تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-02-2006
SonOfAthanasius SonOfAthanasius غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 163
SonOfAthanasius is on a distinguished road
مختارات من صحيفة الأهالي

مصر.. والوحدة الوطنية (1)

د. رفعت السعيد




فأقلق مضجعي ما بات فيها
وما باتت عليه فهل أُلامُا
هكذا تحدث حافظ إبراهيم عن مصر وهمومها، لكنه لم يكن يتحدث عن أي مساس بالوحدة الوطنية فقد كانت في ذلك الزمان مصونة، ولا يتجاسر أحد علي المساس بها، لكنها أصبحت الآن جرحا داميا فكيف يمكن علاجها؟.
الجواب بسيط وهو أن نعمل جميعا علي الاعتراف بوجود هذا الجرح، وأن نعمل علي علاجه علاجا شافيا، ويتطلب الأمر أن نبذل جهدا حقيقيا علي مسارين.. أولهما: مسار التنفيذ والممارسة العملية التي تعطي لكل مواطن- وأيا كانت ديانته - حقوقه كمواطن دون أي تمييز، أو دون أي نقصان ويسري ذلك عبر خطي عديدة تتعلق بدور العبادة والوظائف العليا.. وغيرها، لكن ذلك لا يكفي وحده، فالعقل المصري العاقل يجب أن يستيقظ وأن يواجه دعاة التفريق بين المواطنين، وهذه هي مهمة رجل الدين المستنير والمثقف المستنير.
وفي أيام قديمة لعب الاثنان هذا الدور بإخلاص وتفان فنجحا في بناء جدار وطني ومصري يصعب علي دعاة الفتنة اختراقه.. ولنقدم بعضا من أمثلة.. وطبيعي جدا أن نبدأ بالأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده الذي كتب كثيرا وألح كثيرا علي احترام الإسلام لحقوق المواطنة وقال «إن الوطنية هي عبارة عن تعاون جميع أهل الوطن الواحد المختلفي الأديان علي كل ما فيه عمرانه.. ذلك أن اختلاف الدين لم يحدث في البلاد شقاقا وطنيا في زمن من الأزمان» (محمد رشيد رضا - تاريخ الأستاذ الإمام ج1 - ص919).. لكن زماننا الكئيب شهد ما لم يحدث في مصر في زمن من الأزمان، أليس كذلك؟ ونمضي مع الأستاذ الإمام ونري أنه أوضح في كثير من كتاباته وفتاواه «أن المسيحية ديانة لا عداوة بين من يدين بها علي أصولها وبين من يدين بالإسلام علي أصوله، كما أنه لا يحرِّم علي المسلم يوما أن يصاحب أهل الكتاب علي سنة أهل الكتاب» (عباس العقاد - محمد عبده - ص295)، ونتأمل هذه العبارة الشاملة الجامعة ونتساءل: كيف إذن تنمو بواعث الفتنة إذا ما كان الإسلام علي أصوله والمسيحية علي أصولها.. يمنعان أي شكل من أشكال العداء؟.
ونترك الأستاذ الإمام لنأتي إلي واحد آخر من رواد الوطنية المصرية وأب من آبائها هو عبدالله النديم، وفيما كانت الثورة العرابية تتألق في الأفق المصري، كان البعض يستعد ليلعب لعبة التفريق بين المسلمين والأقباط فصرخ عبدالله النديم في وجوه الجميع «أوصيكم بكلمة الاتحاد، والتمسك بحبل الائتلاف، وأحذركم من التخاذل وسماع أقوال أهل الأهواء الذين شربوا دماءنا ولم يرتووا، وأكلوا لحومنا ولم يشبعوا» (التنكيت والتبكيت - 16 - 10 - 1881) ويمضي النديم محذرا «المصريين من سماع أقوال المرجفين» مؤكدا «لابد من سد الأذن عن سماع الأصوات الأجنبية التي تحرك النفوس وتُظلم القلوب» ثم «ليعد المسلم منكم إلي أخيه المسلم تأليفا للعصبية الدينية، وليرجع الاثنان إلي القبطي والإسرائيلي تأييدا للجامعة الوطنية، وليكن المجموع رجلا واحدا يسعي خلف شيء واحد هو حفظ مصر للمصريين» (الأستاذ - 13 - 9 - 1892) ثم راح يلقن المصريين فنون الوحدة الوطنية وأسرارها «قضي المسلمون مع الأقباط ثلاثة عشر قرنا وهم في اختلاط أهل بيت، ومعاملة عشيرة واحدة، واتحاد عائلة، وما جري بينهم يوما واقعة عدوانية سببها اختلاف الدين، بل بقينا معهم كل هذه المدة نتبادل الوظائف والزيارات، وامتلاك الطين والعقار» ثم يقول «إن القبطي يسكن في قرية من قري الريف وجاره المسلم يحرسه ويقضي له أشغاله ويحفظ له أمواله» وحتي بالنسبة للأجانب غير المصريين تتواجد ذات المودة وذات المعاملة «فالأجناس المختلفة الدين والوطن واللغة يساكنوننا نحن معاشر المصريين فلا يجدون إلا صدورا رحبة، ووجوها ضاحكة، وألسنة رطبة بالتحيات والتهاني» ثم هو يؤكد «ورغم وجود الألوف المؤلفة من إخوان الوطنية الأقباط في الوجه القبلي والبحري ومخالطتهم المسلمين دارا لدار، وغيطا لغيط، ولم يسمع أن مسلما تعدي علي قبطي» ويمضي النديم قائلا «نحن معاشر المصريين نفتخر بين الأمم بهذه الجامعة التي لا تنحل عقدتها، ولا يتبدد نظامها» ويتباهي النديم بالوحدة الوطنية قائلا «إن مصر مخصوصة بجامعة وطنية لم يسمع بمثلها في الأقطار إذ كان المسلمون مع الأقباط كأهل بيت يتعاونون علي المعاش ويتجاورون الأعمال، ويتقاسمون النظر في شئون البلاد، ويتعاضدون علي حفظ الوطن من طوارئ العدوان» «المرجع السابق» ونمضي في رحلتنا لنستمع إلي عبدالله النديم مؤكدا للعدو الأجنبي عدم جدوي أية محاولة للتفريق بين المصريين علي أساس من الدين فيقول «ولهذا لم تجد دولة من الدول العدوانية علَّة دينية تتداخل بها في شأن مصر باسم راحة المسيحي والمحافظة علي المعابد المقدسة أو إعطاء الأقباط حريتهم في عوائدهم الدينية، بل كان إئتلاف المسلمين والمسيحيين بها حجابا بين مصر وبين تلك الدعوة التي تقودها أوروبا تغريرا وتضليلا» ويعود النديم إلي زمن الحروب الصليبية «فحتي في الحروب الصليبية التي تحرك لها عالم أوروبا برمته وامتدت قرنين من الزمان، وكان لمصر فيها الشأن الأكبر واليد القوية لم يسمع أن مسلما تعدي علي قبطي» (الأستاذ - 23 - 5 - 1893 - نقلا عن دراسة للدكتور عبدالمنعم جميعي بعنوان «الوحدة الوطنية في كتابات المفكرين المصريين»).
هكذا حفظ المصريون وحدتهم، وهكذا صانوها، وهكذا أغلقوا أبواب التدخل الأجنبي في شأنهم الداخلي.. هكذا كان الأمر منذ أكثر من قرن من الزمان فماذا جري لنا؟ وإلي أين نحن ذاهبون؟.
ولنتابع هذه المسألة الهامة معا في الكتابة التالية.
http://www.al-ahaly.com/articles/06-...65-col-egy.htm


الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 06:39 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط