|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
لغة الحذاء وأزمة الفكر العربي
المكان .. العراق .. بغداد المناسبة .. مؤتمر صحفي يحضره الرئيس بوش التاريخ .. 14/12/2008 الحدث .. قنبلة الحذاء التاريخية ..... ! غزوة عظيمة قادها البطل ( منتصر الزيدي ) .. الذى أصبح رأس الكرامة العربية ودخل التاريخ بحذائه .. ! عفواً لا يمكنني التحدث أكثر من ذلك فى وصف المعركة الكبري .. لكن دعونا نطالع هذا الصحفى الذى تحول إلى بطل وما كشفه التأييد الجارف له من الشارع العربي وما رأيناه بجلاء كاف من أزمة الفكر العربي التى وصلت إلى لغة الحذاء .. ! لا حديث الأن سواء فى الفضائيات الإخبارية وغير الإخبارية والصحف .. سوى عن تمجيد هذا الحدث التاريخي .. فى الحقيقة لكم صدمت جداً لما حدث فأنا كمواطن مصري .. وليس عربي .. يعيش فى منطقة الشرق الأوسط العربية بالطبع أعلم يقيناً أننا نواجه أزمة فى الفكر العربي بشكل عام ومنها الميل للعنف ولفظ الآخر والقبيلة والديكتاتورية سواء فى السياسة أم الحياة الإجتماعية .. لكن لم أتخيل أننا سنصل لهذا الحضيض المخزى .. لم أتخيل أننا وصلنا إلى ثقافة الحذاء .. الجوتي ( كما ينطقها أهل الخليج ويعنون بها الحذاء ) .. وممن يصدر هذا التصرف .. ؟ من صحفي .. !!! ياللعجب .. لو صدر من شخص جاهل لكان هناك بعض التعنيف له ولكن بجانبه مبرر ما .. أما ويصدر من صحفي .. !! المفترض فيه أنه هو من يتقن لغة الحوار مع الآخر .. مع الساسة والسياسة .. مع كل مشكلات المجتمع .. المفترض فيه أنه ضمير المجتمع .. والمنُاظر والمتحدث والمحلل .. والمراقب .. السلطة الرابعة .. كل هذا سقط مع أول رمية لحذاء منتصر الزيدي .. !! كشف هذا التصرف مدى عمق التخلف الذى وصل له الفكر العربي وفقدان آليات الحوار مع إلإفتقار لكل مناهج العلم والديموقراطية ومدي ضيق الأفق لدى المواطن العربي العادى أو حتى لدى مواطنوا الصفوة كما يطلق على المثقفون .. نعود للتهليل العجيب من الصحف والفضائيات .. عناوين غريبة وعجيبة ومحزنة .. منها .. : - تأييد شعبي واسع فى الشارع العربي لمنتصر .. !! - تصريح على لسان منتصر .. الهجوم على بوش بالحذاء سيدخلني التاريخ .. (عجيب .. صحفي مثقف يتفاخر بدخوله التاريخ بالحذاء .. !!!!) - الصحف الأمريكية تصف رحلة الخزى فى دراما الحذاء .. !! - اما قناة (البغدادية ) تقول .. طبعاً شاجبة ومستنكرة .. لا للسلوك المشين من مراسلها لكن .. من القبض عليه .. والأعجب التذرع بالديموقراطية .. فلنقرأ : ( مجلس إدارة القناة يطالب السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن منتسبها الزيدي تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الامريكية العراقيين بها" ) .. !!!!!!!!!!!!!! حلوة حقاً .. تمشياً مع الديموقراطية وحرية التعبير .. أسلوب جديد للديموقراطية بالحذاء والشتيمة .. !! - الكوميديا السوداء لم تنتهي .. فنرى خبراً آخر .. مع صورة رائعة تعبر أصدق تعبير على الغيبوبة التى دخلها العقل والوعي العربي إلى ما لانهاية .. هناك متظاهرون من مدينة الصدر كانوا طبعا ً يهتفون بحياة البطل المغوار ويحمل هؤلاء المتظاهرون لافتات تقول : (نطالب بإطلاق سراح منتصر الزبيدي عملاً بمبدأ الديموقراطية ) !!!!! - يقول أحد زملاء البطل .. أنه وطني متشدد ... وقد كان يخطط منذ شهور لفعلته هذه ... ويستطرد ( إن "الأمر متوقع من منتظر ( منتصر )؛ إذ إنه وطني متشدد جدًّا فيما يتعلق بالعراق ... ) .. هل يمكننا القول بأن هذه الغزوة الكبري إنطلاقة جديدة لما يسمى بوطنية الأحذية .. ؟!!! ونتسائل هل بضرب الحذاء والشتيمة قام سيادته بتحرير العراق وطرد الجيش المحتل ... ؟!! .. - دعا نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي إلى تشكيل هيئة دولية للدفاع عن "الصحفي البطل منتظر الزيدي". لا يوجد نص يعتبر إلقاء الحذاء في وجه زعيم ما جريمة وبالتالي لا عقوبة إلا بنص، وبوش نفسه اعتبر أن إلقاء الحذاء في وجهه تعبير عن حرية الرأي .. !!!!!!!!! - سعودى يعرض 10 مليون دولار لشراء حذاء البطولة العربي .. !! ( هل فكر هذا السعودى فى أن يهب لا 10 مليون دولار .. بل فقط مليون منهم لمساعدة الفقراء مثلاً .. أو دعم مستشفى أطفال مجانية .... أو محاربة الجهل وبناء ولو مدرسة .. بدلاً من هذه الصحوة العنترية لشراء حذاء بهذا المبلغ الباهظ جداً .. !!!! ) - عائلة الزيدي فخورة به .... ! - مواطنون مصريون طالبوا الدول العربية بالبحث عن حذاء الزيدي ووضعه في متحف لأنه برأيهم من أعز ما يملكه العرب الآن !! من الذى يجب وضعه فى المتحف الحذاء أم الثقافة التى إمتلاءت بها هذ ه العقول المغيبة وراء عنتريات وشعارات كلامية لن تغير ولن تفيد شئ .. - هذا غير المباركات الهاتفية للمواطنين العرب فى كل أنحاء الوطن العربي بهذا النصر والماسيجات والنكات وإلى غير ذلك .. إختفى صوت العقل الذى يفهم معنى الديموقراطية الحقيقية .. ولكن إحقاقاً للحق فى وسط هذه المهازل .. وجدنا بعض الأقلام المثقفة والواعية والحاضرة فى قلب الأحداث بدراسات وتحليللات منطقية .. أذكر من هذه الأصوات د/ على الخشبيان .. على موقع العربية نت .. فى 15/12/2008 ودعونى أقتبس منه هذه الكلمات .. ( لقد كان الرئيس الأمريكي وبكل أخطاؤه السابقة حاكما ديمقراطيا حقيقي فلم يتم تقطيع الصحفي في الحال إلى إرب كما كان متوقعا لو حدث هذا المشهد في مؤتمر صحفي عربي ولو كان المتحدث مدير عام . ) ( إذا كانت الديمقراطية الأمريكية منحت الإنسان حق التصويت لمن يريد من الرؤسا ، فقدمنحتنا حق الرجم بالأحذية ) .. ( الحذاء صوت أرجل وليس صوت عقل وأيدي وحوار، لذلك لم ندع الفرصة تفوتنا للتعبير عنديمقراطيتنا من النوع الثقيل الذي ينحدر بنا إلى استخدام تلك الأدوات. كم هم أولئك الذين سوف يشبهون ذلك الصحفي بألسنتهم عندما يمتدحون الموقف ليس لجماله ولكن لأنه يعبر عن نفس الثقافة والشعور الذي أصاب ذلك الصحفي .) ... ( ليس من أخلاقنا نحن العرب هذا التصرف مهما كان ديمقراطيا فلدينا ألسن نتحدث بها ولغة بها سحر البيان فلماذا نلجأ إلى هذه الأساليب الغير منطقية ). ثم يختتم مقالته الرائعة المتزنة الهادئة بقوله المتحسر حزناً وألماً فى أحرفه ... (إن ما أخشاه أن تدخل ثقافة الأحذية الى مصطلحاتنا السياسية فنترك الآخرين يحصلون على ما يريدون سياسيا، بينما نمنحهم فرقعة الأحذية التي رأيناها) . إن كل كلمة فى هذه المقالة تصف على أرض العقل والمنطق الغائب عن هذه الأحداث المكون الثقافي العروبي وما رسمه من فصول مأساة جديدة ومنزلق خطير وصل له التفكير والنقاش والإستيعاب العربي لفهوم الديموقراطية .. أخيراً أقول .. إتفق مع الأخر .... إختلف معه .. هذا من شيم الإنسان المتحضر .. ولكن لتكن آداة التعبير لك وللآخر هي الفكر المنطقي المهذب والنظيف .. لا بمجرد أن تختلف مع شخص فى رأى أو فكر أو سياسة تسلك درباً من هذه الدروب ... - إما العنترية الكلامية والشتائم والأحذية ... فهل يوجد حق يدافع عنه بالشتائم والأحذية .. ؟! وإما نلجأ إلى التجاهل ونغمى أعيننا عن كل ما لا يرضينا .. فقد يتجاهل الجاهل بجهله الإبداع ويظن ذلك كيداً له فيكون ذلك وساماً على صدر المبدعين شيرين شوقى مدونة مشوار الحنين http://lawersherenshawky.blogspot.com/ آخر تعديل بواسطة المحامى/شيرين شوقى ، 16-12-2008 الساعة 07:28 AM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
العربى الكارة لنفسة.. العربى الكارة لفرعونيتة ج1 | para`o | المنتدى العام | 3 | 12-01-2007 04:32 PM |
المسيحيون العرب وأزمة الوجود بين الوطن والمهجر | Pharo Of Egypt | المنتدى العام | 0 | 04-11-2003 11:46 AM |