مقتل قبطي في بشتيل الوراق

[الخواجه]

الغموض يسيطر علي حادث ذبح «جواهرجي» الوراق

كتب سامي عبدالراضي ومصطفي المرصفاوي ٢٧/٢/٢٠٠٨
سيطر الغموض والحيرة علي جريمة مقتل «جواهرجي» في «بشتيل» بالوراق، بعد أن ذبحه مجهول بسكين داخل محل الذهب، واستقل دراجة نارية بصحبة شريكه وانطلقا إلي الطريق الدائري، وتبين أن الضحية لا تربطه خصومات مع أحد وأن جيرانه وأهالي المنطقة يحبونه.. وقرر تامر مختار، مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، تشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة، وتبين أن المتهم أصاب القتيل بجرح ذبحي غائر في الرقبة بطول ١٠ سم، واستدعت النيابة أسرته وجيرانه وانتدبت المعمل الجنائي للمعاينة ورفع البصمات.. جرت التحقيقات بإشراف المستشار هشام الدرندلي، المحامي العام لنيابات شمال الجيزة، بسكرتارية جمعة عبدالفتاح.

أمر اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث بعد انتقاله إلي مسرح الجريمة، وتبين من التحريات وأقوال الجيران والشهود ومعاينة مكان الواقعة أن الضحية معوض فضل رياض، ٣٣ سنة، يمتلك محل ذهب في منزل والده بقرية بشتيل في الوراق، وأنه يبدأ يومه في الواحدة ظهرًا، ويعمل بمفرده وتتردد عليه شقيقاته وزوجته وأقاربه للاطمئنان عليه طوال الوقت، وتبين أن مجهولاً توجه إليه عصر أمس الأول، واستغل هطول الأمطار بغزارة وخلو الشارع من المارة لتهديده وسرقته.

وكشفت أثار الدماء داخل المحل وخارجه أن القتيل قاوم قاتله بشدة وأطلق صرخات استغاثة مكتومة وأجبر المتهم علي الهرب قبل أن يسقط جثة هامدة عند باب المحل.. أشرف علي فريق البحث اللواء عادل الشاذلي، مدير المباحث الجنائية، وضم العميد مصطفي زيد، رئيس مباحث قطاع الشمال، والعميد عصام عبدالنعيم، رئيس مباحث قطاع النفس، والعقيد عرفة حمزة، مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم مدحت فارس، وجار فحص المسجلين خطر بالمنطقة والمفرج عنهم حديثًا وأصحاب الدراجات النارية، وفحص علاقات القتيل التجارية، وعلاقته بجيرانه وأصدقائه وتتبع خط سير المتهم، وشريكه بالدراجة النارية أعلي الطريق الدائري، كما استمع فريق البحث لأقوال شاهد عيان تصادف مروره بالشارع لحظة وقوع الحادث،

وقال الشاهد: «وجدت شاباً يخرج وبيده سلاح من المحل وخلفه الضحية يترنح والدماء تنطلق من رقبته بغزارة وسقط عند باب المحل، وطاردت المتهم وساعدني بعض الجيران الذين انتبهوا للحادث وفشلنا في الإمساك به، وتبين لنا أن شابا يستقل دراجة نارية في نهاية الشارع، قفز القاتل إليه وفرا هاربين باتجاه الطريق الدائري».

انتقلت «المصري اليوم»، إلي مكان الحادث وساد الحزن والذعر شوارع القرية، خاصة أن الضحية وأقاربه من الشخصيات المحبوبة في المنطقة، وهو وحيد والديه وله ٣ شقيقات، ويتولي الإنفاق علي أسرته.. المحل يقع في شارع مسجد الرحمن، ويبعد ٢٠٠ مترًا، عن الطريق الدائري، وهو محل متواضع بينما يعيش الضحية مع زوجته وطفليه مينا ٤ سنوات وسيمون عامين، ويعيش والداه وشقيقاته في نفس المنزل بالطابق الثالث.. واختار اسم المحل «سيمون» علي اسم طفلته الجميلة، وبجوار المحل يسكن أقارب الضحية وتربطهم علاقة طيبة بالجيران، وأهالي القرية ويعمل والده في الزراعات التي يمتلكها آخر القرية.

عزت داوود توفيق ٣٢ سنة، ابن عمة القتيل، روي التفاصيل: «معوض افتتح المحل منذ ٣ سنوات بعد أن ظل يعمل في محل ذهب بإمبابة ٧ سنوات متتالية، كنت أزوره يوميا في المحل، وأساله: إيه الأخبار، هل أنت في حاجة إلي شيء، لحظة الحادث كنت في الشارع المجاور وانطلقت بعد الاستغاثة، وجدت الجيران يطاردون شابًا وهم يقولون: حرامي.. ووجدت معوض ملقي أمام المحل والدماء تنزف من رقبته بقوة، كان يودع الحياة، أحضرت سيارتي بسرعة، وانطلقت للمستشفي، لكنه لفظ أنفاسه قبل أن أتخطي الشارع».

والدة الضحية جلست بجوار المحل وهي تصرخ: مين عمل فيك كده يا معوض.. رايح فين يا معوض وسايبنا وهقول إيه لـ«سيمون» و«مينا».