تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #10  
قديم 26-10-2005
الصورة الرمزية لـ amoni
amoni amoni غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: في قلب مسيحي
المشاركات: 1,626
amoni is on a distinguished road
ولكن ما الذي حدث ؟ حدث أنك بدلاً من أن تسيطر على الحرية الإنسانية أردت لها مزيداً من النمو ! فهل نسيت إذن أن الإنسان يؤثر هدوء نفسه بل ويؤثر الموت على أن تكون له ملكة حرية الاختيار في معرفة الخير والشر ؟
لا شيء يخلب اللب أكثر من حرية الضمير ، ولكن لا شيء في الواقع يعذب الإنسان أكثر مما تعذبه هذه الحرية .
فبدلاً من أن تحمل للإنسانية الأسس الراسخة الثابتة الباقية لتهدئة ضميرها ، وبدلاً من أن توفر لها هذه الأسس إلى الأبد ، عرضت عليها ما في هذا العالم من أمور سرية غامضة خارقة تفوق طاقة القوى الإنسانية ، وكنت في عملك هذا كأنك لا تحب البشر إطلاقاً ، أنت الذي إنما جئت مع ذلك لتضحي من أجلهم بالحياة ! إنك بدلاً من أن تسيطر على الحرية الإنسانية وسعتها ، وبذلك أثـقلت ، بآلامها على ملكوت الإنسان النفسي .
أردت من البشر أن يمنحوك حبهم أحراراً ، وأن يتبعوك بإرادتهم ، مفتونين بشخصك . ألغيت القانون القديم الذي كان وطيداً راسخاً، فأصبح على الإنسان أن يميز الخير والشر بنفسه ، مستلهماً حكم قلبه ، غير مسترشد في تردده إلا صورتك أمام عينيه .
أفلم تتنبأ إذن بأن البشر سينوءون بهذا الحمل الرهيب ، حمل حرية الإرادة ، فإذا هم آخر الأمر ينبذون في يوم من الأيام صورتك ويشكون في حقيقتك ؟ لسوف ينادون في النهاية بأن الحقيقة لم تكن فيك ، فمن المستحيل إلقاؤهم إلى اضطراب أشد وعذاب أرهب من الاضطراب والعذاب اللذين ألقيتهم إليهما حين تركت لهم كل هذه الأنواع من القلق ، وكل هذا العدد من المشكلات التي لا سبيل إلى حلها .
لقد وضعت أنت نفسك الأسس اللازمة لتهديم مملكتك ، فليس لك أن تتهم أحداً بتدميرها . فهل هذا ما عرض عليك مع ذلك ؟
ليس على الأرض إلا قوى ثلاث تستطيع وحدها أن تتغلب إلى الأبد على ضمير هؤلاء المتمردين الضعاف ، وأن تفعل ذلك من أجل سعادتهم ، وهذه االقوى هي : المعجزة .. السر .. والهيبة
ولقد رفضت هذه القوى الثلاث جميعاً وعلمت البشر بقدوتك أن يحتقروها . فحين نقلك الروح الرهيب الداهية إلى سطح المعبد وقال لك : "إذا أردت أن تتأكد أنك ابن الرب فألق بنفسك في الفضاء ، لأنه كـُتب أن الملائكة ستتلقفه وتسنده فلا يقع ولا يتحطم وعندئذ تعلم أنك ابن الله وتبرهن على قوة إيمانك بأبيك" ، ولكنك رفضت هذا العرض ولم تلق بنفسك في الفضاء
صحيح أنك تصرفت في تلك اللحظة تصرفاً فيه ما في تصرف إله من عظمة وجلال ، ولكن هل تتصور أن البشر ، وهم جنس ضعيف متمرد ، يملكون من القوة الروحية ما يملكه إله ؟ لقد فهمت في تلك اللحظة أن قيامك بخطوة واحدة ، بمجرد حركة بسيطة هي أن تهم بإلقاء نفسك في الفضاء كانت ستعني إغراء الرب ، وفقدانك للإيمان به ، فتتهشم أسوأ تهشم على الأرض التي جئت لتخلصها وتنقذها ، ويهلل الروح المحتال الذي كان يغريك جذلاً طرباً
ولكنني أعود فأسألك : هل أمثالك كثير في هذا العالم ؟
هل وقع في وهمك لحظة واحدة أن البشر يمكن أن يكونوا هم أيضاً فوق إغراء من هذا النوع ؟
هل في طبيعة البشر أن يتنازلوا عن المعجزة وأن يعتمدوا على حكم القلب الحر وحده في الساعات العصيبة من الحياة ، أمام المشكلات الخطيرة الأليمة التي تعرض للنفس ؟
لقد كنت تعلم أن مأثرتك ستحفظ بالكتب المقدسة إلى آخر العصور وأبعد حدود الأرض ، وكنت تأمل أن يقتدي البشر بك فيقبلوا أن يظلوا وحيدين مع الله لا يطلبون معجزة من المعجزات
ولكنك لم تقدر أن الإنسان متى جحد المعجزة أسرع يجحد الرب ، لأن ظمأه هو إلى العجائب لا إلى الرب ؛ وأنه لكونه لا يستطيع أن يحيا بغير معجزات ، سيخلق بنفسه معجزات ، فيهوى ، ولو كان متمرداً وكافراً وملحداً ، إلى خرافات سخيفة وتنطلي عليه أباطيل السحرة وخزعبلاتهم
إنك لم تنزل عن الصليب حين دعاك الجمهور إلى ذلك صائحاً من باب الاستهزاء : أنزل عن الصليب فنصدق أنك أنت
إنك لم تنزل ، لأنك مرة أخرى لم تشأ أن تستعبد البشر بالمعجزة ، وإنما أردت أن يجيئوا إليك بدافع من الإيمان الحر لا بدافع الإيمان الذي تلده العجائب
كنت تريد أن يهبوا لك محبتهم أحراراً لا أن ينصاعوا لك عبيداً أذهلهم جبروتك . هنا أيضاً أسرفت في تقدير البشر وأنزلتهم منزلة أعلى من منزلتهم ذلك أن البشر عبيد بالطبع رغم أنهم مفطورون على التمرد
انظر فيما حولك : ماذا أصبح البشر بعد انقضاء خمسة عشر قرناً ؟ من هم أولئك الذين رفعتهم إلى مستواك ؟
أحلف لك أن الإنسان أضعف وأسوأ مما ظننت . هل يستطيع هو أن يحقق ما حققته أنت ؟ إنك حين احترمته ذلك الاحترام كله قد تصرفت تصرف من فقد عطفه عليه ، لأنك سألته فوق ما يطيق ، أنت الذي أحببته أكثر من نفسك
فلو أنك قدرته أقل مما قدرته إذن لطلبت منه أقل مما طلبت ، ولكان موقفك عندئذ أقرب إلى المحبة ، لأن العبء عليه يكون عندئذ أقل ثقلاً
إن الإنسان ضعيف وضيع . لا يهمني أن يكون الآن قد ثار في كل مكان على سلطتنا ، وأنه يرى في عصيانه هذا مجداً يعتز به
ذلك غرور طفل ، ذلك غرور تلميذ . إن البشر يشبهون تلامذة صغاراً ثاروا في المدرسة وطردوا معلمهم . ولكن فرحتهم لن تدوم ، وستكلفهم ثمناً باهظاً . سوف يهدون المعابد ، وسوف يجري الدم سيولاً على الأرض
وسوف يدركون عندئذ ، سوف يدرك هؤلاء الصبية الأغبياء ، أنهم إن خُلقوا عصاة متمردين ، فليس يتيح لهم ضعفهم أن يعيشوا زمناً طويلاً في التمرد والعصيان
وسيعترفون وهم يسكبون دموعاً باطلة أن الذي وهب لهم روح العصاة قد رغب بلا شك في أن يسخر منهم . سيقولون هذا محزونين مكروبين ، وسيكون هذا القول تجديفاً يجعلهم أعظم شقاء أيضاً ، لأن الطبيعة الإنسانية لا تحتمل التجديف ، ولابد أن تثأر لنفسها منه آخر الأمر
القلق ، الاضطراب ، العذاب ، ذلك هو المصير الذي كُتب على البشر الآن ، بعد أن تحملت أنت كل ما تحملته في الماضي من أجل أن تهب لهم الحرية ! إن رسولك الكبير- يوحنا الرائي - يروي أنه أبصر ، في رؤيا ، جميع المشتركين في البعث الأول ، فرأى اثني عشر ألفاً من كل سبط
لقد كانوا ، مهما يكثر عددهم ، أقرب إلى آلهة منهم إلى بشر : قاسوا ما قاسيت وعاشوا عشرات السنين في الصحراء القاحلة ، وأضناهم الجوع ، واقتاتوا بالجراد والجذور
صحيح أن في وسعك أن تعتز بأبناء الحرية هؤلاء الذين وهبوا لك محبتهم أحراراً ، وارتضوا طائعين مختارين أن يضحوا في سبيلك بأنفسهم في سورة رائعة
ولكن تذكر أن هؤلاء ليسوا إلا بضعة آلاف ، وأنهم أشبه بآلهة منهم ببشر
والآخرون ؟ ما ذنب الآخرين إذا هم لم يستطيعوا أن يحتملوا ما احتمله هؤلاء الأقوياء من محن ؟
هل تأثم النفس الضعيفة حين لا تعرف كيف تسمو إلى فضائل مخيفة إلى هذا الحد ؟
أتراك جئت إلى هذه الصفوة ومن أجل هذه الصفوة وحدها؟
إذا كان الأمر كذلك فهو سر يفوق ما نملك من قدرة على الفهم ؛ ومن حقنا في هذه الحالة نحن أيضاً أن نلجأ إلى السر ، وأن نعلم الجماهير أن الأمر الأساسي ليس هو المحبة ولا هو أن يقرر قلبهم تقريراً حراً ، وإنما هو السر الذي يجب عليهم أن يخضعوا له خضوعاً أعمى ولو عارضهم في ذلك ضميرهم . وهذا بعينه هو ما فعلناه
__________________
From all the things i have lost i miss my mind the most
http://www.youtube.com/watch?v=pMePM...layer_embedded
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 12:20 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط