عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 28-10-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
نهاية العالم على الطريقة الصهيونيه


إنتقلت في القرن العشرين الصهيونية المسيحية الى الولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما بعد إنشاء دولة اسرائيل وترجمت بعض الآيات الدينية بعد ان حرفت تفاسيرها الروحية ترجمةً سياسية مباشرة صبت بقوة في دعم دولة اسرائيل. واستخدم الصهيونيون المسيحيون الأميركيون وسائل الإعلام الجماهيرية بشكل منقطع النظير لنشر أفكارهم وأوهامهم وأحلامهم ومعتقداتهم.

فإذا أخذنا على سبيل المثال، نهاية العالم كما تتصوره الصهيونية المسيحية، وجدنا فيه بعض الملامح التي ترافق الغزو الأميركي الحاصل حاليا على العراق، وقبل ذلك، بعض الملامح هي رد الإدارة الأميركية الحالية على أحداث الحادي عشر من أيلول ألفان وواحد (2001)، وذلك بشن حملة إرهاب في العالم أجمع تصدياً على حد زعمها للإرهاب الذي طالها.

هذا وإن نهاية العالم على الطريقة الأميركية الصهيونية تستند شكلاً على بعض أسفار العهد القديم، كسفر حزقيال وسفر دانيال، ومن العهد الجديد على سفر رؤيا يوحنا، وتستنتج أن العالم كما نعرفه قد أشرف على النهاية، وأن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية، وهو يتميز بالسلام ووفرة الخيرات والأخوة بين الناس، وسيحل السلام بين الحيوانات أيضاً. العالم آت الى نهاية - حسب زعمهم- لا بفعل جنون جنرال أو سياسي يشعل الحرب النووية، بل لأن هذا هو قصد الله. نهاية العالم ليست مدعاة للقلق بنظر "الألفيين" لأنها تمهد لمجيء المسيح الثاني. لكن قبل هذا المجيء على بعض الأحداث أن تقع، إنها "علامات الأزمنة" أي تبشير العالم، وعودة اليهود، وإعادة بناء دولة اسرائيل وظهور "المسيح الدجال" وموجة من الصراعات. كل هذا يتوج بمعركة "هرمجدون" وهي قرية مذكورة في سفر الرؤيا، وتقع الى شمال القدس حيث تزج الأمم الكبيرة في معركة بين "الحق والباطل" وعند اقتراب إفناء العالم يظهر المسيح. وهناك أكثر من رواية تفصيلية لهذا الحدث الإنقضائي، لا مجال لذكرها هنا، لكن المهم في هذا التصور "الرؤيوي" أن السلاح النووي يصبح عندئذ أداة لتحقيق مقاصد الله، وأن الميل الى تفسير أحداث السياسة الدولية بمنظور "نهاية العالم" يصبح مشروعاً، لا بل ضرورياً، علماً بأن دعاة الألفـية مجمعون على اعتبار الشرق الأوسط مسرحا للحرب-الكارثة المذكورة أعلاه.


نقطة الإرتكاز اللاهوتية "القدرية"
معظم المسيحيين الأصوليين هؤلاء، إن لم يكن كلهم، يسلمون بمذهب "القدرية" أو كما يسميها البعض أيضاً "التدبيرية". والقدرية هي محاولة لتفسير تاريخ علاقة الله بالبشر بأحوال وأحقاب مخصوصة.

يقول "س.أي.سكوفيلد"، من أكابر الناطقين بهذا المذهب: "كل قدر دور من الزمان يمتحن فيه البشر حسبما أوحاه الله من وحي مخصوص".

ويجمع منظرو القدرية في معظمهم على سبعة أقدار أو حقبات زمنية تدل على تطور علاقة الله بالبشر، حيث يمتحن الله الجنس البشري في إطاعة إرادته. "القدر السادس" من هذه الأقدار هو الحقبة الحالية، أي "دور الكنيسة والنعمة"، وينتهي بعودة المسيح لإقامة مملكته الألفية، وهذا هو "الدور السابع".

إن هذا المذهب يرتكز على افتراضين:
الإفتراض الأول هو الفصل ما بين اسرائيل (أي الشعب اليهودي،شعب الله على الأرض) والكنيسة (أي شعب الله في السماء).
أما الإفتراض الثاني فهو وجوب تفسير الكتاب المقدس دائماً بطريقة حرفية.

وهكذا يؤدي هذا المذهب الى أقله نتيجتين:
الأولى: أن الأرض هي ملك للشعب اليهودي
والثانية:أن النبوءات المتعلقة برجوع اليهود في الشتات الى الأرض قد تحققت ثانية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

من هنا نتبيين كم أن هذا المذهب هو من جهة تحريف للمسيحية، ومن جهة ثانية أيديولوجيا سياسية عنصرية.
الرد مع إقتباس