الاخوان المسلمون والأقباط
1 ـ أدين بالفضل فى تكوينى الثقافى الى والدى الدكتور أحمد صبحى منصور والدكتور سعد الدين ابراهيم. بفضلهما عايشت منذ صغرى الفكر المستنير فى رواق ابن خلدون الاسبوعى حين كان يديره أبى ويغذيه دكتور سعد باسهاماته العلمية .
كانت ندوات الرواق الاسبوعية تتشابك بالنقد مع كل المحظورات السياسية والدينية ، وأهمها موضوعان هما الاخوان المسلمون والاقباط .
2 ـ من الندوات التى تأثرب بها فى الرواق ندوة حضرها قادة حزب العمل بعد تحوله ليكون بوقا للاخوان المسلمين. كان حزب العمل يقدم للرواق مشروعا للدستور المصرى فى اطار دعوة الرواق فى سنة 1997 لاصلاح الدستور المصرى . كان من ضمن المتحدثين عن الحزب الدكتور حلمى مراد الوزير الأسبق والاستاذ الجامعى الأشهر وثانى شخصية فى حزب العمل وقتها. المفاجأة فى مشروع الدستور الذى أعده حزب العمل وكتبه الدكتور حلمى مراد أنه أفرد بابا خاصا فى الدستور للأزهر يكرس ويقعد فيه لسيطرة الأزهر وشيوخة الجامدون المتحجرون على الحياة الفكرية والفنية والأدبية فى مصر المحروسة . كانت مفاجأة ان يكتب هذاالعبث مفكر مصرى بحجم وتاريخ الدكتور حلمى مراد بعد نصف قرن من تاريخ قضاه مدافعا عن مصر العلمانية. قال الدكتور أحمد صبحى منصور ان اضافة باب للأزهر فى هذا الدستور يؤكد ان الدولة المراد اقامتها هى دولة دينية وليست الدولة المدنية العلمانية وهو الثمن الذى يجب أن يدفعه كل من يتحالف مع الاخوان المسلمين حتى لوكان الدكتور حلمى مراد وحزب العمل اليسارى السابق.
من وقتها فهمت أن تراث الأزهر هو المرجعية الحقيقية لفكر الاخوان ومنهاجهم السياسى .
3 ـ ندوة اخرى تكلم فيها ابو العلا ماضى عندما أعلن انشقاقه عن الاخوان وانشائه حزب الوسط وضم اليه شخصية مسيحية مرموقة وهى الدكتور رفيق حبيب ابن الاستاذ صموئيل حبيب رئيس الكنيسة الانجيلية . حضر رفيق حبيب مع ابو العلا ومعهم جمال سلطان وآخرون من اعضاء حزب الوسط تحت التأسيس . كان برنامج الحزب غاية فى الروعة ، يذهل من يقرؤه من تسامحه و عصريته . قبل الندوة أعطى والدى برنامج الحزب لنا ـ نحن شباب الرواق ـ لندرسه ولنجهز اسئلة عليه للمتحدث . قدمنا الأسئلة لأبى فلم تعجبه ، قال لا تسألوه عما كتب فى برنامجه ، بل اسألوه عما لم يكتب ، وهو كيف سيتصرف مع الفكر الدينى الذى يجعل الأقباط أهل ذمة ؟ والذى يأمر بقتال غير المسلم حتى يسلم ؟ والذى يمنع بناء الكنائس، اسألوه عن حد الردة، عن حد الرجم ، كيف سيطبق حد السرقة ..الخ .قمنا باعداد هذه الأسئلة وتوزيعها علينا. وبعد أن انتهى ابو العلا من عرض برنامجه السياسى وبعد أن انتهى حليفه المسيحى رفيق حبيب من التصديق على كلامه انتفتح باب الاسئلة وفوجىء أبو العلا بأن عليه ان يجيب بصراحة على المسكوت عنه ، حاول المراوغة فلم نعطه الفرصة ، فنحن من الأزهر ونعرف مناهجه الدراسية وفكره وثقافته . هاج أبو العلا واضطر لأن يقولها صريحة : ان الأزهر هو مرجعيته فى كل هذه القضايا ولا يستطيع انكار الشريعة التى يتمسك بها الأزهر. عندها ظهر وجهه الحقيقى وضاع كل الكلام الجميل الذى ملأ به برنامجه. من وقتها وحتى الآن لا يزال ابو العلا ماضى ناقما على والدى معتقدا أن ابى قد نصب له فخا واوقعه فيه.
4 ـ اننى أنتمى لعائلة أزهرية عريقة. أبى وجدى وبعض أعمامى وأبناء أعمامى من شيوخ الأزهر وخريجيه. ولقد أدخلنى أبى الأزهر ومعى أخى شريف وقت أن كان فى خلاف معلن مع الأزهر. ودرسنا فى الأزهر فى كل مراحله الابتدائية والاعدادية والثانوية الى أن تخرجنا فى جامعته أنا وشقيقى شريف. وتزامن تعليمنا فى الازهر مع تكويننا الثقافى بصحبة أبى فى معاركه ضد الفكر المتطرف والاخوان داخل مركز ابن خلدون وخارجه. أى أننا كنا ولا نزال نجمع بين دراستين متناقضتين: الدراسة الأزهرية الظلامية والافكار التنويرية. ومن هنا أستطيع أن اتأمل ما ينتظر الأقباط اذا وصل الاخوان لحكم مصر لأن مرجعية الاخوان هى مقررات الأزهر التى درستها وتعلمتها وعايشت النضال ضدها.
5 ـ لقد درسنا فى الأزهر ان المسيحيين كفرة، وأهل ذمة يجب أن يدفعوا الجزية ، أى أنهم مواطنون من الدرجة السفلى . فلا يمكن أن يلقى المسيحى فى بلاد المسلمين نفس المعاملة التى يلقاها المسلم. على سبيل المثال فان المسلم اذا قتل مسيحيا لا يقام عليه القصاص، ولا يمكن للمسلمة أن تتزوج مسيحيا ، ولا يمكن للمسيحى أن يرث أباه المسلم بينما يجوز لمن أسلم من المسيحيين أن يرث أباه ال******. وبينما يتم الاحتفال بالمسيحى الذى أسلم فان المسلم يحكم عليه بالقتل اذا تنصر . هذا بالاضافة الى فتاوى أخرى متفرقة يفهم منها استحلال دماء وأموال الأقباط والتأكيد على اذلالهم واضطهادهم والجائهم الى السير فى الحارات بدلا من الشوارع وتضييق الطريق عليهم وعدم رد السلام عليهم. هذه مجرد أمثلة لما درسناه فى الأزهر. وهناك تفصيلات أكثر فى كتاب " فقه السنة " الذى كتبه الشيخ الأزهرى سيد سابق ، الفقيه الأشهر للاخوان المسلمين, وقد كتب مقدمة هذا الكتاب وأشاد به الشيخ حسن البنا نفسه . ومن المعروف أن عبد الناصر كان يسمى الشيخ سيد سابق " مفتى الدم ".
|