل بلا توقف حتى يزداد وزنه للغاية و قد يموت أحيانا من التخمة. تذكرت حياة الأرانب وأنا أشاهد الوقائع الغريبة التى تحدث فى مصر هذه الأيام: 1 ـ فى البلاد الديمقراطية يعرف المواطنون الحالة الصحية لرؤسائهم بمنتهى الدقة أما فى مصر فان صحة الرئيس مبارك تعتبر من الأسرار الحربية التى لا يجوز الإفصاح عنها أو يتم الكشف عنها بقدر محسوب، فقد قيل من شهور إن الرئيس أصابته أنفلونزا حادة جعلته يفقد توازنه فى مجلس الشعب ثم قيل إن قدمه قد التوت وهو يصعد درجات السلم فى موسكو ثم أعلن فى النهاية أنه مصاب بانزلاق غضروفى و يحتاج إلى جراحة بسيطة ثم قيل انه يمارس العلاج الطبيعى وأخيرا نشرت الصحف أن سيادته يخضع لعلاج طبي، بغير توضيح نوع هذا العلاج.. طبعا نحن نتمنى للرئيس مبارك الشفاء والصحة وأن يعود إلى مصر سليما معافى لكن من حق المصريين أن يعرفوا بصراحة ووضوح تام الحالة الصحية لرئيس الجمهورية، أولا لأن المرض ليس عيبا ولا ينقص من هيبة الرئيس ، فكلنا نمرض والرسول عليه الصلاة والسلام قد مرض وهو أشرف الخلق، وثانيا لأن صحة الرئيس لا تهمه وأسرته فقط وانما تهم 70 مليون مصرى تتعلق حياتهم بقرارات يصدرها سيادته وبالتالى فان صحته تؤثر فى حياتهم بشكل مباشر.. 2 ـ تضاربت القرارات فى السلطة المصرية حتى صار الناس لا يفهمون ما يحدث.. فقد أعلن الرئيس مبارك فجأة أنه سوف يقيل وزارة عاطف عبيد آخر هذا الشهر وكتبت جرائد الحكومة تفاصيل التغيير المنتظر ثم سافر الرئيس للعلاج فى ألمانيا فأذيع عندئذ أنه سيعين من ينوب عنه فى الرئاسة ثم تم نفى ذلك بشدة (مع اتهام قناة الجزيرة كالعادة بترويج الأكاذيب) وفجأة فعل الرئيس ماكان قد نفاه من قبل ووقع مرسوما يعهد به إلى عاطف عبيد (الذى أعلن إقالته من أيام) بخلافته فى إدارة البلاد حتى يعود إلى ممارسة عمله، وبعد ذلك بأيام اتصل الرئيس مبارك من ألمانيا خصيصا ليطلب من صفوت الشريف أن يترك منصبه كوزير للإعلام ويرأس مجلس الشوري...وهنا يثور السؤال ما سبب هذه العجلة فى إقالة صفوت الشريف من منصبه ؟! لقد احتل صفوت الشريف وزارة الإعلام لمدة 22 عاما بحت خلالها أصوات المصريين من أجل التخلص منه..؟1 ولم يزد ذلك الرئيس إلا تمسكا به فلماذا الآن ولماذا على وجه السرعة..؟!.. ولماذا لم يتأجل الأمر حتى عودة الرئيس بالسلامة..؟ المحزن حقا أن تبادل المقاعد وكل هذا الكر والفر يحدث فى قمة السلطة المصرية بدون أى اعتبار لرأى المصريين ولا حقهم فى معرفة أسباب إقالة أو تعيين من يحكمونهم.. 3 ـ وسط هذه المفاجآت يبرز طبعا اسم جمال مبارك، وقد صرح الرئيس مبارك من شهور بأن ابنه لن يشغل منصبا فى الرئاسة، واستراح المصريون لكلام الرئيس لكن وضع الأخ جمال ظل كما هو بلا تغيير : صورته تحتل الصدارة يوميا فى كل وسائل الإعلام وهو يرأس لجنة السياسات التى صنعت خصيصا من أجل أن يتمكن سيادته من محاسبة الوزراء وعلى رأسهم رئيس الوزراء نفسه.. وقد صار فى حكم المؤكد بعد أن تولى صفوت الشريف مجلس الشورى أنه سوف يترك منصبه كأمين عام الحزب الوطنى ليشغله من بعده جمال مبارك.. وهكذا، على العكس من كلام الرئيس مبارك ، يواصل جمال مبارك مسيرته إلى أعلى السلطة.. ولابد هنا أن نؤكد أن هذا الوضع لن يقبله أحد.. لأن مصر ليست عزبة حتى يورثها الأب لولده..ومن حق جمال مبارك أن يرشح نفسه لأى منصب فى الدولة ولكن بعد إجراء إصلاح ديمقراطى حقيقى يجعله على قدم المساواة مع أى مواطن آخر.. وفى هذه الحالة أشك كثيرا فى قدرة الأخ جمال على الفوز فى انتخابات حقيقية لأن خبراته و مهاراته السياسية لا تؤهله فى رأيى لأى منصب فى الدولة.. 4 ـ بتأثير الضغط الذى مارسته الدول الغربية من أجل الإصلاح فى مصر لجأ النظام الى عدة مناورات فتم تشكيل مجلس وهمى لحقوق الإنسان وإلغاء الأشغال الشاقة وعقدت عشرات الندوات وقيل كلام كثير عن ضرورة الإصلاح (من الداخل وليس من الخارج).. وفى هذه الأثناء نجحت الحكومة المصرية فى عقد صفقة مؤسفة مع الولايات المتحدة تنفذ بمقتضاها رغبات أمريكا وإسرائيل فى إرسال خبراء مصريين من أجل تدريب كوادر السلطة الفلسطينية على وسائل قمع المقاومة الفلسطينية، وبالمقابل، قامت أمريكا بتخفيف ضغوطها من أجل الديمقراطية وبدأت صور جمال مبارك تتصدر الصحافة الأمريكية كرئيس مصر القادم.. وفى هذه الأثناء عقدت انتخابات مجلس الشورى فكانت مزورة مثل كافة الانتخابات والاستفتاءات التى أجراها النظام حيث تم التلاعب فى النتائج ومنع الناس من دخول اللجان وانجاح مرشحى الحكومة بالقوة .. وقد دلت مهزلة الشورى على أن النظام لن يتغير أبدا وأنه لا يرى أية ضرورة للديمقراطية أو العدل أو الحرية..الحق أن النظام يعامل المصريين كما يعامل صاحب المزرعة الأرانب التى يملكها، فهو يرى أن حقهم الوحيد ألا يموتوا من الجوع وهو لا يهتم إطلاقا بآرائهم أو إرادتهم و يرى أنهم لا يستحقون الديمقراطية وفى نفس الوقت يتوقع منهم الطاعة المطلقة، والمواطن الذى يتمرد على النظام يتم تطبيق سياسة صاحب الأرانب معه : الإغراء أو الاخصاء، وقيادة الحزب الوطنى ولجنة السياسات وصحف الحكومة حافلة بأسماء مثقفين، كانوا فى السابق أرانب متمردة فلما تم نقلهم إلى أقفاص جديدة والإغداق عليهم تخلوا عن تمردهم ودخلوا فى طاعة النظام مقابل الامتيازات والحياة السهلة.. أما من يظل على معارضته فلا يكون أمام النظام، تماما مثل صاحب الأرانب، إلا اخصاؤه ويتم ذلك يوميا فى المجازر البشرية فى مباحث أمن الدولة والمعتقلات.. المتحكمون فى هذا البلد يتصرفون فى مستقبلنا وكأننا شعب من الأرانب، بلا كرامة ولا رأى ولا حقوق.. على أننا مسئولون لأننا نسمح لهم بذلك.. ولو أن كل المعترضين على الاستبداد والفساد رفعوا أصواتهم عاليا لاضطر النظام إلى احترام آدميتنا.. فى مصر ملايين الوطنيين الشرفاء الذين يرفضون أن يتم تسليمهم من يد إلى يد مثل الأرانب ، إن اختيارنا لمن يحكموننا حق طبيعى لنا وعلينا أن نضغط على النظام لتحقيقه.. عندئذ سوف يضطر إلى معاملتنا كمواطنين لهم حقوق.. وعندئذ فقط يبدأ المستقبل فى مصر
كلمات للتأمل
* " تعذيب المواطنين فى مصر يجرى يوميا بطريقة بشعة فى أقسام الشرطة ومباحث أمن الدولة وخلال 50 يوما فقط.. تم قتل 9 معتقلين من شدة التعذيب " الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب
* " هدفنا الأول معاملة المتهمين بإنسانية.. تطبيقا لتعليمات الرئيس مبارك" حبيب العادلى وزير الداخلية
* مستشفى ميونيخ يشهد منافسة جميلة بين الأطباء وأفراد التمريض (وكلهم ألمان ).. من أجل الانضمام الى الفريق المعالج للرئيس مبارك.." سمير رجب
* "رؤية الزعيم مبارك الثاقبة.. تتجلى فى كل شيء حولنا.." كمال الشاذلى
* "حسنى مبارك" يستعمل تهديد التطرف الإسلامى من أجل الإبقاء على شعبه فى الأسفل بينما يبقى هو فى القمة.. انه يبلغ من العمر 76 عاما ولو سمحت صحته سوف يبقى فى الرئاسة لفترة أخري" مجلة نيوزويك الأمريكية "
*..أشكر الاخوة المواطنين وإن شاء الله نكمل مشوارنا مع بعض.." الرئيس حسنى مبارك"


لمقال الدكتور علاء الاسواني
الرد مع إقتباس