عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-03-2006
الصورة الرمزية لـ bolbol
bolbol bolbol غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 995
bolbol is on a distinguished road
المشاهد الفصامي
التليفزيون هو أقوي وسيلة إعلامية، ولا شك انه الأداة الرئيسية لتدعيم قيمة أخلاقية معينة، أو نفيها، ولكن تشترك كل القنوات التليفزيونية في أنها تعرض القيم بصورة مضللة، تتطلب مشاهدا لديه القدر المتيقن من أعراض الشيزوفرينيا، التي تجعل لديه الحق في الإيداع بإحدي المصحات العقلية، قسم الفصام الشخصي، درجة ثالثة حرجة.
فتندهش المذيعة " مني الشاذلي" من حجم اللاعري في إحدي أغنيات الأفلام، في البدء، متحللة من كل قيم العري، مدعمة لقيمة الستر، إلا أنها تعرض الأغنية علي الشاشة، وعندما تبدأ الشيزوفرينيا في العمل داخل عقل المشاهد، تكون الأغنية انتهت، وقد رسمت المذيعة علامة امتعاض علي وجهها دون تعليق، ليبدأ الفصامي في التساؤل مما تمتعض المذيعة؟ من العري في المغنية؟، أم أنها لم تجد الإثارة في هذا العري؟،أم أنها امتعاضة الغيرة؟ و"عمرو أديب" يدير حوارا ثنائيا مع "رجاء الجداوي" حول الخيانة الزوجية، ويسرف المذيع في استعراض تفاصيل واقعة ضبط الخيانة أثناء "التوك شو" قائلا في تساؤل:"شافتك..مسكتك.. في البيت..ولا فين؟" ليعلن انه ضد الخيانة كمبدأ اخلاقي، ولكنه معها كسلوك انساني، إلا انه يقدم نصائح ضمنية لقواعد الخيانة الزوجية الناجحة: من الحرص ، وعدم ارتكابها في منزل الزوجية، ليضيف صفة جديدة للمشاهد الفصامي بأنه فصامي ويخون زوجته.
والمذيع فصامي
يؤكد " فراير" الاعلامي الامريكي في كتابه " أصول القمع"، أن هناك جانبا كبيرا من رجال الإعلام لا يدركون الدور الذي يقومون به في التضليل والممارسات القمعية، حيث إنهم مخلصون سذج، تخلو عن أدني المباديء الاخلاقية وهي ألا يناقضوا أنفسهم، ولما كان الأصل أن يساعد الإعلام علي تركيز الإدراك وبلورة المعاني، نجد المذيعين يقرون سرا أنهم ليس لديهم القدرة علي ملاحقة الأحداث بوعي، يدرك معها المشاهد عبرة الحدث، فنراهم يمارسون سلوكا فصاميا وهم بصدد تبريد الجو الذي ما انفكوا أشعلوه، تجاه حدث بعينه، فالمذيع " تامر أمين بسيوني" في البيت بيتك، بعد أن كان يتقلي علي مقعده في أول حلقات الرسوم الكاريكاتيرية، أصبح حاليا عندما يذكره مشاهد في مداخلة تليفونية بالتأكيد علي المقاطعة، يتظاهر بأنه مشغول ويضع يده علي سماعة أذنه متظاهرا بتثبيتها.أما" عمرو عبد الحي أديب" في قاهرته اليوم، بعد أن أقام الدنيا ولم يقعدها حول أنفلونزا الطيور، يصرح حاليا بعد أسبوع واحد فقط قائلا بالحرف" أعتقد أن موضوع أنفلونزا الطيور قد هدأ وعادت الأمور لطبيعتها!!؟" أو يقعون في تناقض في نوعية الأسئلة المتعلقة بالقضايا التي أثاروها وقد تأزروا فيها بإزار الحرية والتناول الجريء، حتي ارتفعت درجة حرارتها إلي أقصي درجة، وعندما يبدأون في تبريدها، ليمنطقوا انتقالهم لموضوع آخر، نراهم يمارسون سلوكا قمعيا من الطراز الأول، فالعبرة ليست بالحرية التي تتمتع بها وسائل الاتصال الجماهيري، وإنما بالطريقة التي سيتم السيطرة عليهم بها في النهاية، علي حد قول "جورج جيربنر" في مقاله بمجلة العلوم الأمريكية، فكل الأسئلة الحرجة التي يطرحها المحاور علي الضيف تبدو من قبيل الحرية الإعلامية، ولكنها لا قيمة لها حيث ينتهي الحوار في عقل المشاهد عندما يضعه في إطاره الخاص الذي ينتمي إليه شخصيا، فكل الأسئلة الحرجة التي يطرحها " أحمد منصور" في حواراته المؤخرة مع أطراف الصراع اللبناني من "حسن نصر الله"و "إميل لحود"و مشيل عون" حتي"سمير جعجع"ظاهرها ممارسة للحرية في الطرح من أجل السلام في لبنان، بينما تبقي محصلتها النهائية في التأكيد علي بقاء الصراع متناميا بين الفصائل المتصارعة علي السلطة، فيكفي أن يسأل "حسن نصر الله" عن إمكانية نزع سلاحه، ثم يأخذ السؤال إلي " سمير جعجع" قائلا: " لماذا نزع سلاح حزب الله الآن؟" ثم يتساءل مع "عون" قائلا:" إن حزب الله يرفض اي حديث عن نزع سلاحه، فما موقفكم من ذلك؟" وكأن " احمد منصور" هو " بروتس" في مسرحية"يوليوس قيصر الشكسبيرية"، فبعد أن اشترك في قتل القيصر ، خرج لينعيه حاملا جثمانه أمام شعبه، ويعدد فضائل المقتول، وسمو غايات القتلة في آن واحد، فما كان من جراء هذا الخطاب الاعلامي الشكسبيري إلا ثورة الدهماء (المشاهدين) وحرق القصور واشتعال الحرب الأهلية، والحروب الخارجية،ولكن "بروتس" واحمد منصور" وتامر" و"عمرو أديب" كانوا يمارسون حرية إعلامية انتهت بأقوي مظاهر التضليل واللعب في دماغ المشاهدين، ويتظاهرون بأنهم يبحثون عن حل للمشكلة بينما هم يرفعون شعار" مافيش فايدة.
الرد مع إقتباس