عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 22-05-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
http://www.copts-united.com/wr/go1.p...at=27&archive=


اسم الكاتب: صموئيل بولس


ألم يحن الوقت لإحياء خدمة الحالات الخاصة ؟ (1)


بل ووصل الامر بالكنيسة القبطية الشجاعة إلى حد القيام بتبشير الكثيرين من العرب المسلمين، فاعتنقوا المسيحية، وحملوا صليب المسيح برجولة إيمانية ليس لها نظير ، حتى إن بعضهم أصبحوا ابطالاً في الإيمان وقديسين وشهداء معترف بهم في الكنيسة ، مثل: القديس العظيم الشهيد جرجس المزاحم
( اسمه السابق : مزاحم إبن جامع العطوى ) . وقد وقف بجواره أحد الآباء الكهنة ، وزوجه أبنته ، وظل يخفيه من مكان لآخر، ويسانده هو وأبنته حتى لحظة استشهاد القديس في العصر الفاطمي ( القرن العاشر).
علماً بأنه نفس العصر الذي شهد فيه تنصير الكثيرين من المسلمين العرب في مصر، ولعل أشهرهم على الإطلاق هو خليفة المسلمين نفسه ( المعز لدين الله الفاطمي).
وكان قد شهد معجزة نقل الجبل المقطم التي اجراها الرب بواسطة أحد الأقباط الاتقياء البسطاء : (القديس سمعان الدباغ ) فآمن خليفة المسلمين بالسيد المسيح ، وتنازل عن الخلافة لأبنه العزيز بأمر الله ونال سر المعمودية المقدس، وترهبن في أحد الأديرة ، وظل راهباً مسيحياً حتى وفاته ، وقامت الكنيسة بالصلاة على جثمانه ودفنه ، ولا يزال قبره موجوداً حتى الان ، وكذلك جرن المعمودية الذي تعمد فيه . وهناك أيضاً شخصيات أخرى كبيرة مؤثرة ، مثل :( وساع ).وكان من كبار المسلمين ، وله حظوة عند كبار المسؤولين، ومنهم زوجة الخليفة العزيز بالله نفسه. وحدث أنه لما اعتنق المسيحية ، أن جاهر بها علنية، مما أهاج المشايخ ضده ، فطالبوا السلطات العليا بإلقاء القبض عليه بتهمة الردة عن الإسلام ، وتطبيق حد القصاص عليه . وقبضوا عليه بالفعل ، ولكن قبل أن يشرعوا في تعذيبه أصدر الخليفة العزيز بالله أمراً بإطلاق سراحه فوراً ، متأثراً بأبيه الخليفة السابق ، وأيضاً لتلقيه وساطات من كبار قواده ، ومن زوجته نفسها. واعتزل "وساع " الحياة العامة ، واختار أن يقضي بقية حياته راهباً ، فذهب إلى أحد أديرة الصعيد ، ووجد ترحيباً كبيراً من الرهبان ، وبقى في الدير حتى نياحته بسلام. وهناك أيضاً (الواضح ابن ابى الرجا ) والذي تسمى باسم ( يوحنا بولس).ويعتبر "الواضح"من اشهر المتنصرين العرب من الناحية الدينية التعليمية ، إذ ترك لنا عدة مؤلفات نادرة باللغة العربية تناول فيها المقارنة بين المسيحية والإسلام ، والردود الإيمانية على افتراءات المقاومين ، نذكر منها:
1 – الواضح (نوادر المفسرين).
2 – الإعتراف ( غلط المتأولين)
3 - هتك المحجوب (إنحراف المخالفين).
كما كان أول مسلم عربي متنصر يدون قصة إيمانه المسيحي ضمن مؤلفه الذي تناول سرد سيرته الذاتية واول مسلم عربي متنصر يصبح قسيساً ، ويبني كنيسة. والجدير بالذكر، انه تتلمذ على أيدي عالم قبطي لاهوتي ، ومؤرخ فاضل ، هو الأنبا ساويرس أسقف الاشمونين والمعروف ب( إبن المقفع).
وقامت الكنيسة بتكليف فريق آخر من خدامها بزيارة المأسورين في المسيح داخل السجون، وذلك بهدف تشجيعهم وشد آزرهم ، وظلت خدمة الحالات الخاصة تتم في سرية تامة لان تقديم كوب ماء للمعترف المتألم كان بمثابة جريمة شنعاء في عرف الغزاة العرب ،وقد ظل الحال على هذا المنوال حتى استشهاد القديس التائب ( نيقام) في القرن الحادي عشر، حيث نرى تدخل الكنيسة بشكل رسمي وعلني في موضوعه وذلك عندما امر البطريرك البابا خريستوذولس(1046- -م1077 م)، بدفنه داخل الكنيسة بإكرام يليق بالشهداء ، في تحد واضح للسلطة الحاكمة ، إذ كان نيقام مجرد شابا مستهترا ولديه علاقات بجماعة منحرفة من الاشرار ، فلما انتهره والده ( بقيرة الصواف) بسبب تصرفاته الطائشة ، ترك المنزل وذهب لاصدقائه الأشرار ، فأغروه بإشهار إسلامه ، فأنكر المسيح وأسلم . لكنه سرعان ما رجع إلى نفسه ، فندم على تركه للمسيح ، وقرر العودة إليه ، وحدث أن ألتقى بأب راهب فاضل ونصحه بالذهاب إلى أحد الأديرة ، فذهب إلى هذا الدير ، وبقى فيه فترة من الزمن اظهر خلالها توبة صادقة بدموع ، ثم قرر المجاهرة بإيمانه المسيحي علناً أمام السلطات الإسلامية الحاكمة لنيل إكليل الاستشهاد ، وعرض فكرته على الاباء الرهبان ، فشجعوه على ذلك ، وألبسوه زنارًا في وسطه، ووضعوا صليبًا على صدره، ثم غادر الدير وهو على هذه الهيئة ، وظل يطوف على الأسواق معترفاً بإيمانه المسيحي ، ومبدياً ندمه الشديد على اعتناقه الإسلام. فألقوا القبض عليه ، وطرحوه في السجن بعدما اوسعوه ضرباً ، ولما فشلوا معه في إبقاؤه على الإسلام ، اصدروا عليه حكم الإعدام بقطع رقبته بحد السيف . والتقى داخل السجن بأب براهبٍ قديسٍ كان مأسوراً مثله في المسيح ، فأخذ الاب الراهب يشجعه على مواجهة الاستشهاد، حتى حانت ساعة تنفيذ الحكم بجز رقبته بالسيف ، فقال له الراهب : "تشجع يا جندي المسيح، فإنني أرى ملاكًا فوق رأسك وبيده إكليل جهادك".
(وهنا نرى نموذجاً فريداً من خدام الحالات الخاصة ) .
وقد استشهد القديس نيقام وهو في الثانية والعشرين من عمره ، وقامت السلطات بترك جسده في العراء حتى امر الخليفة المستنصر بالله بدفنه، فجاء والده ودفن جسده بالقرب من كنيسة الملاك وبعد ثلاثة أيام من استشهاده جاء البابا خريستوذولس إلى الكنيسة وأمر بأن يُدفن في مقبرة خاصة داخل الكنيسة بإكرام جزيل يليق بالشهداء



الرد مع إقتباس