31-07-2008
|
|
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
|
|
تديين الطب.. مسئولية مَن؟!
تديين الطب.. مسئولية مَن؟!
بقلم / إسحق إبراهيم
تزايدت درجة الخلط بين العلم والدين بطريقة فجة وغير مقبولة، تحت عنوان "الاتجاهات الحديثة في تغير روشتة الأمراض الجلدية وصحة وجمال المرأة" تنظم الجمعية العربية لعلاج الصدفية بالتعاون مع رابطة أطباء الجلد العرب غدا المؤتمر العربي الدولي الثاني بالإسكندرية, يناقش المؤتمر من بين الموضوعات التي يتعرض لها أخلاقيات الطب في العصر الإسلامي, والعلاج الروحي, وأحدث علاج لمرض الصدفية المستوحي من إلهام القرآن الكريم.
ارتكب القائمون على تنظيم المؤتمر عدة مخالفات جسيمة وتدخل في سياق التصرفات العنصرية والطائفية التي يجب أن يعاقب عليها القانون لخطورتها لعل أولها الخلط الواضح بين الطب والدين، فبالرغم من وجود تحذيرات لكثير من علماء الإسلام من خطورة استغلال الدين في علاج الأمراض للدرجة التي وصلت إلى شرب بول الإبل، وأكدوا أن القرآن كتاب هداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء أو طب .
وإذا كان هناك طب إسلامي فلابد أن يكون هناك طب مسيحي وآخر يهودي ورابع بوذي وهكذا، وهو ما يستوجب الرد على تساؤلات حول المستفيدين من هذا الطب هل أصحاب الديانة فقط؟! وماذا عن الاكتشافات الطبية التي ينتجها أصحاب الديانات الأخرى؟! وماذا إذا فشل هذا الطب الإسلامي في علاج المرضى؟! وهل معنى ذلك أن الدين فاشل؟!
أما ثاني المخالفات فهي استبعاد الآخرين من المشاركة في المؤتمر، كيف لطبيب مسيحي يشارك في مؤتمر يتحدث عن أحدث علاج للقرآن مستوحى من الصدفية؟! وهل سيكون طريقة العلاج حكر على الأطباء المسلمين فقط؟! إن الطب لا دين له، والاستفادة منه غير مرتبطة لا بدين أو بنوع أو جنس، فهو تراكم لعلم وخبرات وتجارب بشر من مختلف الأديان والجنسيات يجتهدون من أجل الإنسان وصحته. لا يختلف تأثير هذا المؤتمر كثيراً عن تأثير الأفكار التي يبثها المتعصبون بأن المريض المسلم لا يذهب إلا لطبيب مسلم، وهو أفكار قادرة على أن تحدث بمصر ما فشل الاستعمار والقوى الأجنبية في تحقيقه، إن خطورة هذا السلوك أنه لا طبقاً الطب أو العلم فقط ولا أنه يعادي الحضارة والتقدم الغربي المذهل لكن خطورته أنه يقسم مصر ويخلق شرخاً بين أبنائها ويصنع جداراً جديداً يحول دون التعايش بين جميع المصريين.
http://www.copts-united.com/C_U/Bran...re.php?pass=18
|