[just_jo]

"الجمهورية" في قلب الأحداث الإخوان المسلمون يسيطرون علي ميدان التحرير

فريد إبراهيم - عمر عبدالجواد - الجمهورية

الوصول إلي ميدان التحرير ليس سهلاً فأنت تمر بنقاط تفتيش متقاربة من شباب تستطيع فوراً أن تتعرف علي هوياتهم الفكرية وتري في عيونهم نظرة مريبة تجاه الصحف القومية ومندوبيها ولا تعدم أن تستمع إلي من يدعوك إلي الموضوعية بشكل تعرف فيه ماذا يعني بالموضوعية التي يقصدونها.
اتجهنا إلي ميدان التحرير من شارع رمسيس فلما وصلنا إلي منطقة معروف فوجئنا بمن يأمرنا بالاتجاه إلي شارع فرعي ناحية الشمال فكانت الحركة إلي التحرير من خلال شارع جانبي يصل في منتهاه إلي شارع شامبليون.
إذا وصلت قبالة المتحف المصري تكتشف أنك في تجمع غالبيته من الإخوان المسلمين بعضهم يجلس وبعضهم ينام وبعضهم يكتب لافتات علي ظهره. وبعضهم يضع علي وجهه ضمادة نتيجة الإصابة التي لحقت به من خلال المواجهات التي تمت في ليلة الثلاثاء.
صلاة الحرب!!
وعندما تقدمنا قليلاً صوب خطيب يرتدي زياً أزهرياً لنلحق بصلاة الجمعة وجدناه يحث الحضور علي الاستمرار والثبات حتي تحقيق كل مطالبهم اتجهنا إلي التجمع الذي يليه وهو علي بعد مترات قليلة ويبدو عليه أنه يصلي فلما وصلنا وجدناهم يصلون وهم وقوف فقيل لنا إنها صلاة الحرب. وبعضهم كان يصلي صلاة الغائب علي من مات في المظاهرات يوم الأربعاء فور انتهاء الصلاة والتي كان بعضها صلاة قصر وجمع للظهر مع العصر ارتفعت الهتافات التي بدا منها أنهم رفعوا سقف مطالباتهم وشعارات غريبة علي طبيعة الشعب المصري.
من يقول إن المتظاهرين بلا قائد فهو لا يعرف الحقيقة فالمظاهرات لها قادة منظمون تنظيماً جيداً ولها حراس ولها موجهون.
اتجهنا إلي حيث الميكروفونات التي تخطب والتي ما بين مدخل شارع الجامعة الأمريكية وشارع باب اللوق فوجدنا دروعاً بشرية تمنع الدخول للمنطقة التي ما بين المباني والحاجز الحديدي علي الرصيف أبرزنا تحقيق الشخصية فوجدنا من يقول إن الجمهورية والأهرام والأخبار ممنوعة من الدخول. فقلت لهم كيف تدعون إلي الديمقراطية وتمنعون من لا تحبون فاعتذر الرجل. وحاول تقبيل رأسي فرفضت. وتركني أتحرك حيث الذين يتكلمون ويرفعهم المتظاهرون علي الكراسي.
حافظ سلامة..
تحدث الشيخ حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية بالسويس للحضور "وكان ينقل كلمته جملة جملة أحد الشباب" قائلاً: أيها الأخوة الكرام جئنا إلي هذه الساحة المباركة التي تمثل شعب مصر بأكمله. مطالبين برحيل مبارك.
وطالب الحاضرين بالوقوف صفاً واحداً مطالباً الجيش بالنزول لإقصاء الرئيس.
.. والشيخ القرضاوي
وفي رسالة صوتية علي المحمول من قطر تحدث الشيخ يوسف القرضاوي الذي دعا الحضور إلي الاستمرار إلا أن بقية الرسالة لم يتمكن الوقوف من سماعها بسبب انقطاع الخط.
دخلنا إلي شارع الجامعة الأمريكية فوجدنا أكواماً من الحجارة خلف المتاريس الموجودة قيل لنا إنها أسلحة تستعمل في حالة الدفاع ضد المهاجمين. أما الشوارع الجانبية فوجدنا فيها الأطعمة التي توزع مجاناً لمن يريد ويقوم بتوزيعها.
المنتقبات في المظاهرة
في المقابل تقوم النساء المنتقبات بتوزيع الأطعمة والأشربة علي الفتيات وتفتيش الداخلين ذاتياً من النساء. وكذلك يوجد بممر جانبي مركز طبي بالشارع وآخر تم تجهيزه أيضا لاستقبال الجرحي والمصابين الذين أبلغوا الجمهورية أنه لا توجد إصابات اليوم سوي اثنين من الجرحي فقط. وأن عدد المصابين يوم الثلاثاء الدامي وصل إلي ما يقرب من 4 قتلي أصيبوا بطلقات نارية ولم يتمكن الأطباء من اسعافهم بسبب عدم وجود مناظير طبية لاستكشاف مواقع إصاباتهم.
في طريق عودتنا من خلال شارع طلعت حرب وجدنا أعداداً ضخمة تتوافد علي ميدان التحرير قادمة من شارع معروف قابلهم أعداد كبيرة من مؤيدي الرئيس مبارك الذين طالبوا القادمين من شارع رمسيس إلي العودة حيثما قدموا حفاظاً علي أمن مصر.
ملاحظات:
انتشرت أطعمة الإخوان بين المتظاهرين حيث حمل الإخوان شباباً وفتيات التمور المجففة والأرز باللبن. والخبز والجبن الشيدر والشاي المعد مجاناً والمخبوزات الساخنة والمياه المعدنية وأحياناً عصائر والمثلجات.
الحكماء الذين ظهروا علي الفضائيات يتحدثون لا وجود لهم داخل ميدان التحرير علي الاطلاق.
شوارع ومحلات وسط البلد أغلقت أبوابها كاملة دون وجود أي لون من ألوان الحيوية التي تتميز بها.