عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-06-2011
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
الأخوان ....... لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟

الأخوان ....... لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟



د.إيمان يحيى
May 27, 2011

لم تكن مفاجأة لى تصريحات السيد “صبحي صالح ” ممثل جماعة الاخوان فى لجنة التعديلات الدستورية و المتحدث الاعلامى باسم تلك اللجنة. قد يكون البعض مصدوماً بسبب تصريحات السيد”صبحي صالح ” بشأن اعتبار المسلمات المتدينات المحجبات أدنى مرتبة و منزلة من بنات الجماعة، و أن الأخ عضو الجماعة يجب أن يقترن بأخت له من الجماعة أيضاً. لم تصدمنى ماسورة الاستعلاء و الغطرسة التى تنفجر، كلما فتح المتر “الدستورى” “صبحي صالح ” فمه، فهو و جماعته لا يعترفون بالمسلم الذى لا يتبع جماعتهم و الذى يناصر أى اتجاه سياسى أخر، ليبرالياً كان أو قومياً أو يسارياً. كنت أتوقع كل ذلك، فتاريخ الجماعة ملئ بالاستعلاء على من يخالفها، بل و أيضا على الشعب بأكمله.

بعد انتصار ثورة 25 يناير بدت تصريحات قادة جماعة الاخوان و شيوخ السلفيين تروج بأن الثورة هى ثورة ربانية!، لا دخل لبشر فى نجاحها. من الطبيعى أن الأمر لله من قبل ومن بعد، و لكن الثورة قام بها شعب عظيم و فجرها شباب رائع، فلم يحاولون طمس دور الشعب و الشباب؟ ثم هاهم يلمزون و يغمزون من قناة “الديموقراطية” و يرجعون لاستخدام تعبير “الشورى” غير الملزم للحاكم، وهناك منهم من يطرح مجدداً شعار “الحاكمية لله” بصيغ جديدة. هم لا يعترفون بحكم الشعب و سيادته و يروجون لربانية تنظيماتهم! يدعون انهم ليسوا ببشر و لكن ملائكة معصومين.

كل ذلك جعلنى أتساءل :لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟ حتى ثورته يرفضون نسبتها اليه، و عندما يأتى الحديث عن حقوقه يتجاهلون تلك الحقوق.ذلك العداء و الفوبيا من الشعب قديم قدم نشأة جماعة الأخوان. كانت تحالفاتهم دائما مع احزاب الأقلية و القصر، ناصبو حزب الوفد الشعبى العداء و تحالفوا مع الديكتاتور اسماعيل صدقى ، عدو الشعب. هم الأعلى و الأكثر ايماناً من الأخرين حسب عقليتهم المتعالية. ألم تقل قياداتهم أنهم سيقومون بتربية الشعب المصرى! و كأنهم من طينة أخرى أو أنهم قد هبطوا علينا من السماء. الشعب المصرى أكثر شعوب الأرض تديناً و ورعاً و لا ينتظر منهم أو من غيرهم أن يعلموه دينه. هذا الشعب كره كل المستبدين الذين تعالوا عليه، و لم يكن أخرهم “مبارك” الذى عايره بلقمة عيشه ، و جاء الأخوان من بعده ليربونه و يعلموه الأدب.

لم يعد الشعب يعجبهم، و لكن النخبة أيضا من “الأفندية الأراذل” ، كما كان يقول عنهم السادات، أصبحت فى مرمى نيرانهم و كراهيتهم. لماذا؟ لأنها اعترضت على استخدام الدين فى السياسة و استغلال المساجد و الكنائس فى الاستفتاء الأخير. من يسمع رئيس لجنة التعديلات الدستورية و يقرأ للكاتب فهمى هويدى يلمس تلك الكراهية أيضا للنخبة. كل تلك الكراهية لماذ؟ هل لأن النخبة قد حذرت من استفتاء، كان كل مهمته اجهاض الثورة بشق صفوفها؟ استفتاء يفترض أن تم به تعديل دستور 71، و بعدها يصبح الدستور فاعلاً، لقد كانت كل دعايات الجماعة تنصب على رفض دستور جديد و الاكتفاء بالتعديلات، لنفاجأ باعلان دستورى به اكثرمن 60 مادة لم يتم أخذ رأى الشعب حولها، و الأنكى من ذلك فان الدستور الجديد قادم لا محالة. لِم كان الاستفتاء؟ هل كان غرضه اللعب بورقة التكفير؟ لماذا يتناسون أن الدستور هونتيجة وفاق و اجماع وطنى و يتصورون أنه من الممكن فرض دستور بتصويت رغم أنف المخالفين! هم حتى لايريدون لأحد أن يسعى نحو هذا الوفاق و الاجماع، يريدونه دستورا يضعه نواب برلمان سيتم اتخابه فى ظل البلطجة و انعدام الأمن.

المصيبة الكبرى أن جماعة الأخوان تهدر فرصة تاريخية لتحولها الى حزب سياسى حديث مثيل لحزب العدالة و التنمية التركى، فكل تصرفاتها و تحالفاتها تصب فى طريق وصولها الى جماعة طالبان، بينما ينتظر مصر مصير مظلم كمصير باكستان أو أفغانستان أو السودان.

من حق جماعة الأخوان أن تكره الشعب و ترفض أن تكون ثورته من صنع يديه، و لكن ليس من حقها ادعاء الربانية و العصمة و ليس مسموحا فى اطار العمل السياسى المتاجرة بالدين. و يظل السؤال مفتوحا:لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس