ساعة الصفر الثانية ظهرا
الحرائق تجتاح برديس والبلينا ودار السلام وأبو شوشة
ہنيران مجهولة تحرق المنازل في الصعيد..
فجأة شبت الحرائق بمنازل الأهالي .. النار تسري من منزل لآخر ومن قرية لأخري .. ولا يعرف أحد السبب وهو ما ترك المجال للشائعات لتلعب دورها .. البعض تحدث عن سقوط كتل نارية من السماء علي المنازل .. وهناك من قال الجان والقوي الخفية .. ولم يستبعد البعض وجود أيد مجهولة تقوم برش مادة شديدة الاشتعال.
..... وحتي الآن لا تفسير علميا للظاهرة .... الرعب والفزع هو ما يسيطر علي الأهالي حاليا والذين يخشون دخول منازلهم والمزارعون افترشوا الحقول للاقامة بها .... إنه في وقت محدد تخرج الاشاعات بأن الحريق سوف يشتعل في الثانية ظهرا بقرية محددة وبالفعل تشتعل النيران في نفس التوقيت ويحترق من يحترق وينجو من ينجو .....
...حتي أنه أثناء صلاة الجمعة تم سماع صراخ إحدي السيدات فهرع المصلون في ذعر للبحث عن مكان الحريق وانقاذ الأطفال .... وتركنا هذه القرية وسط رائحة الحريق التي تملأ كل الشوارع والسواد الذي تركته النيران علي جدران المنازل امتزج كل هذا مع حالة من الفزع والخوف داخل نفوس الأهالي من هذا المصير المجهول .... إلا أن الحرائق لم تتوقف والغريب أن كل المعاينات التي تم عملها والمحاضر من قبل المسئولين كانت تقول إن سبب الحريق ماس كهربائي او فرن الخبيز والذي يعتبره كل الأهالي من المتعلمين وغير المتعلمين تبريرا ساذجا لا يتناسب مع الحدث وسرعة انتشاره والدليل اشتعال النار في عدد من البيوت المهجورة والتي لا يسكنها اصحابها بنفس الكيفية التي تشتعل بها النيران في المنازل الأخري.
ووسط إنكار عدد من المسئولين ذهبنا إلي مستشفي البلينا المركزي وكان هناك عدد من الحالات المصابة بسبب هذه الحرائق ...
قالت: كنت أجلس أمام منزلي ليلا نظرا لارتفاع درجة الحرارة ولكن فجأة وجدت في السماء جسما مضيئا يسقط من السماء وينكسر إلي أجزاء فامتلأ قلبي بالرعب. وجدت أحد هذه الأجسام يقترب مني مباشرة واصطدم بي وبعدها لم أشعر إلا وأنا في المستشفي وهذه الحروق موجودة علي ذراعي.
...فقد رأيت بعيني في قرية السمطة إحدي السيدات وضعت سجادة علي شباك منزلها اشتعلت بها النيران فجأة فقمنا بإطفائها واشتعلت مرة أخري كما أن النيران تشتعل في كل مكان بالقرية بدون سبب...
... فالبيت الذي اشتعلت به النيران اليوم لا يسكنه أحد ولا يوجد به فرن أو حتي كهرباء ويتساءل لماذا في هذه الأيام يقولون فرن الخبيز أو الكهرباء طول عمرنا نستعمل فرن الخبير ولم يحدث ما يجري الآن؟
... ياسر فاروق حاصل علي دبلوم زراعة يقول: رأيت في السماء جسما مضيئا يشبه الشمعة الحمراء بالضبط طولها حوالي 5سم ونزلت علي الأرض وكانت تتوهج بشدة وبمجرد أن لمست الأرض تناثرت إلي قطع صغيرة جدا حتي ذابت هذه القطع.
وبالفعل يؤكد هذا الكلام أبو الوفا محمد الذي يقول: ان هذا الجسم المضيء اصطدم بباب منزلي ثم وقع علي الأرض وذاب ولم يظهر له أثر.
كما ذكر لنا عدد من الأهالي أن بعضهم سلم أجزاء من هذا الجسم إلي المسئولين ولكنهم يتكتمون علي ذلك.
انتشار الرعب في قلوب الناس من هذه الظاهرة. البعض يؤكد أن هناك أجساما حمراء تسقط من السماء والبعض يحسبها حرارة الجو. وأيا كان السبب فالظاهرة مستمرة ولم نصل حتي الآن إلي سبب لهذه الظاهرة.
وعلمت 'الأسبوع' أن فريقا من المتخصصين في الدفاع المدني والحريق وصل من القاهرة لدراسة هذه الظاهرة حتي أن هذا الفريق استهان في البداية بهذه الحرائق في احدي قري البلينا وهي قرية برخيل، وقبل مغادرتهم القرية فوجئوا باشتعال أربعة منازل دفعة واحدة بحريق هائل أمام أعينهم جعلهم في حالة ذهول.
ويجري هذا الفريق الآن دراسات مكثفة في مختلف قري البلينا للوصول إلي السبب الحقيقي لظاهرة اشتعال الحرائق بدون سبب معلوم.
ولكن ما هو رأي علماء الفلك والفيزياء والدين في هذه الظاهرة؟
الدكتور صبحي حزين الأستاذ المتفرغ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية قال: أستبعد تماما نزول كرات نارية من السماء في حرائق البلينا لأن نزول النيازك علي الأرض يدمر مدنا بأكملها.
أما الدكتور جمال الفقي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية فقال: إنه لم يثبت علميا نزول أي نيازك اشعلت النيران من قبل.
الدكتور محمد سليمان أستاذ الفيزياء الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قال لنا: لا استطيع أن أحدد إذا كان ما يتحدث عنه الأهالي كرات نارية.
أما رأي الدين في هذه الظاهرة وما يتردد عن الجان فيقول الدكتور عبدالعزيز عزام استاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن هذا الكلام لا أساس له من الصحة وهذه كلها أوهام والجان لا يستطيع أن يغير النظام الكوني وأشار إلي أنه بالفعل يوجد الجان ولكن له عالم آخر .
والحرائق تمتد من سوهاج وتلتهم عشرات المنازل بقري أبو تشت بقنا
http://www.elosboa.co.uk/elosboa/issues/384/0401.asp