|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
||||
|
||||
فى انتظار «الأجلاف»
فى انتظار «الأجلاف»
بقلم محمد البرغوثى - المصرى اليوم ربما كان السؤال صادماً، لكنى سأطرحه ورزقى على الله: هل هناك علاقة ما بين نوع من «التدين» وغلظة القلب وجلافة الوجدان وانحطاط الذوق؟ نعرف أن التدين الحق ينبغى أن يطبع الإنسان بالرحمة وسعة الأفق ورحابة الصدر، ونعرف أن المتدين ـ مهما كان دينه ـ ينبغى أن يكون لين القول لا يجرح ولا يغالط، وإن اضطرته الأحوال المتقلبة إلى مغالبة أحد، لا يلجأ إلى وسائل تنطوى على الخداع أو الغدر. أى كهوف وأوجار وأوكار آوت هذا الصنف الغادر والجارح من «المتدينين» قبل أن تنفتح فجأة وتدفع بهم إلى الطرقات والمساجد والزوايا والصحف والفضائيات مسلحين بالقسوة والغلظة والجلافة وقلة الأدب؟ أين تربى هذا النوع المتنطع من التدين الذى ينضح جهامة ويرشح كراهية ولؤماً؟ ولماذا لا يجيد هذا الصنف من المتدينين غير استخدام أحط الوسائل للوصول إلى ما يعتقدون أنه هدف نبيل؟ قبل أسبوعين تقريباً من الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى مارس الماضى، طفح هذا النوع من المتدينين ورأيتهم بعينى وسمعتهم بأذنى وهم يكذبون علناً على الناس ويصورون لهم أن رفض التعديلات هو رفض لشرع الله، وأن اختيار «لا» فى التصويت لا تعنى إلا حذف المادة الثانية من الدستور التى تنص على أن «الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع»، وفى كل مرة كنت أدخل حواراً مع أحدهم أشعر على الفور بأننى أمام شخص لا يخالجه أدنى شك فى أنه يتعامل مع «كفرة وملاحدة»، وأن تدينه المزعوم يمنحه كل الحق فى خداعهم والكذب عليهم انطلاقاً من قاعدة: «الحرب مع الأعداء خدعة»! آنذاك شعرت بخوف رهيب من هؤلاء الأجلاف الذين سوّلت لهم أنفسهم خداع المسلمين، وسألت أحدهم ذات مرة: كيف إذن ستتعاملون مع الأقباط الذين يخالفونكم فى الدين؟ فإذا به يناور ويخادع حتى لا يتورط فى الكشف عن نواياه قبل أن يتحقق له ولأمثاله «التمكين» الذى يؤهله لقول الحقيقة دون مواربة. وفى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية لم يترك هذا الصنف من المتدينين وسيلة منحطة وفاسقة لتلويث المنافسين إلا استخدموها دون رحمة، لجأوا إلى الرشوة والشائعات السوداء والتكفير والترهيب والكذب، ودهسوا كل القيم الإنسانية فى طريقهم إلى اختطاف البرلمان واستغلوا الأميين والجهلة والفقراء وحشدوهم للتصويت لجيش محمد، بدلاً من التصويت لجيش الكفر والإلحاد والفسق وتعاطى الخمور والدعارة الذى يمثله العلمانيون والليبراليون! والمريب فى هذه الحرب المدنسة أن اللجنة العليا للانتخابات لم تبذل أدنى جهد لوقف هذه المهزلة التى تخالف كل القوانين، بل اعتبرت استخدام الدين فى الانتخابات مجرد مخالفة لا تقتضى تدخلاً حاسماً لمحاسبة مرتكبيها، وهو الأمر الذى شجع هؤلاء الأجلاف على استخدام المساجد والزوايا للطعن فى إسلام منافسيهم، إلى الحد الذى دفع نائباً شريفاً مثل الأستاذ محمد عبدالعليم داوود إلى البكاء فى اتصاله بالفضائيات من هول ما حدث معه فى دائرته بكفر الشيخ. أى «تدين» هذا الذى يطبع الإنسان بأحط الخصال؟ وكيف لنا أن نأمن على أنفسنا وأبنائنا وأعراضنا إذا حصل هؤلاء على التمكين الذى يؤهلهم لاستباحة خصومهم بعد تكفيرهم وتجريدهم من أى حق فى المواطنة الكريمة والمصونة من إهدار الكرامة، وأى مصير ينتظر مواطناً يعترض على قول أو فعل لهؤلاء إذا وجد نفسه فجأة متهماً بالاعتراض على شرع الله؟!.. اللهم احفظنا.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
الاقباط في انتظار جمال العطيفي | honeyweill | المنتدى العام | 6 | 04-06-2006 09:21 PM |
واخير بعد طول انتظار الكتاب المقدس والمزامير للموبايل | يسوع معي | منتدى العلوم والتكنولوجيا | 8 | 19-04-2006 08:51 PM |