عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 01-05-2010
magdy sadek magdy sadek غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2009
المشاركات: 44
magdy sadek is on a distinguished road
flower هل حقا لا يعلم الابن ذلك اليوم وتلك الساعة؟ للباحث مجدى صادق

هل حقا لا يعلم الابن ذلك اليوم وتلك الساعة؟

المحقق أن الأزمنة والأوقات وموعد المجىء الثانى من الأمور التى وردت فى الأسفار المقدسة بطريقة مستترة ومختومة حتى مع اقتراب موعد المجىء الثانى تزداد المعرفة طرديا كبرهان على أن الوقت قريب.
وغير خاف علينا أن معرفة الأزمنة والأوقات ولا سيما موعد المجىء الثانى مستغلقة على البعض بإرادتهم إنطلاقا من سطحية فهمهم لقول الرب :
وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السـماء ولا الابن إلا الآب ( مرقس 13 : 32 ).
مقررين أن الابن نفسه صرح أنه لا يعلم بهما فكيف يعلمون هم بهما.
وهكذا سقطوا بخيلاء أذهانهم فى هوة إنكار لاهوت المسيح ومساوته بهم فى عدم معرفة اليوم والساعة فى حين يعلم بهما الآب متناسين قوله أنه والآب واحد وأن من رأه فقد رأى الآب لكونه وحده صورة الآب الحقيقية.
فإن كان الابن الوحيد الجنس هو بالحقيقة والجوهر صورة الآب الحقيقية وتعبيره الكيانى أى رسم جوهره فقد دل بذلك على أن له ذات معرفة الآب. ما يعنى أن الابن بصفته صورة الآب لا يشاء أن يعلن لتلاميذه علنا عن ذلك اليوم وتلك الساعة.
إذ المحقق أن التلاميذ عندما سألوا الرب عن موعد خراب أورشليم والعلامة عندما يصير ذلك. بدأ يكشف لهم عما سيكون فى الأيام الأخيرة التى تسبق خراب أورشليم ومجيئه الثانى وعلامات ذلك. ثم قال لهم متى رأيتم أورشليم محاصرة بجيوش فحينئذ اعلمـوا أنـه قد اقترب خرابها. حينئذ ليهـرب الذين فى اليهودية ( أورشليم ) إلى الجبال ( لوقا 21 : 20 - 21 ) وكما أن اليوم الذى فيه خرج لوط من سدوم أمطر نارا وكبريتا من السماء فأهلك الجميع هكذا يكون فى اليوم الذى يظهر فيه ابن الإنسان ( لوقا 17 : 29 - 32 ).
ثم أوضح لهم علة عدم إطلاعهم على موعد خراب أورشليم ومجيئه الثانى بقوله أنظروا إسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت ( مرقس 13 : 33 ).
عندئذ فهم التلاميذ الذين يدركون أن المسيح ابن الله هو صورة الآب وحكمته وأن من رأه فقد رأى الآب وأن معرفة الآب هى بالابن. أن المسيح بقوله هذا لا يشاء أن يطلعهم على الأزمنة والأوقات التى جعلها فى سلطانه.
لأن كل من يؤمن بأن الابن هو صورة الآب وأن من رآه فقد رأى الآب يدرك بحسب الحق الكتابى أن الابن إذ هو صورة الآب يعرف ما يعرفه الآب لأن كل ما للآب هو للابن ( 3 ضد الأريوسيين 28 : 42 , 44 ص 78 , 82 ) وأن معرفة الآب هى بالابن فى الروح القدس.
وبداهة أنه من غير المنطقى أن الابن العالم بكل شىء المذخر فيه جميع كنوز المعرفة والعلم يخفى عليه أمر ذلك اليوم وتلك الساعة التى سيأتى فيها فى مجد أبيه ليدين المسكونة بالعدل.
ثم كيف لا يعرف الابن الوحيد الجنس ساعة مجيئه الثانى وهو الذى حددها بأنها فى منتصف الليل بقوله له المجد :
" وفى منتصف الليل دوى هتاف هو ذا العريس ( أى المسيح ) مقبل فأخرجن للقائه ( متى 25 : 6 ).
ثم كيف يستساغ أيضا قبول فكرة أن الابن الوحيد الجنس الذى هو كلمة الآب الناطق بروحه فى الأنبياء لا يعرف يوم مجيئه الثانى وهو الذى حدد تاريخه لحجى النبى بأنه فى اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع العبرى ( كسلو / ديسمبر ) بقوله :
" فى الرابع والعشرين من الشهر التاسع ( كسلو / ديسمبر ) .. كانت كلمة الرب عن يد حجى النبى قائلا .. إنى أزلزل السماوات والأرض وأقلب كرسى الممالك وأبيد قوة ممالك الأمم ( إشارة إلى إنقضاء العالم ) .. فى ذلك اليوم .. آخذك يا زربابل عبدى .. لأنى قد اخترتك ( إشارة إلى اختطاف المختارين لملاقاة الرب فى الهواء عند مجيئه الثانى على سحب السماء ) يقول رب الجنود " ( حجى 2 : 6 - 23 ).
مما تقدم يتضح أن الابن الذى هو كلمة الآب الناطق بروحه فى الأنبياء ( بطرس الأولى 1 : 11 ) عالم بكل شىء بما فى ذلك اليوم والساعة ولا يخفى عليه أمر.
لأنه من غير المنطقى ونحن نؤمن بالوحدة الجوهرية بين الآب والابن والروح القدس أن نعتقد أن الابن لا يعلم بذلك اليوم وتلك الساعة فى حين يعلم بهما الآب. لأن مثل هذا الاعتقاد يتنافى مع وحدة أوجه ( أقانيم ) الثالوث الجوهرية. لأن معرفة الآب إنما هى بالابن فى الروح القدس. فإذا انتفت تلك المعرفة عن الابن انتفت بالتبعية عن الآب الذى يعلم بذلك اليوم وتلك الساعة بالابن فى الروح القدس.
من هنا ندرك ما أدركه التلاميذ من أن الابن لا يشأ أن يعلمهم باليوم والساعة رغم علمه بهما حتى يسهروا لأنهم لا يعلمون الوقت.
ومن الأمثلة على تلك المعرفة غير المصرح بها فى علم اللاهوت الكتابى قول الرب :
كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يارب يارب.. فحينئذ أصرح لهم إنى لم أعرفكم قط اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم ( متى 7 : 22 - 23 ).
فهل لم يعرف الرب خليقته ؟
لا شك أن الرب يعرفهم إذ هو خالقهم وإن صرح بعدم معرفتهم فلسبب آثامهم.
ومن الأمثلة على تلك المعرفة غير المصرح بها أيضا قول الرب للخمس العذارى الجاهلات " الحق أقول لكن ما أعرفكن " ( متى 25 : 12 ).
وما لا شك فيه أيضا أن الرب يعرف هؤلاء العذارى الجاهلات وإن صرح بعدم معرفتهن لسبب جهلهن ( أى عدم إيمانهن ) إذ لم يأخـذن زيتا ( أى الروح القـدس المحيى ) فى آنيتهن ( أى هياكل أجسادهن ) فانطفأت مصابيحهن ( أى متن ) فلما جاء العريس ( أى المسيح ) أدخل إلى عرسه ( أى ملكوته ) اللواتى اقتنين الروح القدس فى آنيتهن فصرن هياكل للروح القدس المحيى الذى أقام أجسادهن من الموت بروحه الساكن فيهن ( رومية 8 : 11 ).
مما تقدم يتضح أن المعرفة غير المصرح بها لاعتبارات معينة لا تنفى المعرفة بل تثبتها على خلاف المتبادر من ظاهر النص.
فالابن إذن يعرف خليقته الأشرار منهم والأبرار كما يعرف اليوم والساعة لأنه العارف بكل شىء ولا يخفى عليه أمر حتى وإن صرح بأنه لا يعرف إذ بالنظر لشخص المتكلم ندرك أنه يعرف وأن تلك المعرفة غير مصرح بها لاعتبارات معينة.

الأزمنة والأوقات
قد يعترض علينا أيضا بقول الرب لتلاميذه :
" ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه ".
وذلك ردا على سؤال التلاميذ للرب قائلين :
" هل فى هذا الوقت ترد الملك لإسرائيل " ( أعمال 1 : 6 , 7 ).
والمحقق لدينا الآن أن التلاميذ أدركوا بعد ذلك أن هذا لن يتحقق إلا فى المجىء الثانى عندما يملك الرب عليهم وعلى جميع الشعوب, ولكن فى حينه أجابهم قائلا ما مفهومه أنه ليس لهم الآن أن يعرفوا وقت رد الملك لإسرائيل لأن هذا جعله الآب فى سلطانه بمعنى أنه لا يجوز أن يعلنه لهم الآن علنا, ودليل ذلك أنه استطرد قائلا لهم " لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ".
وكان الرب قد أوضح لتلاميذه أن الروح القدس متى حل عليهم سيرشدهم إلى جميع الحق ويخبرهم بأمور آتية ( يوحنا 16 : 13 ).
أى أننا بالربط بين أقوال الرب يمكننا أن نستخرج المفهوم التالى :
ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه. لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. لأنه يخبركما بأمور آتية ويرشدكم إلى جميع الحق.
وهذا معناه أن الروح القدس متى حل على التلاميذ سيمنحهم معرفة الأزمنة والأوقات لأنه يخبرهم بأمور آتية ويرشدهم إلى جميع الحق.
والواقع أن الدراسة المتفحصة لبعض كتابات بولس الرسول تكشف عن معرفته للأزمنة والأوقات وبرهان ذلك استشهاده بنبوة حجى النبى التى حدد فيها تاريخ المجىء الأول لرب المجد بأنه فى الرابع والعشرين من الشهر التاسع العبرى ( كسلوا / ديسمبر ) والتى أعلن فيها أيضا أن هذا اليوم ذاته هو يوم المجىء الثانى.
وقد كشف بولس الرسول عن تعلق تلك النبوة بالمجيئين الذين لرب المجد بقوله عن الذى من السماء الذى صوته زعزع الأرض حينئذ ( إشارة إلى صرخة الابن الأخيرة على الصليب فى مجيئه الأول بقوله " قد أكمل " فتزلزلت الأرض، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين من العالم الأول الذى فنى بالطوفان وخرجوا من القبور بعد قيامته ) بأنه الآن قد وعد قائلا إنى مرة أيضا أزلزل لا الأرض فقط بل السماء أيضا ( إشارة إلى أنه فى المجىء الثانى سيخرج صوت عظيم .. قائلا : قد تـم عندئذ تحدث زلزلة عظيمة. لأن الرب نفسه بهتاف .. سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء ) ( العبرانيين 12 : 26 - 27 ).
والملاحظ أن بولس الرسول لم يقتبس من نبوة حجى النبى تحديدها التاريخى للمجيئين بل اكتفى بمجرد الإشارة إلى تعلقها بهما ليحيلنا إليها حتى فى ضوء تلميحاته ندرك تعلق النبوة بموعد المجيئين اللذين لرب المجد.
ولنستعرض الآن كلمات تلك النبوة التى اقتبس بولس الرسول بعض كلماتها والتى فيها يقول حجى النبى :
هكذا قال رب الجنود .. اجعلوا قلبكم من هذا اليوم فصاعدا من اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع ( كسلو / ديسمبر ) من اليوم الذى فيه تأسس هيكل الرب اجعلوا قلبكم ( حجى 2 : 6 - 18 ).
والمحقق كنسيا أن اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع العبرى هو يوم المجىء الأول كما سيكون أيضا يوم المجىء الثانى لأنه هكذا مكتوب :
" وصارت كلمة الرب ثانية إلى حجى فى الرابع والعشرين من الشهر ( أى الشهر التاسع العبرى ) قائلا .. إنى أزلزل السماوات والأرض وأقلب كرسى الممالك وأبيد قوة ممالك الأمم .. فى ذلك اليوم .. آخـذك يا زربابل عبدى .. لأنى قد اخترتك ( إشارة إلى اختطاف المختارين لملاقاة الرب فى الهواء عند مجيئه الثانى على سحب السماء ) يقول رب الجنود " ( حجى 2 : 6 - 23 ).
مما تقدم يتضح بصريح النص أن هذا اليوم أى الرابع والعشرين من الشهر التاسع العبرى الذى هو شهر كسلو ( ديسمبر ) هو يوم المجىء الثانى.
ومما يبرهن أيضا على معرفة بولس الرسول للأزمنة والأوقات قوله :
لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة .. مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم. لأنه قال فى موضع عن السابع هكذا واستراح الله فى اليوم السابع من جميع أعماله .. لأن الذى دخل راحته ( أى الإنسان ) استراح هو أيضا من أعماله كما الله من أعمالـه ( العبرانيين 4 : 3 -10 ).
فبولس الرسول يرى أنه كما أن الله أتم عمله فى ستة أيام واستراح فى اليوم السابع ( الأبدية ) هكذا ينبغى أن يتم الإنسان عمله قبل أن يدخل الراحة. لأن يوم الراحة للإنسان كما لله هو اليوم السابع الذى فيه يستعلن ملكوت الله.
هذه الرمزية فى الإعلان عن نهاية العالم بعد ستة أيام من خلق آدم أعلنها برنابا الرسول تصريحيا فى رسالته الجامعة ( وهى غير الإنجيل المزور ) بقوله :
انتبهوا يا أولادى إلى هذه الكلمات أن الله أتم عمل يديه فى ستة أيام. هذا يعنى أن الله سيقود خلال ستة آلاف سنة كل شىء إلى تمامه. كل يوم يعنى عنده ألف سنة. هو ذا يوم كألف سنة. فى ستة أيام أى فى ستة آلاف سنة سيتم الكل, واستراح فى اليوم السابع ( رسالة برنابا 15 : 4 - 5 )*.
مما تقدم يتضح أن ذلك اليوم وتلك الساعة محددان كتابيا, وأن النبوات المتعلقة بالأزمنة والأوقات غير مكتومة وغير مختومة, وأن معرفتنا بالأزمنة والأوقات تحديدا تزداد طرديا مع اقتراب موعد المجىء الثانى لرب المجد.

---------------------------------------
* نص هذه الرسالة مأخوذ من المخطوط السينائى, وقد اعتبر ناسخ هذا المخطوط أن رسالة برنابا من كتب العهد الجديد ووضعها قبل سفر الرؤيا واعتبرها من الرسائل الجامعة.
وقد أثبت كل من إكليمندس الإسكندرى وأوريجانوس ويوسابيوس القيصرى نسبة الرسالة إلى برنابا أحد السبعين رسولا ورفيق بولس الرسول.
فالرسالة هى رسالة صحيحة لبرنابا الرسول وهى غير الإنجيل المزور المنسوب له زورا والمعروف باسم إنجيل برنابا ( الآباء الرسوليون " آباء الكنيسة " منشورات النور ).

آخر تعديل بواسطة magdy sadek ، 01-05-2010 الساعة 07:42 PM