إسرائيل تتوقع هجوما أميركيا على إيران!
افادت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، أمس، إن "التقديرات في الدولة العبرية تشير إلى أن الإدارة الأميركية قد تهاجم إيران خلال عام". ونقلت إذاعة الجيش عن المصادر (ا ف ب، رويترز، يو بي اي، د ب ا) ان "أولمرت والرئيس جورج بوش بحثا خلال اجتماعات مغلقة في احتمالات القيام بعمل ضد نظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد". وأضافت أن "بوش قال خلال الاجتماعات انه يتوجب إجراء معالجة جذرية لمشكلة إيران وأن يكون لهذه المعالجة انعكاسات إيجابية على الشرق الأوسط برمتها وتؤدي إلى تغيّر في نمط أداء حزب الله وحماس".
في المقابل، قال مارك ريغيف، الناطق باسم أولمرت ان "الولايات المتحدة واسرائيل اتفقتا على الحاجة لتحرك ملموس لمنع ايران من تطوير سلاح نووي". وتابع: "نحن في الموقف نفسه. كلانا يرى الخطر، وكلانا يفهم الحاجة الى عمل ملموس لمنع الايرانيين من المضي قدما في السلاح النووي"، واصفا الجهود الديبلوماسية المبذولة حتى الان لممارسة الضغط على ايران بأنها "ايجابية" لكنه أضاف: "من الواضح ان هذا غير كاف ومن الواضح انه يتعين اتخاذ خطوات اضافية". وعن الخيار العسكري، قال: "زعماء كثير من الدول تحدثوا عن خيارات عدة مطروحة على المائدة وبالطبع اسرائيل تتفق مع هذا".
من ناحيته، قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس خلال مراسم وداع رسمية لبوش لدى مغادرته إسرائيل، أمس، إن "تهديدات بوش لإيران قبل سفره للسعودية أمر مهم للغاية". ورأى في كلمة في مطار بن غوريون قرب تل أبيب إنه "من الأفضل لمن يشكك في أهمية خطاب بوش أن يحاول الاستماع لأقواله بآذان عربية". وأضاف أن "بوش لم يتردد في إطلاق تصريحات داعمة بصورة جارفة لإسرائيل قبيل توجهه للسعودية وإطلاق هذه الاقوال قبل السفر لدولة عربية هو أمر مهم للغاية".
من جانبه، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق جنرال اليعازر شكيدي الذي أنهى الأسبوع الماضي مهامه انه "لا يمكنه استبعاد أن تضطر إسرائيل الى مواجهة إيران عسكريا". وأكد للصحافيين، أمس، إن "كل الخيارات مطروحة وإن سلاح الجو يستعد لها". وقال من جهة ثانية، إن "طائرات سلاح الجو التي تقوم بطلعات جوية فوق قطاع غزة تتعرض لمخاطر كبيرة نظرا للصواريخ الموجودة في حوزة العناصر الإرهابية الفلسطينية".
في موازاة ذلك، ذكرت الصحف الإسرائيلية إن "إسرائيل راضية جدا من نتائج زيارة الرئيس الأميركي لها وأن بوش أكد وجود غطاء لتهديداته ضد إيران" خلال الخطاب الذي ألقاه أمام الكنيست أول من أمس. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إنه "تم التوضيح خلال محادثات مع الرئيس بوش أنه يوجد غطاء لتصريحاته في الموضوع النووي الإيراني". وعرض أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك خلال لقائهما بوش معلومات جديدة حول الموضوع الإيراني، بهدف إقناعه بوجوب أن تعيد أجهزة الاستخبارات الأميركية النظر في تقييماتها حيال الموضوع".
وقال مصدر سياسي إسرائيلي آخر إنه في "أعقاب هذه الزيارة تنظر الولايات المتحدة بالإيجاب لطلب إسرائيل برفع مستوى العلاقات الإستراتيجية - الأمنية بين الدولتين". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه "خلال لقاء بوش مع أولمرت وباراك، وافق الرئيس الأميركي على الطلب الإسرائيلي بضم الأخيرة إلى نظام الانذار المبكر من الصواريخ الباليستية لدى إطلاقها من أي موقع في أنحاء العالم". ستحصل إسرائيل على أثر ذلك على جهاز رادار ضخم ومتطور جدا لرصد إطلاق الصواريخ.
من جهة أخرى، اعتبرت "هآرتس" أن "أقوال بوش صافرة تهدئة لإسرائيل وتحذير (للرئيس الإيراني) وعلى خامنئي (مرشد الجمهورية الإسلامية)". لكنها أشارت إلى أن "هذه أقوال هي أيضا بلاغ للمرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية، باراك أوباما، بأن بوش سيستغل صلاحياته حتى آخر يوم في ولايته لبلورة سياسة قتالية ضد إيران". وأضافت أنه "إذا انتخب أوباما رئيسا، ولم ينتخب المرشح الجمهوري، جون ماكين، الذي تتطابق مواقفه مع مواقف بوش، فإن بوش قد يقدم على استخدام وسائل عسكرية (ضد إيران) حتى في الشهرين والنصف الواقعة بين الانتخابات وقَسم الرئيس الجديد".
http://www.farfesh.com/display.x?cid=25&sid=44&id=22497
|