عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 01-06-2006
servant4 servant4 غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 167
servant4 is on a distinguished road
والأمثلة عديدة:

قال لي ذات يوم فور عودته من عمله:
'جارتك أم فلان.. رأيتها أمام باب شقتها شبه عارية، تتحدث إلي رجل ! إذهبي إليها غدا بعد أن تتأكدي من غياب زوجها وأولادها وابذلي كل مافي وسعك لهدايتها، وإنقاذها مما هي فيه' .
في اليوم التالي أرسلت صغري بناتي مرتدية نقابها لتسأذن جارتي 'أم فلان' في زيارتي لها لعدة دقائق.
وبعد الاستئذان، والتأكد من عدم وجود الجنس الآخر في الشقة، جلست مع جارتي، وفوجئت بها ترتدي 'فستانا' عاديا، محتشما، ترتديه عادة داخل منزلها، وهو نفسه أو مثله الذي كانت ترتديه بعد ظهر أمس، عندما فتحت باب شقتها لتدفع 'حساب النور' لموظف وزارة الكهرباء!
لقد مررت بنظري علي جسم جارتي، بحثا عن 'العري' الذي فزع منه زوجي، وأكد أنها كانت شبه عارية أمام رجل غريب، فلم أجد أي جزء عار غير وجهها، ويديها، وفيما عدا ذلك كانت مغطاة برداء كامل، وحتي شعرها كان مخفيا تحت 'الحجاب' الأبيض الذي تحرص عليه عند الخروج، أو عند استقبال ضيوف في منزلها!
ولم أعلق، ولم أتهم زوجي بالكذب، أو حتي المبالغة في وصفه المهين لهذه الجارة الفاضلة. علي العكس من ذلك تفهٌمت ماقاله، وعذرته في اتهامه.
فمن رأي زوجي الذي يؤمن به، ويؤكده، ويكرره، بمناسبة وبدون مناسبة :
'إن المرأة العارية.. هي التي تسمح للرجل الغريب كهلا، أو شابا، أو طفلا أن يري أي جزء من جسدها، أو وجهها، أو حتي خصلة واحدة من شعرها' !
ورغم عدم اقتناعي بهذا الرأي الغريب جدا،والمرفوض قطعا من أي عقل متحرر، أو نصف متحجٌر، إلاٌ أنني لم أعترض عليه..ليس فقط خوفا منه، وإنما حتي لا أصدم بناتي اللاتي يتعذبن 24 ساعة في ال24ساعة من 'فرمانات' أبيهن، ولا أريد لهن بالتالي الوقوف إلي جانبي، وضد أبيهن.
***

هذه المشاعر والأحاسيس كلها، دارت في مخيلتي وأنا جالسة أمام جارتي المسلمة، المؤمنة، المهذبة، التي تفهم حقائق ديننا، وتحرص علي تعاليمه السمحة، ورغم ذلك وصفها زوجي بأنها تستقبل الغرباء.. شبه عارية، لا لشيء إلاٌ لأنها اكتفت بالحجاب، ولم تأخذ بالنقاب!
تناسيت هذه المشاعر، والأحاسيس، والاعتراضات، كلها.. وركٌزت همٌي في تحقيق الهدف من وراء زيارتي، طبقا لأوامر، وتعليمات، زوجي والذي يعتبره هدف حياته الأوحد في هذه الدنيا الفانية وسألت جارتي سؤالا، أنا أكثر الناس رفضا له، ومعاناة منه :
'لماذا لا تتنقبي يا أم فلان' ؟!
وفوجئت جارتي بهذا السؤال الغريب، والعجيب، والمسٌتفز، لها، ولي قبلها، وللملايين من السيدات والفتيات المصريات. وبدلا من أن تجيب عن سؤالي، تجاهلته، وسارعت بسؤالي:
'ولماذا يجب عليٌ أن أتنقٌب؟! هاتً لي آية قرآنية واحدة، أو أي حديث نبوي صحيح، وغير مدسوس يفرض علي المرأة المسلمة والمؤمنة، والملتزمة، بتعاليم دينها،والحريصة علي نصوص شريعته، ارتداء ما يسمي بالنقاب. إن الدين كما نعرفه يسر لا عسر، والإظلام الذي يفرضه هذا النقاب علي من ترتديه نفسيا، وإنسانيا،وحضاريا،وصحيا،واجتماعيا يتعارض جملة وتفصيلا مع ألف باء ديننا الإسلامي الصحيح، وليس المفتعل،أو المزوٌر، أو الذي أفتي به المعقدون، والمهووسون، والمتحجرون الجهلاء..ممن تتزايد أعدادهم في مصر لسوء حظ شعبها يوما بعد يوم، وسنة بعد أخري' .
ولم تكتف جارتي 'أم فلان' بما لم تصدمني مكاشفتي به، وإنما أضافت إليه قائلة :
'إنني كثيرا ما بكيت علي حالك، وعلي حال بناتك.. وولديك. فكلنا في العمارة نسمع، ونتألم، وندهش، مما تعانون منه علي يد زوجك. لقد تحدثنا كثيرا عن هذه المأساة، وقد سألني زوجي مندهشا، ومستغربا: لماذا تقبل جارتك البقاء مع هذا الرجل؟! لماذا لا تترك بيته وتعود إلي بيت أبيها، أو إلي أي مكان آخر.. فمهما تدنٌي مستوي المعيشة في هذا المكان، سيكون بالقطع أرحم، وأخف وطأة وإذلالا مما تعانيه حاليا في شقته؟! ولم أجد ردا مقنعا علي سؤال زوجي، فأنا شخصيا لا أتصوٌر ولا أصدق..في نفس الوقت كيف يمكنك احتمال ما تتحملينه؟! ولا أعرف، في الوقت نفسه لماذا قبلت أن يحرم أطفالك أبسط حقوقهم، وأولها حرمانهم من الضحك، واللعب، واللهو مع غيرهم من الأطفال؟! قد لا تصدقين إذا قلت لك إنني وزوجي، وأولادي، وكل سكان العمارة بلا استثناء لا حديث لنا غير السخط علي زوجك، والتعاطف مع أطفالك، وفي الوقت نفسه نسخط عليك لأنك وافقت علي العيش يوما واحدا مع هذا المخلوق الذي لا يمكن أن يعيش في مطلع القرن الحادي والعشرين، فمكانه المناسب..هو عهد سكان كهوف ماقبل التاريخ، أو علي الأقل..زمن الجاهلية الأولي' .
ولم أغضب مما سمعته من جارتي التي اتهمها زوجي ظلما، وافتراء 'بالفسوق'،و'الانحلال'، لمجرد أنها لم تتنقٌب وهي تحاسب مندوب وزارة الكهرباء، وأظهرت له وجهها عاريا، ويديها بلا قفاز من القماش السميك الذي يفرضه عليٌ وعلي بناته فور بلوغ الواحدة منهن سن الثامنة من عمرها!
علي عكس ما كانت جارتي تخشي منه، فوجئت بي أوافقها علي رأيها. ليس هذا فقط.. بل وشاركتها في غضبها، وسخطها، علي شخصي الضعيف، وزايدت علي رأيها..قائلة :
'لا تظلميني يا أختي العزيزة. فأنا أدري بحالي، وأقسي منك في إدانتي لضعفي وقلة حيلتي. إنني أعترف بأنه لولا استسلامي، ولولا عجزي، ولولا ضعفي، مااستأسد زوجي..كما استأسد، وماوصلت وأولادي إلي ما وصلنا إليه. إنني وحدي المسئولة عما أصابني، وحطم حياتي، وأوصلني إلي الحالة التي أتمني فيهاالموت علي البقاء في هذه الحياة التي لا يمكن لامرأة عادية أن تقبل بها، أو توافق عليها'.
ولمحت مؤشرات الدهشة، والعجب، علي وجه جارتي 'أم فلان' ..
فالذي سمعته مني كان متفقا مع رأيها، ورأي زوجها، وآراء كل سكان شقق عمارتنا، ورغم ذلك لم تسمع منٌي ردا..أو مبررا مقنعا واحدا لاستسلامي لهذا الزوج الجاهل، المتسلٌط، الذي ألغي كل ما جاء بالكتاب السماوي الكريم، وكل ما حدده لنا رسول الإسلام صلٌي الله عليه وسلم، وكل ما انتهت إليه الحضارة الإنسانية بمختلف دياناتها، واتساع اهتماماتها وجاء زوجي بدينه الخاص، مبتكرا حدوده، وفارضا اشتراطاته، ومعانيه، وتفسيراته..التي تتناقض كلها مع ألف باء الدين الذي ولدت منتسبة إليه، ونشأت ملتزمة به، و كبرت في العمر طامعة في هدٌيه..وسماحته.. وتعاليمه.
واحترمت جارتي رغما عنها هذا التناقض الشديد في مبادئي وتصرفاتي. فأنا مسلمة حقيقية، ورغم ذلك وافقت علي خزعبلات الرجل الجاهل، التافه، الذي شاء قدري أن أرتبط به، وأنجب منه ستة من الأولاد والبنات
الرد مع إقتباس