|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
عظيمه يا مصر
عظيمه يامصر
يبدو أننا بالفعل أكثر شعوب العالم عِشْرَةً فلا يهون علينا مفارقة مسؤول لنا أو تركه لمنصبه وذلك عملاً بالمثل القائل "إن العشرة لا تهون إلاَّ على ابن الحـ..." و"اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش" أو كما قال الأستاذ عادل إمام في مسرحيته الشهيرة الزعيم: "الرئيس اللي تعرفه أحسن من الرئيس إللي ماتعرفوش". ولا غريب عندئذ أن نجد أننا من الدول التي لها تراث عالمي رائع ولا يوجد له مثيل في كل بلاد العالم، ولا أقصد به التراث الذي توارثناه من الحضارة الفرعونية أو الحضارة اليونانية أو الحضارة القبطية والتي لا يعرف عنها أحد وذلك عن عمد مقصود وإنما نحن أصحاب تراث لأن في مصر: 1- أحد أقدم رؤساء البلاد في العالم، وكأن مصر كلها التي أنجبت كل الملوك والفراعنة الذين قادوا العالم لا تستطيع أن تنجب أخرين، والتمسك بمقولة: "لا يوجد أفضل مما هو موجود". وهذا غريب، واستغرب وأتعجب أن أمريكا وفرنسا وإيطاليا وكل البلاد التي مازالت فيها مساحة العقل والفكر والحرية متسعا كبيرا تتخلي عن خبرة رؤسائها الذين حددت لهم فترات الرئاسة سابقا، ومع ذلك تحيا بدون هذه الخبرة ولم تسقط لأنها تخلت عن الرئيس الخبرة، وذلك لأنها فصلت بين الرئيس والدوله ولا يختذل أحدهما في الأخر. 2- أقدم برلماني في العالم وربما أقدم برلمانيين في العالم، ويقال أن أحدهم كان عضوا في التنظيم الذي كان قبل التنظيم البرلماني وقد استعانوا به عند تأسيس البرلمان كعنصر خبرة ولكنهم لم يستطيعوا التخلي عنه وذلك عملا بالمثل " العشرة لا تهون إلا على....". وأصبحت لدينا أسر برلمانية يورث فيها كرسي البرلمان للابن عن الأب ككل ممتلكاته الشخصية التي يمتلكها، لذلك عند تقسيم الميراث يوضع أيضا في تقسيم حسابات تركة المرحوم من سيرث كرسي سيادته الموقر. 3- أعرق اسرة حاكمة في النظام الجمهوري، وهي حدث فريد لا يتكرر كثيرا في النظام الجمهوري الحديث، علينا في مصر أن نفتخر بها لأننا ونحن فقط نتمتع بهذا النظام، فاتحدى أن يكون حتى لملكة بريطانيا نفس سلطات وصلاحيات السيدة سوزان مبارك التي تجتمع بالوزراء والمحافظين وتتقدم عليهم وتقودهم في الاجتماعات ولا أعرف من أي قاعدة دستورية أو قانونية تستمد السيدة الفاضلة سلطاتها ونفوذها فانا لم أجد فقرة واحدة في القانون تتحدث عن سلطات زوجة الرئيس ولا يذكرها الدستور في أي من بنوده. بل أنني اتحدى أن يكون للأمير شارلز ولي عهد بريطانيا وملكها المستقبلي أتحدى أن يكون له تأثير ونفوذ أحد أبناء الرئيس الذين يهلون علينا أو يشرفنا أحدهم دائما بطلعته البهية وقد أصبح أحد رموز وركائز السياسة في بلدنا والوريث الشرعي للبلاد وولي عهدها بحكم قانون الوراثة الجديد. 4- كثيرا ما حاولنا أن ندافع عن أنفسنا بإيجاد مايشابهنا في الغرب ولكن كل ماهو يربطنا بهم أو يشبهنا معهم مجرد تسميات فمثلا عندما ترأس جورج بوش أمريكا كانت كل الاتجاهات تقول إنه ورث إبيه إذن فلماذا انتقاد الرئيس السوري أو كل أبناء الرؤساء العرب المتطلعين إلى كراسي وعروش والديهم، وينسون أن بوش الابن وبوش الأب كان هناك فاصل بينهم اسمه كلينتون ولم يعتلي بوش الابن عرش أبيه قبل اعلان خبر وفاة أبيه وذلك بالطبع للمحافظة على أمن البلاد وسلامتها. كثيرا ما نركن إلى أنه حتى في أوروبا هناك نظام وراثي مثل الملكية في بريطانيا العظمى، وأسبانيا وننسى أن ملكة بريطانيا مثلا تملك ولا تحكم وهي بالنسبة لهم أفضل شكل من المحافظة على تراث البلاد. ولا وجه للمقارنة بينها وبين بلادنا فالملكة في أوروبا تملك ولا تحكم أما عندا وفي بلادنا الرئيس أو الملك يملك ويحكم ويحاكِم ولا يُحاكم. أعتقد أن الفرق شاسع جدا. 5- في بلادنا أعتدنا أن نسمع دائما لقب "الرئيس الراحل" ولكننا لم نسمع أبدا لقب "الرئيس السابق"، لأن كل الرؤساء عندنا "... قائد إلى الأبد" فهو إما رئيس للبلاد، إما مائت أو مقتول ولكننا لم نعتد أن يكون عندنا رئيس سابق. لأننا اعتدنا ان نُقَيِّم الشخص بالمركز والكرسي الذي يشغله وليس بمكانته وعلمه فأصبح من الصعب أن هذا يتخلى عن كرسيه لأنه يمثل بالنسبة له قيمته. لذلك كثير من السادة المسؤولين عندنا قيمتهم هي فقط قيمة الكرسي الذي يجلسون عليه وليس في عقولهم وأفكارهم وعلمهم. ولذلك يفقدون قيمتهم بمجرد تركهم للكرسي الذي يجلسون عليه. وهذا أحد الأسباب التي تجعلهم متشبثين بالكرسي ويفعلون كل ماهو ممكن للاحتفاظ به أطول مدى. 6- وبما أنه أصبح عرف، والعرف أقوى من القانون، فالقانون ذاته يستمد قوته من كونه عرف، أي شيء متعارف عليه بين الناس، فقد أصبحت كل كراسي البلاد ومراكزها بالتوريث ولما لا وهو ما تباركه الأسرة الأولى طالما ستحتفظ هي بأكبر الكراسي دائما، فأصبح عندنا كرسي العموديه "العمدة" وراثه، كرسي مجلس الشعب وراثه، كرسي مجلس الشورى وراثه، كراسي قادة الشرطة والضباط وراثة، كراسي الوزراء وراثة، اساتذة الجامعات وكراسيهم وراثة. ولا عزاء لأصحاب المصاطب. ولمن لا يعرف فإن أربعة من الوزراء الحاليين أقله من الوارثين للكرسي عن أحد أفراد الأسرة. آخر تعديل بواسطة Allat ، 18-01-2006 الساعة 02:13 PM السبب: smaller font |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|