بطريرك الأسكندرية أم بطريرك مصر ??
مازلت اتعجب لماذا تصر الكنيسة القبطية المصرية على أن تلقب باباواتها ببطريرك الأسكندرية و ليس بطريرك مصر فكيف يتم أختزال مصر كلها بموروثها الحضارى شمالا و جنوبا إلى مجرد مدينة ساحلية حديثة العهد لا يتعدى عمرها الفى و ثلاثمائة عام و هنا أستعير كلمات البابا شنودة عندما تم سؤاله عن فكرة إقامة دولة للأقباط تكون عاصمتها أسيوط فأجاب :
هل نحن من ناحية وطننا و أنتمائنا نتنازل عن لقب مصرى الذى نفتخر به لنأخذ لقب أسيوط (و انا أقول أسكندرية ) نترك مصر كلها بل أمجادها و تاريخها لنتقوقع فى مدينة هى إحدى بلاد مصر
هذا بعد حزف ما قاله قداسة البابا و اعتبره انا و كثيرون معى اهانة لأسيوط و شعبها
و السبب الأخر أن ربط الأسكندرية بنشاة المسيحية فى البلاد المصرية ربط خاطئ فمن المعروف تاريخيا أن القديس مارمرقس الرسول جال فى ليبيا أولا مبشرا ثم الواحات الواقعة فى الصحراء الغربية و أول أرض مصرية وطأتها قد الكاروز كانت مدينة أسيوط حيث مقر كنيسته الشهيرة صاحبة التجليات " نفس المكان " و من هناك اخذ يبشر المصريين هابطا مع النيل حتى وصل إلى الأسكندرية حيث كان قد بشر فى طريقه الكثيرين من المصريين
و هناك سبب آخر هو أرتباط الأسكندرية بالكرسى المقرسى له أسبابه التاريخية حيث كانت الأسكندرية عاصمة الدولة الرومانية و أنا أتعجب كيف ترتبط كنيستنا بعاصمة الغزاة التى بناها الأسكندر الأكبر و مع زوال هذا السبب التاريخى بنقل الكرسى السكندرى إلى القاهرة كان من المفترض أن يلقب البابا بابا القاهرة !!؟؟ و لكن رغم هذا أيضا فالكنيسة القبطية للأسف مصرة على ربط كرسيها و مقرها بمدن تعبر عن الغزاة و المحتلين فهذة هى قاهرة المعز التى طالما قهرت الأقباط و المصريين و هى فسطاط عمرو الذى زبح المسيحيين و كنت أتمنى ان يكون مقر الكرسى المرقسى فى طيبة حيث عاصمة الحضارة المصرية القديمة و رمز فخرنا أو فى الدير المحرق القدس الثانية الذى تشرف بأقامة طويلة للعائلة المقدسة او فى أى مكان فى محافظتى المنيا او أسيوط حيث يمتزج التاريخ الفرعونى العريق و الكثافة القبطية الحقيقية حيث يكون الكرسى المرقسى فى وسط التجمع الحقيقى للمسيحيين و ليس بعيدا كل البعد عنهم
و لعل أحداث فاو دشنا التى تجاهلتها الكنيسة المصرية بكل مستوياتها راجعة إلى أن الأقباط فى جنوب مصر سقطوا سهوا أو عمدا من حسابات الكرسى السكندرى بينما تحركت الكنيسة بكافة مستوياتها الداخلية و الخارجية لدعم أقباط الأسكندرية "و هذا مطلوب" ضد الغزوة الأسلاموية الأخيرة بينما تجاهلوا غزوات الصعيد المتكررة فى محافظة قنا التى أبتلاها الله بعرب قبائل و بمحافظ قبطى
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
|