عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 20-04-2007
الصورة الرمزية لـ kotomoto
kotomoto kotomoto غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 583
kotomoto is on a distinguished road
تــــــــــــــــــابـــــــــــــــــــــــع

تقرير واشنطن
هل سبق لك أن مارست الشعائر الإسلامية؟
د. وفاء سلطان
طبعا، الليالي الرمضانية من أعمق ذكرياتي وأحبها إلى قلبي. لم أكن أمارس كلّ الشعائر بالمسطرة كما كان والديّ يفعلان، لكنني توقفت عن ممارستها بشكل شبه قطعي في أواخر الثمانينات، وكان ذلك إثر الأعمال الإرهابية التي أرتكبتها عصابة الإخوان المسلمين في سورية. لجئوا إلى اغتيال أبناء الطبقة ذات التحصيل العلمي العالي لأنها كانت الفريسة الأسهل، فجّروا القطارات وباصات النقل الداخلي إشباعا لغرائزهم التي أدمنت القتل. كانوا يرشون الضحية بالرصاص وهم يكبّرون ويهللون. بدأتُ أتساءل:أيّ إله ذاك الذي يقبل أن يقترن اسمه بصوت الرصاص؟!! أعطيت ذاك الإله إجازة كي يخرج من حياتي. كنت أعتقد بأنها ستكون إجازة مؤقتة ريثما يتسنى لي البحث عن حقيقته، لكنها مازالت مفتوحة حتى تاريخ اليوم.

تقرير واشنطن
رغم كل الانتقادات في العالم للسياسة العنصرية التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين وضد بعض الإسرائيليين وقد تضمنها تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان الذي صدر مؤخرا، إلا أنك تصرين على الدفاع عن إسرائيل فقط لاسيما وأنك وقفت على ممارسات إسرائيل في الأراضي العربية؟
د. وفاء سلطان
هذا افتراء آخر لا أساس له من الصحة. كتاباتي تملأ المواقع العربية الإلكترونية فلماذا لا تذكري ما قلته بهذا الخصوص. إنيّ أتحدى من يستطيع أن يذكر عبارة واحدة لي قلتها وهللت فيها لممارسات إسرائيل في الأراضي العربية. أنا أؤمن بحق إسرائيل في الوجود، ولكنني أؤمن في الوقت نفسه بحق الفلسطينيين بإنشاء دولتهم والحياة بأمن وسلام. الفلسطينيون عانوا الكثير ولا أحد يستطيع أن ينكر معاناتهم، لكنني أعتقد بأن المشكلة في أساسها دينية وليست سياسية محض. عندما نرجع إلى جذور المشكلة الدينية ونتمكن من حلها سيكون حل المشكلة السياسية تحصيل حاصل. أنا لست سياسية، وأحاول قدر الإمكان أن أتجنّب الغوص في مستنقع لا أجيد السباحة فيه. الجانب السياسي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يعنيني، ببساطة لأنني لا أعرف الكثير عنه. ما يعنيني الجانب الإنساني وأنا مع حق الطرفين في أن يعيشا بأمن وسلام، وضدّ كلّ عمليات العنف التي يرتكبها كلّ طرف بحقّ الآخر. الحوّار في رأيي سيّد الموقف في العصر الحديث، وعلى الطرفين أن يجيدا فنه وأخلاقيته.

تقرير واشنطن
هل تلقيتِ أي دعوة من جامعة في بلد إسلامي، وهل يمكن أن تزوري دولة إسلامية للدفاع عن أفكارك؟
د. وفاء سلطان
طبعا لم أتلق، ولا أعتقد بأنني سأتلقى في المستقبل القريب. أفكاري غير مرحب بها في العالم الإسلامي لأنهم يخافون منها ولا يستطيعون أن يواجهوها بالحجة والمنطق. أنا مستعدة لزيارة أي بلد إسلاميّ يوجّه لي دعوة، وسأكون في قمة سعادتي.

تقرير واشنطن
بماذا تنصحين النساء المسلمات؟
د. وفاء سلطان
أنصح المرأة بأن تقرأ وتتعمق في البحث، فالمعرفة قوة. لا تكوني تابعة بل مبدعة. وضع المرأة في العالم الإسلامي مأساوي، ومسؤولية المرأة قبل سواها أن تواجه هذا الواقع بشجاعة ورباطة جأش. صاحب السلطة لن يتخلى عنها بسهولة، والرجل في عالمنا سلطويّ بالمطلق. لا أدعو إلى تصارع معه، بل إلى عقلانية، فهو يحتاج إلى إعادة تأهيل والمرأة معنيّة بتلك المهمة الصعبة.
أنت نصف المجتمع من حيث العدد، لكنّك أكثر بكثير من حيث الأهمية. لقد قلل الإسلام من تلك الأهمية بإدعائه أن الله قد خلق الإنسان من نطفة. لم يذكر دور المرأة وافترض بأنها مجرد حاضنة.
علميّا، أنت تعطين نصف ما يعطي الرجل من حيث المادة الوراثية بالإضافة إلى كونك حاضنة للخلاصة التي تنجم عما يعطيه كلاكما، وبعد أن تنجبين تلك الخلاصة أنت المسئولة عن تربيتها وتحويلها إلى إنسان كامل وسليم. لدورك في المرحلة الجنينية وما بعد تلك المرحلة أهمية كبرى. وضعك النفسي والعقلي والفكري ينعكس على مدى نجاح المرحلتين، فاعتني بذلك الوضع وإياك أن تسمحي لتعاليم أو تقاليد أن تسيء اليه.
المستقبل في يديك فاصنعي مستقبلا أفضل من حاضرك وماضيك. أتمنى لك التوفيق.

تقرير واشنطن
هل تحتفظين بذكرى جميلة عن حياتك السابقة في سوريا؟
د. وفاء سلطان
على الصعيد الشخصي معظم ذكرياتي جميلة، فأنا ولدت وتربيت في أسرة تحترم المرأة عموما وتعترف بحقوقها وضرورة تعليمها. الدليل على ذلك إيفادي إلى مدينة تبعد عن بلدتي مائتي ميل في أواسط السبعينات كي أتابع علومي الجامعية الطبية. صرفوا علي الكثير من الأموال ودعموني نفسيا. بعد شهرين من التحاقي بالجامعة تعرفت على زوجي وعشت معه قصة حب عمرها خمس سنوات، كللناها بزواجنا عندما كنت في السنة السادسة في كلية الطب. حياتي معه منذ يومها وحتى تاريخ اليوم قصة عشق لم تعشها جولييت مع روميو. أنا ملكة عرشه بلا منازع. لقد أشبعني حبا واحتراما وإحساسا بكياني كامرأة وكإنسانة، وهذا سر نجاحي. كل لحظة عشتها معه في سوريا ذكرى جميلة وأنا مدينة لتلك الذكريات.
أما على الصعيد العام فمعظم ذكرياتي مأساوية. مارست الطبّ في بلدي لمدة ثمانية أعوام. دخلت من خلال تلك المهنة بيوت الناس قبل أن تدخلها الشمس، ولمست بكل جوارحي ما كان يجري وراء الأبواب الموصدة.
أنا إنسانة مرهفة الحس، أمتص آلام الناس كالإسفنجة. لا أعرف إن كانت تلك الخاصة نقمة أم نعمة. هذه الآلام هي المنبع الذي أنهل منه عندما أكتب.
يدّعون بأن مشكلتي مع الإسلام شخصية وقد نجمت عن تجارب مؤلمة عشتها، يضحكني إدعاءهم هذا. لم أكن قد تجاوزت عامي الثامن عشر عندما أوفدتني عائلتي إلى مدينة أخرى بعيدة جدا عن بلدتي كي أتابع دراساتي الجامعية معززة بأموال عائلتي وثقتها، أليس ذلك دليل عافية؟ ومنذ ذلك الحين وأنا ملكة أتربّع على منكبيّ رجل أحبني واحترمني بكل ما أوتي من قوة. فأين هي معاناتي؟
معاناة الناس في أوطاننا هي معاناتي وآلامهم هي آلامي، ولهذا أكتب وأستفيض!

تقرير واشنطن
هل يمكن أن تشركي قراء تقرير واشنطن في تفاصيل يوم عادي من حياتك؟
د. وفاء سلطان
لأسباب أمنيّة لا أستطيع أن أستفيض، فسيف الإٍسلام يطاردني. أستطيع أن أقول بأنه لا يختلف كثيرا عن يوم أية امرأة زوجة وأم وسيدة عاملة، بالإضافة إلى مسؤولياتي ككاتبة ومربيّة أجيال.
أنا أم مثالية، علاقتي بأولادي تلتهم جلّ وقتي ولا ينافسني عليهم سوى شغفي بالقراءة. لا أنام سوى ساعات قليلة. أحبّ السكون وترهقني أخف الأصوات.
زوجي وأولادي يلتزمون بنظام عائلي هادئ جدا احتراما لمشاعري. عالمي الداخلي صاخب ويضّج بالحياة، وهو يشبه إلى حد بعيد إحدى قاعات البورصة في وول ستريت، ولذلك أحتاج لنوع من التوازن بينه وبين عالمي الخارجي. بيتي هو مملكتي وأنا إنسانة سعيدة جدا. لي أصدقاء ونحن نلتقي دائما، أحبّهم ويحبونني ويتركون بصماتهم في حياتي كما أترك بصماتي في حياتهم.
__________________
KOTOMOTO
الرد مع إقتباس