عرض مشاركة مفردة
  #76  
قديم 27-06-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a



خوسرو خودادي
(إيران)





منذ نعومة الاظفار، والتساؤلات تتزاحم في رأس خوسرو خودادي. فكل ما كان يحيط به كان يفرض عليه سؤالا ملحاً "ماهو الهدف من هذه الحياة، وما المقصود منها؟" ما الذي جعل الزهور ملونة هكذا؟ ما الذي يخبئه الكون خلف هذه النجوم؟ إلى أين يذهب الإنسان بعد الموت؟ من هم هؤلاء الذين يظهرون لنا على شاشات التلفزيون؟ أين يذهبون بعد إنتهاء البث؟ الا ان خوسرو لم يكن يحصل على أجوبة شافية لتساؤلاته العديدة، فبدأ اليأس يدب في عروقه، سيما وانه كان شخصاً مرهف الحس.

ذات يوم، كان خوسرو مارا امام احدى الكنائس المسيحية، فقرر الدخول اليها معللا نفسه بامكان الحصول على اجوبة لتساؤلاته. هناك وجد بعضاً من السيدات المسنات وقساً متقدماً في العمر، قدم اليه صندوقاً مليئاً بكتب مكتوبة باللغة الفارسية، كان بينها ايضا نسخة من الانجيل المقدس، العهد الجديد. قرأ خوسرو الانجيل بكامله، الا ان القراءة وحدها لم تكن كافية ليجد فيها الاجابات التي يبحث عنها لتساؤلاته. فوضع انجيله جانبا وهو يشعر بيأس شديد. وفيما هو على هذه الحال اخذته غيبة، واذا به يرى رجلا آتيا اليه كما في رؤيا، فمد يداه نحوه وقال له "خذ يداي، وكل شيء سيتغير بصورة نهائية. تقدم خوسرو وأمسك بيدي الرجل، وإذا برعشة يصفها خوسرو "بالكهربائية" سرت في جسده، فسجد على ركبتيه مستسلما لبكاء شديد. ولما سمع والداه اصوات الانين منبعثة من غرفة خوسرو، اسرعا اليها ليطمئنا على ابنهما، وقد اذهلتهما المفاجأة عندما رأياه يبكي لأول مرة منذ سنوات طويلة.

لم تكن الرؤيا التي رآها خوسرو حادثة عرضية. قصد خسروالقس الذي اعطاه الكتب وقص عليه تجربته الفريدة.

مرت أعوام على هذا الإختبار وخوسرو ينمو في الايمان كتلميذ للرب يسوع، الى أن أصبح هو نفسه قساً! غير أن قسوة الإضطهاد في إيران دفعته الى الهرب إلى تركيا مع زوجته وطفليه. وهناك ايضا واجه خوسرو وعائلته المصاعب والأضطهادات، لكنهم تمكنوا بفضل صبرهم ومحبتهم من ربح نفوس كثيرة للمسيح. وقد أسس خوسرو العديد من الكنائس في تركيا، قبل أن يضطر للهرب مرة أخرى، حيث قرر اللجوء إلى أوروبا. سافر خوسرو وعائلته من تركيا إلى البوسنة، ومن هناك واصلوا رحلتهم سيرا على الاقدام وسط الجبال الوعرة. وفيما هم يعبرون أحد الجسور، تعثرت قدما جوزيف إبن خسرو الوحيد، فسقط في مياه النهر المثلجة. فما كان من خوسرو الا ان ألقى بنفسه في النهر لإنقاذ ابنه من الغرق. غير ان قوة التيار وعمق المياه واسدال الظلام ستائره في تلك الساعة، حالت جميعاً دون نجاح خوسرو في العثور على ابنه جوزيف. وفيما هو على هذه الحال، قفزت زوجة خوسرو الى النهر في محاولة مستميتة لمساعدة زوجها وانقاذ ابنهما، إلا انها كادت ايضاً تواجه خطر الغرق لشدة التيار. وفيما هما على هذه الحال المأساوية، شعر خوسرو فجأة كما لو أن شخصاً وضع ابنه جوزيف بين يديه. كما أحس بأن هذا الشخص الذي لا يراه بعينيه كان يساعده للوقوف على رجليه وسط المياه العميقة، ويعينه على حمل إبنه والوصول به سالما الى ضفة النهر. خرجت العائلة كلها بسلام، وتابعت رحلتها التي لم تخل من مخاطر أخرى عديدة، الى ان وصلت بأمان تام الى اوروبا.

امتلات ذاكرة خسرو بصور لم تعد تفارقه لليدين اللتين لم يتمكن من رؤيتهما، وقد انقذتاه وعائلته باسرها من الغرق المحتم في تلك الليلة الحالكة، كما عن اليدين اللتين شاهدهما في رؤياه للسيد المسيح. وفي احدى المرات فيما كان خوسرو يسرد اختباراته، سأله احد المتشككين عما إذا كانت الرؤى التي يراها من نسج خياله الخصب ام انها حقيقة واقعة. فأجابه خوسرو بسؤال عما اذا كان يرتدي أي ملابس. وبينما ظهرت علامات الاستغراب على وجه المتشكك من كلمات خوسرو، فهم الحاضرون تماما المعنى المقصود من السؤال. فقد كانت رؤى خوسرو جلية وواضحة كهذا المثل بل وأكثر!

إن الرب الذي مد يديه إلى خوسرو لا يزال يمدهما اليك الآن. لقد مد السيد المسيح يداه يوماً على الصليب فيما كانت المسامير تنغرز فيهما، معلنة عن حبه وغفرانه المقدم لك مجانا. وهو يناشدك الآن ان تقبل اليه وتتعرف عليه. فالمسيح يسوع يرغب بان يمنحك غفراناً لخطاياك جميعاً وان يحررك منها ويهبك الإنتصار على قيود الشر والغضب، وعلى كل شهوة ونجاسة وعادة رديئة هزمتك واذلتك. هل تقبل اليه اليوم وتقبله في قلبك بالايمان مخلصا؟ هل تمد يدك لكي تصافح يده وتسلمه كيانك فيصير ملكاً على حياتك؟ إنه يعلم أين تعيش ويفهم قلقك ومخاوفك وأوجاع قلبك. يسوع يحبك ويريد أن يكون صديقك. يريد أن يكون مخلّصك. وهو في جميع ما وعد آمين.


http://www.dreamsandvisions.com/khosro.aspx
الرد مع إقتباس