|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
||||
|
||||
حقائـــــــق ومحــــاذيـــر حـــــــول الاستفتـــــاء
حقائـــــــق ومحــــاذيـــر حـــــــول الاستفتـــــاء بقلم د. رفعت السعيد *اعتادت العسكـرية إصـدار قـرارات واجبـة النفاذ لكنها سمحت لتيارات إسلامية بخرق فترة الصمت *تمت إزاحــة شبــاب 25 يناير من البرامج التليفزيونية ليحل محلهم ممثلون لتيارات تقحم الدين في السياسة *تبـاطـــؤ المجلس العسكــري في إصـدار مراسيــم محددة يبعـث الفــزع من التمييــز الدينـي *نمد أيدينا إلي الشباب الذين تسلب ثورتهم وإلى كل القوي الوطنية والديمقراطية والليبرالية لا يمكن لأحد أن ينكر أن تقدما قد حدث عبر عملية الاستفتاء علي تعديلات مواد الدستور، وهو تقدم تمثل في امتناع الحكم عن التدخل في النتائج أو في عملية الفرز وغيرهما، ولكن للتدخل في النتائج أبوابا أخري كانت مفتوحة علي مصاريعها بحيث أثرت وبشكل ملموس جدا علي النتائج. ويمكن القول إن البداية أتت مع تشكيل لجنة إعداد التعديلات الدستورية فاللجنة بتشكيلها جاءت صارخة الانحياز لتيار سياسي معلوم وهو ذات التيار الذي خاض وباستماتة معركة الموافقة علي التعديلات، ومثل هذا الانحياز قدم بذاته مفتاحا لهذا التيار كي يتحول من مجرد تنظيم ذا صبغة دينية يلعب دورا في صبغ العمل السياسي بصبغة دينية في مخالفة للدستور والقانون إلي فاعل أساسي في صبغ عملية الاستفتاء بصبغة دينية صارخة. ومنذ البداية أحاط المستشار طارق البشري والذي كان اختياره هو بالذات مثار علامة استفهام لرئاسة لجنة التعديلات الدستورية مداولات لجنته بسرية تامة وكأنه يعد لمعركة عسكرية ومن يده مباشرة إلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومن المجلس الأعلى إلي الاستفتاء، بحيث لم تكن هناك فرصة حقيقية لحوار حقيقي أو حتى شكلي، وأغلقت أدوات الإعلام الحكومية «التليفزيون بقنواته كلها والإذاعات والصحف والمجلات» أبواب ونوافذ الحوار حول هذه التعديلات واكتفت بسؤال أشخاص بذاتهم يمتدحون التعديلات دون أي فرصة للرأي الآخر. ثم أزيح شباب 25 يناير تماما عن برامج الحوار التليفزيون ليحل محلهم ممثلون للتيارات التي تقحم الدين في الفعل السياسي وتستخدمه كأداة لترهيب وترويع المخالفين لرأيهم ووصل الأمر إن فتحت قنوات فضائية حكومية أبواب حواراتها أمام إرهابيين وقتلة وقدمتهم كأبطال رغم أنهم وفي ذات الحوارات تمسكوا بالدفاع عن جرائم الإرهاب باعتبارها واجبا شرعيا. ثم وفجأة سري تيار كهربائي لابد أنه أتي بفعل فاعل إلي أغلب منابر صلاة الجمعة التي تسبق يوم الاستفتاء بساعات، ليعلن من علي منابر المساجد أن قول نعم في الاستفتاء واجب شرعي، ومن ثم فإن من سيقول «لا» يصبح مناوئا للشرع، وكافرا. وبدأت حملات منظمة خططت لها ونفذتها جماعات الإسلام السياسي والعناصر السلفية التي تحولت بفعل فاعل ودون حرص إلي نجوم تليفزيونية وآليات للصلح حول ما كان في أطفيح دون احتراز من دور هؤلاء ولا عن مسئوليتهم أو مسئولية أتباعهم عن جريمة هدم الكنيسة، وكأن البعض يحاول تطبيق مبدأ «وداوني بالتي كانت هي الداء». ويتمادي التوجه إذ يجري السعي حثيثا لإعادة بناء الكنيسة دون أي عقاب أو مساءلة لمن هدموها، وكأن البعض يقول اضرب كما تشاء ونحن نداوي الجراح. ولعل المشكلة الكبرى تكمن في أن بواعث الفزع من التمييز الديني لم يجد بعد حلا حقيقيا، فلقد كان من المتوقع أن يصدر المجلس العسكري مرسومين يمكنهما إطفاء كل النوازع الطائفية وهما مرسوم ينظم وبعدالة بناء الكنائس ومرسوم يعاقب علي كل ممارسات التمييز بين المصريين علي أساس من الدين، لكن المجلس العسكري تباطأ ودون مبرر بل دون سبب مفهوم في إصدار هذين المرسومين، وهو تباطؤ ليس محمود العواقب لأنه يعطي إشارتين وليس إشارة واحدة الأولي للأقباط والأخرى لأصحاب التأسلم السياسي، وهما إشارتان شديدتا الخطر علي مستقبل البلاد. وقد اعتادت العسكرية أن تصدر قرارات واجبة النفاذ لكنها فيما يخص فترة الصمت التي سبقت الاستفتاء سمحت وفقط لجماعة الإخوان ولوعاظ المساجد وللسلفيين بخرق فترة الصمت وبجسارة غير مسبوقة. إننا لا نبكي علي اللبن المسكوب ولكن نحذر وبشدة وباختصار متعمد من مزيد من إراقة آليات الحفاظ علي وحدة الوطن ونحذر من تحول النزاعات الطائفية إلي منازعات تدمي جسد الوطن وقلبه. وحزب التجمع لا يريد حجرا علي أحد ولكنه يريد إعمال الدستور والقانون والحفاظ علي هذا الوطن من أن يتمزق تحت سيوف السلفيين ودعاة الإسلام السياسي المعجبين في هذه الأيام بأنفسهم والذين يرددون وبأسوأ العبارات مواقف تهز وحدة الوطن. إن نتيجة الاستفتاء وبرغم كل ما سبق تقول إن أقل قليلا من ربع الذين أدلوا بأصواتهم قد رفضوا وبرغم التضليل الإعلامي للتعديلات الدستورية، وهي نسبة ليست بالقليلة ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها، أكرر لا يمكن لأحد أن يتجاهلها. وهي تحتاج منا إلي الاحتفاء والعمل المخلص والجاد علي تنميتها والتلاحم مع كل مكوناتها. إننا ونحن مقبلون علي أخطر فترة في تاريخ مصر مطالبون بالعمل الجاد والفاعل وسط مكونات ذلك التيار المهم الذي قال لا وعلينا أن ننزل إلي الشارع وأن نواجه وبحزم كل دعاوي التأسلم وبذر بذور الطائفية وكل محاولات استخدام الدين المقدس في خضم الصراعات السياسية والانتخابية، وأن نكون أداة تواصل بين كل مكونات هذا التيار وبعضه البعض. إن حزب التجمع ملتزم التزاما حاسما بموقفه الثابت من ضرورة التوحد بين كل قوي المجتمع المدني التي تسعي إلي مواجهة إقحام الدين في السياسة واستخدام الدين أداة في الصراعات السياسية والانتخابية ومن ثم فهو يمد كلتا يديه إلي شباب الثورة الذين تسلب منهم ثورتهم، وإلي كل القوي الوطنية والديمقراطية والليبرالية للعمل معا من أجل مصر وطنا حرا ومستقلا وديمقراطيا وليبراليا يسير إلي الأمام في إطار دولة مدنية حقا تحترم حقوق مواطنيها جميعا وعلي قدم المساواة. فمعا من أجل مصر التي حلمنا ونحلم بها، وطنا للتقدم والديمقراطية والمساواة والعدالة.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|