|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
![]() |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
|
#1
|
|||
|
|||
المفكر الليبرالى الاستاذ طارق حجى : قناة الحرة
http://www.copts-united.com/wr/go1.p...from=&ucat=87&
فتح ابواب الامن المفتوحة! احداث الاسكندرية العنيفة والدامية فى جمعة الشهيد نصحى عطا ، فتحت ابواب الامن المفتوحة ، لتكتب بحروف حادة وجارحة حقيقته الخيانية المؤلمة0 بداية ، اشير بالاسى الى أن حكومتنا التى تدّعى حمايتنا ، هى نفسها التى اسست فرعا ضخما بمباحث امن الدولة يختص بالاقباط 00يعرفون من خلاله كل كبيرة وصغيرة عنا 0 وكأن الاقباط جماعة ارهابية يجب مراقبتها ومتابعتها والاجهاز عليها !000 يديره اناس كشفوا لنا عن مشاعرهم تجاهنا ، ورأيهم فينا 0 يخبرنا المفكر الليبرالى الاستاذ طارق حجى ، عبر قناة الحرة : انه بينما كان يعيّد على قداسة البابا شنودة فى احد اعيادنا ، أن شخصا اقترب منه وهمس فى اذنه ، قائلا : لماذا تساند الاقباط (00000) ووصفنا بلفظ بذىء 00 لدرجة اذهلت مفكرنا ، فقال له : هل تعتبر العشر ملايين قبطى هكذا ؟! ولما سأله عن وظيفته ، علم منه ، انه المسئول عن الاقباط فى وزارة الداخلية! ان رجال الامن الذين يلازمون كل كنيسة ، ليسوا فى الحقيقة : رجال حماية 0 00 دينيا وسياسيا 0 فايمانيا ، وكما قال الاب القمص مرقس عزيز عبر موقع الاقباط متحدون : نثق أن حمايتنا هى من عند الرب 0 وسياسيا ؛ لأن رجال الحراسة ، وكما شهد شاهد من أهلها : ليس لديهم الاوامر باستخدام سلاحهم عند الضرورة ! بل ، ورأينا احدهم يهدد المجنى عليهم ؛ حتى لا يمسكوا بتلابيب الارهابى الجزار ! بل ، واستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين المجروحين ، واتاحة المجال للمتعصبين لكى يتمكنوا من اذلالهم وسلبهم وحرق ممتلكاتهم ! وهذه العنصرية البغيضة التى بدرت من الامن ، نكأت ذكريات بشعة لا تزال تعيش فى وجدانى منذ احداث الزاوية الحمراء 0 فقد كنت اتبادل حديث ودى مع شخص مسلم ، كان يعمل فى مبنى ملاصق لمبنى عملى فى مدينة الاسكندرية فى ذلك الوقت 0وفى اثناء حديثه اخبرنى انه كان ملحقا على قوة الامن المركزى فى فترة تجنيده ، وقص علىّ قصة ارساله مع رفاقه الى الزاوية الحمراء فى اثناء النزاع بين المسلمين والمسيحيين مع توصية من القادة الامنيين، مفادها : عايزين نأدب ال***** الكفرة00ومن يريد منكم ان يقتلهم فليقتلهم!!! وما زلت الى هذه اللحظة : لا اعرف كيف تفوه هذا المواطن البسيط بهذه المعلومة الخطيرة 00هل نسى اننى مسيحى ؟!00أم هى ارادة الله ، الذى قال : لأن ليس مكتوم لن يستعلن ولاخفى لن يعرف " ؟!000 ولا زلت الى هذه اللحظة ، أ تعذب من موقف هؤلاء القادة العسكريين والامنيين الذين لا يتقون الله فى بلادهم وفى شركائهم فى الوطن ! ان افراد الامن الذين وصفوا على انهم من اجل حراسة كنائسنا ، هم فى الحقيقة عيون الامن داخلها 00 يعملون باسلوب اقمار التجسس ولكنها اقمار ارضية تبدو مضيئة مع ان اعماقها مظلمة وباردة وموحشة0 كل حركة 00كل همسة تنقل مدلولاتها على الفور الى قادتهم 0 كل قطعة من الطوب ، أو مربع من البلاط ، أو عبوة من اسمنت ، أو لوح من الخشب ، هى فى نظرهم سلاحنا البتار ، الذى يجب تدميره ! وكل مجلة توزع ، أو نبذة دينية ، يتمكنون من اخذ نسخة منها وتوصيلها الى الجهات المعنية ، تأكيدا على صحوتهم الجهادية فى عالم البصاصين ! ،000،000،000 ولا تزال ابواب الامن مفتوحة ؛ لنعاين بأنفسنا صدق ذلك الذى وصفهم يوما : بأنهم ليسوا امنا بل هلاكا للدولة! "التعليق : هذه هدية الأقباط متحدون للمجرم رقم 3 في مصر - وزير الداخلية - أما رقم (1) فلقد فاز به رئيس الجمهورية الوهابي الذي حقق أكبر صفقة ****ة في بيع البلاد بمن عليها للسعودية بالدولارات . ورقم (2) حصل عليه المرشد العام لجمعية الغربان المسلمين وذلك قبل رحيله إلي ماليزيا لقيادة تخطيطه لمؤسسة الغربان العالمية (ومصر أحدي قراها للخلافة Satelite)" ![]() ![]() ![]() |
#2
|
|||
|
|||
الأقباط بين مطرقة الإرهابيين وسندان الوهابيين
حقائق منسيةحول اعتداءات الإسكندرية ( 2 ) ألا يعرفون إن عبدة الشيطان فقط هم الذين يقدمون القرابين والأضحية البشرية فداءاً له ؟ فهل هم يعبدون محمداً باعتباره شيطاناً لابد من تقديم الافدية البشرية له ، بدليل قولهم فداك أبي وأمي يا رسول الله ؟ ويقول أحدهم : (اللهم بحق محمد وآل محمد أن تتقبل هذا القربان)!! والقربان الذي يقصده ليس خراف الأضحى ، بل قربان بشري عبارة عن 9 قتلى من اليهود ، و60 مصاباً ، كانوا في محطة الحافلات المركزية في تل أبيب ، حيث فجر فلسطيني نفسه يوم 17 – 4 – 006 [ أنظر تعليقات قراء العربية نت على الحادث ، وخصوصاً صاحب هذا التعليق القرابيني البشري الذي وقع باسم عاشق ، أما جناح الحكومة ، وأعني ، السيد وزير الداخلية ، حبيب العادلي ، فحكايته في غاية التعقيد ، ومن حق الأقباط الإلمام ببعض تفاصيلها ، حتى يعرفون مع من يتعاملون ، خصوصاً وملف قضيتهم معلقٌ بين أصابعه ، وأيضاً حتى تزول حيرتهم من تبرير عدائه الشديد لهم ، والذي ظهر بصورة جلية في الكشح ، الأولى ، والثانية . فمن هو يا ترى هذا الرجل المسؤول عن سفك الكثير من دماء الأقباط ، واختطاف فتياتهم ، وإحراق كنائسهم ؟ خصوصاً وهو ليس مجرد وزيراً للداخلية خلت من قبله الوزراء ، بل يشكل ظاهرة فريدة من نوعها قلما ما تتكرر في عالم الدهاء السياسي المستند على الأمن الداخلي. فلقد استطاع فور تنصيبه وزيراً للداخلية بعد مذبحة الأقصر ، أن يعقد صفقة في غاية التعقيد مع قيادات الجماعات الإرهابية في مصر ، سواء الذين داخل السجون أو خارجها ، الذين كان يعرف كل شيء عنهم ، وعن عائلاتهم ، ومعارفهم ، بحكم عمله الطويل جداً في ( قسم رقابة الأمن الداخلي). وهي الصفقة التي حولت هجوم هؤلاء الإرهابيين تحويلاً جذرياً ، من الدولة ورموزها ، إلى الأقباط. وهي بلا شك صفقة شيطانية تدل على مدى دهائه ، وهو ما يفسر لنا تمسك الرئيس به من عام 1997 وحتى اليوم . فمن هو يا ترى هذا الداهية الذي حول عداء الجماعات من الحكومة إلى الأقباط ؟ أنه السيد : حبيب ابراهيم حبيب العادلي مواليد 1938 ، تخرج من اكاديمية الشرطة عام 1961 ،بدأ حياته المهنية في اقسام المخدرات والتحقيق الجنائي. وهما قسمان يحتاجان إلى مهارات ذهنية خاصة ، وقد أدى نبوغه فيهما الى تصعيده بعد مضي خمس سنوات ، وبالتحديد في سنة 1965 ، إلى قسم ( رقابة الأمن الداخلي) وهو من أخطر وأهم اقسام وزارة الداخلية على الإطلاق ، ولا احد يعرف عنه شيء ، لأنه ( مخابرات داخلية) . وقد ظل في عمله الخطير هذا (رقابة الأمن الداخلي) في عهود ثلاثة من الرؤساء ، عبد الناصر، السادات ، مبارك . وقد انتدبته السلطات العليا للعمل في وزارة الخارجية 1982 – 1984 ليزيد من قدراته في المراوغة، وليجيد ( الطريقة الأمريكاني) بجانب إجادته ( لطرق المعسكر الشيوعي) ثم عاد ليواصل عمله في الامن الداخلي ، بعدما جمع ما بين التكشيرة الروسية ، والبسمة الامريكية ؟ حتى تم تصعيده سنة 1993 إلى منصب مساعد أول لوزير الداخلية. ثم تصعيده مرة ثانية في عام 1996 إلى مساعد أول للوزير ( لرقابة الأمن الداخلي). ثم القفز به إلى منصب وزير الداخلية بعد اقالة حسن الألفي ،عقب مذبحة الأقصر الشهيرة . وأعيد اختياره وزيرا الداخلية في التغيير الوازري في 31 ديسمبر 2005 ،بعدما تأكد للرئاسة إن بقاؤها مرتهناً ببقاء العادلي في منصبه . من هنا نستطيع أن نفهم مدى خطورة هذا الرجل الذي يجيد فن اللعب بالبيضة والحجر ، إجادة تامة ويتخذ من الاقباط وقوداً يحرق به جميع التيارات المتطرفة التي تسعى لقلب نظام الحكم باسم الاسلام ( كالإخوان ، والجماعات ) وذلك من خلال تنافسه أمامهم في التعصب والتطرف والإرهاب ، حتى صار إسلاموياً أكثر منهم دموية فإذا كانوا هم يكرهون الاقباط قيراطا فهو يكرههم 24 قيراط ! وإذا قبض على إرهابي منهم ، يطيب خاطر الباقين بالسماح بالهجوم على كنيسة ! وهكذا يلعب على الحبلين ، وقد شهد عهده حادث الكشح الاول ، والثاني ، وهو الحادث الذي تعرض الأقباط فيه إلى إذلال عام غير مسبوق في العصر الحديث ، إذ أعتقل أكثر من 1500 منهم ، وتعرضوا لتعذيب وحشي ، منهم أطفال ، وأنصح باقتناء كتاب ( الكشح ... الحقيقة الغائبة) لتعرفون مدى بشاعة الجرائم التي ارتكبها هذا الرجل في حق الاقباط ، وهي جرائم كفيلة بتقديمه لمحكمة لاهاي . ![]() ![]() ![]() ![]() |
#3
|
|||
|
|||
حقائق منسية حول اعتداءات الإسكندرية ( 1)
وكانت مصادر أمنية مصرية قد قالت فى وقت سابق ان السلطات إعتقلت ثلاثة أشخاص يشتبه بضلوعهم فى هجمات بالاسلحة البيضاء على أربعة كنائس فى مدينة الاسكندرية أودت بحياة مسيحى وأصابة 16 آخرين. وأضافت ان الشرطة القت القبض على ثلاثة أشخاص قاموا بمهاجمة كنائس "مار جرجس" فى الحضرة و"القديسين" فى سيدى بشرة "الانبا تكلا" فى سبورتنغ و"أبو قير" فى أبو قير وجميعها فى مدينة الاسكندرية، وتابعت ان أحد المعتدين قام بالهجوم على كنيستين مجاورتين. وعرفت المصادر اثنين من المهاجمين هما محمد صلاح الدين عبد الرازق حسين ومحمود عبد الجليل وقالت انهما "مختلان عقليا حيث وجدت بحوزتهما أدوية مهدئة". وقالت المصادر ان أفراد الشرطة الذين يقومون بحماية كنيسة الانبا تكلا فى سبورتنغ أحبطوا احدى الهجمات واستطاعوا القاء القبض على المعتدي فورا، الا أن الداخلية قالت بأن الاعتداءات نفذها شخص واحد، ولم يتضح بعد سبب الاختلاف والتضارب فى المعلومات. وكانت الشرطة قد قالت فى وقت سابق ان ثلاثة شبان يرتدون ملابس رثة كملابس الشحاذين قد هاجموا ثلاثة كنائس فى مدينة الاسكندرية فى حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلى اثناء أداء المسيحيين لصلاتهم. وقال الأب أوغسطينوس مطران (كاهن) كنيسة مار جرجس ان المهاجم : كان "ملتحيا واسلاميا وكان يردد شعارات اسلامية عند قيامه بطعن المصلين المسيحيين"). [ أنظر : العرب اونلاين، ثلاثة اعتداءات على الكنائس فى الأسكندرية تثير الأقباط،، 16/04/2006 فالحديث هنا يتناول ثلاثة أفراد ، الأول ، محمد صلاح الدين، والثاني : محمود عبد الجليل ( يرد ذكره للمرة الأولى ، واختفى بعد ذلك من كل التصريحات الحكومية ) والثالث : شخص ملتحي مما يوضح لنا صدور أوامر عليا بالتراجع عن سرد هذه الحقيقية ، واستبدالها بحكاية المجنون إياه !!! |
#4
|
||||
|
||||
طارق حجى من الشخصيات المستنيرة والعادلة
وأعبر له عن شكرى وإمتنانى لإحساسة بقضايا إخوته فى الوطن ![]()
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
#5
|
|||
|
|||
نظرات في المسألة القبطية
طـارق حجِّـي- مفكر مصري يعرفُ الكثيرون إهتمامي الفائق بالشأنِ القبطي وما تفرع عنه من تعمقٍ في دراسةِ تاريخ المسيحية في مصرَ والتعرفِ على الموروثِ الثقافي القبطي بكل تفاصيِله ودقائِقه كذلك يعرفُ هؤلاء أن هذه الرحلة أقتضت أن أكون قريباً من مئاتِ بل والآفِ الأقباط بما في ذلك عددٌ كبيرٌ من رموزِ الكنيسةِ المصريةِ . وقد طالبني كثيرون من هؤلاء بأن أكتبَ وجهةَ نظري فيما يمكن أن يُسمى بالمسألة القبطية والتي يقولُ البعضُ بأنها متأزمةٌ بينما يقولُ البعضُ الآخر بأنها وهمٌ من اختراعِ الخيالِ وأنه لا توجد مشكلة أو أزمة قبطية على الإطلاق . وأَود أن أبدأ بما سأشير إليه بعد ذلك بالعبارة الديباجة ، فأقول أن الحقيقةَ المُؤكدة أن الأقباطَ هم (أو يجب أن يكونوا) مواطنون مصريون أُصلاء بمعنى أَنهم مصريون من الدرجةِ الأولى وأن هذا هو وطنُهم وأنهم لا يعيشون فيه عالةً في ظلِ تسامحِ الآخرين وإنما لهم ما للشركاءِ من حقوقٍ ومكانةٍ – وفارقٌ كبير بين الشريكِ ومن يُمن عليه . فإذا كانت هذه العبارةُ التمهيدية محلَ إختلافٍ ، فلا مجال لأي حوارٍ لأنه سيكون بمثابةِ حوار الطُرشان : فكل من يعتقد أن الأقباط مواطنون من الدرجةِ الثانيةِ وأننا نتسامح معهم فنسمح بوجودِهم وقد يضيفُ آخرون أنه يجب أن تُطبق عليهم الجزية – فليس لأولئك أسوقُ هذا الحديث إذ إنني وإياهم مختلفان إختلاف المشرق عن المغربِ ، ومن بابِ العبثِ إضاعةُ الوقتِ في حوارٍ مع من يعتقد في شئٍ من هذا . أما إذا كان القارئُ يُسلم معي بصوابِ العبارةِ الديباجة في هذا المقال ، فإنه يكونُ هناك مجال للحوارِ ولبحث الأمر على أَلاَّ ينوب أحدٌ عن الأقباط في التعبيرِ عن جوانبِ شكواهم – فليس من حقِ أية جهةٍ رسميةٍ أو غير رسميةٍ أن تقف وتقول : أنه ليست للأقباط في مصر مشاكل أو شكاوى وإنما الذي يملك حقَ التعبيرِ عن ذلك هو الأقباط أنفسهم . وعندما أكتبُ أنا هذه السطور فإنني أعكسُ ما سمعته مراراً وتكراراً من المواطن المصري القبطي العادي والذي لا يمكن تصنيفه كمتمردٍ أو آبق أو مُبالغ في الأمر لأنني أعرفُ مزاعمَ المُبالغين ولن أتطرقُ إليها في هذا المقال وإنما أكتبُ ما لمسته (وصدّقته) خلال سنواتٍ طويلة ممن يمكن وصفهم بأواسطِ الأقباط المُعتدلين . فمن جهةٍ ، فإن هناك إجماع داخل المجتمع القبطي على أن كل ما يُحيط بقوانين وإجراءات ورسميات إنشاء كنائس جديدة أو ترميم أو إصلاح كنائس قديمة كان يخضع لأمورٍ تخرج عن نطاقِ العقلِ – وقد حدث بعض الإنفراج في هذا الأمر ولكنه في إعتقاد معظمهم إنفراج لا يُصاحبه إيمانٌ عميقٌ بفداحةِ الموقف الذي كان يُحيط بهذه المسألة ، ولا شك أن العلاجَ الوحيد المُرضي هو أن توجد قوانين تُنظم إنشاء دور العبادة (بصرف النظر عن أسمها : مساجد أو كنائس) وتضم قواعد منطقية وعقلانية تنطبق على الجميع – فليس من العقل ولا من المنطق أن يُحاط جانب بقيودٍ غليظة ويتمتع جانبٌ بحريةٍ تصل إلى حدود الفوضى والخروج عن كل القوانين بينما يكونُ موقفُ البعضِ منهم هو الخوف والفزع . ولكن هل مشكلة الكنائس هي لُب شعور الأقباط بوجود مضايقات أو أزمة ؟ .. الجواب قطعاً بالنفي فهناك مشاكل أشد حدة مما يُعاني منه الأقباط من أجل الحصول على تصريحٍ بإنشاءِ كنيسةٍ جديدة – رغم عجزي الدائم عن فهمِ المضار التي يمكن أن تُحيط بأحدٍ من جراءِ إنشاءِ كنائسٍ جديدةٍ – فالكنائسُ إما دور للعبادةِ (لأصحابها) وإما مكان لمناسباتٍ مثل الأفراح أو الجنازات وهي من صميمِ الحقوقِ الإنسانيةِ. أما المشاكلُ الكبرى التي يُعاني منها الأقباطُ فيمكن أن تُوجز فيما يلي : - وجود مُناخ عام تشيعُ فيه في بعضِ الأزمنةِ وفي بعضِ الأمكنةِ روحُ التعصبِ التي يستشعرها القبطي بحساسيةٍ عاليةٍ وبمجرد ذكر إسمه . - وهناك الشعورُ السائد بين الأقباط أن تمثيلهم في الحياة العامة والمناصب الكبرى قد إنخفض تدريجياً خلال السنوات الخمسين الأخيرة حتى بلغ حد عدم إنتخاب قبطي واحد في مجلس الشعب في سنة 1995 . - وهناك أيضاً الأحداث المُحتقنة التي تقع بين الحين والآخر مثل أحداث الكُشح . وفيما يلي بعض الملاحظات التحليلية على جوانبٍ من الشعور القبطي بالتأزم من تلك المسائل : - أما المناخُ العام الذي توجد في كثيرٍ من مواقعِه روحُ تعصبٍ بغيضةٍ ، فهو أمرٌ لم يحدث بقرارٍ حكومي أو سياسي وإنما جاء كنتيجةٍ طبيعيةٍ لهزيمة المشروع المصري النهوضي وما واكب هذه الهزيمة (لا سيما منذ يونيه 1967) من تصاعدٍ للفكرِ والثقافةِ الأصوليةِ والتي عرضت نفسها كبديلٍ عن قادةِ المشروع النهوضي ، ومع استشراء مفردات ثقافة هذا التيار (وهو التيار الذي قتل أنور السادات ونفذ العديد من الجرائم الأخرى) تشبع المناخُ العام بروحٍ محافظةٍ بل ورجعيةٍ كان من المُحتم أن تُفرز موقفاً متعصباً من الأقباط . وكما قال مفكرٌ مصري مرموقٌ ، فكلما إنهزم المشروعُ النهوضي في مصرَ إنعكس ذلك بالسلب على فريقين من أبناءِ مصرَ هما النساء والأقباط – والعكس صحيح ، فمع إزدهار جو ثقافي نهوضي تكون الآراءُ السائدة تجاه المرأة وتجاه الأقباط متحضرةً وموائمةً للعصرِ والتمدنِ. ولكن إذا كان من الظلمِ أن نقول أن النظام السياسي في مصرَ اليوم هو سببُ وجودِ هذا المُناخ العام الذي ينتشر في ظله في بعض الأحيان وفي بعض المواقع "التعصبُ" ، فإنه من الموضوعي أن نقول أن الحكومةَ كان ولا يزال بوسعِها أن تفعل الكثيرَ للحدِ من هذا العنصر السلبي (التعصب) في مُناخنا الثقافي العام من خلال ضرب المثل والقدوة ومن خلال برامج التعليم والإعلام فبوسع الحكومة من خلال ذلك التعامل الفعّال والناجع مع "ثقافةِ التعصبِ" . ولكننا نحتاج هنا لرؤيةٍ شاملةٍ تبذر بذورَها في برامج التعليم كلِها وفي وسائل الإعلام والأنشطة الثقافية بل وتبذر في المنابر الدينية ، فلا أمل في التقدم إذا وقفت المؤسساتُ الدينية الإسلامية موقفاً مُناهضاً لمشروع ثقافي يهدف لإستئصال شأفة التعصب من مُناخنا العام – وهنا فإن على الأزهر أن (يُقاد) من طرف رؤية النظام لا أن (يقود) ، فترك أيَّ أمرٍ لرجالِ الدين يعني قبول إنتشار ثقافة ثيوقراطية لا يمكن بالمنطق والتجربة أن تكون من أنصارِ ثقافةِ عدمِ التعصب والقبولِ العميقِ بحق الآخرين في الإختلاف (وهنا فإننا نتحدث عن حالة واضحة من حالات الإختلاف في ظلِ منظومةِ الوحدةِ) . وكاتبُ هذه السطور يعلم أن "الكلام" في هذا الموضوع أسهل بكثير من "الفعل" – ولكنه أيضاً يعلم أن وظيفة "القيادة" (بالمعنى الواسع ، أي كل القيادات التنفيذية العليا) هي بلورة الرؤية وأن تقود لا أن تُقاد . وأي زعم بأن النظام السياسي الحالي في مصرَ بطبيعته عدوٌ لهذا الفكر هو زعم غير صحيح ، فالنظام لم يخلق – في إعتقادي – روح التعصب وإنما "سكت" على وجودها زمناً طويلاً ثم إكتشف عن قُرب أن الفكرَ الواقف وراء ثقافةِ التعصبِ هو العدو الأول للنظام وهو الذي أفرز حادثة المنصة وحادثة أديس أبابا وغيرها من الأحداث التي ما هي إلاِّ "ذروة" ثقافةٍ معينة . |
#6
|
|||
|
|||
تابع المقال :
وأما الشعورُ السائد بين الأقباط أن تمثيلهم في الحياةِ العامةِ والمناصبِ الكبرى قد إنخفض بشكلٍ كبير خلال العقودِ الأخيرةِ ، فتلك حقيقةٌ تثبتها مئاتُ الإحصائيات ولا ينبغي أن تُفهم على أن النظام يقصدُ ذلك ولكن الحقيقة أن الحكوماتِ المتوالية سمحت بتفاقمِ الظاهرةِ وأصبحت هذه الظاهرةُ السلبية يتعاظمُ حجمها في ظلِ مناخٍ من عدم رؤيتها وهو ما يستحقُ الدراسة ، وإن كنتُ أعتقد أنه يُفسر بثقافةٍ ذاعت وشاعت في حياتنا العامة خلال العقودِ الأخيرة جوهرها إنكار المشكلات والحديث بإصرار على أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان وهي ظاهرة تخرجُ من رحم بُعدٍ ثقافي آخر هو عدم قبول النقد وعدم تأصيل القدرة على ممارسةِ النقدِ الذاتي . وقد يندفعُ البعضُ قائلاً أن السببَ الوحيد هو "سلبيةُ الأقباط" وإنكبابهم على الأنشطةِ المالية – والحقيقةُ أن هذا من باب وضع الحصان أمام العربة ، فالأقباط سلبيون لا شك كما أنه لا ريب أنهم إنصرفوا إلى الأنشطة المالية والإقتصادية ولكن ذلك كان نتيجة لا مقدمة : نتيجة لإنغلاق أبوابٍ عديدةٍ أمامهم وهم أصحاب الكفاءات الحقيقية التي لا يجوز لعاقلٍ أن ينكرُها . ورغم يقيني أن التحليلَ الوارد أعلاه سليم إلاَّ أنني أعلم أنه ناقصٌ : فكما أن هناك أَبواباً عديدة مغلقة أمام أصحابِ الكفاءاتِ العاليةِ من الأقباط فإن معظمَ هذه الأبواب أيضاً مغلقٌ أمام أصحاب الكفاءات العالية بوجهٍ عام ، فأساسُ اللعبة هو المُشاركة في المطبخ السياسي الذي تكوّن خلال العقود الأخيرة وهو مطبخٌ مُنفّر بطبيعته لأصحاب الكفاءات إذ إنه يقوم على قواعدٍ من الولاءِ الشخصي وغير ذلك من مفرداتِ المطبخ السياسي المصري المُعاصر وهي مفردات طاردة لأصحاب الكفاءات وأصحاب الكبرياء . أما الأحداثُ المُحتقنة التي تقع بين الحين والآخر مثل أحداث الخانكة ومروراً بعشراتِ الأحداثِ حتى نصل إلى مآسي الكشح الحديثة فإنها ناجمةٌ عن عناصرٍ واضحةٍ لعل أهمها ما يلي : - الرغبة في تصغير حجم ما يحدث خوفاً من آثارِ إنعكاس الحقيقة على سمعةِ مصرَ – والحقيقةُ أن سمعةَ مصرَ تُخدم بمواجهةِ الحقيقة لا بإدارة الظهر لها . - تفشي ثقافة تجاهل المشكلات والتغني بالإنجازات ومدح الذات . - عدم أخذ العبرة من الجهود المخلصة التي بُذلت في دراسة وتحليل مثل هذه الأحداث وأشهر الأمثلة على ذلك عدم الإستفادةِ من التقريرِ المشهور بتقرير الدكتور العطيفي عن أحداثٍ من هذا النوع وقعت في السبعينات وكان يمكن الإستفادة القصوى منها لولا ذيوع ثقافة أن ما حدث أمرٌ بسيط حرضت عليه قوةٌ خارجيةٌ تريد السوء بمصرَ . وفي كل الأحوال فإننا ندعو لا لتوجيه إتهامٍ أو لوم لأحدٍ وإنما لدراسةٍ موضوعيةٍ محايدةٍ تهدفُ (مثل دراسة الدكتور العطيفي) للوقوفِ على عناصرِ ما يحدث ولا تهدف للقول بأن الحكومة تضطهد الأقباط فليس من الحكمة أو العقل أن يكون هذا هو الهدف كما أنه ليس من الحكمة والعقل أن يُقال أن كلَ شئٍ على ما يرام . ولعلي لا أجد شيئاً أختم به هذا المقال أفضل من القصة التالية : في حوارٍ عن المسألةِ القبطيةِ سألني أحدُ الحضور عن إحتياجاتِ الأقباط ومطالبهم فبدأت بالمطلب الثاني ثم الثالث ثم الرابع ثم الخامس ... وعندما سألني عن المطلب الأول قلتُ له أن ما يحتاجه الأقباط أولاً وقبل كل شئ هو (حضن إجتماعي) بمعنى أن يشعروا أن هناك رغبة عميقة في الإستماع إليهم وإلى شكواهم ومشكلاتهم من موقع المحبة والتعاطف والإيمان بأنهم شركاءٌ في هذا الوطن وليسوا أقلية من الدرجةِ الثانية عليها أن تقبل وتقنع بعطايا الأغلبية . ولعلي لا أتجاوز الموضوعية إذ أقول أن دراسةَ حالةِ ونموذج سعد زغلول وعلاقته بالأقباط يمكن أن تكون نقطة بداية رائعة لمن يرغبون في حلٍ أصيلٍ وكاملٍ فقد كان سعدُ زغلول معبودَ الأقباط لأسبابٍ عديدة من صناعته وتصميمه هو (وأُشير هنا إلى مقالٍ قديمٍ لي نُشر بجريدة الأخبار يوم 19 فبراير 1987 بعنوان (سعد زغلول ووحدة عنصري الأمة المصرية) والذي نُشر بعد ذلك في كتابي "الأصنام الأربعة") . * نُشـرت بجريدة (الوفد) يوم الجمعة 6 أكتوبر 2000 . |
![]() |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|