عرض مشاركة مفردة
  #47  
قديم 04-06-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
http://www.copts-united.com/wr/go1.p...at=27&archive=


ألم يحن الوقت لإحياء خدمة الحالات الخاصة ؟(4)


فخادم الحالات الخاصة – بحكم مجال تخصصه – يطلع على تركيبة الكنيسة من الداخل ، إذ يرى هذا الطود الشامخ مثخناً بالجراح المخفية عن عيون عامة الشعب ، فلابد أن يكون راسخاً غير مهتز ، حتى لا يصيبه اليأس والإحباط ، فيحبط الآخرين معه ، بل له قامة روحية تؤهله لكي يدرك إن المسيح المثخن بالجراح ، هو نفسه المسيح القوي القائم من بين الاموات. كما لابد أن يكون هذا الخادم أميناً وكتوماً على أسرار الكنيسة ، فلا يبوح بها لأحد .
لأنه يتعرف على العديد من المشاكل الداخلية التي تواجهها الكنيسة من بعض المتمردين عليها الخارجين عنها ، مثل ( المشلوحين ) و ( الموقوفين) والذين ( يحقق معهم) في مخالفات ، فلابد أن يكون حكيماً وناضجاً يعرف طبيعة الأشياء ، ويضعها في حجمها الحقيقي دون تهويل.
كما أنه سوف يتعامل مع المال المخصص لنجدة المتألمين ، فلابد أن تكون نفسه (شبعانة بالمسيح) لئلا يتشبه بيهوذا الاسخريوطي الذي كان يختلس من الصندوق ، وانتهى به الامر الى خيانه سيده وبيعه للاعداء . لهذا ، ولغيره من الأسباب ، كان اختيار خادم الحالات الخاصة من الأمور الصعبة جداً والتي تحتاج إلى تأن وترو قبل الاختيار . من هنا ، وجب على آباء الكنيسة دقة الاختيار في ترشيح من يرونه مؤهلاً لهذه الخدمة ، وبعدها تقوم الكنيسة باختبارهم ( لغربلتهم )لتحتفظ بالصالح منهم، و تنشيء لهم فصلاً دراسياً لإعدادهم للخدمة. علماً بأن غالبية مناهج خدمة الحالات الخاصة هي مناهج عملية وليست نظرية. لماذا ؟
لأن خادم الحالات الخاصة لا ينفع معه إعداد المكاتب ، والقاعات ، والمؤتمرات ، بل يجب إعداده في البراري ، حيث شغف العيش ، ليعتاد على الحياة الخشنة المتقشفة الزاهدة ، وليتدرب على حياة الخضوع والطاعة للمرشدين الروحيين، وهو أول اختبار لابد أن يخضع له ، حتى لا يتصلف.
وأذكر إن أول ما يجتازه الجندي المستجد الذي تم اختياره لسلاح الصاعقة ، هو اخضاعه لما يسمى ب( اختبار الثقة).
وهو عبارة عن صعوده (وهو بملابسه المدنية) إلى مبني عال جداً اسفله مياه النيل ، ثم يصيح عليه القائد من أسفل وهو ممسكاً بميكرفون قائلاً له :
ما هو اسمك يا فدائي؟!
فيرد : جندي فدائي : ..... يا افندم .
فيقول له : أنت جاهز ؟
فيرد : جاهز يا أفندم .
فيقال له : أقفز !!!
فيقفز إلى المياه من هذا الارتفاع الشاهق !
وأما من يتردد منهم ، فيتم اعفائهم من القبول بسلاح الصاعقة ، وتحويلهم لسلاح آخر .
والهدف من اجراء هذا الاختبار هو الوثوق في قائده .

فإذا كان أهل العالم يفكرون هكذا ، فكم وكم أهل السماء ؟
لذلك لزم على اباء الكنيسة الذين يتولون اعداده ان يدربوه على الثقة في الرب، وفي الكنيسة.
ونصيحتي لكل من يرغب في الانضمام لهذه الخدمة ، أن يذهب إلى أحد الأديرة البعيدة في البرية لقضاء خلوة روحية يختبر فيها نفسه ، هل يقدر على حمل صليب هذه الخدمة أم لا ؟ وبحسب خبرتي الذاتية ، فالعيش في البرية قد أفادني كثيراً، فلقد عشت فيها سنة كاملة قبل بدء خدمتى، وظللت اتردد عليها طوال مدة خدمتي ( 5 سنوات) حيث كنت أقضي عطلاتي من اجل الشحن الروحي. وآبائي الروحيين يعرفون هذا عني، وكانوا يشجعونني على ذلك ، ولم يحدث ان طلبتُ اذناً من ابونا بقضاء خلوة روحية بالدير ورفض. والعيش في البرية يرمز الى التجرد واخلاء القلب من شهوات العالم الباطل وخادم الحالات الخاصة في امس الحاجة لذلك .
كما يجب أن يعرف الآباء المعلمون إن إعداد خادم الحالات الخاصة يتطلب تكليفه بالتردد على المحاكم ، واقسام الشرطة ، والشوارع ، والطرقات، والمدن الجديدة ، والقرى ، والمناطق النائية ، والعشوائية ، والمدافن التي تحولت إلى مناطق سكنية .. لأنه لن يخدم داخل الكنائس ، ولا وراء مكاتبها ، بل"خارج المحلة "حيث العار والهوان والإذلال والاغتراب الداخلي ، وحمل الصليب والسير به وسط الغرباء والمقاومين حتى يصل إلى الخروف التائه أو المأسور.
وما أعمق ما يقوله الوحي الإلهي على فم القديس بولس الرسول ( عب 13 : 13 ): " فلنخرج اذا اليه خارج المحلّة حاملين عاره".




المجالات التي يمكن أن يخدم فيها خادم الحالات الخاصة " وفقاً لمنهجي الخاص " :
1 –الرد على اسئلة واستفسارات الأخوة المسلمين فيما يتعلق بالدين المسيحي.
2 –رعاية وتشجيع المسيحيين المتألمين من أجل الإيمان، لمساعدتهم وتثبيتهم.
3 – البحث عن المسيحيين البعيدين " المرتدين" ، و" الجانحين" ( لمساعدتهم على التوبة والرجوع للمسيح) .
4 – التصدي للبدع والهرطقات ، وللمحاربين للكنيسة.
5 - الخدمة الكنسية العامة.



الرد مع إقتباس