عرض مشاركة مفردة
  #65  
قديم 20-06-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
شاب والده سوداني وأمه سعودية يصبح كاثوليكيا!


الأنشطة الكنسية "تفلح" في "تنصير" مسلمين شماليين في الخرطوم




كان عدد المسيحيين في السودان 10 أشخاص فحسب في 1911 ليبلغ 1500 بعد 10 أعوام ثم 10 آلاف مسيحيا في 1931، و100 ألف بعد 20 عاما أخرى، فـ 300 ألف في 1961، ثم 480 ألف في 1964، و880 ألف في 1982، في حين يقدر عددهم اليوم بحوالي 4 ملايين مسيحيا.

لكن هذه الإحصائيات المستقاة من مصادر كنسية، تبدو غير دقيقة، إذ لم يجر مسح دقيق لتقدير الأعداد الحقيقية لمعتنقي الديانات والمعتقدات في السودان. وتشير مصادر غربية أخرى إلى أن نسبة المسلمين تبلغ 70% مقابل 25% من الاحيائيين و5% من المسيحيين.

لكن هذه الإحصاءات ذاتها تبقى عرضة للتغيير في حال جرى إحصاء جديد، خصوصا بعد وقف القتال في جنوب البلاد. وفي السودان، حوالي 1200 كنيسة (في 1982) و60 مركزا للتنصير.

وكانت الأنشطة التبشيرية موجهة في السابق للإحيائيين في جنوب السودان، ثم في جبال النوبة (جنوب كردفان، غرب البلاد) لكن السنوات الأخيرة شهدت اتجاها للتبشير المسيحي في أوساط المسلمين الذين يعيش غالبيتهم في شمال وشرق وغرب البلاد.

ولطالما مثّل تآخي كنيسة "مار جرجس" و"مسجد حلة حمد" على ضفتي النيل الأزرق في الخرطوم، نمطا من القدرة على التعايش بين المسلمين والمسيحيين في السودان، على الرغم من أن حرب الجنوب مثلا، اتخذت طابعا دينيا في بعض الأحيان. لكن آلاف الأقباط والكاثوليك والبروتستانت لم يشعروا بقدر حاد من التمييز الديني، إلا في مطلع التسعينات حيث تعالت احتجاجاتهم على ما اعتبروه "استهدافا" من الحكومة الإسلامية في الخرطوم.


جمال.. المسلم الملتزم الذي صار مسيحيا

تبدو قصة (جمال. ع.ح)، وهو شاب سوداني من أم سعودية، متشابهة مع قصص أخرى تحدث حاليا في العاصمة السودانية الخرطوم، كونه، كشأن الآخرين، والأخريات، يتحدر من قبائل عربية مسلمة، شهدت استقرارا دينيا منذ ما يقارب 14 قرنا، اختار "المسيحية" دينا له عوضا عن "الإسلام".

وفي حديثه لـ"العربية.نت"، راح جمال يؤكد بأنه يعرف 6 على الأقل تحولوا من الإسلام للمسيحية، فضلا عن أسرة بكاملها نحت المنحى ذاته. ولد جمال (33 عاما) في المملكة العربية السعودية، وعاش زمانا في مكة المكرمة، قبل أن يتشكك - بحسب قوله- في الإسلام، الذي رآه "دينا يحث أتباعه على نفي الآخر".

ويقول جمال إنه بدأ يفكر في السر الذي يجعل "المسلم يصبح متوحشا كلما ازداد تدينا، والمسيحي يصبح أكثر تسامحا كلما ازداد تدينا". ويرى بأن السبب وراء ذلك يكمن في النصوص التي تحرض على القتل، في مقابل نصوص مسيحية مرنة.

ولا يعتبر جمال أن التفسير الخاطيء ربما، أو الاجتهاد الذي يجانب الصواب، هو الذي أدى لمثل هذه الحمولات، فالمدرسة "السلفية" المتشددة مثلا، لا "الصوفية" الأقرب في تسامحها للمسيحية، هي الأكثر اتصالا وقربا لروح النصوص الإسلامية.

حاول جمال، بحسب إفاداته لـ"العربية.نت" أن يرجع للمصادر الأصلية للمسيحية من خلال الكتب، ولم يلتق بمبشرين في حياته. وفي الفترة الأخيرة، وجد جمال، تعاملا لينا و"مثاليا" على حد قوله من طرف أقباط (أرثوذكس) في العاصمة السودانية، فيما يتعلق ببيع وشراء سيارات، وبعض الأعمال التجارية خاصته.



محمد الشيخ.. قسيس مسيحي في الخرطوم !!

اضطر جمال للانتقال إلى القاهرة في أبريل 2005، بعد أن فارق مكة المكرمة نهائيا، وبعد أن عجز عن العيش في الخرطوم. وتم تعميده في القاهرة مسيحيا كاثوليكيا. على عكس جمال، لم يفارق محمد الشيخ، وهو قسيس مسيحي، تحول هو الآخر من الإسلام إلى المسيحية، بلاده إلى أي مكان. بل صار محمد الشيخ مرجعا في ديانته الجديدة، ومقصدا لبعض الشباب والشابات من المسلمين، لغرض سؤاله عن المسيحية، رغم المضايقات التي يلقاها من السلطات على حد تعبير جمال.

ويقول جمال لـ"العربية.نت" إنه ما زال يخفي أمر دينه الجديد عن أبويه. وأخبر شقيقه عن تحوله للمسيحية، وأبدى هذا الشقيق "تفهما للأمر". لكن الأمر سيتطلب وقتا مع والديه، اللذين لا يتوقع أن يتقبلا المسألة. وكانت والدة جمال، بحسبه، قد بدأت تشك فيه، حين لاحظت أنه لم يعد يصلي.

وكان جمال يتغيب عن البيت في أوقات الصلاة، وفي أيام الجمعة، ويقرأ خلسة، وبعد أن تنام أسرته، بعض الكتب التي تتناول المسيحية. جمال لم يتزوج إلى غاية الآن، لكنه لا يأمل أبدا في الزواج من مسلمة. وهو ينتظر أن يلتقي بفتاة مسيحية يستطيع الاقتران بها.

ويبقى مثل هذا الأمر غير مستساغ في السودان، سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية، خصوصا بالنسبة لأمثال جمال، المتحدر من قبيلة "الشايقية" المعدودة ضمن القبائل العربية المسلمة في شمال السودان. ويعترف جمال بذلك، مشيرا إلى أن أصدقاءه مارسوا بحقه عنفا لفظيا، وما يشبه العزلة الاجتماعية، وما عادوا يتقبلونه.

وتتضارب الأقوال بشأن عدد المسلمين والمسلمات الذين تحولوا عن الإسلام إلى المسيحية، خصوصا في الخرطوم، وشمال السودان في ضوء غياب الإحصاءات. وتشير بعض المصادر إلى أن حركة تبشيرية قوية تجري في دارفور (غرب).

ويقلل عبد المحمود أبّو، الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار، أكبر الجماعات الدينية في السودان من الأمر، مشيرا إلى أن المسألة لا تعد ظاهرة.

وفي حديثه لـ"العربية.نت"، أوضح أبّوبأن عدد الذين بدلوا دينهم من الإسلام للمسيحية لا يتجاوزوا من 3 إلى 10 أشخاص. ورد السبب إلى أن التجربة الإسلامية لنظام الإنقاذ في السودان، الذي يحكم البلاد منذ 1989، لكونه نظام تسلطي، أقام دولة بوليسية وأسقط دولة الرعاية الاجتماعية، ففقد الناس وسائل العيش.

وأضاف بأنه جاء في الأثر: إذا جاعوا أكلوا دينهم. ولفت أبّو إلى أن الناس لم يجدوا عونا من المؤسسات الإسلامية، فلجأوا للمؤسسات المسيحية، كما أن غالبية هؤلاء "إيمانهم ضعيف، لذا سهل عليهم تغيير دينهم".

ونبّه إلى أن الشاب السوداني جمال وأمثاله، فهموا الإسلام من مدخل خاطيء، فـ"من يزعمون بأنهم سلفيون حاولوا أن يسقطوا الظروف التاريخية التي كانت ناشئة بين المسلمين وغيرهم، على الواقع الآن" وهذا هو"المنهج الذي يتخذه السلفيون في شرقنا الإسلامي" في خصوص فهمهم للعلاقة مع الآخر.

وأضاف بأن "هذا المنهج مفحم لكنه غير مقنع"، مشيرا إلى أنه لا يستند إلى نصوص، وإنما تجارب تاريخية، لذا لم تكن قناعات جمال ورفاقه مدعومة بأدلة. فالنصوص بحسبه، مرتبطة بزمان، ولو فهمت في سياقها لما جرى تأويلها على ذلك النحو الذي يفهم منه أنها تحت على كراهية الآخر، بل وربما قتله.

ولفت إلى أن أسباب التحول تبقى في غالبها اقتصادية، منبها إلى أن بعض من دخلوا الإسلام من ديانات أخرى من مدخل المعونات وتركوه من الباب ذاته. ورفض أبّو قتل الذين يبدلون دينهم من الإسلام لدين آخر، مشيرا إلى أن "هيئة شؤون الأنصار" في السودان لديها اجتهاد في هذا الخصوص: لم نجد في قطعيات الإسلام ما يدعو لقتلهم، فالسبيل الوحيد هو الاقناع وما لم يقتنعوا يتركوا.

ويلفت أبّو في سياق حديثه لـ"العربية.نت" إلى أن حديث "من بدل دينه فاقتلوه"، هو حديث آحاد، و"أحاديث الآحاد إذا كانت تأتي بعقوبات كبيرة كالقتل، وإن قبلت رواية، لا تقبل دراية، لأنها تتناقض مع القرآن مثلما في الآية الكريمة (لا إكراه في الدين).


http://www.alarabiya.net/Articles/20...15/21169.htm#1

الرد مع إقتباس