عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 01-06-2006
servant4 servant4 غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 167
servant4 is on a distinguished road
***
أرجوك.. لا تلمني إذا اعترفت لك بأنني وافقت بعد عودتي إلي منزله علي فرماناته الأربعة، بكل دقائقها، وكل غرابتها، وكل تبعاتها:
(1) انقطعت عن عملي بدون عذر لأكثر من 15 يوما، ولم أرد علي مكالمات واتصالات وخطابات إدارة الشركة التي كانت حريصة حتي آخر لحظة علي الاحتفاظ بي موظفة جديرة بتحمل مسئولية ما كلٌفت به.
وفي النهاية.. وصلني خطاب الفصل، الذي سعد به زوجي سعادة كبيرة، وصمم علي الاحتفال به بطريقته المعتادة التي كانت تسعدني في احتفالاته قبل وصول هذا الخطاب الحزين علي قلبي، وعلي إحساسي بآدميتي ووجودي كعضو عامل في المجتمع.
(2) رميت في كيس الزبالة بكل مستحضرات التجميل، ولم أعد أفعل بوجهي أكثر من غسله بالماء، الذي يتكرر خمس مرات يوميا.. وقبل كل صلاة.
(3) وزعت كل ملابسي علي المحتاجين لها، وبعضها حصلت عليه شقيقاتي، وبعض صديقاتي.
(4) جاء زوجي بخياطة منقبة، لم أر وجهها حتي هذه اللحظة، رغم مرور أكثر من عشرين عاما علي ترددها سنويا علي بيتي، وأصبحت مصدري الوحيد أمس، واليوم، وغدا للحصول علي الثوب 'الديني' طبقا 'لشريعة الله'..كما أكد لي زوجي الذي يتوهم أنه مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ الفتيات والنساء المسلمات من أخطائهن وخطاياهن!
أثواب عديدة لا تفترق عن 'الشوال' الذي يخفي كل بوصة من جسدي، ما عدا 'ضربة الموسي' بطول عيني.. شمالا ويمينا وبلونين لا شريك لهما.. اللون الأسود واللون الأبيض. الأول للخروج، والثاني للبقاء في داخل منزلي!
لا تتعجب ياسيدي.. فالنقاب يجب الالتزام بارتدائه طوال الساعات التي أمضيها في البيت، ليس باعتباري 'عورة' بالنسبة لزوجي 'المتدين'، وإنما لأسباب أخري، سيأتي ذكرها لاحقا.. ولن تكون مقنعة لك، تماما كما أنها لم تكن مقنعة لي، ولا لكل من سمع عنها..من أقاربي، ومعارفي، والغرباء عني !
(5) لقد عشت مع زوجي مايقرب من ربع قرن من الزمان، وأقسم لك سيدي الكريم إنني لم أنعم، أو أسعد، معه أكثر من أسبوع واحد خلال هذه الفترة الطويلة جدا من أغلي وأعز سنوات شبابي الذي ضاع هدرا،وكبتا،وتعتيما،وإظلاما،وعذابا..لا أول له ولا آخر!
وأسباب هذا العناء كله..يمكن تلخيصها في الوقائع التالية، رغم حرصي الشديد علي اختصارها،في نقاط محددة ومعدودة، حتي لا يزداد مللكم، وقد يتسبب في نفاد صبركم الطويل من طول صفحات رسالتي التي اختصٌكم وحدكم بقراءتها.. ثقة مني في وطنيتكم، ونزاهتكم، وشجاعتكم :

حتي لا أنسي..أحب أن أبلغكم بأنني الآن أم لستة أطفال : أربع بنات، وولدين، في جميع مراحل التعليم من ابتدائي، وإعدادي، وثانوي، وجامعة.
فزوجي ربما يهديه الله لا يري في الزواج أكثر من أنه يحقق المتعة التي يبررها زيادة نسل أمة محمد صلٌي الله عليه وسلٌم.ولولا أنني بلغت الآن منتصف الحلقة الخامسة من عمري 53 سنة لما قنع بالأولاد الستة، ولو كان في استطاعته لضاعف عددهم مرة، ومرات!
الذي يهمك كما أعتقد أن زوجي غفر الله له، وسامحه، وهداه أصدر 'فرمانا'، فور انتهاء 'أسبوع العسل' يقضي بحظر الضحك في شقتنا.. وتحريم إظهاره، أو سماعه، أو حتي رؤيته! فالضحك كما أكد لي صفة من صفات الشيطان الذي لا هم له، ولا هدف، غير إفساد المؤمنين المسلمين!

فور انتهاء ما يسمي ب : 'أسبوع العسل' .. اختفت الضحكات من وجهي ووجه زوجي، كما لم يجرؤ أحد من زوار شقتنا الكبيرة، المتعددة الغرفات، علي الضحك أو حتي الابتسامة.. حتي لا يخضع لعقوبة 'فرمان' حظر دخوله مرة أخري إلي شقتنا!
تخيل عزيزي الكاتب الصحفي حجم الكآبة التي خيٌمت تحت سقف غرف شقتنا نتيجة للالتزام بتنفيذ 'فرمان' يحظر،ويحرٌم الضحك، تطبيقا لتعاليم زوجي الذي يزعم أنها 'مستوحاة' من تعاليم وبنود ونصوص الشريعة الإسلامية.
وتخيل أيضا كيف يكون بيت يمتليء بالأطفال الصغار، ويحظر فيه الضحك، أو اللعب، لأن 'قراقوش عصره وزمانه' منع أولاده بدءا من سن الرابعة من الضحك، أو اللعب، وجاء بشيخ ضرير ليحفظهم القرآن طوال ساعات النهار، بما فيها الدقائق التي نجتمع خلالها حول المائدة لتناول وجبتي الغداء، والعشاء.
أطفال لم يبلغوا سن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية.. ولم يعرفوا بعد الفرق بين 'الألف' و 'الباء' ، ورغم ذلك أجبرناهم علي ترديد وحفظ ما ينطق به الشيخ الضرير، دون أن يفقهوا كلمة واحدة ممايحفظونه عن ظهر قلب، ويرددونه ويكررونه لساعات وساعات.

فوجئت به يطلب مني تغطية شعر الطفلة بمجرد بلوغها سن الرابعة، ثم النقاب بعد بلوغها سن السابعة وما بعدها. وحتي أكون 'قدوة' لبناتي، فقد أمرني بارتداء النقاب الأبيض داخل المنزل، ولا أخلعه أبدا أثناء قيامي بالأعمال المنزلية من تنظيف وغسيل وطبخ، حتي لا يشجع ذلك بناتنا علي خلع النقاب خارج المنزل وبعيدا عن عيوننا !

نسكن في شقة كبيرة مكونة من 5 غرف وصالة واسعة، وهناك جهاز تسجيل في كل غرفة، وكل ركن، وفي الوقت نفسه لا يوجد أي جهاز تليفزيون، أو جهاز راديو، لأن كلا الجهازين بدعة يحرٌمها الدين، وتبلبل أفكار الأولاد والبنات، وتصرفهم عن الهدف الأوحد من وراء خلقهم في هذه الدنيا الفانية.
أجهزة التسجيل وحدها المسموح بتشغيلها طوال ساعات النهار، وحتي نأوي إلي فراش النوم. هناك أكثر من جهاز خصصه زوجي لسماع آيات القرآن الكريم، وباقي الأجهزة مخصصة لإذاعة أحاديث علماء الدين، ودعاته، من مصريين وعرب. لدينا مئات من هذه الأشرطة التي يزداد عددها، أو يتناقص تبعا لأسباب أصبحنا نعرفها، ونتوقعها في أية لحظة
الرد مع إقتباس