عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 01-06-2006
servant4 servant4 غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 167
servant4 is on a distinguished road
***
سيدي الكاتب الكريم..
أكرر رجائي بمزيد من صبرك علي ثرثرتي.. فما دمت قد وصلت إلي هذا الجزء من رسالتي، فعليك مواصلة القراءة حتي نهايتها.. فهذا قدرك، وهذا حق قرائك عليك..
شرحت لك باختصار مخلٌ حياتنا اليومية داخل بيتنا، والآن حان وقت الحديث عن قضايا أخري، تحظي هي أيضا بفرمانات زوجي التفسيرية:

يري زوجي أن التعليم حتي آخر مراحله.. يصلح للابن الذكر، ولا فائدة منه للابنة الأنثي. وحجته في ذلك إنني زوجته تعلمت وتخرجت في الجامعة، ثم تفرغت فور زواجنا لإنجاب الأولاد وتولٌي مسئولية تربيتهم التربية الإسلامية البعيدة كل البعد عن تربية المجتمع الكافر الذي نرفضه، ونضطر إلي الانتساب إليه رغما عنٌا وعلي أمل السعي الدءوب مع غيرنا من المسلمين المؤمنين الحقيقيين لتغييره، وإنقاذه من عذاب جهنم الذي ينتظره!
لقد وافق زوجي علي تعليم أولادنا من الذكور في المدارس والجامعة. الأكبر حاليا في منتصف دراسته الجامعية، والأصغر في نهاية المرحلة الثانوية.
أما بناتنا الأربع.. فقد اختار لهن معهدا دينيا قريبا من منزلنا ليتعلمن فيه ما لا علم لي ولا له به من تعاليم الدين وشريعته. التعليم في هذا المعهد عبارة عن شقة في الدور الأرضي لا يقبل غير الفتيات الصغيرات، ولا علاقة بين ما يدرٌس في فصوله وبين مناهج التعليم الحكومية، وبالتالي فإن الشهادة التي يمنحها في نهاية المرحلة الدراسية لا تجد من يعترف بها أو تساوي أكثر من ثمن الورق الذي كتبت بياناتها عليه.
الابنة الكبري، والثانية، أنهتا دراستهما الابتدائية في هذا المعهد، ثم انتهت علاقتهما به، وقرر زوجي بقاءهما في البيت، وجاء لهما بالشيخ، الضرير،ليواصل تعليمهما الديني الذي يجب ألاٌ تحصلا عليه خارج جدران المنزل، أما الابنتان الثالثة والرابعة فهما في سن تسمح لهما بالتردد علي 'المعهد' الديني، إلي أن تعودا نهائيا إلي البيت بمجرد الانتهاء من المرحلة التعليمية الدينية الابتدائية.
***

لا تسألني ماالذي تعلمته بناتي، ولا تسألني أيضا عن جهلهن المطبق بكل شيء وأي شيء مما تقدمه مناهج وزارة التربية والتعليم في مدارسها الحكومية المجانية، ولا أقول عن مناهج المدارس الخاصة التي تفوق مدارس الحكومة في نوعية موادها، وحداثة مناهجها. إن بناتي الأربع لا يعرفن الكبري منهن قبل الصغري أكثر من 'فك الخط'، وإن كن يحفظن الكثير من آيات القرآن الكريم، وأحاديث رسوله صلٌي الله عليه وسلٌم، وبعض فقرات مطولة من أحاديث ومواعظ الدعاة الإسلاميين من خلال انصاتهن الدائم لما يسمعنه طوال ساعات النهار من الأشرطة التي حدثتك عنها من قبل.
والأمر يختلف بالنسبة لولدينا الشابين اللذين يواصلان بتفوق ملحوظ الدراسة المنهجية في المدارس الحكومية وجامعتها، ويستقطعان كل وقت وجودهما داخل المنزل،وحتي لحظة نومهما في مشاركة شقيقاتهما الاستماع إلي الأشرطة،وقيام الأخ الأكبر بامتحان شقيقاته فيما تعلمنه، وحفظنه، أولا بأول.. ويقدم للأب بعد عودته من العمل نتيجة هذه الاختبارات اليومية، فيكافيء الحافظة الناجحة بشريط جديد، ويعنٌف التي لم تحفظ جيدا مستخدما في ذلك لسانه ويده وعصاه وحزامه الجلدي!
في البداية كنت أشفق علي الولدين من الحياة التي فرضت عليهما، وكنت أبكي بحرقة وأنا أراهما محرومين من اللعب مع أولاد الجيران، ومنعهما من التردد علي النادي في أيام الجمعة، والأجازات، ورفض ذهابهما إلي دار السينما، إلي جانب حرمانهما من وجود جهاز تليفزيون يشاهدان برامجه، وعدم وجود جهاز راديو يستمعان إلي ما يذيعه من نشرات أخبار،وبرامج، وموسيقي، وغناء!
وفي بعض الأحيان.. ومن فرط إشفاقي عليهما، كنت أنتهز فرصة خروج زوجي إلي عمله، فأصحبهما لزيارة إحدي جاراتي في نفس العمارة، للعب مع أولادها، ومشاهدة برامج التليفزيون، والاستماع إلي موسيقي وأغنيات منبعثة من جهاز الراديو، ثم توقفت هذه الزيارات الخاطفة..فور علم زوجي بها، واعتراف الابن الأكبر بها، فأنزل زوجي عقابه الشديد عليٌ وعلي الولدين اللذين لا ذنب لهما!
هل تصدق إننا لا نعرف ما يجري في الدنيا خارج حدود شقتنا إلاٌ ما نسمعه من أخوتي وأخواتي ؟!
وهل تصدق أيضا أنه لا وسيلة لنا بالاتصال بهؤلاء الأخوة والأخوات إلاٌ إذا جاءوا لزيارتنا، وبتصريح مسبق من زوجي؟!
لقد حرمنا من 'ترف' التليفون، حتي لا نتعرض للمعاكسات! واكتفي زوجي بالتليفون 'المحمول'، الذي لا يفارق الجيب الأعلي من جلبابه، طوال اليوم، ويضعه بجانب 'مخدته' خلال ساعات نومه، ولست في حاجة لأقول لك إنه محظور علينا استخدامه، أو حتي الرد علي مكالماته، فهذا تحصيل حاصل.
وقد تسألني: 'ماالهدف الذي حدده زوجي لي ولأولادي، فيما عدا ما كتبته في بداية رسالتي؟'.
الهدف ببساطة شديدة إنقاذ أرواحنا في الآخرة، بشرط واحد أن نلتزم بكل أوامره، ونؤمن بكل أفكاره، ونبتعد عن كل المحظورات التي يتزايد عددها يوما بعد يوم.. في مواجهة التحديات والبدع الإنحلالية التي تحيط بنا من كل جانب، وفي كل مكان.
الممنوعات التي فرضها علينا، تكون ضرورية من وجهة نظره لتعزيز إيماننا، والفوز برضاء الله سبحانه وتعالي، وربما تفتح أبواب الجنة أمامنا لننعم بها إلي أبد الأبدين. كما أن النفور من قائمة المحرٌمات الطويلة،التي يمارسها الكافرون والكافرات في الدنيا الفانية، هو وحده الذي يمكنه حمايتنا من مصير هؤلاء وأولئك الذين اشتروا دنياهم و باعوا آخرتهم بأبخس ثمن. وكثيرا ما أوصانا بأن نبذل كل مافي وسعنا واستطاعتنا من أجل 'هداية' قريباتنا وجاراتنا ونساء وبنات حيٌنا، حتي تتضاعف حسناتنا وتثقل كفتها أمام كفة أخطائنا وخطايانا..في ميزان يوم الحساب.
وقمنا بتنفيذ كل أوامره، والتزمنا حرفيا بأفكاره كلها، وبذلنا كل مافي استطاعتنا من أجل 'هداية' و'إنقاذ' كل من دخل بيتنا، أو قمنا بزيارتهم في منازلهم.
وأعطي زوجي لعمليتي'الهداية' و'الإنقاذ'.. كل ما تستحقهما من اهتمام، ومتابعة، ومحاسبة.
الرد مع إقتباس