http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1353
بينما كنت أقرأ إعلانا بصحيفة الأخبار القاهرية عن توافر ألبان الجمال وأبوالها طازجة بخدمة توصيل إلى المنازل لعلاج كل الأمراض المكتشفة والأمراض التى لم تكتشف بعد، وأسأل نفسى عن رقابة الدولة على هذه الأدوية المباحة، على الأقل لعدم غش بول الجمل بأبوال أخرى لا تحمل علاجا، بل ربما مرضا مستطيرا، لمحت الخبر العاجل على تليفزيون العربية، وأدرت القنوات فوجدته على قناة الجزيرة، كان آخر الأخبار التى نود سماعها مرة أخرى بعد أن اكتوينا بالإرهاب الإسلامى، ساعة وأنا أنتظر قول مصر وتلفازها حتى قالت قنواتنا بينما المصيبة منها فى الجوار، وداخل الوطن وليست فى الصين ولا فى بلاد السند، ساعة حتى قالت قنواتنا وأنا أحبس أنفاسى حتى لا تقول إنها أنبوبة غاز كما قالت بشأن طابا لتعود منكسة الرأس لتروى الحادث بعد أن رواه كل العالم وعرفه كل العالم، كان موفد الفضائية المصرية لخان الخليلى يبعثر أى كلام كتب له «رجال الأمن مسيطرون على الوضع خالص، وفيه واحد أمريكى مات اسمه مايكل، أما الذين سيتعرضون للقتل من الجرحى فعددهم كذا»، ولم أفهم العبارة الأخيرة فى كلامه حتى هذه اللحظة التى أكتب فيها مقالى هذا! هل مثل هذا الإعلام أو الإعلان والعقل الذى يقف وراءه بقادر على فرز غير هذا الانتحارى؟! هل إعلان كالذى نراه باسم الإعلام أو نقرأه فيما يسمى بالصحف القومية يمكنه أن يؤسس لجيل غاضب ومغيب الوعى والمواطنة غير دفعه إلى الإرهاب دفعا؟! إن كل مشهد فى إعلامنا المرئى أو فى صحافتنا الغراء يغذى إرهابيا جديدا بالزاد الفكرى لتأكيد يقينه بالجنة، وتكون النتيجة مشاهد الدم والقتل والحرق فى الوطن، إضافة إلى ما يظهره هذا الإرهاب من ضعف للدولة، ويظهر مفهوم الاستقرار على أنه فقط استقرار إعلامى. أهلى أهل مصر، إنى أدعوكم للاعتراف بأن الإرهاب لم يتم القضاء عليه، ولن يتم القضاء عليه، لا باتفاقات ولا بتبادل التنازلات، ولا بقدرة وزارة الداخلية وحدها، لأننا فى هذا الحال نحملها ما لا طاقة لها به، فتتفرغ له، وتترك الشارع سداحا مداحا بعد ذلك بلقعاً إلا من البلطجية والمرور الحر الطليق بلا ضابط ولا رابط يجب أن نعرف ونعلن ونعترف أن أرض مصر قد استوطنها الفكر المولد والمغذى للإرهاب عن جدارة ونجاح، لأن الواضح لكل عقل صاحٍ أن الخطاب الدينى الحنبلى بتجديده الوهابى هو المسيطر والمتوطن فى أجهزة الإعلام والتعليم فى بلادنا، وأن الاستمرار فى الحديث عن الفئة الضالة التى لا تفهم صحيح الإسلام المدسوسة علينا من الخارج «لا نعلم من دسها بالضبط؟ وهم لا يقولون لنا؟!» هو حديث لزج مريض كاذب وكلنا يعلم أنه كاذب، وأننا نجابهه بالجهاد الصوتى بإعلام وتعليم يقوم على الخرافة ويروج للرجعية والتخلف يركبه الإسلامجية، ويشعل الحرائق فى بلادنا وبلاد الآخرين فى العالم، ويؤجج مشاعر بربرية وهوسا دينيا بلا مثيل فى أى مكان فى الدنيا ولا