|
منتدى الرد على اكاذيب الصحافة فى الآونة الأخيرة تمادت الصحف المصرية والعربية فى الهجوم على المقدسات المسيحية دون إعطاء المسيحيين فرصة لللرد لذلك أفردنا هذا المكان لنشر الردود |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة الطائفية ،
كشف فيه عن ملامح المشروع الطائفي في مصر .. المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة الطائفية ، متى وكيف ولماذا" المصريون ـ خاص : بتاريخ 18 - 10 - 2008
تبدأ صحيفة المصريون الالكترونية من اليوم نشر فصول أحدث وأخطر كتاب للدكتور محمد عمارة "الفتنة الطائفية ، متى ، وكيف ، ولماذا" ، والذي يكشف فيه عن جذور هذه المسألة في عمق التاريخ المصري الحديث ، والأسباب التي أدت إلى تصاعدها مؤخرا على هذا النحو غير المسبوق ، ويطالع قراء المصريون فصول الكتاب يوميا من خلال زاوية "منبر حر" ، وفي كتابه تحدث الدكتور محمد عمارة عن أسباب وملامح التوتر الطائفي في مصر ، ثم عاد بجذور القضية إلى الغزو الفرنسي النابليوني لمصر ومحاولة الاستعمار الفرنسي توظيف الورقة الطائفية عن طريق اجتذاب جماعات قبطية عميلة ، ثم وقائع المؤتمر القبطي الذي رعاه الاحتلال البريطاني بعد ذلك ، ثم تطور الملف بعد تنامي المخطط الامبريالي الصهيوني لتفتيت العالم العربي والعالم الإسلامي ، مع وقفة مطولة أما لعبة الأقليات في تمزيق النسيج الوطني ، ثم تحدث عن التطورات التي لحقت بالكنيسة المصرية وكيف تحولت إلى دولة طائفية عنصرية وقد رصد في هذا الملف الخطير ملامح التنظير للمشروع العنصري للإحياء القومي القبطي ، وكيف وصل هذا المشروع إلى حد الانقلاب على معالم المسيحية والرهبنة ، كما تحدث الدكتور عمارة عن الثمار المرة لما أسماه "الحلم العنصري المجنون" موجها نداءا إلى عقلاء وحكماء الأقباط المصريين أن تكون لهم كلمتهم ونضالهم من أجل حماية الكنيسة الوطنية أولا من هذا المنزلق الخطير ، ثم حماية الوطن نفسه من توابع هذا الحلم العنصري ، كتاب الدكتور محمد عمارة الجديد يضع الأصبع على موضع الجرح بصراحة ووضوح المشفقين على مستقبل البلد ، بعيدا عن المجاملات ، وبعيدا أيضا عن المساجلات السياسية أو الدينية المتعصبة من هنا أو هناك . |
#2
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
هذه هي مصر د. محمد عمارة : بتاريخ 18 - 10 - 2008
كانت مصر ـ منذ فجر التاريخ الإنساني ـ منارة للتوحيد الديني.. وللمدينة والحضارة.. ففي بروعها ـ وعلى عهد آدم ـ عليه السلام ـ بعث الله نبيه ورسوله "إدريس" ـ عليه السلام ـ الذي كان ثالث الأنبياء ـ بعد آدم وشيث(1) ـ.. {واذْكُرْ فِي الكِتَابِ إدْرِيسَ إنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياً . ورَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِياً} (مريم: 56 ـ 57). وكما أرسى إدريس ـ عليه السلام ـ قواعد التوحيد الديني، بمصر ـ منذ فجر التاريخ ـ كذلك أقام قواعد العلم والحكمة والمدنية والحضارة.. وبعبارة "ابن جلجل" (بعد 372 هـ ـ 982م) : "فلقد رسم تمدين المدن، وجمع له طالبي العلم بكل مدينة، فعرفهم السياسة المدنية، وقرر لهم قواعدها.. وعلّمهم العلوم. وهو أول من استخرج الحكمة، وعلم النجوم. فإن الله ،عز وجل، أفهمه أسرار الفلك وتركيبه، ونقط اجتماع الكواكب فيه، وأفهمه عدد السنين والحساب"(2) فارتبط التوحيد بالمدنية والحكمة والحضارة في تاريخ مصر وتراثها منذ فجر التاريخ. ـ وفي مصر، عاش عدد من الأنبياء والمرسلين، الذي جددوا عقيدة التوحيد في تاريخ المصريين القدماء.. ومن هؤلاء الأنبياء والمرسلين أبو الأنبياء إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ الذي جاءها في عصر الهكسوس (1675 ـ 1580ق.م). وكذلك يوسف ـ عليه السلام ـ في عهد الأسرة الخامسة عشرة ـ التي بدأ حكمها سنة 1675 ق.م ـ وأبوه يعقوب، وبنوه ـ عليهم السلام ـ . كذلك، ولد ونشأ وبعث في مصر موسى ـ عليه السلام ـ وأخوه هارون ـ عليه السلام ـ (حوالي 1200 ق.م).. وعليه نزلت التوارة بلغة مصر ـ الهيروغليفة ـ قبل نشأة العبرة بقرون!. وإلى مصر لجأن المسيح عيسى بن مريم ـ مع أمه ـ عليهما السلام ـ .. { وجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وأُمَّهُ آيَةً وآوَيْنَاهُمَا إلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ ومَعِينٍ} (المؤمنون: 50) ـ وإذا كان الله ـ سبحانه وتعالى ـ لحكمة بالغة ـ قد وصف أول أنبياء مصر ـ إدريس ـ "بالصديق".. فكذلك كان الوصف لإبراهيم: { واذْكُرْ فِي الكِتَابِ إبْرَاهِيمَ إنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياً} (مريم: 41) .. وليوسف { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِيقُ} (يوسف: 46).. ولأم عيسى: { وأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} (المائدة: 75). ـ ولقد ظل التوحيد ـ مع المدنية ـ يشعان على أرض مصر عبر تاريخها الطويل.. يتجددان فيها ليغالبا الوثنية والتخلف اللذين يأتيانها في ركاب الغزاة.. ففي ربوعها ارتفعت مناجاة "أمنحتب الثالث" (1397 ـ 1360 ق. م) لله الواحد الأحد: "أيها الموجددون أن توجد. مصوِّر دون أن تصوًّر. هادي الملايين إلى السبل. الخالد في آثاره اتلي لا يحيط بها حصر." وفي ربوعها تجدد التوحيد مع "أمنحتب الرابع" (أخناتون) (1370 ـ 1349ق.م) الذي ناجى الواحد الأحد: "أنت إله، يا أوحد، لا شبيه لك. لقد خلقت الأرض حسبما تهوى، أنت وحدك. خلقتها ولا شريك لك. أنت خالق الجرثومة في المرأة. والذي يذرأ من البذرة أناسًا. وجاعل الولد يعيش في بطن أمه. مهدئًا إياه حتى لا يبكي. ومرضعًا إياه في الرحم. وأنت معطي النفس حتى تحفظ الحياة على كل إنسان خلقته، حينما ينزل من الرحم في يوم ولادته، وأنت تفتح فمه دائمًا، وتمنحه ضرويات الحياة".(3) ـ وعبر هذا التاريخ المصري الطويل ـ تاريخ ـ التوحيد والمدنية ـ غالبت مصر العديد من التحديات: غالبت بداوة الهكسوس.. ودمار الغزوة الفارسية التي قادها "قمبيز" (529 ـ 522ق.م).. والقهر الحضاري والديني والثقافي والسياسي الذي فرضه الغرب الإغريقي ـ الروماني ـ البيزنطي على الشرق، مدة عشرة قروة ـ من "الإسكندر الأكبر" (356 ـ 325 ق.م) ـ في القرن الرابع قبل الميلاد ـ إلى "هرقل" (610 ـ 641م) ـ في القرن السابع للميلاد ـ .. ـ وعندما نجّس الرومان ـ إبان هذه الغزوة ـ التوحيد ـ الذي جدده المسيح ـ عليه السلام ـ .. رفعت مصر لواء النقاء لهذا التوحيد مع أسقف الإسكندرية "آريوس" (256 ـ 366م) ـ الذي أعلن: "إن الله جوهر أزلي أحد، لم يلد ولم يولد، وكل ما سواه مخلوق، حتى "الكلمة" فإنها، كغيرها من المخلوقات، مخلوقة من لا شيء. وأن المسيح لم يكن قبل أن يولد.. وأن الله قد نجاه من الصلب ـ الذي وقع على الشبيه ـ .." ولقد ظل هذا التوحيد يغالب شرك التثليث والوثنية حتى ظهر الإسلام، وجاءت الفتوحات الإسلامية (سنة 20 هـ ـ 640م) فحررت المظلومين من القهر الحضاري والديني الذي فرضه الغرب الروماني على الشرق لأكثر من عشرة قرون. *** * ولقد شهد بهذا التحرير الإسلامي ـ للأوطان.. والضمائر .. والعقائد ـ كل الذين شهدون، ونعموا بآثاره في العدل والحرية والأمن والأمان.. وكل الذين درسوه، بحياد وإنصاف.. فكتب شاهد العيان، الأسقف الأرثوذكسي ـ أسقف "نقيوس" ـ "يوحنا النقيوسي" يقول: "إن الله، الذي يصون الحق، لم يمهل العالم، وحكم على الظالمين، ولم يرحمهم لتجرئهم عليه، وردهم إلى أيدي الإسماعيليين ـ (العرب المسلمين.. ثم نهض المسلمون وحازوا كل مدينة مصر.. وكان هرقل حزينًا.. وبسبب هزيمة الروم الذين كانوا في مدينة مصر، وبأمر الله الذي يأخذ أرواح حكامهم.. مرض هرقل ومات.. وكان عمرو ـ (بن العاص) ـ يقوى كل يوم في عمله، ويأخذ الضرائب التي حددها، ولم يأخذ شيئًا من مال الكنائس، ولم يرتكب شيئًا ما، سلبًا أو نهبًا، وحافظ عليها طوال الأيام.. ودخل الأنبا "بنيامين" ـ بطريرك المصريين ـ مدينة الإسكندرية، بعد هربه من الروم في العام 13 ـ (أي العام الثالث عشر من تاريخ هروبه) ـ وسار إلى كنائسه، وزارها كلها، وكان كل الناس يقولون: هذا النفي، وانتصار الإسلام، كان بسبب ظلم هرقل الملك، وبسبب اضطهاد الأرثوذكسيين على يد البابا "كيرس" ـ (البطرك المعين من قبل الدولة الرومانية في مصر) ـ .. وهلك الروم لهذا السبب، وساد المسلمون مصر.. وخطب الأنبا "بنيامين" ـ في دير "مقاريوس" ـ فقال: "لقد وجدت في الإسكندرية زمن النجاة والطمأنينة اللتين كنت أنشدهما، بعد الاضطهاد والمظالم التي قام بتمثيلها الظلمة المارقون.."(4) * ولقد جدد هذه الشهادة ـ بعد خمسة قرون من الفتح الإسلامي ـ الأسقف "ميخائيل الأكبر" Michael theElder (1126 ـ 1199م) بطريق أنطاكية اليعقوبي ـ فقال: "إن إله الانتقام، الذي تفرد بالقوة والجبروت، والذي يذيل دولة البشر كما يشاء، فيؤتيها من يشاء.. لما رأى شرور الروم، الذين لجئوا إلى القوة، فنهبوا كنائسنا، وسلبوا أديارنا في كافة ممتلكاتهم، وأنزلوا بنا العقاب في غير رحمة ولا شفقة، أرسل أبناء إسماعيل من بلاد الجنوب ليخلصنا على أيديهم من قبضة الروم.. ولما أسلمت المدن للعرب، خصص هؤلاء لكل طائفة الكنائس التي وجدت في حوزتها.. ولم يكن كسبا هينا أن نتخلص من قسوة الروم وآذاهم وحنقهم وتحمسهم العنيف ضدنا، وأن نجد أنفسان في أمن وسلام.."(5) *** * ومن علماء الغرب، الذين شهدوا لتحرير الفتوحات الإسلامية أوطان الشرق وضمائر شعوبه، العلامة سير توماس أرنولد (1864 ـ 1930م).. الذي قال: "إنه من الحق أن نقول: إن غير المسلمين قد نعموا، بوجه الإجمالي، في ظل الحكم الإسلامي، بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلاً في أوروبا قبل الأزمة الحديثة. وإن دوام الطوائف المسيحية في وسط إسلامي يدل على أن الاضطهادات التي قاست منها بين الحين والآخر على أيدي المتزمتين والمتعصبين، كانت من صنع الظروف المحلية، أكثر مما كانت عاقبة مبادئ التعصب وعدم التسامح.."(6) * والعالم الألماني الحجة "آدم متز" (1869 ـ 1917م) الذي قال: "لقد كان ال***** هم الذين يحكمون بلاد الإسلام"!(7) *** وكذلك، شهد على هذه الحقيقة، من ***** مصر، في العصر الحديث: ـ المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة (1847 ـ 1905م) ـ صاحب كتاب (تاريخ الأمة القبطية) ـ الذي كتب يقول : "ولما ثبت قدم العرب في مصر، شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الأهلين واستمالة قلوبهم إليه، واكتساب ثقتهم به، وتقريب سراة القوم وعقلائهم منه، وإجابة طلباتهم. وأول شيء فعله من هذا القبيل: استدعاء "بنيامين" البطريرك، الذي اختفى من أيام هرقل ملك الروم، فكتب أمانا وأرسله إلى جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور، فلا خوف عليه ولا تثريب، ولما حضر، وذهب لمقابلته ليشكره على هذا الصنيع، أكرمه، وأظهر له الولاء، وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته، وعزل البطريرك الذي كان أقامه هرقل، ورد "بنيامين" إلى مركزه الأصلي معززًا مكرمًا.. وكان "بنيامين" موصوفًا بالعقل والمعرفة والحكمة، حتى سماه بعضهم "بالحكيم". وقيل إن عمرو لما تحقق ذلك منه، قربه إليه، وصار يدعوه في بعض الأوقات ويستشيره في الأحوال المهمة المتعلقة بالبلاد وخيرها. وقد حسب الأقباط هذا الالتفات منه عظيمة وفضلاً جزيلاً لعمرو. واستعان عمرو في تنظيم البلاد بفضلاء القبط وعقلائهم على تنظيم حكومة عادلة تضمن راحة الأهالي، فقسم البلاد إلى أقسام يرأس كلاً منها حاكم قبطي ينظر في قضايا الناس ويحكم بينهم، ورتب مجالس ابتدائية واستئنافية مؤلفة من أعضاء ذوي نزاهة واستقامة، وعين نوابًا من القبط، ومنحهم حق التداخل في القضايا المختصة بالأقباط، والحكم فيها بمقتضى شرائعهم الدينية والأهلية، وكانوا بذلك في نوع من الحيرة والاستقلال المدني، وهي ميزة كانوا قد جردوا منها في أيام الدولة الرومانية.. وضرب ـ (عمرو بن العاص) ـ الخراج على البلاد بطريقة عادلة.. وجعله على أقساط، في آجل معينة، حتى لا يتضايق أهل البلاد.. وبالجملة، فإن القبط نالوا في أيام عمرو بن العاص راحة لم يروها من أزمان.."(8) أي أن الفتح الإسلام ـ بهذه الشهادة ـ قد : ـ حرر الأرض والوطن.. ـ وحرر الضمائر والعقائد.. وكان "إنقاذًا" و"خلاصًا" للنصرانية الشرقية.. ـ وحرر دور العبادة ـ الكنائس والأديرة ـ وردها إلى أصحابها.. ـ وحرر الإنسان ـ وأمن الهاربين.. ـ وأشرك أهل مصر في حكم البلاد، لأول مرة منذ عشرة قرون!.. * وكذلك، شهد المؤرخ النصراني المعاصر د. جاك تاجر (1918 ـ 1952م).. فقال: "إن الأقباط قد استقبلوا العرب كمحررين، بعد أن ضمن لهم العرب، عند دخولهم مصر، الحرية الدينية، وخففوا عنهم الضرائب.. ولقد ساعدت الشريعة الإسلامية الأقباط على دخولهم الإسلام وإدماجهم في المجموعة الإسلامية، بفضل إعفائهم من الضرائب.. أما الذين ظلوا مخلصين للمسيحية، فقد يسر لهم العرب سبل كسب العيش.. إذ وكلوا لهم أمر الإشراف على دخل الدولة.."(9) ذلك هو تاريخ مصر ـ في التوحيد.. والمدنية ـ وتلك هي تقلباته بين قهر الغرب وتحرير الإسلام.. وهذه بعض شهادات العلماء الأعلام ـ من غير المسلمين ـ على التحرير الذي أنجزته فتوحات الإسلام.. *** ولأن الإسلام قد أحيا مصر ـ بعد قرون من الموات والقهر الحضاري والديني ـ فلقد تبوأت مصر مكان القيادة والإمامة والريادة في تاريخ الإسلام.. فخدمت علوم الحضارة الإسلامية في مختلف ميادين تلك العلوم.. وغدت "الكنانة" التي يرابط أهلها على ثغور الإسلام في مواجهة كل محاولات الغزو الغربي، التي استمرت جاهدة لإعادة اختطاف مصر والشرق من تحرير الإسلام.. ـ فمصر هي التي قادت التحرير من الغزوة الصليبية ـ التي دامت قرنين من الزمان (489 ـ 690هـ ـ 1096 ـ 1291م) ـ .. والتي مثلت أشهر ألوان الاستعمار الاستيطاني في التاريخ الوسيط.. ـ وهي التي كسرت شوكة الغزوة التترية (658 هـ ـ 1260م) التي هددت الحضارة والوجود الإسلامي.. ـ وهي التي تصدت للغزوة الصليبية الثانية ـ التي بدأت عقب إسقاط غرناطة (897هـ ـ 1492م).. حتى لقد ذهب جيشها فحارب البرتغاليين على شواطئ الهند سنة 910هـ 1504م ـ .. ـ وهي التي ساعدت ودعمت ثورات التحرر الوطني ـ ضد الاستعمار الغربي (بآسيا وإفريقيا) ـ في العصر الحديث.. ـ وهي الصامدة ـ المتحينة للفرصة بإزاء الاستعمار الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين.. *** ولأن هذه هي مكانة مصر ـ في المواجهة التاريخية والحضارية بين الغرب والإسلام ـ استحقت أن تعقد لها في كتب التاريخ الإسلامي الأبواب التي تتحدث عن "فضائل مصر".. بل والكتب التي تؤلف تحت هذا العنوان(10) وهي الكتب والفصول التي رصدت ما جاء، عن مصر في القرآن الكريم .. من مثل: { وأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى وأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً واجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} (يونس: 87) { ادْخُلُوا مِصْرَ إن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (يوسف: 99).. { اهْبِطُوا مِصْراً فَإنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} (البقرة: 61).. { وجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وأُمَّهُ آيَةً وآوَيْنَاهُمَا إلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ ومَعِينٍ} (المؤمنون: 50) { وقَالَ الَذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} (يوسف: 21) {ودَخَلَ المَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} (القصص: 15) { وجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا المَدِينَةِ يَسْعَى} (القصص: 20) { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} (الزخرف: 51) { كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وعُيُونٍ . وزُرُوعٍ ومَقَامٍ كَرِيمٍ. ونَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} (الدخان: 25 ـ 27).. وغيرها من عشرات الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر مصر بالقرآن الكريم.. * ومثل ما روي ـ في فضل مصر ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. من مثل قوله: ـ "ستفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيرًا، فإن لكم منهم صهرا وذمة" (راوه مسلم) ـ "ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا" (رواه مسلم) ـ "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، لأنهم في رباط إلى يوم القيامة" (رواه عمر بن الخطاب وأخرجه المقريزي في [الخطط]).. *وإذا كان المسلمون قد فتحوا ـ وحرروا ـ الشام والعراق والخليج وفارس في عام واحد.. فلقد استغرق فتحهم ـ وتحريرهم ـ لمصر خمس سنوات!.. وفي تحريرها هذا شارك من صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والجيل الفريد الذين رباهم الرسول، وصنعهم على عينه ـ أكثر من مائة من خيار الصحابة.. منهم: الزبير بن العوام (28ق.هـ ـ 36هـ ـ 596 ـ 656م) والمقداد بن الأسود (37ق.هـ ـ 33هـ ـ 587 ـ 653م) وعبادة بن الصامت (38ق.هـ ـ 34هـ ـ 586 ـ 654م) وأبو الدرداء (32هـ 652م) وفضالة بن عبيد (53هـ 673م) وعقبة بن عامر (58هـ 678م) وأبو ذر الغفاري (32هـ 652م) ومحمية بن جزء الزبيدي (25هـ 645م) ونبيه بن صواب ( ) ورافع بن مالك (3هـ 625م) وربيعة بن شرحبيل بن حسنة ( ) وسعد بن أبي وقاص (23ق.هـ ـ 55هـ ـ 600 ـ 661م) وعمرو بن علقمة ( ) وعبد الله بن عمرو بن العاص (7ق.هـ ـ 65هـ ـ 616 ـ 684م) وعبد الله بن عمر بن الخطاب (10ق.هـ ـ 73هـ ـ 613ـ 692م) وخارجة بن حذافة (40هـ 660م) وعبد الله بن سعد بن أبي سرح (37هـ 657م) وأبو رافع ـ مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ) ومحمد بن مسلمة (35ق.هـ ـ 43هـ ـ 589 ـ 663م) ومسلمة بن مخلد (1ـ 62هـ ـ 622 ـ 682م) وأبو أيوب الأنصاري (52هـ 672م) ورويفع بن ثابت بن السكن الأنصاري (56هـ ـ 676م) وهبيب بن مغفل ( ) وكعب بن ضنة ( ) ومعاوية بن حديج (52هـ 672م) وعمار بن ياسر (57ق.هـ ـ 37هـ ـ 567ـ 657م) وعمرو بن العاص (50ق.هـ ـ 43هـ ـ 574ـ 664م) وأبو هريرة (21ق.هـ ـ 59هـ ـ 602 ـ 679م) وغيرهم من صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..(11) *** هذه هي مصر.. التي قال عنها قائد فتحها عمرو بن العاص: "إن ولايتها جامعة، تعدل الخلافة" والتي جاء في المأثورات: "من أرادها بسوء كبه الله على وجهه" "ومن أراد أهلها بسوء صرعه الله" والتي قال عنها سفيان بن عيينة (107 ـ 198هـ ـ 725ـ 814م): "إنها كنانة الله، يحمل فيها خير سهامه"(12) والتي صدّق التاريخ على معاني هذه الأحاديث والمأثورات التي قيلت فيها.. فكانت ـ عبر تاريخ الإسلام ـ مقبرة الغزاة والإمبراطوريات الاستعمارية.. لأن أهلها ـ كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "في رباط إلى يوم القيامة".. *** ولأن هذا هو تاريخ مصر ـ في التوحيد الديني.. وفي المدنية والحضارة ـ .. وتلك هي مكانتها في الإسلام.. وفي مواجهة التحديات الصليبية والصهيونية.. كان التآمر عليها.. ـ فالصليبيون اعتبروا السيطرة عليها الشرط الضروري لاحتلاهم للقدس الشريف!.. ـ وجمال الدين الأفغاني (1254 ـ 1314هـ ـ 1838 ـ 1897م) سماها : "بوابة الحرمين الشريفين"!.. ـ والمنظمة الصهيونية العالمية اعتبرت تفتيتها شرطًا لتفتيت كل وطن العروبة وعالم الإسلام، فقالت: "إذا تفتتت مصر تفتت الباقون"!.. ولتحقيق هذه المقاصد المعادية، أعلن الأعداء عليها الحرب.. لا بالغزو الخارجي فقط ـ فهي قد تمرست على مواجهته ـ وإنما ـ أيضًا ـ بغواية الأقليات فيها ـ وفي محيطها العربي والإسلامي ـ لتصبح بين "المطرقة" و"السندان".. مطرقة التحديات الخارجية.. وسندان زعزعة الاستقرار في جبهتها الوطنية الداخلية!.. ولكشف هذا المخطط ـ منذ مطلع عصرنا الحديث ـ نقدم هذه الدراسة التي تحملها صفحات هذا الكتاب.. سائلين المولى سبحانه وتعالى أن تكون "نداء" يوقظ الأمة، لترى حقائق هذا الكيد الماكر الذي يكيده الأعداء.. الداخليون والخارجيون ـ لمصر .. والعروبة .. والإسلام القاهرة رمضان سنة 1429هـ سبتمبر سنة 2008م الدكتور محمد عمارة |
#3
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
سلام المسيح مع الجميع
انا كتير بحب التاريخ لكن دايما بكون حذرة حتى ما اصدق اي شئ انا وعم اقراه لاني اتعلمت انو الي بيكتبو التاريخ هم اشخاص لايمكن ان يكونوا حيادين مية بالمية الا عندما اقرأ شئ يخص التاريخ الاسلامي فانا اجد فيه كم من التشويه لايسعه الخيال ظاهرة تشويه التاريخ اصلا بدأت مع بدء الاسلام مابعرف كيف بيقدروا يخترعوا هالاختراعات والاكاذيب ولا أعتقد ان هناك عاقل يقبل ماهو مكتوب من السيد عمارة بحب اسأل مين النبي ادريس اذا ممكن ؟ ماعندي فكرة عنو ههههههه الرب يرحم كل الاشخاص اللي مستعدين يصدقوا الكذب بدون اي بحث او تفكير والرب يكون مع كل شباب المنتدى وكل المسيحين بكل مكان ويعطيكم قوة للاستمرار حتى تردوا على اكاذيب وضلال الاسلام |
#4
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
أم أنها مجرد سفسطات تربيتم عليها منذ الصغر ...؟؟!! |
#5
|
||||
|
||||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
الامثلة كثيرة يا بـــــربـــــرى و البربر بطبيعتهم بربر لذلك هم بربر و لذلك يسميهم الناس ب البربر ذلك انهم بربر فيسجل التاريخ عن البربر مثلا قيام الخليفة العربانى المحمدى هشام ابن عبد الملك بعمل صنيع عظيم لأناجش البربر (جمع انجشة) بمخاطبة قائد قطعان الأرهابيين المستوطنين العربان المحمديين فى أرض البربر مطالبا أياه بإختطاف و استرقاق و استجلاب نسوان بربريات بمواصفات لا تتوافر الا فى الادبار البربرية و ذلك لاستخدام اولئك الامهات و الزوجات البربريات المخطوفات ك جوارى نكاح بربريات للنكاح لأن النسوان البربريات ادبارهن و فروجهن و افوههن و نهودهن لا مثيل لها فى دار الخلافة العربانية المحمدية و جوارها فقال رضى اللات عنه و اطال اللات إربه : "كتب الخليفة هشام بن عبد الملك رضى الله عنه إلى عامله على افريقية: “أما بعد، فإن أمير المؤمنين رضى الله عنه لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى الخليفة بن مروان رحمه الله، أراد مثله منك، وعندك من الجواري البربريات المالئات للأعين الآخذات للقلوب ، ما هو معوز لنا بالشام وما والاه. فتلطف في الانتقاء، وتوخ أنيق الجمال، عظم الأكفال، وسعة الصدور ، ولين الأجساد ، ورقة الأنامل، وسبوطة العصب، وجدالة الأسؤق، وجثول الفروع، ونجالة الأعين، وسهولة الخدود ، وصغر الأفواه ، وحسن الثغور ، وشطاط الأجسام، واعتدال القوام ، ورخامة الكلام" آخر تعديل بواسطة Bahnass ، 21-10-2008 الساعة 05:31 AM |
#6
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
سلام يسوع رب السلام معكم جميعا
اولا شكرا يا وطني يا كبير على الرد ثانيا ياسيد فارس انا لا اكتب تاريخ بل قلت انا احب ان أقرأ التاريخ وكمان قلت مافيش كاتب للتاريخ كان موضوعي مية بالمية بس كمان مافي تاريخ شوه التاريخ بقدر ماشوهه الاسلام . . وموضوع نوري عقولنا فأنت لست بحاجة لي لانور عقلك لانك لو كنت جاد فعلا لقرأت تاريخ اسلامك بحيادية وليس من كتب الاسلام المنحازة بإمتياز التي تريد ان تقنعك بأن الاسلام اول الديانات والعرب الاصل في مصر او البلاد العربية الاخرى . . مو ناقص غير تقول الاسبان اصلهم عربي . . يا اخي فكر بحيادية وبموضوعية وحاول تقرا الكلام مش علشان ترد فقط بل علشان تفهم وتغير حياتك اذا بعيش مية سنة كمان مابعرف شو اللي بيعجبكم بالاسلام . الرب يفهمك اذا بدك تفهم . . |
#7
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
منتهى السماحة و الرحمة ان الغزاة ـ عفوا الفاتحون ـ قد سمحوا لاهل البلاد المحتلة ـ عفوا المفتوحة ـ بالعيش فى بلادهم مقابل إتاوة صغيرةـ عفوا جزية ـ لحمايتهم من الغزاة !!!!!!!!!!!
أى منطق هذا يا مفكر يا محترم ؟؟؟؟؟ لو كانت المسألة دعوة او تبشير لدين فما هو الداعى للغزو و النهب و السرقة ؟؟؟؟؟؟؟ لماذا يجب ان يكون حاكم البلاد بدوى أعرابى من شبه جزيرة المعيز؟؟؟؟؟؟؟؟ تخيل نفسك يا مفكر انك قاعد فى بيتك مع اسرتك فى امان الله ودخل عليك لص يعرض عليك حمايتك من اللصوص مقابل راتب شهرى وانه يعيش معاكم فى نفس البيت و يستبيح عرضك و ان فتحت بقك يقطع رقبتك .ولكن من طيبة قلبه يعرض عليك لو ما تقدرش تدفع انك تشتغل معاه فى عصابته وتساعده فى سرقة ـ عفوا حماية ـاسرة تانية .و هلم جراااااا فما رأيك فى هذا اللص الصادق الامين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
#8
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
و ما هي هذه الكتب الحيادية في رأيك ..... هل التي كتبها المسيحيون و المستشرقون .... أم التي كتبها سكان البلد المصريون .....؟؟؟؟!!! |
#9
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
إقتباس:
إقتباس:
و ليس دين مبني علي شاذ مصاب بالصرع و يهئ له انه يفعل الشئ و لا يفعله قال عن نفسه انه نبي و ليس هناك دليل الا قوله فقط يكفي لهدم الاظلام قول عائشه اري ربك ليسارع في هواك فما بالك بباقي فضائح محمد و قرآنه و آله و صحبه و اتباعه اجمعين الملاعين الي يوم الدين |
#10
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
أسباب التوتر الطائفي د. محمد عمارة : بتاريخ 19 - 10 - 2008
من سنن الله ـ سبحانه وتعالى ـ في الخلق، وفي الاجتماع الإنساني قيام العلاقات ـ علاقات الاقتران ـ بين "النعم" وبين "الابتلاءات والامتحانات والاختبارات".. ففي نعمة الأولاد فتنة واختبار.. وكذلك الحال مع نعمة المال والغنى والثراء.. ومع نعمة الجاه والسلطان.. ومع نعمة العافية والقوة في الأبدان.. ومع نعمة إقبال الدنيا وزينتها على الناس ـ أفرادًا .. وطبقات.. وشعوبًا وأممًا.. وحضارات ـ .. { واعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال: 28).. { ونَبْلُوكُم بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً وإلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء: 35).. وذلك ليتم الابتلاء والاختبار والامتحان للناس، ويتميز الطيب من الخبيث، والصالح من الطالح، والمجاهدون على طريق الخيرات من الذين سقطوا ويسقطون في الابتلاءات والاختبارات.. ـ ولما كانت التعددية ـ التي جعلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ قانونًا وسنة لا تبديل لها ولا تحويل ـ في كل عوالم الخلق، وفي كل مكونات الاجتماع الإنساني ـ هي من أعظم نعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ لتحقيقها الحرية.. والسَّعة.. واستنفار الطاقات للتسابق في ميادين الإبداع.. والتنوع الذي يحقق جمال التمايز في الأفكار والأعمال وطرق التنافس في هذه الحياة.. كان الاقتران بين نعمة التعددية هذه وبين الابتلاء بها والاختبار فيها، ليتميز الراشدون الذين يوظفونها في التكامل والتوازن والتزامل والبناء من الذين يجعلونها سبيلاً للتناحر والتقاتل والتشرذم والتفتيت.. ـ ولأن الشريعة الإسلامية، والحضارة الإسلامية التي أثمرتها وبنتها هذه الشريعة، قد وضعت سنة التعدد في الممارسة والتطبيق(1).. فبنت أمة متعددة في الشرائع والديانات.. وفي الألسن واللغات والقوميات.. وفي المذاهب والفلسفات.. وفي الألوان والأجناس.. كما أقامت للإسلام دارًا متعددة الأقاليم والأوطان والولايات.. وصنعت لهذه الأمة ثقافة متعددة المناهج والاتجاهات وميادين الإبداع.. كان طبيعيًا اقتران نعمة التعدد هذه بألوان من ابتلاءات التوترات بين فرقاء هذه التعددية، امتحانًا لهؤلاء الفرقاء، حتى يتبين ويمتاز الساعون إلى توظيف التعدد في التكامل والتوازن من الذين سقطوا ويسقطون في مستنقعات التناحر والتنابذ والتقاتل والتصارع والتشرذم والتفتيت.. ـ إذن.. فليس غريبًا أن يشهد تاريخنا أو حاضرنا توترات بين مكونات الأمة ـ الدينية.. والقومية.. والوطنية ـ وإنما الأهم هو البحث عن أسباب هذه التوترات.. والأخذ بطرق العلاج التي تداوي ما ينشأ عنها من آثار.. ـ وفي حدود ما قرأت ـ حول التوترات الدينية في التاريخ الإسلامي، القديم منه والحديث ـ فإن ما كتبه المفكر المسيحي اللبناني المرموق الدكتور جورج قرم ـ حول الأقليات المسيحية في التاريخ الإسلامي ـ كان ـ ولا يزال ـ أدق وأعمق ما كتب في هذا الميدان.. وذلك فضلاً عن أنه "شهادة شاهد من أهلها" ـ أهل هذه الأقليات الدينية التي عاشت في إطار أمة الإسلام.. لقد رصد الرجل ظاهرة التوتر الديني والطائفي ـ التي قال إنها كانت محدودة وعابرة ـ فأرجعها إلى عوامل ثلاثة.. وذلك عندما قال: "إن فترات التوتر والاضطهاد لغير المسلمين في الحضارة الإسلامية كانت قصيرة، وكان يحكمها ثلاثة عوامل: العامل الأول: هو مزاج الخلفاء الشخصي، فأخطر اضطهادين تعرض لها الذميون وقعا في عهد المتوكل العباسي (206 ـ 247هـ ـ 821 ـ 861م) الخليفة الميال بطعبه إلى التعصب والقسوة وفي عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (375 ـ 411هـ ـ 985 ـ 1021م) الذي غالى في التصرف معهم بشدة ـ (وكلا الحاكمين عم اضطهادهما قطاعات كبرى من المسلمين!! ـ .. العامل الثاني: هو تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسواد المسلمين، والظلم الذي يمارس بعض الذميين المعتلين لمناصب إدارية عالية، فلا يعسر أن ندرك صلتهما المباشرة بالاضطهادات التي وقعت في عدد من الأمصار. أما العامل الثالث: فهو مرتبط بفترات التدخل الأجنبي في البلاد الإسلامية، وقيام الحكام الأجانب بإغراء واستدراج الأقليات الدينية غير المسلمة إلى التعاون معهم ضد الأغلبية المسلمة.. إن الحكام الأجانب ـ بمن فيهم الإنجليز ـ لم يحجموا عن استخدام الأقلية القبطية في أغلب الأحيان ليحكموا الشعب ويستنزفوه بالضرائب ـ وهذه ظاهرة نلاحظها في سوريا أيضًا، حيث ظهرت أبحاث "جب" و"بولياك" كيف أن هيمنة أبناء الأقليات في المجال الاقتصادي قد أدت إلى إثارة قلاقل دينية خطيرة بين ال***** والمسلمين في دمشق سنة 1860م، وبين الموارنة والدروز في جبال لبنان سنة 1840م وسنة 1860م. ونهاية الحملات الصليبية قد أعقبتها، في أماكن عديدة، أعمال ثأر وانتقام ضد الأقليات المسيحية ـ ولاسيما الأرمن ـ التي تعاونت مع الغازي.. بل إن كثيرًا ما كان موقف أبناء الأقليات أنفسهم من الحكم الإسلامي، حتى عندما كان يعاملهم بأكبر قدر من التسامح، سببًا في نشوب قلاقل طائفية، فعلاوة على غلو الموظفين الذميين في الابتزاز، وفي مراعاتهم وتحيزهم إلى حد الصفاقة، أحيانًا، لأبناء دينهم، ما كان يندر أن تصدر منهم استفزازات طائفية بكل معنى الكلمة.."(2) تلك شهادة شاهد من أهلها على حجم .. ومُدد.. وأسباب التوتر الديني والطائفي وتاريخنا الإسلامي. ـــــــــــــــــــ * هوامش 1ـ انظر كتابنا (الإسلام والتعددية: التنوع والاختلاف في إطار الوحدة) طبعة القاهرة ـ مكتبة الشروق الدولية سنة 2007م. 2ـ جورج قرم : (تعدد الأديان ونظم الحكم: دراسة سوسيولوجية وقانونية مقارنة) ص 211 ـ 224 ـ طبعة بيروت سنة 1979م. والنقل عن: د. سعد الدين إبراهيم: (الملل والنحل والأعراق) ص 729و730 طبعة القاهرة سنة 1990م. |
#11
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
هذا كاتب عايز ينشر ويبيع فقط فكلامه غير دقيق
حسب كتاب مسلمين واقباط اجتذب نابليون المسلمين الى صفه وليس المسيحيين نابليون هو من الغى وحاكم محاكم التفتيش فى اسبانيا |
#12
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
مصر بين الإسلام.. والتغريب د. محمد عمارة : بتاريخ 22 - 10 - 2008
وعلى الجبهة المصرية.. جاءت ثورة 1919م فداوت الكثير من جراحات تلك النزعات الطائفية العنصرية الانعزالية.. ـ فاجتمعت الأمة وأجمعت ـ بدياناتها المختلفة: الإسلام والمسيحية واليهودية ـ وتياراتها الفكرية المتنوعة ـ إسلاميين وعلمانيين ـ على الهوية "العربية الإسلامية" لمصر.. وتم النص على ذلك في دستور سنة 1923م :"الإسلام هو الدين الرسمي للدولة.. واللغة العربية هي لغتها الوطنية والقومية".. ـ وأعلن ابن مصر البار مكرم عبيد (1889 ـ 1961م) ـ وهو أحد أبطال ثورة سنة 1919م وقادتها ـ عن عروبة مصر والمصريين ـ حتى قبل قيام جامعة الدول العربية سنة 1945م ـ فكتب سنة 1939م يقول: "المصريون عرب.. وتاريخ العرب سلسلة متصلة الحلقات، لا، بل هو شبكة محكمة العقد.. ورابطة اللغة، والثقافة العربية، والتسامح الديني، هي الوشائج التي لم تقضمها الحدود الجغرافية، ولم تنل منها الأطماع السياسية منالا، على الرغم من وسائلها التي تتذرع بها إلى قطع العلاقات بين الأقطار العربية واضطهاد العاملين لتحقيق الوحدة العربية التي لا ريب في أنها أعظم الأركان التي يجب أن تقوم عليها النهضة الحديثة في الشرق العربي. وأبناء العروبة في حاجة إلى أن يؤمنوا بعروبتهم وبما فيها من عناصر قوية استطاعت أن تبني حضارة زاهرة. نحن عرب، ويجب أن نذكر في هذا العصر دائمًا أننا عرب، وحدت بيننا الآلام والآمال، ووثقت روابطنا الكوارث والأشجان، وصهرتنا المظالم وخطوب الزمان. نحن عرب من هذه الناحية، ومن ناحية تاريخ الحضارة العربية في مصر، وامتداد أصلنا السامي القديم إلى الأصل السامي الذي هاجر إلى بلادنا من الجزيرة العربية.. فالوحدة العربية حقيقية قائمة موجودة لكنها في حاجة إلى تنظيم، فتصير كتلة واحدة، وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة.."(1) هكذا تحدث مكرم عبيد باشا ـ حديث العالم ـ عن عروبة مصر والمصريين حضارة.. بل ومن ناحية الجنس والعرق.. فالأصل القديم للمصريين سامي.. وهم قد تواصلوا مع الساميين العرب الذين هاجروا إلى مصر في التاريخ السابق على ظهور الإسلام.(2) كما تحدث ـ سياسيًا ـ عن الوحدة العربية، التي يجب أن تجعل كل أوطان العالم العربي "جامعة وطنية واحدة".. وهذه الحضارة، التي أسهمت مصر في بنائها وبلورتها، والتي تنتمي إليها هي "عربية.. إسلامية".. وعن إسلامية مصر الوطن والحضارة أعلن مكرم عبيد فقال: "نحن مسلمون وطنًا، و***** دينًا.. اللهم أجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا.. واللهم اجعلنا نحن ***** لك، وللوطن مسلمين"(3) ـ نعم.. حدث هذا بفعل تأثيرات ثورة سنة 1919م.. وتطلع الكثيرون إلى مستقبل تتجاوز فيه الأقلية الأرثوذكسية شباك الغواية الاستعمارية.. لكن قطاعات مؤثرة من نخب هذه الأقلية قد ظلت متطلعة إلى السير على ذلك الطريق.. طريق الغواية الاستعمارية.. والاستعانة بالغرب ـ وخاصة الثقافي والحضاري (أي التغريب) ـ لإلحاق مصر بالغرب، وتحويل رسالتها و"بوصلتها" الحضارية عن قبلة "العروبة والإسلام".. فلقد ظل "مشروع المعلم يعقوب" يخايل هذه القطاعات من النخبة النصرانية المصرية ـ العلمانية منها والكهنوتية ـ حتى لقد أطلقوا على هذا "المشروع" وصف: "المشروع الأول لاستقلال مصر"..دون الكشف عن طبيعة هذا "الاستقلال" ـ الذي لم يكن استقلال عن الاستعمار الغربي ـ العدو التاريخي لمصر والشرق ـ وإنما كان استقلال عن الهوية العربية والإسلامية لمصر .. أي عن "الذاتية" و"الرسالة الحضارية" لمصر ـ . ويشهد على هذه الحقيقة، ما كتبه الدكتور لويس عوض (1915 ـ 1989م) عن المعلم يعقوب ـ بعد قرابة القرنين من هلاكه ـ .. فلقد وضعه في مصاف عظماء الأمة وأبطالها، من مثل: محمد علي باشا الكبير (1184 ـ 1265هـ ـ 1770 ـ 1849م).. وعلي بك الكبير (1140 ـ 1187هـ ـ 1728 ـ 1773م).. وجمال عبد الناصر (1336 ـ 1390 هـ ـ 1918 ـ 1970م)!!.. كما وصف لويس عوض اللغة العربية بأنها "لغة دخيلة.. وميتة.. وأنها الأغلال التي يجب تحطيمها"!..(4) وذلك فضلاً عن هجومه على عروبة مصر.. وعلى العروبة عامة.. ووصفه لها بأنها "عنصرية.. وفاشية..وأسطورة من الأساطير"(5) ـ ومن قبل لويس عوض، دعا سلامة موسى (1888 ـ 1958م) إلى الذوبان الكامل في الغرب ـ حتى عندما كان هذا الغرب يحتل مصر! ـ .. ودعا إلى الانسلاخ الكامل عن العروبة والإسلام، فقال: ".. أنا كافر بالشرق، مؤمن بالغرب.. وإذا كانت الرابطة الشرقية سخافة، فإن الرابطة الدينية وقاحة!.. ونحن نريد العامية، لغة الهكسوس، لا العربية الفصحى، لغة التقاليد العربية والقرآن"!(6) .. وهكذا ظل "مشروع المعلم يعقوب": سلخ مصر عن العروبة والإسلام، وتغريبها.. يخايل قطاعات من النخبة الأرثوذكسية.. *** لقد بدأ التغريب ـ في الشرق ـ مسيحيًا.. جاءت به مدارس الإرساليات التنصيرية الفرنسية التي أقامتها فرنسا على أرض لبنان، والتي استقطعت فيها العديد من أبناء الطائفة المارونية ـ الكاثوليكية.. ذات الهوى الفرنسي! ـ .. وذلك لصناعة نخبة تقدم النموذج الحضاري الغربي إلى الشرق، ليكون بديلاً عن النموذج الحضاري الإسلامي.. وذلك عن طريق تخريج "جيش ـ ثقافي ـ متفاني في خدمة فرنسا في كل وقت"!.. وحتى "تنحني البربرية العربية ـ (!!!) ـ لا إراديا أمام الحضارة المسيحية لأوروبا"! ـ بتعبير القناصل الفرنسيين ببيروت في القرن التاسع عشر ـ (7) وإذا كان التغريب قد تعدى نطاق الطوائف المسيحية الشرقية، فشمل قطاعات من النخب المسلمة، فلقد ظل ـ في الإطار الإسلامي ـ خيار قطاع محدود من النخبة، بينما تطور ـ على الجانب المسيحي ـ ليصبح خيار المؤسسات الفاعلة، التي رأته البديل عن النموذج الإسلامي، وخاصة بعد تصاعد المد الإسلامي عقب إفلاس النموذج العلماني ونماذج التحديث على النمط الغربي.. فلما حدث تغرب الكنائس الوطنية الشرقية ـ بتأثير الحداثة الغربية.. والمذاهب المسيحية الغربية.. ومجلس الكنائس العالمي ـ عمت بلوى تغرّب مراكز التوجيه الديني والعلماني لدى أغلبية المسيحيين الشرقيين!.. على حين ظل التغريب في النخبة المسلمة نتوءًا شاذًا لا تأثير له في الشارع الإسلامي.. فلما تعاظم "اليقظة الإسلامية المعاصرة" دُفعت هذه النخبة المسلمة المتغربة إلى "نفق الإفلاس"!.. ـــــــــــــــــــــــ * هوامش: 1ـ مكرم عبيد ـ مجلة (الهلال) عدد إبريل سنة 1939م. 2ـ للمقريزي كتاب نفيس في هذا الموضوع، عنوانه: (الإعراب عمن نزل بأرض مصر من الأعراب). تحقيق: د. عبد المجيد عابدين ـ طبعة القاهرة. 3ـ صحيفة (الوفد) عدد 21/1/1993م. 4ـ د. لويس عوض (تاريخ الفكر المصري الحديث) جـ 1 ص 183و184و186و194و197و209ـ طبعة دار الهلال ـ القاهرة سنة 1969م. 5ـ الأهرام في 8و20 إبريل، 11 مايو 1978م، و(السياسية الدولية) عدد أكتور سنة 1978م. 6ـ سلامة موسى (اليوم والغد) ص 5 ـ 7 ، 200 و201 طبعة القاهرة سنة 1928م. 7 ـ من محفوظات أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية لسنوات 1840 ـ 1842، 1848 ، 1897 ، 1898م. انظر: محمد السماك (الأقليات بين العروبة والإسلام) طبعة بيروت سنة 1990م. |
#13
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
مخطط تفتيت عالم الإسلام د. محمد عمارة : بتاريخ 24 - 10 - 2008
ولقد كانت إقامة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين سنة 1948م بداية لتطور "نوعي.. وكمي" في مشروع الغواية الاستعمارية للأقليات ـ الدينية.. والقومية ـ في الشرق الإسلامي.. لمزيد من التفتيت للعالم الإسلامي، على النحو الذي يحوله إلى "فسيفساء ورقية" مشغولة "بالألغام" الداخلية المتفجرة فيما بينها.. وذلك حتى يتحقق الأمن للكيان الصهيوني ـ في المحيط العربي والإسلامي ـ فيقوم بالشراكة والوكالة في مشروع الهيمنة الاستعمارية الغربية على عالم الإسلام.. وفي التخطيط ـ المعلن ـ لهذا التطور "النوعي.. والكمي" لهذه الغواية الاستعمارية.. لأبناء الأقليات ـ الدينية.. والقومية ـ كي تتحرك ـ متحالفة مع الاستعمار والصهيونية ـ ضد العروبة والإسلام.. وضد وحدة الأمة وتكامل دار الإسلام ـ في هذا التخطيط كتب المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" Bernard Lewis في مجلة البنتاجون ـ مجلة وزارة الدفاع الأمريكية ـ Executive Intelligence research projectـ داعيا إلى مزيد من التفتيت للعالم الإسلامي ـ من باكستان إلى المغرب، على أسس دينية وقومية ومذهبية، وذلك لإنشاء اثنين وثلاثين كيانًا سياسيًا جديدًا في الشرق الإسلامي.. دعا إلى تقسيم العراق إلى دول ثلاث: كردية.. وسنية.. وشيعية.. وتقسيم السودان إلى دولتين: زنجية.. وعربية.. وتقسيم لبنان إلى خمس دويلات: مسيحية.. وشيعية.. وسنية.. ودرزية.. وعلوية.. وتقسيم مصر إلى دولتين: إسلامية.. وقبطية.. وكذلك بقية أنحاء العالم الإسلامي.. وذلك ليصبح العالم الإسلامي ـ وفق تعبيره ـ "برجًا ورقيًا" ومجتمعات فسيفسائية ـ مجتمعات الموزايك Mosaic Society .. ثم قال: "ويرى الإسرائيليون: أن جميع هذه الكيانات لن تكون فقط قادرة على أن تتحد، بل سوف تشلها خلافات لا انتهاء لها.. ونظرًا لأن كل كيان من هذه الكيانات سيكون أضعف من إسرائيل، فإن هذه ـ إسرائيل ـ ستضمن تفوقها لمدة نصف قرن على الأقل"!(1) ـ وعندما بدأت إسرائيل ـ أوائل خمسينيات القرن العشرين ـ تحقيق هذا المخطط ـ على جبهة المارونية السياسية بلبنان ـ تحدث ديفيد بن جوريون (1886 ـ 1973م) ـ أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني ـ تحدث سنة 1954م ـ عن: "ضرورة تثبيت وتقوية الميول الانعزالية للأقليات في العالم العربي، وتحريك هذه الأقليات، لتدمير المجتمعات المستقرة، وإذكاء النار في مشاعر الأقليات المسيحية في المنطقة، وتوجيهها نحو المطالبة بالاستقلال والتحرر من الاضطهاد الإسلامي"!!(2) ـ وفي عقد الثمانينيات، من القرن العشرين، نشرت المنظمة الصهيونية العالمية ـ في مجلتها الفصلية "كيفونيم" Kivunim ـ الاتجاهات ـ عدد 4 فبراير سنة 1982م ـ أي إبان الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990م) ـ فقالت عن هذا المخطط التفتيتي المعلن: "إن تفتيت لبنان بصورة "مطلقة" إلى خمس مقاطعات إقليمية هو سابقة للعالم العربي بأسره، بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية.. إن دولاً مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها ـ (في المغرب) ـ لن تبقى على صورتها الحالية، بل ستقتفي أثر مصر في انهيارها وتفتتها، فمتى تفتتت مصر تفتت الباقون ـ (!!) ـ إن رؤية دولة قبطية مسيحية في صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول ذات سلطة أقلية ـ مصرية، لا سلطة مركزية "كما هو الوضع الآن، هو مفتاح هذا التطور التاريخي" وخلصت هذه الاستراتيجية الصهيونية إلى الهدف.. فقالت: "إن هذا هو ضمان الأمن والسلام في المنطقة بأسرها في المدى الطويل.. ففي العصر النووي لا يمكن بقاء إسرائيل إلا بمثل هذا التفكيك، ويجب من الآن فصاعدًا بعثرة السكان، فهذا دافع استراتيجي، وإذا لم يحدث ذلك، فليس باستطاعتنا البقاء مهما كانت الحدود"!(3) ـ وفي تسعينيات القرن العشرين، دعا "مركز بارايلان للأبحاث الاستراتيجية" ـ التابع لجامعة بارايلان الإسرائيلية ـ إلى ندوة، عقدت في 20 مايو سنة 1992م، وشاركت فيها وزارة الخارجية الإسرائيلية، بواسطة "مركز الأبحاث السياسية" التابع لها، وأسهم فيها باحثون من "مركز ديان" ـ التابع لجامعة تل أبيب ـ وذلك لبحث "الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في منطقة الشرق الأوسط".. ولقد ناقشت هذه الندوة أحد عشر بحثًا.. وخلصت أبحاثها وتوصياتها إلى: "أن هذه الأقليات.. هي شريكة إسرائيل في المصير، ولابد من أن تقف مع إسرائيل في مواجهة ضغط الإسلام والقومية العربية، أو تبدي استعداد لمحاربتها أو مقاومتها، فهي حليف وقوة لإسرائيل.."(4) *** هكذا تم التخطيط لهذا التطور "النوعي.. والكمي" في الغواية "الاستعمارية ـ الصهيونية" للأقليات ـ الدينية.. والقومية.. والمذهبية ـ في وطن العروبة وعالم الإسلام.. وتم الإعلان عن هذا التخطيط ـ في الوثائق التي قدمنا بعض فقراتها ـ .. وبدأت التطبيقات لهذا التخطيط متزامنة مع إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.. ـــــــــــــــــــــ * هوامش: 1ـ محمد السماك (الأقليات بين العروبة والإسلام) ص131و133و143 طبعة بيروت سنة 1990م. 2ـ د. سعد الدين إبراهيم (الملل والنحل والأعراق) ص740 ـ 748 ـ طبعة القاهرة سنة 1994م. ـ (وهو ينقل عن مذكرات موشى شاريت ـ رئيس وزراء إسرائيل في ذلك التاريخ)ـ. 3ـ (الأقليات بين العروبة والإسلام) ص140 ـ 144. 4ـ (ندوة الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية في العالم العربي) ص6 ـ10 ، 27. ترجمة الدار العربية للدراسات والنشر ـ طبعة القاهرة سنة 1992م. |
#14
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
والأقليات القومية الإسلامية.. أيضًا المصريون : بتاريخ 25 - 10 - 2008
وتبعًا لهذا التطور "النوعي.. والكمي" في مخطط الغواية والتفتيت.. شمل التخطيط والتنفيذ أقليات قومية إسلامية، مع الأقليات الدينية غير المسلمة.. ـ فالملا مصطفى البرزاني (1321 ـ 1399هـ ـ 1903 ـ 1979م) ـ الزعيم الإقطاعي الكردي ـ زار إسرائيل سرًا في ستينيات القرن العشرين.. فبدأ ـ بهذه الزيارة ـ التحالف بين النزعة القومية العلمانية الكردية وبين الاستعمار والصهيونية منذ ذلك التاريخ.. الأمر الذي أفضى إلى قيام الكيان الكردستاني في شمال العراق، تحت الحماية الأمريكية، وبدعم صهيوني، منذ الحصار الأمريكي للعراق سنة 1991م.. والذي تصاعد بعد غزو العراق سنة 2003م.. وهو الكيان الذي مثل انقلابًا، على وحدة العراق فحسب، وإنما على الهوية العربية والإسلامية للأكراد ـ الذين خدموا الإسلام والعربية عبر التاريخ الإسلامي ـ حتى أن مدارس وجامعات هذا الكيان الكردي تخرّج عشرات الآلاف من الأكراد الذين لم يدرس واحد منهم حرفًا من لغة القرآن الكريم!.. ـ وفي المغرب العربي، حيث الأمازيغ ـ الذين قادوا تاريخيًا نشر الإسلام والعربية بشمالي إفريقيا ـ قامت ـ وتقوم ـ فرنسا الاستعمارية برعاية "أكاديمية" أمازيغية" لإحياء اللغة الأمازيغية.. التي هي عبارة عن عدة لهجات ـ و"صناعة" أبجدية لهذه "اللغة" لتكون بديلاً للغة القرآن الكريم، وسُلَّما لفرنسة لسان الأمازيغ!.. بل ويتحدث البعض حتى عن انفصال الأمازيغ سياسيًا عن العرب في تلك الأقطار!. ـ وعلى الجبهة المارونية ـ في لبنان ـ أفلحت الغواية "الصهيونية ـ الاستعمارية" في تحريك "المارونية السياسية" التي جرّت لبنان إلى حرب أهلية دامت خمسة عشر عامًا (1975 ـ 1990).. وتركت جراحات لم تندمل حتى هذه اللحظات. وهكذا شمل مخطط التفتيت لوطن العروبة وعالم الإسلام تحريك الأقليات القومية الإسلامية في اتجاه الانفصال.. والانسلاخ عن العروبة، والانتماء الحضاري "العربي ـ الإسلامي".. وذلك بدلا من اختيار الحل الإسلامي، الذي يسلك الوطنيات.. والقوميات في إطار جامعة الإسلام، وتكامل دار الإسلام. |
#15
|
|||
|
|||
مشاركة: المصريون تبدأ اليوم نشر فصول كتاب المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة "الفتنة ال
تحول الكنيسة إلى دولة طائفية عنصرية د. محمد عمارة : بتاريخ 26 - 10 - 2008
أما على الجبهة المصرية.. التي قالت عنها "استراتيجية إسرائيل في الثمانينات" ـ من القرن العشرين ـ : "إنه إذا تفتتت مصر تفتت الباقون"!.. فلقد بدأ يتخلق في صفوف ال***** الأرثوذكس ـ عقب الحرب العالمية الثانية ـ ومع نجاح "الإحياء اليهودي" الذي اتخذ شكل الكيان الصهيوني الذي أقيم سنة 1948م على أرض فلسطين ـ.. بدأ يتخلق تيار "طائفي ـ عنصري ـ انعزالي" يسعى إلى تغيير هوية مصر، وخلعها من المحيط العربي الإسلامي، واستبدال اللغة القبطية باللغة العربية، وتسويد المسيحية فيها بدلاً من الإسلام.. أي بدأ البعث والإحياء لمشروع المعلم يعقوب حنا من جديد!.. نعم.. بدأ تخلق هذه النزعة الطائفية.. والسعي إلى تحقيق هذا الحلم ـ الذي يبدو مجنونًا! ـ .. وتناثرت وتراكمت وتكاملت ـ في الطائفة الأرثوذكسية ـ تحديدًا ـ الأفكار والوقائع التي تقود في هذا الاتجاه.. اتجاه تفتيت مصر، وتغيير هويتها القومية والحضارية.. والارتداد بها إلى الوراء أربعة عشر قرنًا!.. ـ فيكتب القمص "سرجيوس" (1883ـ 1964م) في مجلة "المنارة" ـ بتاريخ 6/12/1947م ـ يقول: "إن أرض الإسلام هي الحجاز فقط، وليست البلاد التي يعيش فيها المسلمون"! ـ ويعترف "نظير جيد" ـ في مقال له بمجلة "مدارس الأحد" ـ بتاريخ يناير سنة 1952م ـ بتزعمه لجماعة ذات نزعة طائفية سنة 1948م ـ العام التالي لتخرجه من الجامعة! ـ .. حتى لقد ذهب إليهم ـ أي إلى جماعة نظير جيد ـ نجيب اسكندر باشا ـ وزير الصحة في حكومة النقراشي باشا (1305 ـ 1368هـ ـ 1888 ـ 1948م) قائلاً لهم ـ كجماعة ـ : "لحساب من تعملون؟!.. أنتم تهددون وحدة العنصرين"!.. كما يعلن نظير جيد ـ في هذا المقال ـ : "إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا في مصر"! ـ أي أن المسلمين المصريين جالية محتلة لمصر منذ أربعة عشر قرنًا!(1) ـ وفي أول شهر توت ـ رأس السنة الفرعونية ـ وعيد الشهداء عند الأرثوذكس سنة 1669ق ـ 11 سبتمبر سنة 1952م ـ تتبلور هذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية في (جماعة الأمة القبطية) التي استقطبت خلال عام واحد 92.000 من شباب الأرثوذكس.. والتي أعلنت عن "مشروع قومي"، وليس مجرد مطالب لأقلية دينية، أعلنت: 1ـ أن الأقباط يشكلون أمة (2).. ويطلبون حذف النص الدستوري الذي يقول إن الإسلام دين الدولة!.. وإن اللغة العربية هي لغتها!.. وذلك ليكون الدستور مصريًا.. وليس عربيًا ولا إسلاميًا.. وإعلان "أن مصر كلها أرضنا التي سلبت منا بواسطة العرب المسلمين منذ 14 قرنًا.. وأننا سلالة الفراعنة.. وديانتها هي المسيحية.. وسيكون دستورنا هو الإنجيل.. وتكون لغتنا الرسمية هي اللغة القبطية.. وكان لهذه الجماعة علمها وزيها الخاصين بها.. وكان المعلم يمثل صليبًا منصوبًا في الإنجيل.. كما كان لها نشيد خاص تنشده في جميع الاحتفالات والاجتماعات.. كما افتتحت في المحافظات مدارس لتعليم اللغة القبطية بالمجان!!(3) ولقد حاولت هذه الجماعة ـ الطائفية.. العنصرية ـ ضم قيادة الكنيسة إلى هذا المخطط.. فلما رفض البابا يوساب الثاني (1946 ـ 1956م) ذلك، اختطفوه.. وذهبوا به إلى دير صحراوي.. وأجبروه على التنازل عن البابوية!.. فلما اعتقلت حكومة ثورة يوليو بعض قيادات هذه الجماعة ـ وفي مقدمتهم المحامي إبراهيم هلال ـ وحلت التنظيم في 24 إبريل سنة 1954م ـ وأحالتهم إلى المحاكمة.. دخلت قيادات أخرى من هذا الاتجاه الطائفي الانعزالي ـ في مقدمتهم نطير جيد ـ إلى الدير في 18 يوليو سنة 1954م.. سالكة طريق الرهبنة، لتصل إلى قمة الكنيسة في 14 نوفمبر سنة 1971م.. ولتحقق ـ "بالانتخاب" ـ سيطرة هذه النزعة الطائفية العنصرية على الكنيسة.. بعد أن فشل تحقيق هذه السيطرة ـ سنة 1954م ـ "بالانقلاب"!!.. ـ ولقد بدأ ـ منذ ذلك التاريخ ـ مسلسل "الفتنة الطائفية"، الذي قادته الكنيسة.. الأمر الذي يطرح السؤال ـ الذي لم يلتفت إليه الكثيرون ـ وهو: لماذا لم تكن بمصر المعاصرة فتنة طائفية قبل هذا التاريخ ـ نوفمبر سنة 1971م ـ؟!: وعلى أرض الواقع ـ واقع الفتنة الطائفية ـ توالت الحوادث والأحداث: ـ فتم الخروج بالكنيسة ـ لأول مرة ـ عن رسالتها الروحية ونهجها التاريخي.. وتحويلها إلى حزب سياسي.. ودولة داخل الدولة ـ وأحيانًا فوق الدولة ـ .. وسحب المسيحيين من مؤسسات المجتمع والدولة إلى "دولة الكنيسة ومجتمعها".. ـ وبدأ تفجير وقائع الفتنة الطائفية ـ بداية بأحداث الخانكة في نوفمبر سنة 1972م ـ منتهزة فرصة انشغال الدولة بالإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973م.. مع استمرار وقائع هذه الفتنة الطائفية، في ظل الحماية الأمريكية، والتدخل الأمريكي في شئون مصر الداخلية، بدعوى حماية المسيحيين من الاضطهاد!.. ولقد استمرت وقائع هذه الفتنة، رغم تغير قيادة الدولة.. وتعاقب الحكومات.. وتغير المواقف من الجماعات والأحزاب!.. 1ـ ففي 17 و18 يوليو سنة 1972م عقدت قيادة الكنيسة مؤتمرًا بالإسكندرية، اتخذت فيه قرارات طائفية ـ لا علاقة لها بالرسالة الروحية للكنيسة ـ وأبرقت بهذه القرارات إلى مؤسسات الدولة "بلهجة صدامية"، مهددة "بالاستشهاد" إذا لم تستجب الدولة لهذه المطالب!.. 2ـ وفي نفس التاريخ ـ 18/7/1972م ـ وعلى هامش المؤتمر ـ تم الإعلان للخاصة ـ في محاضرة بالإسكندرية ـ بالكنيسة المرقسية الكبرى ـ حضرها خاصة الخاصة من رجال الدين وبعض الأثرياء ـ تم الإعلان عن معالم المشروع الطائفي العنصري الانعزالي، الذي يطمع في تغيير الهوية.. والواقع.. والخريطة.. والحضارة.. والتاريخ.. ـ بالنسبة لمصر ـ !.. تلك المحاضرة التي قال فيها كبيرهم: "إن الخطة موضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد.. لقد عادت أسبانيا إلى أصحابها المسيحيين بعد أن ظلت بأيدي المستعمرين المسلمين قرابة ثمانية قرون.. وفي التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة؟!.. والمطلوب: مقاطعة المسلمين اقتصاديا، والامتناع عن التعامل المادي معهم امتناعا مطلقًا إلا في الحالات التي يتعذر فيها ذلك.. والعمل على زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم، وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم وصدق محمد.. مع التزام الهدوء واللباقة والذكاء في ذلك، منعًا لإثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم.. مع مجاملتهم في أعيادهم حيثما يكون الاختلاط.. واستثمار النكسة والمحنة الحالية لصالحنا، فلن نستطيع إحراز أية مكاسب أو أي تقدم نحو هدفنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو الحرب!.. والعمل على: أـ تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة. ب ـ وتشجيع تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين (65%من الأطباء والقائمين على الخدمات من شعب الكنيسة).. جـ ـ ووضع الحوافز للأسر المسيحية الفقيرة لزيادة الإنجاب. د ـ والتنبيه على العاملين بالخدمات الصحية كي يضاعفوا الخدمات الصحية لشعبنا، لتقليل نسبة الوفيات، وعمل العكس مع المسلمين.. هـ ـ وتشجيع الزواج المبكر وتخفيض تكاليفه، بتخفيف رسوم فتح الكنائس ورسوم الإكليل بكنائس الأحياء الشعبية. و ـ وتحريم إسكان المسلمين في عمارات المسيحيين.. وطرد المخالفين من رحمة الرب ورعاية الكنيسة. وذلك لجعل شعب الكنيسة نصف الشعب المصري في مدة 12 أو 15 سنة من الآن، ليتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ الاستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا"(4) 3ـ وتم احتفال الكنيسة بذكرى القمص سرجيوس ـ الذي كتب في صحيفة "المنارة" بتاريخ ـ 6/12/1947 ـ داعيًا إلى اعتبار الحجاز فقط هي دار الإسلام.(5) 4ـ وفي 18 نوفمبر سنة 1972م ـ إبان أحداث الخانكة ـ وفي قمة حرج الدولة وهي تجاهد للقيام بحرب أكتوبر ـ ومع اقتراب عام على تولي البابا شنودة البابوية ـ حرض البابا رجال الكهنوت على التظاهر والصدام العنيف مع الدولة ـ وهما أمران غير مسبوقان في تاريخ الكنيسة حتى في ظل الاضطهاد الروماني!! ـ .. وقال لرجال الكهنوت: ـ "أنتم كم؟" ـ فقالوا: مائة وستون. ـ فقال لهم : عايزكم ترجعوا ستة عشر كاهنًا. والباقي يفترشون الأرض افتراشًا، ويستشهدون"(6) وكان هذا إعلانًا عن سياسة الصدام الكنسي مع الدولة المصرية لأول مرة في تاريخ الكنيسة وتاريخ مصر الإسلامية!.. 5ـ وفي 17/1/1977م عقدت قيادة الكنيسة مؤتمرات دعت إليه "ممثلي الشعب القبطي" ـ حسب تعبيرها ـ . وضم هذا المؤتمر يجمع الآباء كهنة الكنائس، والمجلس الملي، ورؤساء وأعضاء الجمعيات والهيئات القبطية، والأراخنة أعضاء مجالس الكنائس وكان هذا المؤتمر تتويجًا لمؤتمرات تحضيرية عقدت في 5و6و7 سنة 1976م وفي 17/12/1976م.. واتخذ هذا المؤتمر القرارات التي تعلن عن "المشروع السياسي للكنيسة"، من: بناء الكنائس .. إلى معارضة توجه الدولة نحو الشريعة الإسلامية ـ (رغم أنه تطبيق لنص دستوري متفق عليه) ـ إلى التمثيل السياسي والنيابي والإداري والوظيفي للأقباط في مجلس الوزراء، ومجلس الشعب، والمحليات، والمحافظين، ومختلف مؤسسات الدولة والقطاع العام.. وحتى طلب القضاء على التوجه الإسلامي في الجامعات!.. ـ كما تحدث المؤتمر باسم "أقدم وأعرق سلالات مصر"!!(7).. ثم الاعتراض ـ أواخر سنة 1979م ـ على تقنين الشريعة الإسلامية، والتهديد بإسالة "الدماء للركب من الإسكندرية إلى أسوان"! 6ـ وإبان اشتعال الحرب الأهلية في لبنان (1975 ـ 1990م) ذهب شبان أرثوذكس ـ تحت سمع الكنيسة وبصرها .. وفي ظل صمت الرضى! ـ إلى لبنان، وحاربوا في صفوف المارونية السياسية، المتحالفة مع إسرائيل ضد عروبة لبنان ووحدته وانتمائه القومي والحضاري!.. حاربوا مع "الكتائب اللبنانية".. وهكذا أصبح للكنيسة المصرية مسلحون ومقاتلون، لأول مرة في التاريخ!!..(8) ـــــــــــــــــــــــ * هوامش: 1ـ انظر نص هذا المقال في كتاب: د. سليم نجيب (الأقباط عبر التاريخ) ـ تقديم: مجدي خليل ـ طبعة القاهرة ـ دار الخيال سنة 2001م. 2ـ لقد لاحظت استخدام "بونابرت" مصطلح "الأمة القبطية" في مراسلاته مع خونة ال***** الذين تعاونوا معه.. وكذلك استخدامهم لهذا المصطلح ـ انظر: عادل جندي "المخططات الخطيرة" ـ صحيفة "وطني" في 2/7/2006م. 3ـ (الأقباط عبر التاريخ) ص184و185. 4ـ الشيخ محمد الغزالي (قذائف الحق) ص57 ـ 65 ـ طبعة صيدا ـ المكتبة العصرية ـ لبنان ـ بدون تاريخ ـ (ولقد حدثني الشيخ الغزالي ـ عليه رحمة الله ـ أن أحد ضباطا الأمن القومي قد جاءه بنص المحاضرة، مكتوبًا بالقلم الرصاص.. وأعطاه للشيخ إبراءًا لذمته أمام الله.. ولقد أعطى الشيخ صورة من المحاضرة للشيخ عبد الحليم محمود.. ثم نشر خبر هذه المحاضرة بكتابه (قذائف الحق) ـ الذي صودر بمصر ـ وطبع خارجها. 5ـ المرجع السابق. ص57 ـ 65. 6ـ القمص اندراوس عزيز (الحقائق الخفية في الكنيسة القبطية) ص 27. والنقل عن: ممدوح الشيخ ـ صحيفة (الأسبوع) في 28/2/2000م. 7ـ د. محمد مورو (يا أقباط مصر انتبهوا) ص259 ـ 273. طبعة القاهرة سنة 1998م. 8ـ يشير أبو سيف يوسف إلى تعاطف الهيئة القبطية الأمريكية ـ التي تكونت في أمريكا سنة 1974م ـ مع "الكتائب اللبنانية" وإلى تعاون مجلتها ـ (الأقباط) ـ مع الصهاينة.. وقولهم عن الإسلام إنه أخطر على الغرب ـ المسيحي ـ اليهودي ـ من الشيوعية ـ انظر (الأقباط والقومية العربية) ص172 ـ والنقل عن (التطور الفكري لدى جماعات العنف الدينية في مصر) ص242و336 وانظر كذلك ـ محمد جلال كشك (ألا في الفتنة سقطو) ص34 طبعة القاهرة سنة 1982م. |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|