عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 31-10-2008
الخواجه الخواجه غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: May 2005
المشاركات: 2,200
الخواجه is on a distinguished road
مشاركة: القرضاوي: وباطنية شيوخ الإسلام


وحين تتابع أحدهم يتكلم عن التاريخ العربي والإسلامي بتلك المسحة الطهرانية الخالصة، تدرك كم هو باطني وتقوي وتمويهي وتختفي خلف حديثه شجون وهموم وآلام وأحداث ودماء و"هزات ارتدادية" تنوء بحملها الجبال. وحين يقدم داعية "باطني" آخر مثل عمرو خالد التاريخ العربي والإسلامي بسذاجة قصص الأطفال ( على طريقة ليلى والذئب مثلاً)، وبرومانسية ووجدانية وطهرانية خالصة وعلى أساس أنه لم ترق قطرة دم إسلامية واحدة، وليس غير إسلامية كلا وحاشى لله، وعلى أيدي المسلمين المبشرين بالجنة أنفسهم، وبطريقة "تسيح" لها دموع العذاراوات المتحجبات في الإستديو اللواتي يأسرن قلب المخرج المتيـّم هو الآخر برومانسيات السلف الصالح وبراتبه "الدسم" في الفضائية البترولية، تدرك كم هو-عمرو خالد- يجافي الصواب، وأن ما يقوله ليس إلا محض هراء والتفاف، وضحك على ذقون، الخلق والعباد، لاسيما وأنه أصبح من المشاهير والمليونيرات، فيما يقبع أولئك المستمعين الحالمين والمخدرين بأساطير القدماء على قوائم المحرومين والفقراء والجياع في الإحصائيات الدولية الرسمية ويعانون الفاقة والجوع والقلة والإملاق، ولم تستطع تلك القصص الأسطورية أن تنقلهم مليماً واحداً على سلم العيش الرغد وتحقيق الأمنيات. إنها باطنية الشيوخ التي يمارسونها على الناس، ولولا فضيلة ونعمة تحلي شيوخنا الأجلاء بتلك الباطنية، وخاصة فيما يتعلق برصد ما جرى في تاريخ الدم، والانشقاقات، والسيف، وقطع الرقاب، والانقسامات بكل موضوعية وحياد، لما أصبح القرضاوي وعمرو خالد، اليوم، من كبار مفكري العرب والإسلام، وهذه لعمري واحدة من نكات العصر السمجة، ونكباته الكبار.

وإن أسئلة كثيرة أصبحت كلها أسئلة أكثر من مشروعة وملحة، بعد فزعة القرضاوي الأخيرة. أسئلة من نمط هل شيوخ الإسلام باطنيون، وهل هم يضمرون عكس ما يظهرون، وهل يراوغون، لا سمح الله، وهل لديهم خطابان، خطاب علني، وآخر باطني؟ وهل كان شيخنا الدعوي الفاضل يمارس تقية طالما اتهم به الشيعة "المبتدعة"، ( وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، وتساوى هنا معهم في ممارسة تلك التقية حين أسفر عن حقيقة ما يضمره حيالهم؟ ولماذا قرر أن يخلع فجأة ذاك القناع الذي كان يظهر به من على قناة الرأي والرأي الآخر التي لا تستضيف إلا شيوخ الإخوان والسلفيين المتشددين ونادراً ما يظهر عليها شيوخ "المبتدعة"، ( وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، وهل صار من المحتـّم أن نرمي، ومن اليوم، بكل خطابه التسامحي التصالحي ولا نعيره أي اهتمام طالما أنه يكن للشيعة كل ذاك الكم من التوجس والتخوف والعداء؟ وأي من الخطابين يتوجب علينا أن نصدق الخطاب الظاهر أم الباطني للشيوخ؟
__________________
واجب علي جميع المصريين المساهمه في بناء مصر لتكون دولة ديمقراطية . ليبراليه . منتجه .
و


لنتعاون جميعا حتي تتغلب رسالة الحب و النور و الحياة علي ثقافة الكراهية و الظلم و الموت
الرد مع إقتباس