عرض مشاركة مفردة
  #191  
قديم 05-10-2006
godhelpcopts godhelpcopts غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 1,647
godhelpcopts is on a distinguished road
مصارعتنا ليست مع دم ولحم

اسم الكاتب: صموئيل بولس



فهؤلاء الإرهابيون الإسلاميون يبدون أمامنا من الخارج من دم ولحم مثلنا، ولكن مع القليل من التأمل في طبيعة الشر الذي يحملوه بداخلهم ، يتضح لنا على الفور بأنهم ليسوا ببشرعاديين ، بل هم مسكناً للشياطين. وهذا بدوره يقودنا إلى قضية أخرى أكثر أهمية ، ألا وهى طبيعة الصراع الذي نخوضه امامهم.


فمصارعتنا إذن ليست مع الإرهابيين الإسلاميين الفاشيين، ابناء إبليس : (انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا)[ يو 8 : 44 ]..
بل مع أبيهم ، أي مع الشيطان نفسه "رئيس سلطان الهواء العامل في أبناء المعصية"
( أفسس 2 : 2 ). أي مع ذاك الكذاب الأكبر ، الذي قال عنه السيد المسيح في الإنجيل المقدس ( يو : 44 ):"متى تَكلم بالكذب فإنما يتكلمُ مِما لهُ.لإنَهُ كذَّاب وأبو الكذَّاب". وهو الأمر الذي يفسر لنا ميلهم الفطري لترديد الأكاذيب ، حتى أصبحوا هم أنفسهم أكبر كذبة في التاريخ.



إستلزم الأمر فترة تمهيد دامت من 500 – 600 سنة ، بدأت من يوم الجمعة العظيمة سنة 33 ميلادية عندما تلقى الشيطان أكبر ضربة توجه له طوال تاريخه الكئيب الممتد لآلاف السنين ، وخصوصاً بعدما تحققت النبوة القديمة القائلة : ( نسلُ المرأة يسحق رأس الحية) [تك 3 : 15 ].



ساعتها هاج الشيطان وفقد اتزانه ، وعرف أن المسيح قوض مملكته المظلمة ، فعزم على الثأر والانتقام لهزيمته الساحقة والماحقة ، ولكن بما أنه لا يقدر على محاربة السيد المسيح بطريقة مباشرة ، فرأيناه يتوجه إلى شن حرب شعواء ضد المسيحيين ، ولأجل تحقيق هذا الهدف رأيناه يستخدم كل قدراته الشريرة في رسم خطة في غاية الذكاء والدهاء ، ويضع لها برنامجاً طويل الأمد (500 – 600 سنة ) وظل طوالها يخطط ، ويهيأ التربة المناسبة ليلقي فيها بذار هذه الجماعات الشريرة، بعدما قام بتقسيم هذه القرون الستة إلى عدة مراحل متسلسلة، كل مرحلة تصل بالأخرى بدقة متناهية ، مستفيداً من خبراته الطويلة مع النفس البشرية ، ومقدرته الفذة في تحريضها على الشر .

فهم الوحيدون دوناً عن بقية أشرار العالم ، الذين تمكنوا من إبادة غالبية المسيحيين في الشرق الأوسط ، بعدما عجز أباطرة الأوثان عن تحقيق ذلك ، فاستحقوا عن جدارة أن يتفوقواعلى بقية الجماعات الشيطانية في العالم ، وأن يلقبوا بابناء الشيطان الأكثر ولاءاً ، والأشد إخلاصاً له.

حدث إن الشيطان بدأ يبذل كل جهده لهزيمة الكنيسة ، فشرع يعمل على ثلاثة اتجاهات أساسية :
1 – السيف (بتحريض الإمبراطورية الرومانية الوثنية ضد الكنيسة).
2 – الكفر (بتحريض الهراطقة ضد إيمان الكنيسة).
3 - الفسق (بتحريض الشهوانيين لمحاولة إفساد أعضاؤها ).



واستطاع الشيطان أن يعزل مسيحيي هذا البلد في القرون الأولى عن بقية المسيحيين في العالم ، عندما وضعهم تحت سيطرة الحكم الفارسي الوثني ، مما سهل عليه إسقاط الكثير منهم في الكفر والتجديف ،وقام نسطور بتطوير هذه التعاليم ، حتى صارت تنسب إليه، وهكذا ظهرت الهرطقة (النسطورية ) الأم الشرعية لذاك الذي قال الكتاب عنه :
( فنظرُت واذا فرس اخضر والجالس عليه اسمه الموت، والهاوية تتبعه، وأُعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الارض. ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله ومن اجل الشهادة التي كانت عندهم ...)



ونلاحظ هنا دقة النبوة التي قيلت عن رجل السيف والموت قبل ظهوره للوجود بمئات السنين ، فهو ظهر في سنة( 570 م)، وانطلق بفرسه الأخضر حاملاً راية الموت ، ليؤسس مملكته المُميتة المظلمة في سنة ( 622 م ). والرأي الكتابي المُرجح هو:
إن تاريخ كتابة وحي سفر الرؤيا تم في النصف الثاني من فترة حكم نيرون
(Neron 54م - 68م) أي من عام (60م إلى 68م) أي قبل 500 سنة من ظهور صاحب الراية الخضراء للوجود. ولربما يكون ذلك سبباً لتسمية الختم الحاوي لهذه النبوة بالختم الخامس ، إشارة إلى ظهوره بعد خمسة قرون من تاريخ النبوة .
وكانت الكنيسة قد حكمت على نسطور بالعزل في مجمع أفسس المسكوني المقدس سنة 431 م .



أما مؤيدوا نسطور، فلقد خرجوا من حدود الإمبراطورية الرومانية واحتموا بالإمبراطورية الفارسية، واستغلوا الصراع الدموي بين الفرس والروم، لنشر معتقدهم البغيض، ثم توجهوا إلى العرب انطلاقاً من مملكة (الحيرة العربية). وهنا قام الشيطان بقلع بذرته بعدما تحولت إلى ( فسيلة ) وأعاد زرعها في"الحيرة"، التي سرعان ما أنبتت الهرطقة النسطورية، وهؤلاء النساطرة أخذوا فسيلة "ابيهم" الشيطان، ومعها سحر "أمهم" المرأة الشريرة، وقاموا بزراعتها في نفوس نُخبة من عرب الحجاز، فزادهم ذلك شروراً فوق شرورهم الأصلية، لأنهم كانوا مجرد قطعان من الهمج المتوحشين.
في الوقت عينه الذي كانت فيه الإمبراطوريتان (البيزنطية) و(الفارسية)، تتصارعان ضد بعضهما البعض إلى حد الفناء، وذلك بتحريض من الشيطان، ليمهد الطريق لظهور هذه الجماعة الشريرة، لتكتسح البلدان دون أن تجد أي قوة عسكرية تستطيع إيقافها. وقد استطاع أرباب النساطرة، بإيعاز من الشيطان، تبني وإعداد ذلك الرجل صاحب الفرس الأخضر، واللون الأخضر هنا يرمز إلى الكذب، وتكليفه بمهام إدخال بني جلدته في النسطورية.


وقد ساهم الكثيرون من ارباب النساطرة العرب الإقحاح في إعداده، لكنه سرعان ما استقل بدعوته عنهم، ليتلقى تعاليمه من النبع الأصلي مباشرة، والذي وجد فيه كل المواصفات المطلوبة لتنفيذ مخططه الجهنمي ثم أوحى إليه بكل تعاليم الهرطقيات والاباحيات التي صنعها على مدى ستة قرون، ثم جمعها كلها في بوتقة واحدة أطلق عليها فيما بعد تلكمُ التسمية التي نعرفها الآن، ويعرفها كل إنسان تحت الشمس، نظراً لبشاعة الجرائم التي يرتكبها أصحابها، فدين هذه الجماعة الإرهابية ليس من صنع الشيطان فحسب، بل هو أكبر وأخطر الأديان التي صنعها إبليس في العالم ، بغية القضاء على المسيحية والمسيحيين، منذ صلب المسيح، وإلى أن تقوم القيامة. علماً بأنه أخطر من (الأديان الوثنية الصريحة) بما لا يقاس، وذلك لأنه الدين الوحيد في العالم الذي وضع المسيحيين ضمن قائمة الكفار والمشركين الذين يتوجب
( ذبحهم وسبي نسائهم والاستيلاء على أراضيهم، وسلب ممتلكاتهم بدون أدنى رحمة، أو شفقة )، لأن ذلك هو حكم كتابهم على كل من يعتبره كفاراً ومشركين :


* ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين آتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .. وقالت ال***** المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضائهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله .. يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله أن يتم نوره ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى والدين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) [ سورة التوبة عدد 29 – 33 ] .


مما يؤكد لنا أن الشيطان كان يعمل في دينهم بكامل طاقاته، لذلك فيحق لنا القول :
( إن دينهم هو عصارة وخلاصة أعمال الشيطان )!!
!


الرد مع إقتباس