قضايا و اراء
43557 السنة 130-العدد 2006 مارس 9 9 من صفر 1427 هـ الخميس
الأديان السماوية وثقافة المحبة
بقلم : د. نبيل لوقا بباوي
أستاذ القانون الجنائي
أن الله أنزل ثلاث ديانات سماوية لكي يعيش اتباع الديانات السماوية في محبة وصداقة وليس لكي يتشاجر اتباع الديانات السماوية وتسيل دماؤهم ويتناولون رموز الديانات الأخري بالغمز واللمز كما يحدث في الدنمارك وأوروبا, أن الديانات السماوية ديانات سلام فالقرآن واضح كل الوضوح فإن جنحوا للسلم فاجنح لها والانجيل واضح المجد لله في الاعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة, فطالما أن الديانات السماوية ديانات سلام هناك التزام إلهي علي اتباع الديانات السماوية بالتعاون بينهم والعيش في سلام فهذه تعليمات القرآن والانجيل للمسلمين والمسيحيين معا, وقد علمت بواقعة علمت بها من أحد المسيحيين المقيمين في مدينة دالتون التابعة لولاية جورجيا وهو قريب لي ومقيم في أمريكا منذ أكثر من عشرين عاما بأن محمد فريد خميس له مصنع سجاد في هذه المدينة وقد تقدم بمشروع يؤكد سماحة الإسلام مع الآخر لمجلس مدينة دالتون بأمريكا باقامة مسجد لصلاة المسلمين وكنيسة لصلاة المسيحيين بالمدينة ومعهما قاعة محاضرات ومدرسة لتعليم اللغة العربية لكل العرب الموجودين بالمدينة, وحيث ان قوانين المدينة تشترط موافقة الجيران في حالة اقامة دور عبادة, وقد اعترض بعض المتعصبين ولكن في اجتماع المجلس المحلي للمدينة قام راعي كنيسة المدينة بالاشادة بالمشروع باقامة كنيسة وجامع متجاورين لذلك وافق المجلس المحلي لمدينة دالتون علي إقامة المشروع هذه هي سماحة الأديان السماوية وسماحة اتباع الديانات السماوية مع بعضهم وهذه هي ثقافة المحبة بين اتباع الديانات السماوية مع بعضهم وجار اقامة المشروع في المدينة وسوف يفتتحه فضيلة الإمام الدكتور سيد طنطاوي وقداسة البابا شنودة مؤكدين ثقافة المحبة بين اتباع الديانات السماوية.
ومما يؤكد ثقافة المحبة بين اتباع الديانات السماوية ماعلمته من قريبي في مدينة دالتون أن المسلمين في المدينة لايوجد لهم مكان يصلون فيه فقام راعي الكنيسة بتخصيص مكان لهم في فناء الكنيسة تم تجهيزه بحيث يصلي المسلمون في ذلك المكان يوم الجمعة من كل أسبوع هذه هي ثقافة المحبة وهذا يذكرني بواقعة قرأتها في السيرة النبوية لابن هشام والسيرة النبوبة لابن اسحاق ان الرسول استضاف بعض المسيحيين من آل نجران في مسجده بالمدينة وعندما جاء وقت صلاتهم سمح للمسيحيين بالصلاة داخل المسجد رغم أنهم يقولون في صلواتهم كلام لا يقره الإسلام فهذه هي ثقافة المحبة بين اتباع الديانات السماوية واتذكر واقعة أخري بأن قداسة البابا شنودة يقيم كل رمضان مائدة افطار لكبار المسئولين في الدولة, وحينما يأتي وقت الصلاة يصلي المسلمون داخل الكنيسة بالكاتدرائية بالعباسية ويكون إمامهم في الصلاة شيخ الأزهر الدكتور طنطاوي لذلك اقول شكرا للاخ محمد فريد خميس الذي ضرب احد أمثلة ثقافة المحبة بين اتباع الديانات السماوية.